التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

يتيم بني عبدالمطلب – سنة النبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يتيم بني عبد المطلب

قال تعالى : ( ألم يجدك يتيماً فآوى ) [سورة الضحى : 7]

إن يتم رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا اليتم الذي كان مركباً و متعدداً و متواصلاً و كان مقصوداً من رب العالمين لأن حلقة مهمة في سبيل إعداد النبي صلى الله عليه وسلم للرسالة و كل الأحداث و الحوادث التي مر بها رسول الله صلى عليه وسلم أو التي مرت به منذ ولادته إلى بعثته كانت جميعاً تصب في خانة إعداده لذلك النبأ العظيم .

فما من يُتم كيتم النبي صلى الله عليه و سلم الذي مات أبوه و هو في بطن أمه فهذا يتم أول ثم ما إن ولد حتى أضيف إلى هذا اليتم يتم آخر و هو حرمانه من صدر أمه من الرضاعة ، و عدم إرضاع الأم لطفلها هو يتم من نوع فريد و مؤثر ، فالولادة ليست هي الأمومة و إنما الأمومة هي الولادة و الإرضاع لقوله تعالى : ( والوالدات يرضعن أولادهن ) [سورة البقرة : 233] فالتي لا ترضع طفلها ليست أماً و إنما هي مجرد والدة هذا يتم ثاني ، و ما ن حالة تجعل الطفل لصيقاً بأمه كحالة الإرضاع ، فقد قال الله (وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُم) [سورة النساء21]، فالحمل كما هو قول سيدنا أبو بكر الصديق عندما تخاصم عاصم بن عمرو زوجته على الطفل قال له ( دعه لها فإن مسها و مسحها و ريحها خير له من المسك عندك ) ، أحضان الأم لطفلها و شمه لرائحتها و تعرفه بأمه من رائحتها هذا شأن المخلوقات جميعاً .

إن المئات من الفصائل إذا أطلقتها على مئات من الغنم فإن كل فصيل يعرف أمه يعرف النعجة التي ولدته من رائحتها ، إن الأغنام عندما تذهب إلى الرعي فإنها تحجب عن الفصائل و ذلك لكي لا تلهيها عن الرعي و عندما تعود الأغنام إلى المراح ليلاً تطلق عليها الفصائل وهي بالآلاف وعندها يذهب كل فصيل إلى أمه التي يعرفها من رائحتها من بين الألوف من الأغنام ، فكيف بك بالبشر .

هذا و إن الكلام في ضرورة إرضاع الأم لطفلها كثير و ما من شيء يعوض رضعة واحدة من أم لطفلها فالنبي صلى الله عليه وسلم حُرم هذه الأمومة لأمر ما و لأمر أراده الله عز و جل فذهب هذا الطفل إلى حليمة السعدية رضي الله عنها ليرضع منها و شتان بين إرضاع الأم و إرضاع المرضعة فإرضاع المرضعة وظيفة ، المرضعة قد ترضع العشرات من الناس و لهذا فإن عاطفتها لا تكون مركزة نحو هذا الطفل دون غيره كما هو حال الأم .

إن مداعبة الأم لطفلها و هي ترضعه فتمسح على رأسه و تداعب خده تنظر في عينيه و ينظر في عينيها هذه أساسية خاصة ، و هذه الرضعة الأولى التي هي الصمغة التي تطرحها بعض النسوة ظناً منهن أنها لا تمنع فهذه جرعة كبيرة ، لأن هذه الرضعة الأولى الصمغة هي التي تشغل كل أجهزة جسم الطفل و الكلام في حديث الإرضاع يطول عن بعض المواد التي تأتي مع الحليب و أن هذا الحليب يتصاعد كماً و قلة دسم و حرارة و برودة على وفق حرارة الطفل من مجرد ملامسة شفتي الطفل لحلمة الثدي الكلام يطول .

النبي صلى الله عليه وسلم حرم هذه الأمومة فصار يتم الأم كيتم الأب ثم بلغ السادسة من العمر عندما ذهبت أمه لكي يزور قبر والده و فعلاً ذهب إلى قبر أبيه و زار أباه و تعرف على أخواله بين النجار ثم أرادت أمه أن تعود به و إذا بها تموت في ذلك المكان ودفعت أمه أمامه في نفس المكان الذي توفي و دفن أبوه فهذا اليتم الثالث .

و عليك أن تتخيل أن طفلاً حدث معه كل هذا في ست سنوات في مجتمع مشغول بكل ما يمكن الانشغال به لتحصل لقمة العيش ، حتى أن لكل الناس رحلتين رحلة الشتاء و الصيف ، و هذا الطفل ينتقل من يتم إلى يتم ، ثم أحتضن من بعد ذلك جده عبد المطلب و كان به حفياً و كان متولهاً به و لهاً عظيماً و لم تطل الفترة التي لا تتجاوز السنتان حتى ما عبد المطلب و كان حينئذ اليتم الرابع و هو أشق أنواع اليتم عليه .

