اليوم وانا افتر باحد المدونة لقيت هذي القصة بس ما ادري إذا قبل موجودة ولا لا
00 وكـان أن تحدّت قلبــاً .. أن يعشـق !
[ 1 ]
طاولـة خشبيـة من الــطراز الصيني , التف حولهـا ستة مقاعـد .. على أرضيـة من العشـب الرطب الأخضر , شجيرات ورد الجوري والفل والياسمين تحيط بهـا … عامـودا إضاءة إرتكزا بشموخ على جانبيهـا .. وجاور كل منهـم .. شجرة إحداهمـا ليمون والأخرى برتقال ..
هي نسمـات فجر الرياض العليلــة تهب , وتتطـاير تبعـاً لـشدتها خصلات انسلـت من شعرهـا , في ظلمـة الليل بدى وجهـها بإنعكـاس ضوء أشعـة الجهاز عليه كبدر منـير , يسفر عن شعورهـا حين تبسـم , ويبرق بـ دموعهــا حين تطفر من عينيهــا , تأثراً بـروايـة تقراهــا …
فتـح باب المدخــل الرئيسي , وخـرجت جدتهـا بخطوات بطيئـة , سارعت لـ تسندها وتساعدهـا بنزول درجات السلـم الثلاث …
فـ جعلت تتمتـم لهـا بأدعيــة الصلاح والخير ,
لمـّا اتخذت مكـانهـا على كرسي كـسي بغطاء وثير , حكت بصوت تحشرج بـغفوات النوم ..
– كم الساعة يابنيتـي .. ؟
– ثنتيـن ونص .. ثلاث إلا ثلـث ,
– لا إلـه إلا الله … ( وأردفت بعدما تحسست المحمول بيدهـا )
– الحيـن أنـت وش تسويـن بهالملتوي ماغير شاقلته معـك رايحة جـاية ؟
– شفـت الكمبيوتـر حقي القـديم .. اللي كـان بالصالة
– ايه ..
– هــذا هو .. صغروه وخلــوه محمـول , يعنـي نقدر نشيله بأي مكـان ..
– لا إلاه إلا الله ! ذالصينيـين مـاخلـوا شيء , مـا بقى إلا يصنعون أوادم !
– ههههه من قالــك مـا صنعوا ! يســمونهم روبوتـات .. شيء يتكلــم , شيء يسوق لك السيارة
شيء يروح للمريخ …
– عاد يخسون إلا بذي ! محدٍ يقــوى يخلـق إلا الله سبحـانه ,
– ايي بس هم سوو شيء يشبه الإنسـان يقاله .. بس كله حديد ..
– يطيح ويتفـكك !
– ايي صادقـة ( بداخلهـا تقول – متيبيـنه بتيــيب يطيح ويتفكك ههههه )
– وذالملتوي يتكلــم ؟
-أيـه .. تحطيـن فيه اللي تبغين , تبغــين قرآن قصايد أناشيد .. تصدقين حتى اذاعة القران تشتغل هنـا ..
– شغليـه أشوف ..
– مـافيه واير لس بالحوش .. خل ندخل الصالة أوريــك ,
– وش ورسـله ؟
– يعنـي انترنيــت .. عشان اشغل اذاعة القرآن لازم واير لس , زي ما الردايو ما يشتغل بدون كهرباء ..
– اييييه .. وذا وشــو ؟ ( مفتـاح caps lock كـان مشغلاً )
– هذا زرار .. عشان الحروف وأنت تكتبين ..
– انصــك !!
– اييه لأنـك ضغطتيــه , اضغطي مرة ثانية ويفتح …
– والله لو تسمعين كلامي .. أنا أقول خلي عنتس هالـخرابيط وجيبيلـي سجادتـي كود أتسنن قبل الأذان ..
– ههههه .. سمـي , ( وحملت المحمول معها إلى الداخل .. )
:
عادت تحمل سجـادتها وثوب صلاتهــا ,فرشتهـا مقابلــة للقبلــة وودعتهـا بقبلـة رأس خاطفـة ,
صعدت مطأطئـة الرأس .. بين يديهـا محمولهـا .. تفكـر بالـفكرة الـفريدة لـلروايـة , وكـأنه يتحدث فيهـا عن ذاتــه ..
هو أدبي حتمــاً .. وإلا لمـا خرجت من بين يديــه هذه الروايـة .. يحكـي عن مهـا وخـالد , ابناء العـم .. وكيـف
استــطاعـت مهـا أن تستدرج أخـت خالد لـ تخبرهـا عن مفضلته , وكيـف أوصل الأحـداث لـذروتهــا .. وتوقف !
ولجت غرفتها , أدت فرضهـا .. وجـعلـت تتقلـب في فراشهـا لحين الغفوة ..
تذكـرت بألم قسوة الكــاتب على أبطاله .. وبتره للنهاية بغلاظة !
