التصنيفات
قصص وروايات

هاشم و عائلته قصة حقيقية

كان هاشم وحيد أبويه وله أخت تصغره سنًا

وكان وضعهم المالي سيء بحيث يحتاجون

إلى الإعانة الخيرية شهريّاً ويحتاجون إلى إعانة

الإيجار السنوي بعد تقاعد أبوه بسبب إعاقة

خارج ساعات العمل و تعاني أمّه من ضعف النظر

منذ نعومة أظفاره وكان هاشم متفوقًا في دراسته

في مدرسته الحكومية في ذات الحي الشعبي

القديم وبعد سنوات تخرّج من الثانوية بمعدّل يدخله

الجامعة بتخصص إدارة إقتصاد ثم تخرّج منها و أبواه

على قيد الحياة ولكن أمه كانت قد فقدت سمعها

و كان هو الآمر الناهي بعد أن اصبحت إعاقة أبوه

مع كبر سنّه أمرًا صعبًا وتزوّج من بنت أحد رجال الأعمال

الذي تربطه به علاقة عمل بعد أن أصبح هاشم ذلك

الشخص ذو المكانه الاجتماعية الكبيرة وغيـّر مسكنه

إلى إحدى قصور شمال مدينة الرياض … رفض هاشم

ذلك الشاب الطموح الذي تقدّم لأخته الصغرى بحكم

أنها خريجة بكالوريوس طب بشري و أنه دبلوم صحي

وقال أنه ليس من مستوانا … بعد حين طلب منه أبوه

أن يزوره في منزلهم القديم في الحي الشعبي فقال:

ليس لدي وقت مناسب وعندها ذهبت إليه أخته إلى

مقرّ عمله وكان قد تفاجأ بها ثم أراد أن يجذب انتباه أحد

رجال الأعمال إلى أنها أخته فقد يتم نصيب فقالت لأخوها

أمام رجل الأعمال ذاك : ((أنسيت يا هاشم أننا بالأصل من

سكّان حي الـ … )) وتقصد بذلك الحي الشعبي ومن

يسكنه إلا فقير معدم وقتها فأخبرها أن ذلك الحي انتهى

وقته لأننا أصبحنا من أهل المال فأخبرته أنها تفتخر بأنها

من هناك وأن لها مرضى تعالجهم و تحضر لهم أدوية من

مالها الخاص فلطمها بيده ثم خرجت ودموعها تنهمر وهي

تقول أنّ أبوه توفّي وهو يقول :((لن أرضى عنك يا هاشم ومتّ

و أنا غاضبٌ منك فلتهنأ بمعيشتك فإنّك لست بمخلّد بها))

بعد تلك القصة بعشرات السنوات … طرق باب منزل هيفاء

( اخت هاشم الصغرى ) وكانت قد تزوجت بطبيب ففتحت

الباب و إذا تنهمر دموع القادم لها وهو ليس إلا أخوها هاشم

ويمسح دموعه بشماغة الأحمر وقد أدخلته ثم سألت عنه

أخباره فقال : إنّ ابني خالد رفَعَ يده في وجهي وشعرتُ

بحاجة إلى أبكي حينها ولا زلت حتى هذه اللحظة فدُلّيني

فقالت هيفاء : أبوك في القبر فهناك مئات الوسائل لتبرّه

وهو في قبره لعلّ الله أن يعطف على وضعكَ الآن وقد بلغت

الخامسة والأربعين وأنت تبرُّ أباك في قبره … تصدّق هاشم

بمسجد تحت اسم ابيه و تفطير صائم كل رمضان وتحجيج

مائة حاج كل عام لصالح أبيه وقد وفّقه الله وأصبح ابنه الأكبر

خالد إمام إحدى مساجد الرياض الكبرى بشهادة دكتوراه في

العقيدة الإسلامية وسمعت قبل أشهر أن الله توفّى هاشم

صاحب قصّتنا وهو في المشاعر المقدّسة أثناء تأدية الحج

في العام الماضي 1443هـ .

———————————–
قصة حقيقية

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.