(( مقدمة ))
وعول الغابات الصارخة ذعرها المنهمر علي رؤوس الأشجار كمثل شهاب يلمع في الأفق ثم يحتجب هو أيضاً ذعري
وعذاب الطائر المحاصر بين فكي أفعى تتعمد التمهل في ابتلاعه هو كذلك عذابي
علي صخرة الواقع الشرسة أنزلق
ومنذ عقود جمة أنا أتأمل الهاوية راغباً حتى بالسقوط عالقاً بشي ما يمسك بي من الذؤابة من الذاؤبة يمسك بي
والشريط الذي يمر في رؤوس ألغرقي قبل الاختناق النهائي عارضاً عليهم صور العمر كله في ثواني معدودة
((( أنا في كل دقيقة أبصره )))
*** قالت لي ***
عذرا منك حبيبي
ألامتك يا اغلي من روحي وألمك خنجر غرسته بروحي
ألامتك وأنت ملاذي من الأمي وبلسمي وطبيب جروحي
ألامتك وألمك سيبقى ناراً بقلبي وبعمري وبروحي
ألامتك يا من بحنانك غمرتني وبكل الأمي احتويتني
ألامتك سامحني فانا منك وأنت منى
كم من نفسي أخذتني استحوذ تني
ليتك تعرف إنني من دونك نهايتي
فأليك
يا كل إحساسي بأنفاسك تحيى أنفاسي
إليك يا من سكبت الشهد بكاسي
وتوجت بقلبي عشق قلبك الماسي
قسمات وجهك ظلت ناظري
اخترقت جدار قلبي وحفرت بداخلي
صورتك تحتل جميع أماكني وشوارع مدينتي
تسكن كتاباتي تبلل فراشي ووسادتي
أرها بكوب مائي وفنجان قهوتي
حياتي لك وباسمك شوقي ومغربي
فأول حرف باسمك اقترن بحياتي
وأخر حرف باسمك اقترن بمماتي
بداخلك نقشت جميع علاماتي
فما عدت ادري أين إنا
أبربوع الخوف احتمى
لأجلك
كرهت ما عشت قبلك حطمت معبدي
تبدلت حياتي عاداتي مبادئي
أشعلت نيران بقلبي وغمرت الجمر بيدي
احتلني الألم وشتتتني حيرتي
هجرتني إليك ذاتي ولم نعد نلتقي
أردت المستحيل حبك وقلبك قلعتي
فسل وسادتي كم غرقت بدمعي
واشتكت باه من أنيني ولوعتي
فها إنا من نفسي ونفسي إليك اشتكى
فما عدت ادري من أنا
أبربوع الخوف احتمى
ولجدار اليأس انحنى
وبأحضان الضياع ارتمى
بلون الحزن اكتسى
وسفن المستحيل اقتدى
ومن الم الواقع اشتكى
وعالم الخيال والأحلام ارتجى
بصحارى الحيرة والعذاب ارتمي
فوق جبال الوهن اختطي
وخيوط الوهم امتطى
فصول الحرمان لنفسي ارتضى
ومرار قسوة زماني احتسى
وعلى جزر النسيان ارتمي
ووديان الحنان بعمري اعتزي
وبنار شوقي لك أنكوى
سابقي
بصمت ليلى بك اختلى
وعطر أحضانك اهتدى
وسابقي احبك وهكذا اكتفى
قدري ارحل وقدرك ترتضي
*** قلت ***
ها نحن نوقع معاهدة بالهجر
ونمضي نحو الموت سويه
اليوم حملت كلمات العشق الدامي
وتقاسمت مع البحر سيل الدمع
ومع الليل كأس الإحزان الأبدية
فقد إطفاء البدر قنديله
وسافرت الأنجم الزاهرة
وبلل قلبي منديه بدمع من المقلة الساهرة
يدي للسماء فارغة
من سماواتها وشفاهك
وغبار كلام يغطي جفوني
وظلي يدحرج خلفي تماثيله الحجرية
ظلي الذي ليس لي
ما يعادلك الآن … ؟
أي غياب بكفي يترك بحة لمسته
أي باب نسيناه منغلقاً
وسمعنا الفراغ يضاعف وحشة جثته
ويمد أصابعه ليلمع مرآته الصدئة
ويري شكله اللا نهائي فيها
فيختلفان معاً ويتفقاً علينا ؟
آه سيدة الكلمات الحزينة
كيف توزعتي أوردة تروي العشق في جسدي
ها أنذا املك ناصية اللغة الممنوعة
أحترف تفاصيل جراحي
وأشد علي كف الأيام المعهودة بالحزن
يا جسدي من أين يبدأ جرحك ؟؟
من جثة في الرماد الثقيل ؟؟
أم في القلب متسع لانهمار البرودة ؟
من أين ؟ … كل الشوارع شاهد علي الزمن الجميل
وحدك الآن تشعل نار البراءة في الجسد المنطفي
وحدك الآن يمنح للبحر عري الفصول
وترمم جدران منفاك .. تسبح في جذر النفي
وحدك تستقدم الورد .. تمنحه نكهة وقناديل
مستوحداً ترتخي في مسافات حزنك
تتسع المسافات وأنت تلملم وجهك بين ركام الذهول
فمن أين يبدأ جرحك
إن الشوارع شاهد علي الزمن الجميل
(( النهاية ))
يتعبنا المرام
ويظل يأخذنا الأمام
ويظل يأخذنا الأمام
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
