بسم الله الرحمن الرحيم.
.
" كتب الله تعالى الموت على الصغير والكبير والشريف والطريف .. والعالم والجاهل ..
ولكن .. لا شك أن المصيبة بالعلماء مصيبة كبيرة .. وذلك لأن بفقدهم يفقد العلم الذي هو ميرات الأنبياء ..
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال
ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقي عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً .. فسُئلوا ..
فأفتوا بغير علم .. فضلوا وأضلوا ) ..
هذه سنة الله تعالى .. حيث أنه كتب الموت على كل نفس :
(( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))
(( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ))
فكل من على هذه البسيطة يموتون .. صغيرهم وكبيرهم .. عالمهم وجاهلهم ..
و لكن الناس لا يأسفون إلا على أهل الخير .. الذين ينفعون وينفع الله تعالى بهم وبعلومهم !
فإذا ماتوا فُقِدوا .. وأما عوام الناس فالغالب أنهم لا يفقدهم إلا أقاربهم وجيرانهم ومن حولهم ..
وهذه سنة الله أن جعل للعلماء الربانيين النافعين جعل لهم منزلة في قلوب الناس ..
بحيث أنهم يحبونهم ويحبون أن يتصلوا بهم ويدعوا لهم عند الموت يحبون أيضاً أن يشيعوهم ويدعوا لهم
ويشاركوا في تشييعهم .. وهذا ما جعل الله في قلوب المؤمنين من المحبة والمودة بعضهم لبعض " *
قبل أيام ليست بالبعيدة ..
فقدنا شيخنا ووالدنا فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله ..
واليوم نُفجع بخبر وفاة الشيخ الداعية ( سعيد الزياني ) رحمه الله وغفر له ..
فتكالبت شعور الحزن .. لينتظم في هذه الأبيات كالدمع الهتون !
~ | الدمع الهَتون ! | ~
حُقَّ البُكَاءُ .. أيَا عُيُونْ ** إِذْ غَابَ عنَّا المُصْلِحُونْ !
تَشْكي السَّماءُ رَحيْلَهُمْ ** يَجْثُو على الأرضِ السُّكونْ !
هذا (ابنُ جبْرينٍ) مضى ** وجَرَى لَهُ الدَّمْعُ الهَتُونْ !
و اليومَ نَفْقِدُ عَالِما ً ** بَحْرَاً .. حَوَى كلَّ الفُنُونْ !
دَاعٍ إلى الخَيْرَاتِ .. لا ** يَثْنِيْهِ شَكٌّ .. أو ظُنُونْ !
شَيْخٌ بَشُوشٌ .. مُشْفِقٌ ** مَلَكَ النَّقَا .. لَوْ تَعْلَمُونْ !
هذا ( سَعِيْدٌ ) .. دُرَّةٌ ** سَكَنَتْ بِأَوْسَاطِ الجُفُونْ !
قَدْ ( زَيَّنَ ) الأكْوَانَ بالـ ** الآياتِ والنُّورِ المُبِينْ !
تَبْكِيهِ رُوحِيْ كُلَّمَا ** قَالُوا : هَوَى بـ يَدِ المَنُونْ !
و اللهُ يَعْلَمُ كلَّ مَا ** قَدْ كانَ .. أَوْ مَاذَا يَكُونْ !
إنَّا و إِنْ رَحَلَ الدُّعَاة ُ ** على خُطَاهُمْ سَائِرُونْ !
إنْ مَاتَ فينا عَالِم ٌ ** أَلْف ٌ سِوَاهُ .. سَيُبْعَثُونْ !
شعر : ياسر السليّم (كاسر)
أداء وألحان : أسامة السلمان
هندسة : عبدالمحسن القعود
أو من هنا
أو من هنا
http://www.4shared.com/file/185022608/98dcef2a/__online.html
رحم الله العلماء والدعاة والمصلحين .. وكفى الأمة شر الفتن .. ما ظهر منها وما بطن ..
وأسبغ على بلاد المسلمين الأمن والإيمان .. ووقاها شر الأشرار .. وكيد الفجار .. اللهم آمين ..