ماتشوفين شر
في طريق العودة 00كانت هناك سيارة مجاورة في الطريق00مغبرة بعض الشئ00مكتوب عليها بالبنط العريض 00(ماتشوفين شر)00
يبدو أن صاحبها شاب في العشرين أو بدايات الثلاثين00يغطي عينيه بشماغ يبدو قديما00يخرج شعره الطويل من الشماغ00وعلاوة على ذلك يرتدي نظارات شمسية سوداء رغم لطافة الجو00ربما للتعتيم على شخصيته00ربما حياء منه00من أجل الخربشات على سيارته00ثم كتب رقمه بطريقة غاية في الذكاء والخبث00! بأرقام ثم يتلوها حروف هجائية وعلى القارئ ربط ترتيب الحرف الهجائي بالرقم الذي يوازيه ليحصل في الآخر على رقم صاحب السيارة00
فكرت في قرارة نفسي00مالذي يريده هذا الشاب ومن يحذو حذوه 00بأسلوب مشابه أم مغاير00ولماذا يكتب تلك العبارة بالتحديد؟
قرأت في ذات اليوم خبرين في إحدى الصحف المحلية في ذات العدد00عن سيدة إرتبطت بعلاقة آثمة بعامل في أحد المنشآت00خبر كدت أن أقفز إلى الشاشة لأبطش بمرتكبته00ثم عدت لقول :اللهم عافنا مما إبتليتها به00يكفيها مانالته من فضيحة في الدنيا مع عقاب الآخرة إن لم تتب00! الجرم هو الجرم00لكن مالذي دعا سيدة محصنة لتهوي بنفسها على االقاع مع عامل حقير خبيث الطوية؟ أهو كما قالت إحدى النساء منذ قرون عندما زنت مع عبدها فلاموها فبررت ذلك بقولها لطول السواد وقرب الوساد!وهل هذا مبرر؟
وأين الزوج عندما حبكت الخطيئة حبالها؟لماذا لم يكن متواجدا؟ومالذي نقص الزوجة لتبحث عنه في الطريق الآثم والذي جرمته كل الأديان؟
إنني لا أبرر لجرمها لكن نريد الفائدة من تلك االحادثة حتى لاتتكرر 00نعم لانستطيع الحجر على المراءة أو الفتاة00لكن نستطيع تقوية يقينها
وتذكيرها بجرم ذلك000نستطيع إشراكها في أنشطة تفيدها في إكتساب مهارات إجتماعية وتربوية تدعمها وتدعم أسرتها وأطفالها!
لا زال سؤال يلح لماذا بدأنا نسمع عن حوادث على هذه الشاكلة000
لماذا 00؟ لكني قرأت الخبر الثاني بل الحادثة التي جعلتني أعرف لماذا ؟
زوج يسدد طعنات نافذة إلى زوجته وهي تستغفر وتسبح وتحوقل محتسبة الأجر في طوارئ المستشفى الذي أنقذها000!
وأخرى00يضربها زوجها ويصادر أوراقها الثبوتية00وأخرى يحبسها لعدة شهور000؟ وفتاة يقتلها والدها أثناء نقاش بينهما، والذي كان ولاحول ولاقوة إلا بالله موجها تربويا000!!
