بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
___________________________________________
ويروي العقاد تفاصيل بطولة هذا الضابط قائلا : "
في يوم 5 يونيو 1967 كان فرغلي جنديا في كتيبة الصاعقة المصرية في خان يونس، وبدأ العدوان الإسرائيلي على غزة وسيناء، كانت هناك قوات مصرية في القطاع، تصدت بمعاونة القوات الفلسطينية للعدوان الإسرائيلي ببسالة غريبة، وعند الظهر دخلت دبابات إسرائيلية إلى منطقة الكتيبة في خان يونس".
دفاع شرس
ويستطرد: "كنا إلى جوار مسجد العقاد في وسط خان يونس، فهاجمت دبابة إسرائيلية المنطقة فاختبأنا ومعنا عدة أسر فلسطينية في مخبأ، وتصدى البطل فرغلي وحده لهجمات الدبابة ورفض توسلات أبى بأن يدخل معنا المخبأ .. بعد دفاع شرس منه قصفت الدبابة المكان كله، فأصيب إصابات بالغة واستشهد، وحاول والدي إسعافه لكن إصاباته كانت بالغة فتوفي، وكان القصف شديدا جدا فدفناه إلى جوار شجرة في المكان نفسه".
لكن قبل عامين أرادت البلدية أن تجري توسعة في الشارع، كانت ستطول مكان دفنه، فنقله العقاد إلى مقابر أسرته وأخذ خوذته وبعض ملابسه وحذاءه المدفونة معه، ووضعها في متحف خاص انتظارا لليوم الذي سيزور فيه مصر ويصل لأسرته ليسلمهم متعلقات ابنهم.
لا يملك العقاد في رحلته سوى معلومات ضئيلة لا تتجاوز اسم البطل المصري، وكونه من أبناء المحلة، لذا عقد العزم على البحث عنه في كل بيت وشارع، حتى يصل إلى أسرته، مشيرا إلى أنه لن يسلمهم كل متعلقات الراحل، بل سيحتفظ لمتحفه بعدد لا بأس به من متعلقاته
فلسطيني يشد الرحال …. وفاء للشهيد
فلسطيني يشد الرحال بحثا عن أسرة مصري استشهد بغزة
على الرغم من مرور 44 عاما، فإن ذلك لم يمنع المواطن الفلسطيني وليد العقاد من البحث عن أسرة ضابط صاعقة مصري إستشهد في حرب النكسة 1967 دفاعا عن أهالي مدينة خان يونس بقطاع غزة، ليبلغهم ببطولة نجلهم.
وبالفعل قرر العقاد أن يسافر إلى مدينة المحلة شمال القاهرة ويبحث عن "أسرة الشهيد" محمد فتحي فرغلي، ليروي لهم بطولاته لهدفين: "ده حق الشهيد عليا، وعشان أدعو أسرته لزيارة قبر ابنهم في فلسطين، ولأؤكد أن عدونا دائما سيظل مشتركاً"،