به في ارض الشام حيث أن الرسالات السابقة على بعثة محمد صلى الله عليه وسلم
محدودة الزمان والمكان أما بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فهي للناس كافة
في الأزمان والأماكن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إنما بعثت للناس كافة ))
وفي ذات يوم من الأيام كان عيسى يمشي إذ مرّ على امرأة جالسة عند قبر وهي تبكي
قالت المرأة : ماتت ابنة لي ولم يكن لي ولد غيرها
وإني عاهدت ربي ألا ابرح من موضعي هذا حتى أذوق ما ذاقت من الموت
أو يحييها لي ربي فأنظر إليها
قال عيسى : أرأيت عن نظرت إليها أراجعة أنتي ؟
قالت المرأة : نعم
فقام عيسى وصلى ركعتين ثم جاء وجلس عند القبر فنادى :
فقال عيسى : يا فلانة قومي بإذن الرحمن فاخرجي
فتحرك القبر
ثم نادى الثانية : يا فلانة قومي بإذن الرحمن فاخرجي فخرجت وهي تنفض
رأسها من التراب
فقال عيسى : ما أبطأ بك عني
قالت الفتاة : لما جاءتني الصيحة الأولى بعث الله ملكا فركب خلقي
ثم جاءتني الصيحة الثانية فرجع إلي روحي ثم جاءتني الصيحة فخفت إنها
صيحة القيامة فشاب رأسي وحاجباي وأشفار ( رموش ) عيناي
من مخافة القيامة فأقبلت الفتاة على أمها
الفتاة تتكلم مع امها : يا أماه ما حملك على أن أذوق كرب الموت مرتين
يا اماه اصبري واحتسبي فلا حاجة لي في الدنيا
كرب الموت
عيسى: دعا ربه سبحانه وتعالى فقبضها إليه واستوت عليها الأرض
لحسين عبدالحميد نيل
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
وكاتب ومحقق للتراث الإسلامي