السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
الله لا اله الا هو القاهر فوق عباده هو القوى المتين ونحن الضعفاء اليه هو الله نعم المولى ونعم النصير .
اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى ال سيدنا ابراهيم فى العالمين .
ثم اما بعد ابدا مشاركتى عن سيرة سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه ، ولقب بأسد الله واسد رسول الله .
دعونا نتعرف على نسب سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه .
هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم، عم رسول الله وأخوه من الرضاعة، يقال له: أسد الله، وأسد رسوله . يكنى أبا عمارة، وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير، وكان حمزة أسنَّ من رسول الله بسنتين. له من الأبناء: عمارة، ويعلى، وأمامة، وسلمى، وفاطمة، وأمة الله.
الحياة فى الجاهلية الأولى لسيدنا حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه :-
شهد سيدنا حمزة رضى الله عنه حرب الفجار الثانية ، وكانت بعد عام الفيل بعشرين سنة ، وبعد موت أبيه عبد المطلب باثنتى عشرة سنة ، ولم يكن فى العرب حينذاك أشهر منه ولا أعظم منه .
وحرب الفجار هذه هى بمثابة أول تدريب عملى لسيدنا حمزة رضى الله عنه ، تدرب عمليا على استخدام السلاح ، وعاش فى قلب المعركة الحقيقية ، وكان وقتئذ يبلغ من العمر ثنتين وعشرين سنة ، وكان مولعا بالصيد والقنص ، وهو ما يدل على مهارته فى الفروسية والرمى .
اسلام سيدنا حمزة رضى الله عنه :-
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ ، كَانَ وَاعِيَةً : أَنَّ أَبَا جَهْلٍ مَرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الصَّفَا ، فَآذَاهُ وَشَتَمَهُ ، وَنَالَ مِنْهُ بَعْضَ مَا يَكْرَهُ مِنْ الْعَيْبِ لِدِينِهِ ، وَالتَّضْعِيفِ لِأَمْرِهِ ؛ فَلَمْ يُكَلِّمْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَوْلَاةٌ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ فِي مَسْكَنٍ لَهَا تَسْمَعُ ذَلِكَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ فَعَمَدَ إلَى نَادٍ مِنْ قُرَيْشٍ عِنْدَ الْكَعْبَةِ ، فَجَلَسَ مَعَهُمْ .
فَلَمْ يَلْبَثْ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ أَقْبَلَ مُتَوَشِّحًا قَوْسَهُ ، رَاجِعًا مِنْ قَنْصٍ لَهُ ، وَكَانَ صَاحِبَ قَنْصٍ يَرْمِيهِ وَيَخْرُجُ لَهُ ، وَكَانَ إذَا رَجَعَ مِنْ قَنْصِهِ لَمْ يَصِلْ إلَى أَهْلِهِ حَتَّى يَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ ، وَكَانَ إذَا فَعَلَ ذَلِكَ لَمْ يَمُرَّ عَلَى نَادٍ مِنْ قُرَيْشٍ إلَّا وَقَفَ وَسَلَّمَ وَتَحَدَّثَ مَعَهُمْ ، وَكَانَ أَعَزَّ فَتًى فِي قُرَيْشٍ ، وَأَشَدَّ شَكِيمَةً . فَلَمَّا مَرَّ بِالْمَوْلَاةِ ، وَقَدْ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى بَيْتِهِ ، قَالَتْ لَهُ : يَا أَبَا عُمَارَةَ ، لَوْ رَأَيْتَ مَا لَقِيَ ابْنُ أَخِيكَ مُحَمَّدٌ آنِفًا مِنْ أَبِي الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ : وَجَدَهُ هَاهُنَا جَالِسًا فَآذَاهُ وَسَبَّهُ ، وَبَلَغَ مِنْهُ مَا يَكْرَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ وَلَمْ يُكَلِّمْهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَاحْتَمَلَ حَمْزَةَ الْغَضَبُ لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ مِنْ كَرَامَتِهِ ، فَخَرَجَ يَسْعَى وَلَمْ يَقِفْ عَلَى أَحَدٍ ، مُعِدًّا لِأَبِي جَهْلٍ إذَا لَقِيَهُ أَنْ يُوقِعَ بِهِ ؛ فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ نَظَرَ إلَيْهِ جَالِسًا فِي الْقَوْمِ ، فَأَقْبَلَ نَحْوَهُ ، حَتَّى إذَا قَامَ عَلَى رَأْسِهِ رَفَعَ الْقَوْسَ فَضَرَبَهُ بِهَا فَشَجَّهُ شَجَّةً مُنْكَرَةً ، ثُمَّ قَالَ : أَتَشْتِمُهُ وَأَنَا عَلَى دِينِهِ أَقُولُ مَا يَقُولُ ؟ فَرُدَّ ذَلِكَ عَلَيَّ إنْ اسْتَطَعْتُ . فَقَامَتْ رِجَالٌ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ إلَى حَمْزَةَ لِيَنْصُرُوا أَبَا جَهْلٍ ؛ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : دَعُوا أَبَا عُمَارَةَ ، فَإِنِّي وَاَللَّهِ قَدْ سَبَبْتُ ابْنَ أَخِيهِ سَبًّا قَبِيحًا ، وَتَمَّ حَمْزَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى إسْلَامِهِ ، وَعَلَى مَا تَابَعَ عَلَيْهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِ . فَلَمَّا أَسْلَمَ حَمْزَةُ عَرَفَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ عَزَّ وَامْتَنَعَ ، وَأَنَّ حَمْزَةَ سَيَمْنَعُهُ ، فَكَفُّوا عَنْ بَعْضِ مَا كَانُوا يَنَالُونَ مِنْهُ .( 1 ) .
السيرة النبوية الشريفة لابن هشام – المكتبة الاسلامية – موقع اسلام ويب .
فأتى الشيطان حمزة رضي الله عنه فقال له: أنت سيد قريش، اتبعت هذا الصابئ وتركت دين آبائك، لَلموت خير لك مما صنعت، فأقبل حمزة على نفسه فقال: ما صنعتُ؟! اللهم إن كان رشداً فاجعل تصديقه في قلبي، وإلا فاجعل لي مما وقعتُ فيه مخرجاً، فبات بليلة لم يبت بمثلها من وسوسة الشيطان، حتى أصبح فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابن أخي! إني قد وقعت في أمر ولا أعرف المخرج منه، وإقامة مثلي على ما لا أدري ما هو أرشدٌ هو أم غٌي شديدٌ؟ فحدثني حديثاً، فقد اشتهيتُ يا ابن أخي أن تحدثني، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره ووعظه وخوفه وبشره، فألقى الله في نفسه الإيمان فقال : أشهد إنك لصادق شهادة المصدق والمعارف، فأظهر يا ابن أخي دينك، فوالله ما أحب أن لي ما أظلته السماء وأني على ديني الأول، فكان حمزة ممن أعز الله به الدين .
( 2 ) تفسير الامام القرطبى – الجامع لاحكام القرآن – دار الكتب المصرية – الطبعة الثانية – 1959 م .
نساء سيدنا حمزة رضى الله عنه ، وأولاده :-
كان لسيدنا حمزة رضى الله عنه ، خمسة اولاد ، ثلاثة ذكور وابنتان :-
تزوج حمزة بن عبد المطلب عدة زوجات هنَّ:
• بنت الملة بن مالك بن عبادة بن حجر بن عوف الأوسية الأنصارية، وهي التي أنجبت لحمزة:
1. يعلى بن حمزة بن عبد المطلب، ابنُ عم الرسولِ محمدٍ. قال الزبير: «لم يعقب أحد من بني حمزة بن عبد المطلب إلا يعلى وحده، فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه، وماتوا ولم يعقبوا، فلم يبق لحمزة عقب».
2. عامر بن حمزة بن عبد المطلب، ودرج وهو صغير.
• بكر بن حمزة بن عبد المطلب، ودرج وهو صغير. خولة بنت قيس بن قهد بن قيس بن ثعلبة بن غنم بن مالك النجارية الخزرجية الأنصارية، تكنى أم محمد، وقيل أم حبيبة. وقد قيل إن امرأة حمزة خولة بنت ثامر، وقيل إن ثامراً لقبٌ لقيس بن قهد، قال علي بن المديني: «خولة بنت قيس هي خولة بنت ثامر». وقد قُتل عنها حمزة يوم أحد، فخلف عليها النعمان بن العجلان الزرقي الخزرجي الأنصاري. وهي التي أنجبت لحمزة:
1. عمارة بن حمزة بن عبد المطلب، ابنُ عم الرسولِ محمدٍ، وبه كان حمزة يُكنَّى. وقد توفي الرسولُ محمدٌ ولعمارة ويعلى ابني حمزة أعوام.