(( لا ريب أنـه كاتب مبتدء أوصل الروايـة لذروة الصراع .. وهرب بجبـن عن إكمالهـا بعـدمـا عقـّـد شخوصهـا ! ))
فكـّرت أن تبحث في الغـد عن مشاركـاته في المدونة , ستبحث عن إجـابة لـتساؤلها ,
وإن لم تجـد .. سترسل له بريداً إلكترونياً تـستفسر منه عن النهـاية , وأمـور أخـرى حيرتها !
استحسنت الفكـرة , وآثرت عدم التأجيل .. نهضت بنشاط .. وتطـاولت لأخذ المحمول من على مكتب بجوارهـا …
:
انتظرت الصفحـة حتى تلـونت بتدرجات البني والبرتقـالي , كان اسم المدونة " ملتقى الأدبـاء " أو " لقـاء الأدبـاء " شيء من تصاريف هاتين الكلمتيـن , شدّهـا عنوان موضوع [ لقـاء بسِتر ذاكرة المـاء ] .. فتحتهـا قبل أن تبدأ عمليـة البحث عن مواضيع [ القيصر ] كاتب الروايـة .. واندمجـت تقرأ , وتنقر الصفحـات تباعـاً .. وغـآ آ آ صت !
لم تكـن الفكرة واللغـة مـاجذبهـا فقط , إنمـا ولأول مرة .. تندمج بقراءة الردود !
توقفت مشدوهـة ! .. ذكرت اسم شخص .. أوكـاتب كثر التعليق عليـه في الردود , ودار حوار حامٍ عليـه …
كـان اسمه .. ( واسيني الأعرج )! , أيمكـن أن يكون هـذا اسم كـاتب ؟ هـه .. ببلاهـة قالت بلحن : واسيني وإلا أواسيـك ..
أي تركيب أضداد في اسمـه ! لو اكتفى بـ واسيني , لتخيلتـه شاميـاً وسيمـاً يرتدي بذّة رسميـة ويحمل وردة مخملية ,
لكـن الأعرج يبدد ذاك الخيــال , ويجعلـه مستحيلاً !
ممممم .. مابالنـا معشر الفتيـات نسرف بإهتمـمنـا بالمظاهر , يبقـى موضوعـاً رائعاً يستحـق الحـفظ !
عـادت للصفحة الأولـى , بهـرهـا أن كـان [ القيصر ] ذاتـه من كتـب الموضوع !
نقرت على خاصية البحث عن مشاركـات العضو , لكنها لم تكن متاحة للـزوار ! بحماس بادرت التسجيــل ..
وكما كل مرة .. توقفهاخانة الاسم طويلاً .. أي معرف يجب أن تستخدم من معرفاتهـا , في مدونة الفرفشـة تدعى [ مصقوعة بقدر ] و لدى مدونة الفوتوشوب ادّعـت أنهـا[ MisS PhOto ] هنـا الأمـر يختلـف .. جميع ألقابهـم غريبـة ! أحدهم [ هوليستون ] وآخـر [ كويهلـو ] وثانيـة – زعمـت تأنيثها لـ صورة رمزيـة انثويـة اختارتهـا – [ جلـّنـار ] بذات الـشدّة على اللـلام , وكـأنهـا تساهم في فهم ذالاسم المبهم !
اضطـرت التوقف , وإرجـاء الأمر إلى الغــد , لـ تكون بذهن أصفى ….
أغلقت الجهـاز , ودفعت به جانبـاً .. فكرت التقصي عن [ واسيني الأعرج ] , فـأرسلت برسالة نصيـة لإحدى صديقاتهـا الأديبـات ..
صبــاحك عــطر ’
مـاذا يعنـي [ واسيني الأعرج ] ؟
<< توهـا تقتنع بالأدب
لم تتوقع أن أحـداهن ستكون مستيقـظة صباح جمعة يتلوه يوم دراسي ,
لكـنها لحـظات واستلمـت الرد ,
صبـاحك مطمئـن يا ستي : )
واسيني .. كـاتب روائي جزائري,
فضيع من ناحية الوصف الإسلـوب الفكـر ..
إن بـديتـي فــ رواياتـه , منّي أنـــا ’
[ هنيئـاً لـنـا إنضمـامك لـ مجانيـن واسيني ]
ابتسمـت شهلاء داخلهــا , لطـالمـا دعت صديقتهـا تلـك بـ مجنونـة حرف !
وغشيــها النوم بما تبقـى على ملامحها من ابتسامة ,
صحـت على صوت أمهـا توقظهـا , و حزم ضوئيـة من النافذة تهجم بشراسـة على عينـيها ..
– يمـه الله يخليــك ما نمت زيـييين ..
– قومي أذن العصـر وأنت نايمـة , شقول لجـدتك بس تسأل عنـك .. تبين أقولهــا نايمة لهالوقت ؟!
– لا لا .. بليـز .. خلاص شوي وأقوم ,
– يللا ..
– خلاص يمـه والله بقوم ..
– قدامـي قومـي !
رفعت الغطـاء بتثاقل و قامت …
*****
لـم تكـن تنوي الإنضمـام لـ مجانين الأحرف , ولـن تفعـل .. مجرد سماعهـا لمـادة النحو والصرف يشعرهـا بكم كـانت فاشلـة حينهـا !
