التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

بشائر النصر – سنة النبي

بشائر النصر
تلوح في الصحيفة الدنمركية
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمدك اللهم كما علمتنا أن نحمدك وأصلي وأسلم على نبيك ورسولك رسول الهدى والرحمة محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين .
قال الله عزَّوجلَّ : { يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون } (30) سورة يــس .
وقال سبحانه : { كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُواْ وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ } (70) سورة المائدة .
وقال الله عزَّوجلَّ : { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ . وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ } ( 33 / 34 ) سورة الأنعام .
وقال الله جل شأنه : { وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (61) سورة التوبة .
وقال الله سبحانه : { إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا } (57) سورة الأحزاب .
وقال تعالى : { فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ . إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ } ( 94 / 95 ) سورة الحجر .
وقال تعالى : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ } (3) سورة الكوثر ، أي : إنَّ مبغضك يا محمد ، هو المقطوع المحروم من خير الدنيا والآخرة .
ثم أما بعد /
فإن ما ارتكبته ( الصحيفة الدنمركية jylandes posten ) ( يوم الثلاثاء 26 / 8 / 1443هـ الموافق 30/ 9 / 2022 م بنشرها رسوماً كاريكتيرياً – تسخر فيها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر شنيع وفعل فظيع تجاوز حده وإنه لخطر عظيم ولا يعلم مدى خطورته إلا الله عزوجل .
كيف لا وهو يسخر من نبي الرحمة والهدى الذي وصفه الله في محكم التنزيل بقوله عز من قائل :
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (107) سورة الأنبياء .
{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } (128) سورة التوبة .
{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ } (119) سورة البقرة .
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا } ( 45 / 46 ) سورة الأحزاب .
{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (4) سورة القلم
إن هذه الصحيفة المنحطة تسخر بهذا الفعل – المخالف للقوانين والأعراف الدولية – من أمة الإسلام أتباع محمد صلى الله عليه وسلم والذين يقارب عددهم ( أكثر من مليار ونصف المليار ) والذين قال الله فيهم :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } (64) سورة الأنفال . { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } (23) سورة الأحزاب .
{ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ } (68) سورة آل عمران .
{ وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا } (115) سورة النساء .
{ وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ } (62) سورة الأنفال .
{ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ } (103) سورة يونس .
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } (47) سورة الروم .
{ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا } (47) سورة الأحزاب .
{ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ } (2) سورة الحشر .
أحبتي في الله : توجهوا بأقلامكم وأفكاركم وما تملكه أيديكم من وسائل ضد هذا المحارب الغاشم واعلموا أن ما نشر في هذه الصحيفة الظالمة لسبب من أسباب النصر إذ جعلت أمة الإسلام تستيقظ وتتلاحم وتتآزر وتعرف حقيقة العدو وكيف يتربص بها وبدينها وقيمها .
هذا الفعل المنكر والشنيع وهذه السخرية برسولنا الهادي البشيرستقوي شوكة المسلمين سيكونون يدا واحدة ضد المستهزئين به صلوات الله وسلامه عليه .
وبالفعل فقد تحركت الجموع المؤمنة المحبة لرسولها أكثر من حبها لنفسها تحركت من كل حدب وصوب لتصد الشيطان وأولياءه وتردعه عن التمادي في الاستخفاف بسيد الأولين والآخرين الرؤوف الرحيم .
تحركت في شتى بقاع الدنيا مستنكرة مجهزة كل وسائل الردع لهذا المنكر العظيم وإنه لخزي للصحيفة ومن تعاون معها وذل للمستهزئ بأنبياء الله ورسله وإن الدائرة ستدور بنكباتها علىالمستهزئ ومن رضي بذلك .
إن هذه السخرية والاستخفاف ستجعل فاصلا واضحا بين المسلم الحق وبين المتلبس بالإسلام والإسلام منه بريء .
فالمسلم الحق سيجد نفسه مضطرا للدفاع عن نبيه وروسوله سيلتحم مع إخوانه الدعاة إلى الله في تغيير هذا المنكر وردع فاعله بكل وسائل الردع المتاحة له .
المسلم الحق سيجهز نفسه للوقوف ضد من حارب الله ورسوله سيبذل كل غال ونفيس في نصرة الإسلام والذود عن رسول الهدى والرحمة .
والمتلبس بلباس الإسلام سيخنس خنوس الشيطان سيجد سبيلا إلى الصمت والرضا بهذا المنكر .
أحبتي في الله : قلت إن بشائر النصر تلوح في الصحيفة الدنمركية .
فعلا إن النصر يلوح وإن هذه علامة واضحة على اقتراب النصر وخذلان الأعداء بحول الله وقوته .

أتذكرون إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه سببه استخفاف أبي جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو معروف وإليكم قصة إسلامه وكيف قويت شوكة الإسلام بذلك كما ترويها لنا الأخبار الصحيحة :
في الفترة التي كان فيها الجو ملبدا بسحب الظلم والعنهجية والطغيان ملبد بالإعتداءات المتتالية من شرار الناس وشياطينهم على رسول الله وأصحابه بزغ نور أضاء الطريق أمام المضطهدين والمقهورين ، ألا وهو إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، أسلم في أواخر السنة السادسة من النبوة . وسبب إسلامه أن أبا جهل مر برسول الله يوما عند الصفا ، فآذاه ونال منه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت ولا يكلمه ، ثم ضربه أبو جهل بحجر في رأسه فشجه ، حتى نزف منه الدم ، ثم انصرف عنه إلى نادي قريش عند الكعبة ، فجلس معهم ، وكانت مولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها على الصفا ترى ذلك ، وأقبل حمزة من القنص متوشحا قوسه ، فأخبرته المولاة بما رأت من أبي جهل ، فغضب حمزة _ وكان أعز فتى في قريش وأشدهم شكيمة _ فخرج يسعى ، لم يقف لأحد حتى دخل المسجد وفيه أبو جهل فقام على رأسه ، وقال له يا مصفر استه ، تشتم ابن أخي وأنا على دينه ؟ ثم ضربه بالقوس فشجه شجة منكرة ، فثار رجال من بني مخزوم _ حي أبي جهل _ وثار بنو هاشم _ حي حمزة _ فقال : أبو جهل : دعوا أبا عمارة ، فإني سببت ابن أخيه سبا قبيحا .
ثم شرح الله صدر حمزة للإسلام ، فاستمسك بالعروة الوثقى ، واعتز به المسلمون أيما اعتزاز وكان إسلامه نصرا عظيما للمسلمين وكانت تلك السبة وذلك الاستخفاف سببا في النكبة والخزي والذل للطغاة المعتدين .
وإني أرى أن هذا الاستخفاف والاستهزاء من هؤلاء الطغاة لبداية نصر للإسلام والمسلمين وإن بشائر النصر تلوح في الأفق { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } (227) سورة الشعراء .
بشائر النصر هبت في سنا القمر *** تزهو بسيف عليه وصمة الظفر
بشائر النصـرفي الآفاق ساطعة *** لاحت بدايتها من صفحة القَذِرِ
بشراكم أمتي فالنصر يصحبكم *** والخزي والذل للمستهزئ الأشر

بقلم الدكتور :
عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل
——————-
وصلى الله وسلم على نبينا محمد بن عبد الله
صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر
وعلى آله وصحبه ومن اقتفى
أثرهم وترسم خطاهم
إلى يوم الدين

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.