قال تعالى : "وجوه يومئذ ناعمة "
أهل الخير قد جرت عليهم نضرة النعيم ، فنضرت أبدانهم ، واستنارت وجوههم ، وسروا غاية السرور ، " لسعيها " الذي قدمته في الدنيا من الأعمال الصالحة والإحسان إلى عباد الله.
"راضية " إذا وجدت ثوابه مدخرا مضاعفا فحمدت عقباه ، وحصل لها كل ما تتمناه ، وذلك أنها (في جنة) جامعة لأنواع النعيم كلها (عالية) في محلها ومنازلها ، فمحلها في أعلى عليين ، ومنازلها مساكن عالية ، لها غرف من فوقها غرف مبنية يشرفون منها على ما أعد الله لهم من الكرامة .
."قطوفها دانية" كثيرة الفواكه اللذيذة المثمرة بالثمار الحسنة ، السهلة التناول . بحيث ينالونها على أي حال كانوا . لا يحتاجون أن يصعدوا شجرة ، أو يستعصي عليهم منها ثمرة " لاتسمع فيها لاغية " كلمة لغو وباطل ، فضلا عن الكلام المحرم . بل كلامهم كلام حسن نافع مشتمل على ذكر الله تعالى .وذكر نعمه المتواترة عليهم (فيها عين جارية) العيون الجارية التي يفجرونها ويصرفونها كيف شاؤوا وأنى أرادوا .
"فيها سرر مرفوعة" جمع سرير وهي المجالس المرتفعة في ذاتها ، وبما عليها من الفرش اللينة الوطئة . " وأكواب موضوعة " أوان ممتلئة من أنواع الأشربة اللذيذة ، قد وضعت بين يديهم ، وأعدت لهم ، وصارت تحت طلبهم يطوف بها عليهم الولدان والمخلدون .
" ونمارق مصفوفة " وسائد من الحرير والاستبرق وغيرهما مما لا يعلمه إلا الله ، قد صفت للجلوس والاتكاء عليها .
" وزرابي مبثوثة " البسط الحسان مملوءة بها مجالسهم من كل جانب . ( تيسير الكريم في تفسير كلام الرحمن لابن سعدي ) أختي الكريمة كم من النساء هي في شغل مع وجهها ترجو نضارته وجماله ورونقه ..
فيصبح همها وديدنها ، وله تصرف المال ليزداد الجمال .واسمحيلي لو كان العمل سيئ والقلب مظلم أنى له أن يكون صاحب بهاء؟؟!! وكم من الوجوه في الدنيا انقلبت يوم القيامة إلى أن كانت وجوه سوداء مظلمة ذليلة واهنة ..
فحافظي على جمال هذا الوجه ألا تعرضيه للرجال الأجانب أو النظر للحرام ،، لتبقى نضارته في الدنيا والآخرة .
نسأل الله أن يبيض وجوهنا يوم تسود وجوه العصاه . وحرم (وجوهنا وآبائنا وأمهاتنا ومن نحب فيك على النار ، اللهم آمين )
|