السؤال
توجد مواقع للنصارى تطرح شبهات عن الإسلام، وقاموا بعمل كتب عن هذا وقاموا بالتشكيك بنسب النبي صلى الله وعليه وسلم واتهامه والعياذ بالله أنه ابن زنى. والخلاصة أنهم اعتمدوا على شبهتهم أن عبد الله بن عبد المطلب والد النبي تزوج هو وأبوه في مجلس واحد. وهذا مذكور في الطبقات الكبرى. واستدلوا أن عمه حمزة أسن من النبي بستنين كما في البخاري فقالوا إذا كان محمدا والعياذ بالله ابن زنى لأن عمه أكبر منه بسنتين والمفروض أن يكونوا في نفس السن لأن آباء الاثنين تزوجوا معا، وأتوا بأدلة أخرى كاذبة تؤيد قولهم وقاموا بأخذ فتاوى من موقعكم تؤيد أن مدة الحمل في الإسلام خمس سنوات، وقالوا إن علماء الإسلام فعلوا هذا حتى لا يظهروا أن نبيهم ابن زنى والعياذ بالله. وأرجو منكم الرد على الشبهات الموجودة في هذا الملف هو عبارة عن صفحات انترنت وكتاب والكتاب يفتح بواسطة برنامج قارىء.
ملاحظة هذه أرقام الفتاوى التي استندوا عليها من موقعكم المبارك في تأييد شبهاتهم
76300 رقم الفتوى
18395 رقم الفتوى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمبنى هذه الشبهة الواهية على معلومة تاريخية غير ثابتة، وهي أن عبد الله والد رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج هو وأبوه عبد المطلب في ليلة واحدة، وهذا إنما روي من طريق الواقدي وهو متروك الحديث ، متهم بالكذب. وبذلك يهوى الأصل الذي بنيت عليه الشبهة.
وأما ما نسب في السؤال للبخاري من أن حمزة كان أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، فليس هذا في صحيح البخاري، وإنما فيه أن حمزة كان أخا للنبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة. وهذا يحتمل أن سنهما واحد ويحتمل غير ذلك.
قال ابن عبد البر في (الاستيعاب): قيل: كان حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين. وهذا لا يصح عندي لأن الحديث الثابت أن حمزة وعبد الله بن أسد أرضعتها ثويبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين. وذكر البكائي عن ابن إسحاق قال: كان حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين. اهـ.