و لما مات والد نبينا صلى الله عليه وسلم لم يترك له إلا خمسة من الإبل و جارية اسمها مباركة الحبشية و هي زوجة زيد التي أنجبت له أسامة ابن زيد الذي صار حِب رسول الله صلى الله عليه و سلم أم أيمن هذه قال فيها النبي صلى الله عليه و سلم بعد موت أبيه وأمه قال لها أنت أمي بعد أمي ، هكذا كان تعلق النبي صلى الله عليه وسلم بها فأعتقها النبي صلى الله عليه وسلم و زوجها من زيد و أنجبت له أسامة الذي صار حِب رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام .

لنتأمل هذا الذي يجري مع النبي صلى الله وسلم بهذه الوصية و إذا بجده الذي كان عوضاً مناسباً عن هذا اليتم المتتالي و إذا به يموت .

و قد سُأل النبي صلى الله وسلم : أتذكر يوم مات عبد المطلب ؟

قال نعم كنت أنا يومئذ ابن ثمان سنوات .

أم أيمن تقول بوصف شاعري و إنساني و تصف موقفاً تبكي له العين ، تقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ينتحي خلف سرير عبد المطلب يبكي فتأمل هذا الطفل الذي ورث يتماً بعد يتم بعد يتم و لم يبق له أحد إلا الله سبحانه و تعالى يبكي و ينتحي خلف سرير جده .

هذا اليتم هو الذي قال له سبحانه و تعالى : ( ألم يجدك يتيماً فآوى ) [سورة الضحى : 6] كيف ؟

ألم يجدك يتيماً فآوى ، أواك كأن لم يأوي أحداً من قبلك و لا من بعدك إلى يوم القيامة ..

الذي تشرف بأن يأويه سبحانه وتعالى إلى جنة المأوى التي عندها سدرة المنتهي و التي لم يصلها أحد من الملائكة و لا حتى جبريل عليه السلام ، و كان المخلوق الوحيد الذي وصل إلى هناك هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ) [ سورة النجم :14] .

أي أنه أذهب عنك ألم اليتم بعد هذا الإيواء و أبقى لك حكمته و عبرته ، إن رب العالمين سبحانه و تعالى عن قصد منه تعالى و النبي صلى الله عليه وسلم بهذا البلاء و البلاء كما نعرف من الحديث الصحيح عن مصعب بن سعد عن سعد " قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد صلابة وإن كان في دينه رقة خفف عنه ولا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض ما له خطيئة " [ رواه الدارمي 2664] و البلاء هذا أساس الإعداد و أساس المجد و لهذا ما من رجل ذي قدرة أو عظمة أو ملكة أو سياسة أو تأثير أو قيادة أو فتح أو تدبير إلا و قد مر ببلاء هائل و قيل ( و لولا وخز الإبر ما استقام الثوب ) .

استقامة الرجل تتم عبر ابتلاءات متتالية و أكثر الناس بلاءً هم المصطفون الأخيار وهم أنبياء الله و رسله ، النبي صلى الله عليه وسلم هذا اليتيم عبر الله عنه بأنه رحمه لماذا ؟

هذا اليتيم بعد أن رأى ألمه صلى الله عليه وسلم بهذا اليتم قاعدة أساسية فطرية جبلية في سجاياه من حيث تعامله مع الضعفاء و المساكين و الأيتام و الأرامل و المذنبين و أهل الخطايا و ما من نبي تعامل مع الخطاءين و الضعفاء كما تعامل معهم عليه الصلاة و السلام بشهادة الله عز و جل في قوله ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) ، و قوله ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم ) [سورة آل عمران : 158].

كلنا نقر عجباً في سعة صدر النبي صلى الله عليه وسلم مع الخطاءين و المذنبين و هذا موضوع كبير و عناية بالضعفاء حتى قال ( إنما تنصرون بضعفائكم ) .

رب العالمين بعد ما تكلم عن اليتم ثم ترك لقارئ القرآن الكريم أن يبحث عن يتم النبي صلى الله عليه وسلم من حيث أسلوبه و تتاليه و من حيث شدة وقعه و من حيث كونه مدروس دراسة منهجية مبرمجة بعد كل هذا ، قال فأما اليتيم فلا تنهر ) [سورة الضحى : 9].

