يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحاً

بسم الله الرحمن الرحيم
عليكمالسلام ورحمة الله وبركاته
******
عندما ندخل عالم الشعر نجد أن أجمله وأرقه قيل في الغزل .
كل قصيدة غزل امرأة . وقد نسب معظم الشعراء العاشقين إلى النساءان وراء
اللواتيأحببنهن كما ينسب الولد إلى أبيه .. فإن النساء المعشوقات
أحطن عالم الشاعروطوقنه من كل صوب
وتلبس الشاعر حتى لنكاد نرى من خلال
عنتر-مثلاً-ثغر عبلة المبتسم، ومن خلال
شعر امريء القيس نرى ضفائر
فاطمة ونحسٌ دلالها …
على أنه لم يكن للغزل في الشعر العربي ، قبل الإسلام ،
وجودُ مستقل ، ولم يكن الشعراء الجاهليون يوجهون عنايتهم
إليه إلا بأعتباره وسيلة شعرية إلي ما كانوا يذهبون إليه في مذاهبهم الشعرية
المختلفة .. ولا نكاد نعرف بين شعراء الجاهلية
قصر حياته على الغزل وحده .
ثم في العصور المتلاحقة ، خاصة الأموي ، فقد ظهر شعراء أتقنوا
الغزل والنسيب وأفتتنوا به وتفردوا .. وبه عرفوا وآشتهروا .. كعمر بن أبي ربيعة
وجميل بن معمر ، وقيس بن الملوح ، وأبن قيس الرقيات .. وغيرهم ،
حيث نجد في شعرهم الكثير من الصدق اللهجة وصفاء الطبع ، والتمثيل
الصادق لنفس الشاعر ، بل لنفس الجماعة التي يعيش فيها ،
وإظهار هذه النفس على سجيتها.
ثم تحول هذا الأسلوب الشعري (الغزل) فيما بعد ليصبح فناً شعرياً
يظهر فيه التكلف اللفظي والمعنوي ، وليصطبغ بتلك الصبغة التي
تحمل القارىء دئماً أيقرأ الشعر وفي نفسه أن صاحبه ليس
صادقاًفيه ، وأنهيتكلف ويتصنع ليلائم عصره وبيئته وليرضي
الناس ويفتنهم ..
اعتذر عالاطاله
إخواني وأخواتي وأتمنى أجد مشاركتكم
*****
لقد كان جرير يقول: «لو تفرَّغت للغزل لابكيت الشيوخ على شبابهم.. وأبكيت العجائز على صَباها..»
*****
«يبكي ويضحك لا حزناً ولا فرحاً
كعاشق خطّ سطراً في الهوى ومحا

من بسمة النجم همسٌ في قصائده
ومن نحالة الظبي الذي سنحا

قلب تمرس باللذات وهو فتى
كبرعم لمسَتْه الريح فانفتحا

ما للاٌقاصِّة السمراء قد صرفتْ
عنا هواها، أرق الحسن ماسمحا

لو كنت تدرين ما ألقاه من شجن
لكنت أرفق من آسى ومن صفحا

غداة لوحت بالآمال باسمةً
لأن الذي ثار وانقاد الذي جمحا»
*****
قافية الحاء
الأخطل الصغير
لكم تحيتي
دنــــــ jeddah ــــــو