التصنيفات
عالم الطفل

وقفة مع دور الجد أو الجدة في حياة الأحفاد للبي بي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع اليوم مختلف كلياً عما يتم طرحه هنا فقد يكون له ابعاد مهمه بعصرنا الحالي

وقفة مع دور الجد أو الجدة في حياة الأحفاد

مدخل

قالت احداهما قابلت صديقتي التي عادت لتوها من رحلة حضرت خلالها ولادة ابنتها لأول الأحفاد، فبادرتُها بالتهنئة وقلت لها: مبارك دخولك عالم الجدات، كيف وجدت قولهم "ما أعز من الولد إلا ولد الولد" قالت: بسعادة غامرة إنه عالم رائع.. فعندما ينتقل دورك من أم إلى جدة يتغير الوصف الوظيفي لمهمتك فلا يعود هدفك الرئيس هو رعاية الطفل ولكن تقديم الحب والاستمتاع بمشاعر الأمومة دون عنائها، ولذا فإني أرى أن هذا القول صحيح إلى حد بعيد وتفسيري للمعزة الإضافية أنها أمومة خالصة وخالية من عناء الولادة وآلامها و من أعباء ومسؤوليات التربية اليومية.

توقفت لأتساءل ما دور الجد والجدة في حياة الأحفاد؟

يضيف وجود الجدان أبعادا تربوية وأجواء عاطفية تثري حياة الأحفاد وتعين الأبوين في مهمتهما وتخفف عنهما كثيرا من الأعباء التربوية، وتتمتع الجدات بالحضن الدافئ والخبرة مما يجعلهن خير عون في الاستشارات الصحية والتربوية التي تحار فيها الأمهات الصغيرات. ومن جهة أخرى يضيف الأحفاد إلى الأجداد رؤية جديدة للعالم من خلال العيون الصغيرة المستكشفة وفرصا للتجديد والانتعاش النفسي. حتى لو لم يكن الجد أو الجدة مقيما في البيت أو قريبا من مكان الإقامة، فبالإمكان الإبقاء على قوة العلاقة بالأبناء عن طريق وسائل الاتصال المختلفة.
في عصرنا الحالي اختلفت صورة الجد والجدة ولم تعد الصورة التقليدية كما تظهرها القصص والصور القديمة رجل أو امرأة مسنة مقيمة مع الأسرة ومتفرغة للحكايات والقصص، الجد أو الجدة اليوم ينشغل معظمهم في مهن وأعمال أو نشاطات تجارية أو اجتماعية، يجلس معظمهم خلف شاشات الكمبيوتر ويتواصلون بالوسائل الالكترونية المختلفة، ومن ثم فقد اختلفت الظروف التي يمكن من خلالها تحديد دور الجد أو الجدة في حياة الأبناء-أو رغبتهما في ذلك- وفقا لأعمارهما ومستوى التعليم والمهنة والالتزامات الاجتماعية، ولذا فمن المهم تهيئة الفرص لتقوية العلاقة بالجد أو الجدة على اختلاف الظروف التي يعيشونها لكي لا يحرم الأبناء من فرصة الاستفادة عاطفيا وتربويا من خبرة الجدين وحكمتهما، ولكي لا يحرم الجدين من فرصة معايشة الصغار وما تبعثه في النفوس مشاعر البهجة والسرور التي يحتاجانها لتخفف من ضغوط الحياة، ولكي يبقى شعور من كان كبير السن منهما بأنه لا يزال ملء السمع والبصر يرجع إليه الكبار والصغار،

ومن أبرز الأمور التي تعين على تقوية الارتباط بالجدين:

  • الحرص على استشارتهما باستمرار في الأمور الصحية أو التربوية، حتى وإن بدت أمورا بسيطة، فهي تدل على الارتباط والحاجة فمثلا عندما يكون لدى الابنة حفل ملابس الشعوب يمكن استشارة الجدة عن رأيها في الزي الذي يمكن أن تلبسه الابنة.
  • تعويد الأبناء على دوام الصلة بهما إن لم يكونا مقيمين في البيت وإعطائهم الفرصة في الاتصالات الهاتفية وتوجيههم للتعبير عن الحب، كتابة بطاقات، إرسال رسائل نصية وصور. وعرض خدماتهم لتقديم أي مساعدة.
  • مشاركة الأحفاد في أنشطة محببة أو هوايات مشتركة؛ فهناك من يفضل أن يزوره الأحفاد في نهاية الأسبوع لممارسة رياضة السباحة معا، ومنهم من يفضل اصطحابهم في نزهة، ومن الجميل تعليم الأبناء بعض المهارات التي يحسنها الجد أو الجد، كالرسم، أو الخط أو الأعمال الفنية أو العناية بالحديقة أو شغل السنارة والصوف ويمكن اقتراح ذلك كأن نقول مثلا: " زينة أحضرت سنارة كروشيه لتتعلم من جدتها هذه المهارة " أو ممارسة الألعاب الجماعية التراثية، فالمشاركة في الاهتمامات والأنشطة من الأمور المهمة في تقوية العلاقات وتكوين ذكريات جميلة مشتركة، فلازلت أذكر ذلك اليوم الذي شاركتنا فيه جدتي رحمها الله لعبة "نط الحبل"، ضحكنا كثيرا وصفقنا لها بسعادة غامرة، وما أجمل الأوقات التي تقضيها والدتي الحبيبة مع الأحفاد في تحدي قدراتهم بألعاب التخطيط، هذه الأنشطة المختلفة يتعلم منها الأبناء كثير من القيم والمهارات الاجتماعية، كما يمكن أن يكون للجد أو الجدة دور مهم في مرحلة المراهقة حين يبحث المراهق عن حضن محايد يأوي إليه فيجد الإصغاء والتخفيف – وهو ما يحتاج إليه كثيرا- ويجد التوجيه الأبوي عندما يكون منغلقا نفسيا عن سماعه من الأبوين .

ولكي يتم استثمار دور الجد أو الجدة في حياة الأسرة على خير وجه يفضل الاتفاق على ما يلي:

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.