إليك فؤادي خــــاشعاً وجوارحي 00 إذا سرت أو وقــفت أتــــهـــجـــــد
وما دمعت عيـــناي إلا توســــلاً 00 وشكـــــــراً لنعماك التي لا تــحــدد
وجودي ومايحوي الوجود بأسره 00 رذاذُ عـطـاياك الــتي لـــيس تنــــفد
وهبت لــنا الدنيا وذللتـها لــــــــنا 00 فلان لنا صخر وأخصب فـــــدفـــد
وأطلقتنا شكلاً وعزماً ومنطـــــقاً 00 على خير ما نهوى ونرضى وننشد
وميزتنـــا بالعـقــل حتى نرى به 00 صراطا قويماً حيث نهــنأ ونــســعد
وقلت لنا : ســـيروا عليه فضللت 00 بصائرنا الأهواء للعــــقل تـــفـســـد
وهِمنا على درب الغوايات حوماً 00 فما قُصرت باع ولا أحــجــمـت يــد
ظمئنا ولم تُشبع ظِـــــمانا جهالة ً 00 وتِهنا عن العقل الذي فيــه نـرشـــــد
وهامت رؤانا في متاهات غـــينا 00 كـــأن لــنا يـــوماً ولـــيس لـــنا غــد
* * *
إلهي مـــــا يوما عصيتك مـــــرة 00 وكنت بعصياني إلـى العــمد أقــصد
وما شدني للــذنب شرك بمـــبدع ٍ 00 يخــر لــه نجم ويســــجد فـــرقـــــد
وما كنت مغروراً بعزمي وقـوتي 00 ولا غرني جـــــــاه ومـــــال وسؤدد
ولكــــــنه ضعفي أمام غــرائزي 00 وبهــــرج دنـــيا خـالـــبٌ ومـســـهـد
فما أنا إلا واحـــدٌ من بني الورى 00 نعـــيش ظِــــــماءً والأمـــاني شــرد
إلى أن نرى في الشيب بدء نهاية ٍ 00 لــمــا كـــان يــغــوي عــقــلنا ويـبدد
فنلجأ للباري نفوســاً هلـــــــوعةً 00 ونطــــرق من أبــوابه لــيس تــوصد
* * *
إلـهي بعد الذنب جئتك راجـــــياً 00 حــــنانك يا مـن تـــستعان وتـقــــصد
وأسألك الغفران رفــــــقاً بأضلعِ 00 من الخــــوف نارُ الـــذعر فيها تـوقد
دعوتك يا ربي لتغــفـر زلـــــتي 00 وما أكـــثــر الــزلات حــيـــن تـــعدد
فما أنا معصـوم ولا أنا قاصــــدٌ 00 تــحديك يا من طـــوعه الأمـتس والغد
ذنوبي وإن كانت كِـثاراً فأدمعي 00 عـــــلى توبتي عـــنها تـــنم وتــــشهد