التصنيفات
خواطر وعذب الكلام

رسائل حب إلى الغوغائيين.. كلام راقي

عدتُ للتو من سان فرانسيسكو بعد أن شاركتُ في مسيرةٍ ضخمةٍ
جابتْ شوارعَ هذه المدينةِ الأمريكيةِ الجميلة. الجموعُ التي
هتفتْ ضدَّ الحروبِ الأمريكيةِ العبثيةِ في الشرقِ الأوسطِ
اخترقتْ الأحياءَ بثباتٍ وملأتْ الفضاءَ بالهتافاتِ التي
تهاجمُ السياسةَ الأمريكيةَ الخارجيةَ بكلِّ شجاعةٍ ووضوح. كان
الشعارُ الأساسيُّ الذي انطلقتْ المسيرة تحتَ لوائه يقول:
"No Justice.. No Peace"، أو السلام لا يكون مع
الظلم.

شعار جميل شاملٌ لكل ما يشهده عالمنا المترامي الأطراف من تعسف واعتداء، في
زماننا الذي لا يشبع دماءً ولا خراباً، ولا يحسنُ إلا قهرَ المظلومين. إن أهم
ما في المسيرة –من وجهة نظري- كان تأييد هذه الجموع الغفيرة لحق الشعوبِ
العربيةِ المعتدى عليها في العراق ولبنان وفلسطين في المقاومة بأشكالها كافة.

في هذه المسيرةِ العملاقةِ لم أستطعْ أن أخفيَ، كغيري، مشاعرَ الحزن والألم
على الأرواح التي ذهبت ضحيةَ الإجرام المنظم والسياسةِ الأمريكية الخطيرةِ في
وطننا العربي. كما أنني لن أقدر الآن أن أخفيَ مشاعرَ الاحترام والحب والتقدير
لكل أمريكي شارك في هذا الحدث الهام، وبذل جهداً ولو يسيراً لإظهار التضامن
الواضحِ والصريح مع الشعوب المقهورة، حتى لو كانت الحكومة الأمريكية هي التي
تمارس هذا القهر بشكل مباشرٍ أو غير مباشر. شكراً لكم أقولها باسمي وباسم كل
العرب والمسلمين في العالم.

***

أدعياءُ الليبيراليةِ العرب، يصفونَ الجموعَ التي تخرجُ في الوطن العربي
هاتفةً ضدَّ الحربِ ومناصرةً للمقاومة بجموع الغوغائيين، على أساس أن هؤلاءِ
العربَ والمسلمين لا يؤيدون إلا الإرهابيين على حد زعمهم. ترى، ماذا يقولُ
هؤلاءُ عن المتظاهرين الذين خرجوا بمئات الآلاف في عشراتِ المدن الممتدة من
ساحل الولايات المتحدة الأمريكية الشرقي إلى ساحلها الغربي بحناجر صادحة،
وقلوب مؤمنة بعدالة قضايانا وحقنا في مقاومة المعتدي؟

***

أجملُ الغوغائيين في العالم هو السياسي البريطاني الشجاع "جورج جالاوي"، لقد
استمعتُ إلى مقابلتِه على شبكة سكاي نيوز، والتي لم يستطع خلالها إلا أن يقفَ
بكل شموخ في وجه عمى الألوان الإعلامي الذي تمارسُه هذه المحطات التلفزيونية
عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.

جورج جالاوي، نحبك ونحب غوغائيتك…!!

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.