و لأجل هذا لما قال : ( فأما اليتيم فلا تقهر ) هذه كلمة قرآنية ، الكلمة القرآنية تشرح بكتاب ، صارت قضية اليتم و الضعف و الفقر قضية أسلامية عظيمة من حيث أنها أوسع أبواب الله للرحمة و أعظم فضائل العبادة فلا صلاة ، و لا صيام ، و لا حج و لا زكاة ،و لا جهاد ما من عمل أرجى و لا أعظم و لا أعلى درجة من إعانة اليتيم و الضعيف و الأرملة و المسكين ، ولذا فإنهم ملوك الأرض.

قال صلى الله عليه وسلم : هل تنصرون وترزقون إلا بضعفـائـكـم؟ [ رواه البخاري: 9590] قال صلى الله عليه وسلم "اتخذوا عند الفقراء أيادي؛ فإن لهم دولة يوم القيامة" [الجامع الصغير للسيوطي : 104] إذا أردت أن تعرف من ملوك الجنة ، فعليك أن تنظر على هؤلاء الأيتام المساكين و المعوقين و كل أشعث أغبر ذي طِمرين مدفوع بالأبواب ، النبي صلى الله عليه وسلم لو تتأمل كيف ترحم قوله تعالى : ( فأما اليتيم فلا تقهر ) لرأيت عجباً ، لقلت ليتني أعثر على يتيم لأكفله .

كلنا نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو بأعلى مقام في الجنة و ما من أحد أعلى مقاماً منه يقول في الحديث الصحيح " أنا و كافل اليتيم كهاتين في الجنة " و جمع بين الشاهدة والوسطي [ رواه البخاري : 4892].

و من عنده يتيم له أو لغيره ، أي قد يكون اليتيم ابن أخ ، ابن أخت ، ابن عم ، و قد يكون مقصود الآن عندما تكون الأم قد ماتت أو الأم عندما يكون الأب قد مات .

يحدث عن أبي هريرة، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كافل اليتيم له أو لغيره، أنا وهو كهاتين في الجنة" وأشار مالك بالسبابة والوسطى [ صحيح مسلم : 2983]

و قال صلى الله عليه وسلم : " من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام نهاره و غدا وراح شاهراً سيفه في سبيل الله و كنت أنا و هو في الجنة أخوين كَهَاتَيْنِ. أُخْتَانِ). وَأَلْصَقَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى [ سنن بن ماجة 3680].

.

فإن الرجل الذي يقوم الليل و يصوم النهار و يجاهد في سبيل الله ، و لعل هذه الصفات لم توجد في خلال القرون السابقة من عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و إلى يومنا هذا ما يقدر بعشرين رجل ، هذا الرجل يوازيه بالأجر من عال ثلاثة أيتام .

نحن نعلم أن البيوت فيها جن فيها شياطين و فيها أرواح خبيثة و معروف هذا ، وهناك بيوت طاهرة و أعظم وسيلة لكي تطرد الأرواح الخبيثة و الشريرة و الشياطين و الجن و الأمراض و المصائب و الأوبئة و مع أن هناك وسائل كثيرة من ذكر الله و قراءة القرآن و تبخير البيت فإن أعظم وسيلة هي أن يكون في البيت يتيم يحسن إليه .

قال صلى الله عليه وسلم من قبض يتيماً من بين المسلمين إلى طعامه و شرابه أدخله الله الجنة البتة ، ما لم يفعل ذنباً لا يغفر و معنى كلمة البتة : قطعاً بلا شك ، والذنب الذي لا يغفر هو الشرك .

و يقول صلى الله عليه و سلم : " ما قعد يتيم مع قوم على قصعتهم فيقرب قصعتهم الشيطان "[ كنز العمال 6039].

فالذي ليس عليه شيطان فإن عليه رحمه و عليه ملائكة .

و في و في حديث آخر ، قال صلى الله عليه وسلم : " خير البيوت بيت فيه يتيم يكرم ".

و معنى الخيرية خير البيوت : البيت المطمئن الآمن ( و الله جعل لكم من بيوتكم سكناً )[سورة النحل : 80].

البيت الصحيح العظيم الهادئ ، و لو كان بيت شعر و لو كان مقصراً نحو البيت الآمن الذي يكون فيه الأهل الآمنون هذه البيوت السعيدة و أبسط وسيلة لتحقيق تلك السعادة فيها أن يكون فيها يتيم يكرم قال صلى الله عليه وسلم : " و شر البيوت بيت فيه يتيم يساء إليه ".

فهذا تصاعد في فضل اليتيم قال صلى الله عليه وسلم :" أنا أول من يدخل الجنة و لكن يدخل قبلي نسوة ، امرأة مات زوجها فأصبح طفلها يتيماً فتخطب ، و الأرملة عند العرب قبل الإسلام و بعد الإسلام مرغوبة أكثر من المرأة المطلقة و ذلك من باب الرحمة بها و إذا كان هناك امرأة أرملة مات زوجها و لها ولد يتيم فتخطب و قالت لا و لكن أريد أن أُربي ولدي و ذلك و ذلك لتحفظ الولد لأن غالباً الرجل إذا تزوج امرأة لها أطفال فإنه يضيق ذرعاً بأطفالها و الزوجة أيضاً تضيق ذرعاً بأولاد الرجل من غيرها و هذه قضية تاريخية .

