التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

مشاركتي : زعيم المعارضة و عدو الثروات "أبوذر الغفاري" السنة النبوية

[BACKGROUND="100 http://im36.gulfup.com/ZS1Pw.gif"]

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ..سيدنا محمد الهادي الأمين

وعلى آله وصحبه أجمعين …أما بعد ..

إن ما تشهده الأمة الإسلامية اليوم من تفرقات ونزاعات فكرية وحزبية لدليل واضح على إبتعادها عن المنهج الصحيح

وتركها للهدي المستقيم الآ وهو القرآن الكريم والسنة النبوية. انعكس تأثير تلك الخلافات والنزاعات على حياة الناس

أفراد وجماعات و داخل الأسرة الواحدة . أصبح الواحد منا ما بين طرفين أحدهما يزايد على وطنيتك والآخر يزايد على

دينك…مع أن حب الأوطان من الدين أصلا. ما عدنا نميز الصالح من الطالح , اختلطت المفاهيم والأفكار حتى القيم .وبدأ

كل شخص يتجه لأي تنظيم أو حزب مهما كانت قيمه ومبادئه سواء ليبرالي شيعي ,علماني .معتقدين جهلا أو من واقع

الفتن التي يشهدها الدين الإسلامي أن الفكر الإسلامي مثله مثل أي فكر لديه عيوب ونواقص ؛ والإنسان يمكن أن

يعتنق أي ديانة تحلو له ..فحاشا لله أن يكون ذلك صحيحا فالدين الإسلامي كان و ما زال وسيبقى هو الدين الكامل

والصالح لكل زمان ومكان فهو دين الفطرة و لكن الله يهدي من يشاء . ولا شك أننا اليوم نعيش في وسط أمة متفرقة

تائهة ؛ فما أحوجنا لأن نستطلع سيرة نبينا الكريم محمد _صلى الله عليه وسلم _ وأصحابه. وقد أخترت لكم سيرة

الصحابي الجليل /

أبـــــــــــو ذر الغفــــــــــــــاري

رضي الله عنه

يقول صلى الله عليه وسلم فيه :" رحم الله أبا ذر ..يمشي وحده ..ويموت وحده ..ويبعث يوم القيامة وحده " ولا

يمكنني شرح معنى الحديث دون الرجوع لكل موقف بدء من حياة هذا الصحابي الجليل "أبا ذر الغفاري" إلى وفاته.

في غزوة تبوك ، وقد أمر الرسول _عليه الصلاة و السلام_ بالتهيؤ لملاقاة الروم، كانت الأيام التي دعى فيها الناس

للجهاد أيام صعبة والعدو كان مخيفا .خرج الرسول وصحبه سيرا.. , بدأ يتخلف الرجل تلو الآخر فيقولون يا رسول

الله تخلف فلان، فيقول: دعوه.فان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم..وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه"..!! , تلفتوا

، فلم يجدوا أبا ذر.. ؛ قالوا يا رسول الله : لقد تخلف أبو ذر، ..وأعاد الرسول مقالته الأولى.. لكن أبا ذر لم يتخلف أبدا

..وإنما تعبت بعيره في السفر ولم يعد يقوى على الحركة , إلا أنه أتم سيره مشيا متحملا التعب والمشقة في

وسط الصحراء الملتهبة كي يدرك الرسول _ عليه الصلاة والسلام_ وأصحابه ..إلى أن تم له ما أراد و أقترب من

رسول الله ولم يكد صلى الله عليه وسلم يراه حتى تألقت على وجهه ابتسامة حانية واسية، وقال:"يرحم الله أبا

ذر..يمشي وحده..ويموت وحده..ويبعث وحده".

_من هذا الموقف..تعلمت أن كل إنسان سيحاسب عن نفسه ولا تزر وازة وزر آخرى ,

ومن يكفر بدين الله بحجة ما يراه اليوم من نزاعات بين المسلمين ؛ هو الخاسر المبين ..وأن أنأى

بنفسي عن الفتن التي نعيشها.