• سلمى بنت عميس الشهرانية الخثعمية، أخت أسماء بنت عميس زوج جعفر بن أبي طالب، وهي إحدى الأخوات اللاتي قال فيهن الرسولُ محمدٌ: «الأخوات مؤمنات». وكانت سلمى زوجَ حمزة بن عبد المطلب، ثم خلف عليها بعده شداد بن أسامة بن الهاد الليثي الكناني، فولدت له عبد الله، وعبد الرحمن. وهي التي أنجبت لحمزة:
1. أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب، وقال بعض الرواة أن اسمها فاطمة وقيل أمة الله وقيل ابنة وقيل أم ورقة، وتكنى أم الفضل، وهي التي اختصم فيها علي وجعفر وزيد لما خرجت من مكة، وسألت كلَّ من مر بها من المسلمين أن يأخذها فلم يفعل، فاجتاز بها عليٌّ فأخذها، فطلب جعفر أن تكون عنده لأن خالتها أسماء بنت عميس عنده، وطلبها زيد بن حارثة أن تكون عنده لأنه كان قد آخى الرسولُ بينه وبين أبيها حمزة، فقضى بها الرسولُ لجعفر لأن خالتها عنده. ثم زوَّجها الرسولُ محمدٌ من سلمة ابن أبي سلمة المخزومي القرشي، فلما زوَّجه إياها أقبل على أصحابه وقال: «هل تروني كافأته؟»، وذلك لأن سلمة هو الذي زوَّج أمَّه أم سلمة للرسولِ محمدٍ. وأما أخوا أمامة بنت حمزة لأمها فهما عبدُ الله وعبدُ الرحمن ابنا شداد بن الهاد الليثي الكناني.
( المصدر من موسوعة ويكيبديا – كتاب أسد الغابة ) .
اولاد سيدنا حمزة رضى الله عنه من الاناث :-
– أمامة: أمها سلمى بنت عميس الخثعمية، وقد اخْتُلِفَ في اسم أمامة، والصواب ما ذكرناه، وهي صحابية.
5- فاطمة: أمها أنصاريا بنت الملة فهي شقيقة عامر ويعلى، وكنيتها أم الفضل، ولها صحبة، وقد اخْـتُلِفَ في اسمها أيضاً، وليس لها عقب.
ولها رواية فقد ذكر لها بقي بن مخلد وابن حزم حديثاً واحداً، ولها ذكر في الكاشف للذهبي، والتهذيب للمزي، وهي كتب تراجم رواة الحديث النبوي الشريف، وعند النسائي وابن ماجه وأبي داود.
وقد انقطع عقب حمزة رضي الله عنه من ولده الذكور والإناث، لكن بقي ذكره عاطراً في تاريخنا الإسلامي، كما ظلت حياته عند ربه قال تعالى: (( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ))[آل عمران:169].
والشكل التالي يوضح زوجات وأولاد حمزة رضي الله عنه، وأحوالهم من حيث الصحبة والرواية( [8])
( المصدر – اعتمدنا في إيراد أبناء حمزة على عدة مراجع من أهمها: أنساب الأشراف، أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (4/381) ط دار الفكر، تحقيق د. سهيل زكار، د.رياض زركلي. والإصابة في تمييز الصحابة، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (298) ط بيت الأفكار الدولية، ترجمة رقم (2070)، و(ص:1708)، و(ص:1743)، و(ص:1640)، و(ص:1638)، واستجلاب الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف، شمس الدين السخاوي، ط دار البشائر الإسلامية، بيروت (1/228) تحقيق خالد بن أحمد الصُّمي بابطين، ومعالي الرتب لمن جمع بين شرفي الصحبة والنسب، مساعد سالم العبدالجادر، ط مكتبة مساعد العبدالجادر، الكويت (ص:119)، وجمهرة أنساب العرب، ابن حزم الأندلسي، ط الكتب العلمية (ص:17).