فهذه المرأة يقول النبي صلى الله عليه وسلم تدخل الجنة .

و حديث آخر يحرم النبي صلى الله عليه وسلم أحداً من هذا الخير .

قال صلى الله عليه وسلم " مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلَّا لِلَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمَةٍ أَوْ يَتِيمٍ عِنْدَهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ وَفَرَّقَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى " [ رواه الإمام أحمد : 21132]

و قال صلى الله عليه وسلم :" من مسح على رأس يتيم لوجه الله كتب له في كل شعرة حسنة ".

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم و شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه و قال له النبي صلى الله عليه وسلم أتحب أن يلين الله قلبك و تدرك حاجتك ، قال نعم : امسح على رأس يتيم .

قال صلى الله عليه وسلم : " و الذي بعثني بالحق لا يعذب الله يوم القيامة من رحم اليتيم "و لأن له في الكلام ورحم يتيم و ضعفه .

و يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إياكم و بكاء اليتيم فإنه يسري في الليل و الناس نيام " أي يرفع بكاء اليتيم إلى الله عز و جل .

فهذه مصيبة المصائب فيحب أن نطفأ الذنوب بهذا العطاء القيم برحمة اليتيم لك أو لغيرك .

النبي صلى الله عليه وسلم جعل قضية اليتيم شريعة و باباً واسعاً من أبواب العبادة في هذا الدين من هنا نقول النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بأن نتحمل البلاء و أمرنا أن نشكر الله على النعم .

إن هذا اليُتم الذي حل بالنبي صلى الله عليه وسلم هذا اليُتم المتكرر ، يتم أبيه و يتم الرضاعة و يتم أمه و يتم جده عبد المطلب هذا اليتم كله يمهد النبي صلى الله عليه وسلم للبشر لكما مهدا لكي تحتضن أيتامها و ضعفائها و مساكينها .

قال صلى الله عليه وسلم : " اتخذوا عند الفقراء يداً فإن لهم دولة يوم القيامة "[الجامع الصغير للسيوطي : 104].

قال النبي صلى الله عليه وسلم (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم )[رواه البخاري : 2681].

و أعلموا أن الله عز و جل غفر لامرأة موسى كل ذنوبها لأنها رحمت ضعف كلب ، رأت كلباً ضعيفاً لا يستطيع النزول إلى البئر ليشرب و هو في غاية الظمأ يلعق الثرى من الظمأ فنزلت فرحمته فغفر الله لها ، فما بالك برحمة اليتيم أو الضعيف أو المسكين أو الأسير و الله يهدينا الصواب .

و عن بن عباس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم سألت ربي عز وجل مسألة وددت أني لم أكن سألت : قلت يا رب قد كان من قبلي أنبياء منهم من سخرت له الريح ، و منهم من أحييت له الموتى ، قال : يا محمد ألم أجدك يتيماً فآويتك قلت بلى يا رب قال ألم أجد ضالاً فهديتك قلت بلى يا رب قال أوليس أعطيتك أفضل من ذلك كله : أني لا أذكر إلا ذكرت معي و جعلت صدور أمتك أناجيل يقرؤون القرآن ظاهراً و لم أعطها لأمة ، و أعطيتك كنزاً من كنوز عرشي " لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ".

قال الله عز و جل هذا البلاء رحمة .

( فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظاً غليظ القلب لنفضوا من حولك )[سورة آل عمران : 159].

فهذه التجربة سبكت النبي صلى الله عليه وسلم سبكة جدية أذهبت عنه جفاء العرب قبل الإسلام و أصبح بهذه الرقة و السلوك الهائل الذي لا يملك غيره عن طريق عدة أسباب أول هذه الأسباب هذا البلاء العظيم حيث مارس النبي صلى الله عليه وسلم اليُتم أربع مرات .

فما أنتقم رسول الله صلى الله علية وسلم لنفسه يوماً ، حتى آذاه قومه و كيف فعل به أهل مكة به و أصحابه فهذا اليتم رحمة للنبي صلى الله عليه وسلم و رحمة للعالمين ، فكان يعفوا عن شاتمه بابتسامة فكان من أعظم حسنات النبي صلى الله عليه وسلم بشرية التي لا يمكن أن تماثلها بشرية .

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم .

و الحمد لله رب العالمين .

المصدر :

ندوة على للشيخ أحمد الكبيسي على قناة دبي الفضائية

قام بتفريغ المحاضرة الأستاذ رياض عطية

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.