–
**
لنقف قليلاً مع الأخيار أصحاب النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم ..
الهادي الأمين المعلم الصادق .. ولكي نلتمس منهم بعض الصالحات ونذكر
بعضنا البعض لعلنا نجد يوم المحشر ما ينفعنا ..
صحابينا اليوم هو :
حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي
بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر الأسدي القرشي.
وهو الصحابي الوحيد الذي ولد في جوف الكعبة، كانت الكعبة مفتوحة في إحدى
المناسبات للزوار, وكانت أمه حاملةً به، فما إن دخلت جوف الكعبة حتى جاءها
المخاض فجيء لها بنطع رداء، وولدت في داخل الكعبة وكانت قبل عام الفيل بثلاث
عشرة سنة.هذا الصحابي الجليل قريب أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله
تعالى عنهاوأرضاها، والنبي عليه الصلاة والسلام زوج عمته، فهو من أقرباء
النبي وكان حكيم بن حزام عاقلاً سرياً، معنى السري يعني شريفاً من عليه القوم
لذلك سوَّده قومه، وأناطوا به منصباً مهماً، هو منصب الرفادة، فقد كان مُوكَلاً إليه
أن يعطي الحجاج المنقطعين ما يحتاجون كي يصلوا إلى بلادهم سالمين، هذا المنصب
منصب ديني، وكان حكيم بن حزام موكلاً له هذا المنصب في الجاهلية, كان يُخرِج من
ماله الخاص ما يرفد بهِ المنقطعين من حجَّاج بيت الله الحرام . وهو من أعرق أسرة
ومن أشرف نسب، ويتمتع بقدرات ذاتية عالية المستوى نادرة ..
كان حكيم بن حزام صديقاً حميماً للنبي عليه الصلاة والسلام قبل البعثة، فهو صديق
وقريب، وكان أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات، وقد تمتع الصحابة
بأدب جمٍّ، كان أحدهم إذا سـأل:
((أيهما أكبر أنت أم النبي؟ فكان يقول: هو أكبر مني، ولكني ولدتُ قبله))،
لشدة الأدب الذي كانوا يتمتعون به .
كان يألف النبي عليه الصلاة والسلام، ويأنس به، ويرتاح إلى صحبته ومجالسته، وكان
النبي عليه الصلاة والسلام يبادله وداً بود، وصداقة بصداقة، وكذلك المؤمن دمث الخلق،
وقد كان النبي قبل البعثة شخصية جذابة، محبَّبة، ليس في الإسلام غطرسة وغلظة، رقيق
الحاشية، لطيف المعشر، ليِّن العريكة، يألف ويؤلف، وهكذا المؤمن, ثم جاءت آصرة
القربى، فتوثقَّت ما بينهما من علاقة, وذلك حين تزوج النبي عليه الصلاة والسلام من
عمته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
متى أسلم حكيم بن حزام, وما الشيء الذي كان يؤلمه ؟
هذا الصحابي في الليلة التي سبقت فتح مكة قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه :
(إن بمكة لأربعة نفر أربأُ بهم عن الشرك , وارغب لهم في الإسلام )
قيل : من يا رسول الله ؟.
قال : ( عَتَّابُ بْنُ أُسَيْدٍ , وَجُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ , وحَكِيمُ بْنُ حَزَامٍ , وسُهَيْلُ بْنُ عَمْرو)
ومن فضل الله عليهم انهم اسلموا جميعاً..
وكما نعجب نحن من تأخر إسلام حكيم بن حزام , فقد كان يعجب هو نفسه من ذلك .
فهو ما كاد يدخل الإسلام ويتذوق حلاوة الإيمان , حتى جعل يعضُّ بنان الندم على كل
لحظة قضاها من عمره وهو مشرك بالله مكذب لنبيه ..وكان إسلامه يوم فتح مكة .
ما هي النصيحة التي أرشد بها النبي حكيم, وهل استجاب لهذه النصيحة ؟
بعد غزوة حنين سأل حكيم بن حزام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنائم
فأعطاه، ثم سأله فأعطاه، حتى بلغ ما أخذه مئة بعير، وكان يومئذ حديث عهد بالإسلام،
فقال له النبي عليه الصلاة والسلام:
((يا حكيم، إن هذه الأموال حلوة خضرة، فمن
أخذها بسخاوة نفس – يعني بعفة نفس– بورك له فيها، ومن أخذها
بإشراف نفس – بطمع– لميبارك له فيها، وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليُ العُليا
خيرُ مِن اليدِ السُفلى ))
فلما سمع حكيم بن حزام ذلك من النبي عليه الصلاة والسلام, قال: يا رسول الله، والذي
بعثك بالحق لا أسأل أحداً بعدك شيئاً . النبي أعطاه ونصحه، ولكن كانت النصيحة
مؤثِّرة جداً، وعلامة إيمانه الصادق أنه استجاب، وبر حكيم بقسمه أصدق البر، ففي
عهد أبي بكر رضي الله عنه، دعاه الصديق أكثر من مرة لأخذ عطاء من بيت مال المسلمين
فأبى أن يأخذه، ولما آلت الخلافة إلى الفاروق دعاه مرة ثانية إلى أخذ عطاء فأبى أن يأخذه
فقام عمر في الناس وقال:
((أشهدكم يا معشر المسلمين، أني أدعو حكيماً إلى أخذ عطائه فيأبى))
وظل حكيم كذلك لم يأخذ من أحد شيئاً حتى فارق الحياة .
.
.
.
العبر والدروس ..
– المعاملة الحسنة تجمع الألفة بين القلوب ..
– النصح لمن تحب باستمرار يرشدك لجادة الطريق ..
– النفس اللوامة بعد ارتكاب الذنب.. اهم اسباب الصلاح بعد مشيئة الله وتوفيقه ..
.
.
.
.
ومضه شكر..
ابثها الى الساعين خلف هذي المسابقه ..
واتمنى ان اكسبها غداً في صحيفتي ..
المراجع ..
صور من حياة الصحابة .. لفضيلة الدكتور / عبدالرحمن رأفت الباشا
وسير الصحابة الكرام .. لفضيلة الدكتور / محمد راتب النابلسي
[/BACKGROUND]