_عين الله ترعى المجاهدين ..والدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .

_التضحية والجهاد في سبيل الله .

كان أبو ذر الغفاري رضي الله عنه أحد الذين شاء الله لهم الهدى , وأراد لهم الخير ؛ فقد روي عنه أنه كان أحد

الذين كانوا يتمرون على عبادة الأصنام في الجاهلية ويؤمنون بأن هناك خالق عظيم لهذا الكون. ما أن سمع

بظهور نبي يسفّه الأصنام وعبّادها , ويدعو إلى عبادة الله حتى شد رحاله إليه. ذهب _رضي الله عنه_ إلى

مكة متنكرا خوفا من فتك أهل مكة به إن علموا أن جاء يبحث عن محمد "صلى الله عليه وسلم ", بيد أنه

فعليا أراد أولا أن يقابل الرجل الذي طال إنتظاره ويقتنع بصدقه ويطمئن لدعوته . بحث هنا وهناك حتى دله

الناس على مكان محمد صلى الله عليه وسلم. فذهب إليه و وتلى رسول الله _ عليه الصلاة والسلام_

آيات من الذكر الحكيم …وأبا ذر مصغي له قلبا وروحا ..وسرعان ما هتف قائلا _رضي الله عنه _ :

"أشهد أن لا إله إلا الله ..وأشهد أن محمد رسول الله " .

-في هذا الموقف دليل على أن الإسلام دين الفطرة .وإلا لماذا رفض أباذر عبادة

الأصنام قبل أن يعلم بوجود محمد _صلى الله عليه ويسلم _ ولا حتى رسالته…ولم يستدل عليه

لا من صديق أو عزيز .

ينحدر أصل أبي ذر الغفاري لقبيلة تدعى قبيلة غفار , عرف عنها الفساد وكثرة السرقات حتى لقب قادتها بسادة

الليل والظلام ..كان منهم قطاع الطرق . بعد نطقه للشهادتين سأله رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _

:"من أين أخ العرب؟"قال أبو ذر:" من غفار"..أبتسم رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ وبانت عليه ملامح

الدهشة والعجب فكيف يدخل رجل من تلك القبيلة في الإسلام , لا سيما وأن الإسلام كان لا يزال سرا مستخفيا.

رفع رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ بصره وصوّبه إليه وقال :" إن الله يهدي من يشاء". لم يكتفي أبا ذر بإسلامه

بل عاد إلى قومه وحمل راية الدعوة ليدخلوا في الإسلام واحد تلو الآخر,ثم إتجه إلى قبيلة "أسلم" …وعاد بالقبيلتين

مسلمتين إلى المدينة ليستقبلهم رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ ويكرر "الله يهدي من يشاء" ثم قال :

" غفار غفر الله لها " .."أسلم سالمها الله " .

-إن الله يهدي من يشاء.

كان إسلام الصحابي الجليل أبا ذر مبكرا حيث كانت الدعوة الإسلامية في مهدها وكان الرسول_ عليه الصلاة والسلام _

يهمس بها لنفسه وللقلة الذين أمنوا معه . ذهب أبو ذر إلى رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ فقال : "يا رسول الله ,

بما تأمرني ؟قال _ عليه الصلاة والسلام _ :" ترجع إلى قومك حتى يبلغك أمري ". فقال أبو ذر :"والذي نفسي بيده

لا أرجع حتى أصرخ بالإسلام في مكة " . فخرج إلى المشركين ونادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله،

وأن محمدًا رسول الله. فقام إليه المشركون فضربوه ضربًا شديدًا، إلا أن ذلك لم يمنعه من رفع صوت الحق

صداحا …عاليا ..شامخا ..للمرة الثانية حينما وجد إمرأتين تطوفان بالأصنام وتدعوانهم ويقف لهما ويسفّه الأصنام

فتصرخ المرأتان ليهاجمه الرجال ويوسعوه ضربا حتى فقد وعيه …وحين يفيق يصرخ مرة أخرى

"أشهد أن لا إله إلا الله, محمد رسول الله".