مالذي حصل ؟ أين الحنان00أين الحب ؟أين الرحمة ؟ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم00رفقا بالقوارير00وآخر ماوصى به في خطبة الوداع00إستوصوا بالنساء خيرا000فلماذا لم نستوص بهن خيرا00بنتا00زوجة 00أختا00لماذا تكررت حوادث هروب الفتيات من منازل أسرهن والزوجات من بيوت أزواجهن00على مستوانا المحلي والعربي00محزن00ياأمة القرآن والآيات التي ترقق القلوب00محزن00عندما الرجل يبدو في أحسن حالاته عندما يقابل الناس سواء في عمله أو محيطه أو مسجده أو حتى برامجه في التلفاز؟
لماذا ينصح ولايطبق؟لماذا يبتسم في وجوه الكل بل وحتى العمالة ليقال متواضع بشوش ولاتراه أسرته إلا كما قالوا أخواتنا المصريات أبو الهول!! وفي ذات الوقت يسئ إلى بنياته وزوجته وربما يقسو عليهن ويدعي الإنشغال ليمارس نزواته ويميل إلى شهواته متناسي أن هناك أسرة تحتاج إلى سماع كلمات الحب والحنان منه 00إن لم يشبعها هو فمن يشبعها ؟ وناسي جملة (دقة بدقة وإن زدت زاد السقا)والحوار طبعا مفقود مما يسهل دور الشيطان الذي يدخل لبيته من أوسع أبوابه00والشيطان هنا00
يتمثل في دور الشاب الذي يدعي الحنان لحبيبته إن مرضت أو تعبت أو غابت00ومعلوم أن المراءة تقدس الحنان والعطف قبل أي رغبة 00ومن هنا عادة يكون الصياد ماهرا لإلتقاط فريسته التعيسة فيبدي شفقته بها ورغبته في إسعادها والترفيه عنها 00ليعوضها عن حنان زوجها 00أو والدها 00أو أخوها000فيقول لها مثل ذاك الشاب :(ماتشوفين شر)ويبدي عطفه عليها ليجرهما الشيطان الى درب الرذيلة ولا حول ولاقوة إلا بالله!
صديقتي مخطوبة تقول لي بحزن :خطيبي ولاعمره أرسل لي رسائل ود أو حنان00وقد باح لإخوتي عند مقابلتهم له أن المراءة متى ماوجدت أن زوجها يحبها قلبت له ظهر المجن وعصت أمره00ثم تهمس يالتعاستي ليتني أتزوج من أي جنسية عربية أخرى فقد يكون حنونا 00مثل ماأرى في مسلسلاتهم00قلت لها وأنا أضحك00لا لا00كثير من أبناء دولنا الخليجية والعربية يعانون من العادات والتقاليد والتي للأسف تمليها الأم أو الأخت على إبنها أو أخوها فتؤلبه على زوجته ثأرا من زواج تعيس لم توفق فيه وتشير عليه بعدم إظهار الحب لزوجته00فيكتم الزوج حبه00بل وقد يقسو على زوجته ليبين لأهله قوة شخصيته وللأسف يبين ضعفه! وتدور الحلقة والدائرة على الأم فتعاني من زوج إبنتها الذي يقسو على إبنتها 00وإبنها الذي أخذ يقسو على بناتها00وزوجها الذي مشى على نهج والدته رحمها الله فيكمل مسلسل التعذيب لزوجته المسنة وبناته المسكينات!!
إنني لا أعمم هناك العديد من الرجال الطيبين والذين يخافون الله في بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم 00العديد بحمدالله00لكن هناك أيضا العديد من النقيض كما كتبت 00وهم سبب من أسباب إنحراف بناتهن وزوجاتهن وأخواتهن إذا لم يكن قويات الإيمان بالله!
شاهدت مشهد لزوج مصري يقبل رأس زوجته ويطلب أن تسامحه من أخطاءه سابقا في حقها ثم يحتضن أطفاله تائبا00والكاميرا تلاحقهم وتصور المشهد الرقيق 00كدعاية موجهه لضرورة التعامل الحسن مع الزوجة أو البنت أو الأخت 00ليت كل الدول العربية تكثف هذه اليوتيوبات والفيديوهات والمسلسلات الواعية الموجهه إلى أهمية الحنان في بقاء ودعم الأسرة00
لابد من عقد دورات للآباء والأزواج والإخوة في أهمية محبة المراءة كزوجة كأخت كإبنة حبا تقديرا إحتراما عطفا00
لماذا لا يوصل الأب والأخ والزوج بناتهم00أخواتهم00زوجاتهم بنفسهم
إلى المدرسة00ألى السوق00إلى الزيارات00لماذا لايمسك بيدها00في الشارع في السوق00اذا لم تعطها حنانا فمن يعطيها إذا لم تشبع عواطفها بالرحمة والإستماع والمؤانسة فمن تحدث ومن يشبعها عاطفيا؟00اطلب من كل من يقرأ كلماتي أن يبادر إلى إبنته أخته زوجته ويقول لها أحبك00ولاحرمني الله منك00كرروها يوميا فهي صمام أمان لهن من شياطين الإنس00
وفقنا الله وجميع المسلمين والمسلمات لكل خير وحفظ لنا من نحب وأبقاهم لنا00وأصلح رجال ونساء المسلمين يييييارب!