ومـن يريـد أن يغيضهــا , فلـيذكرهـا بالأدب العربي !!ذاك الذي أنزل من معدل السنة الثالثـة علمي لهــا .. وكـانت درجـة امتحـان الرياضيات
رغم الأسئلـة التعجيزيـة فيـه أعلى بكثيـر منـه !
قراءتهـا لا تتعــدى روايـات لـكتاب مبتدئـون , غالبهــا من مكتبـة ألـم الإمـارات المشهــورة خليجيـاً بالمركـز الأول لـرواد القصص ,
لم تتخيـل يومـا أن تنــشيء مكتبـة خــاصة لهــا , أو تـتوجـه للدور العلوي المخصص لـلكتـب في مكتبـة جرير ,
المكتبـة لديهـا تعنـي أدوات مدرسيـة , و أجهـزة الكترونيـة هائلة !
حتــى [ ذاكرة المـاء ] التي أعجبتهـا تلـك , لا تعدو عن كونهــا إعجاب وقع لحـظة تخبـط فِكـرها ما قبل تسليم الروح لا تؤاخـذ عليـه ,
بعدمـا قضت العـصر بين والدتهـا وجدتهــا جلست تتشـاغل بأمور روتينيـة حتـى الـحادية عشر مساء ..
صعدت متوجـهة لـغرفتهـا .. بكوبـي ّ قهوة .. مرّت على عبدالله .. وبصعوبـة فتحت الباب بعد طرقـه ..
شهلاء – سستـري
عبدالله – اوو ماي براذر ..
شهلاء – ههههه هزا سديق يبغـى كوفي .. انا في جيب واهد زيادة ..
عبدالله – منـك وأرده ؟! يسلـموو ..
شهلاء – شـالحوسة على مكتبك .. ؟
عبدالله – أنت تشوفينهـا حوسـة بس أنـا مرتب كل شيء ..
شهلاء – لااا ههههه لاعمرك ترتب .. و التفتت خـارجـة
عبدالله – " يرفع صوتـه " ايي شهلاء ترى جددت الـشوتايم ..
شهلاء – بفرح .. اشتركـت !!
عبدالله – ايي .. ذكريني يوم الربوع في فلـم خطير لـ براد بيت ..
شهلاء – أيهــم ؟
عبدالله – مدري ما مداني اقرى اسمه .. بس البريفيو خطير ..
شهلاء – هورر ؟
عبدالله – فيمي هورر
شهلاء – تابعـه لحالك ..
عبدالله – صدقيني .. بيعجــبك ,
شهلاء – نو نو نو …
عبدالله – كيفـك , طيب نطلع الفيصلية نتعشـى ؟ ليلـة سبت والزحمـة قد خفت ..
شهلاء – " بحماس " ياليـت ! تسوي فينـي خيـر .. طفشانة موووت ..
عبدالله – خلاص أخلـص شغلـي و نروح ..
شهلاء – كم يبيــلك ؟
عبدالله -ممم " ونظرة يتفحص بها كمية الأوراق أمامه " .. أقل من نص ساعة إن شاء الله ..
شهلاء – اوكـي .. بس لا تتحمس وأنت تكتـب في خط قلم على خشمـك ..
عبدالله – لاااا " وبقوة قام يفرك أرنبـة أنفـه حتى احمرت "
شهلاء – ههههههه طوط واحد صفر !
عبدالله – مافي عشــاء !!! " بعصبية مصطنعة "
شهلاء – لا لا أتــووب , خلاص بروح ألبس .. بس اخلـص الكوفي أول
عادت لمحمولــهـا وقررت تمضية النصف ساعة بقراءة موضوع الأمس .. عاودت قراءتــه وجدت في اسلوبه وطريقـة تشبيهـاته , وتنقله السلس بين الأفكــار ما يشبــه روايتــه [ منفضـة الـماضي ] .. وكـأنه فصلٌ اجتـزّ منهـا !
ساورهـا ذات الشوق لإيجـاد إجـابات على أسئلتهـا , فلم تجـد بُـداً من التسجيــل ..
توقفت أمـام خانة الاسـم .. ولـم تدرك أناملهـا إلاّ ونقرت .. [ طفول أنـثى ] .. تأملته برهـه , اقتنعـت به , فهو الطفول حـقـاً مـا جذبهــا
لـلتسجيل , و[ أنـثى ] .. ستغنينـي عن هـمّ توضيح كنهـي للكــل .. مممم يبدو بسيـطاً لا يضاهـي الغموض في أسمائهــم ..
تبادرت لهـا شدة [ جلـّنــار ] فأتبعـت [ طفـول أنثـى ] بـ فاصلـة منقوطـة , لمزيـد من الغموض .. وعن كون طفول الأنثى مستمر .. ورابـط لما قبله , ونقرت على إكمـال التسجيل ..
( شكـراً لتسجيلك طفول أنثى ؛ سيتـم ارسال رسالة إلى بريدك لتفعيلـك …. )
– شهلاء .. يللا تجهزي ..
– يللا ,
أغلـقت الجهـاز .. ومـضت برفقـته ,