_الجهر في الحق ..والعزة في الإسلام .

عرف عن أبي ذر صدقه وطاعته لله ولرسوله , لقد كان الرسول _ عليه الصلاة والسلام _ يرى ببصيرته الثاقبة عن

علم الغيب كل المتاعب التي سيواجهها أبا ذر لقاء صدقه وصلابته ؛ فكان دائما يأمره بالتأني والصبر . وألقى إليه

الرسول_ عليه الصلاة والسلام _ هذا السؤال: "يا أبا ذر كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفئ؟» فقال أبو

ذر: "إذا والذي بعثك بالحق أضرب بسيفي حتى ألحق به". فقال: «أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ اصبر حتى

تلقاني». ولطالما كانت قضية المال ..والأمراء هي الشغل الشاغل لحياة الناس على مر العصور..والسبب في فتنة

الشعوب.أسدى الرسول _ عليه الصلاة والسلام _ نصيحة ذهبية آلا وهي الصبر . فلم يحمل السيف الذي توعد به

الأمراء_ الذين يستغلون مال الأمة_ , فإن كان _صلى الله عليه وسلم قد نهاه عن ذلك فلم ينهاه عن حماية الحق

بلسانه .مضى عهد رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ ومن بعده عصر أبي بكر ..وعصر عمر ..رضي الله عنهما ..

في تفوق كامل على مغريات الحياة ودواعي الفتنة . عاش أبو ذر خلالهما حياة هانئة ..ومن بعد إنتهاء تلك الحقب

الذهبية للخلافة الإسلامية؛ رأى أبو ذر الخطر الذي يحدق بالأمة فخرج إلى قادة الحكم والثروة يغزوهم بمعارضته

المتعقلة ,لقد ألتفت حوله الجماهير وكان بإمكانه أن يشعل نار الثورة بإشارة منه لكنه لم يفعل طاعة ووفاء لوصية

ملعمه ؛ حصر إهتمامه في خلق رأي عام يفرض إحترامه وصارت كلماته حديث الناس , مرددا دائما :"بشر الكانزين

الذين يكنزون الذهب والفضة بمكاو من نار ؛ تكوى بها جباههم وجنوبهم …فهاهو يناظر والي المسلمين على الشام

معاوية بن أبي سفيان ويسآله عن أمواله وقصوره ..وعن بيته في مكة قبل الولاية ..وينتصر عليه بالحجة والدليل .

أرسل معاوية إلى عثمان يشكوا أبا ذر وإفساده للناس ..فما كان من عثمان رضي الله عنه إلا أن أمر بإحضاره . ودار

بينهما حوار طويل ..خلص إلى طلب عثمان من أبي ذر البقاء معه في مكة مقابل الرعاية والإهتمام به ..إلا أنه رفض

ذلك ونأى بنفسه بعيدا عن كل الفتن والمشاكل ..هاجر إلى الزبدة وبقي فيها حتى توفاه الله وحيدا و كذلك سيبعث

يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم .

_وجوب طاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم.

_الصبر على ظلم الأمراء وفسادهم كما جاء على لسان النبي عليه السلام ..فما ينطق عن الهوى

إن هو إلا وحي يوحي ..وما نراه اليوم في ظل الثورات العربية بدء من تونس وصولا إلى سوريا إلا

دليل على حجم المهالك التي تتكبدها الشعوب لقاء الثورة على الفساد .

_الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

المرجع :

كتاب رجال حول الرسول وخلفاء الرسول "صلى الله عليه وسلم".

للدكتور / خالد محمد خالد ..من ص 39 ,ص52

إعداد /


فلسطينيةالهوية

إحترامي وتقديري للجميع .

[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.