قرأت مقالة صحفية في إحدى الجرائد اليومية السويدية عنوانها "السويد أكثر تنصّرا مما نعتقد"، استعرضت فيها كاتبة المقالة آراء العالمة والفيلسوفة السويدية فريدريكا سبندلار حول مظاهر الدين المسيحي في السويد وكيف تطغى على المجتمع. وأن الدولة والمجتمع يدّعون تطبيق العلمانية ولكن الدين المسيحي مازال مسيطرا على كثير من التقاليد والأعراف اليومية في المجتمع. وهذه ظاهرة سلبية يجب مناقشتها وعلاجها. وادعت بان عقيدتها ليست دينية ولا الحادية (ولم تذكر أي عقيدة تعتنق) وأنها محايدة في هذا الأمر وهدفها هو إصلاح المجتمع السويدي. وأن الدين هو مظهر سلبي في المجتمع لأنه يشتت تركيزنا الذي يجب أن ينصب على إعمار الدنيا، ويجعلنا نهتم بالحياة الأخرى التي هي خرافة (حسب ادعائها)، وزادت على ذلك: كل هذه المظاهر الدينية في المجتمع العلماني المتطور بالرغم من عدم استطاعة العلم لحد الآن أن يقدم دليلا واحدا على وجود الله (كل ذلك الكلام هو من آراء فريدريكا سبندلار وكاتبة المقالة تستعرض وتنقل فقط).
لم أتمالك نفسي وهممت بالرد على المقالة بسبب الكلام الأخرق الموجود فيها والادعاءات الكاذبة تحت ستار العلم والتجرد والتطور فقلت باختصار:
المقالة تعبر عن وجهة نظر الحادية تقليدية تهاجم الدين والأيمان بالله وبالآخرة وتدعي العلمية والموضوعية. وسأرد فقط على العبارة الأخيرة التي ادعت فيها الفيلسوفة بعدم وجود دليل علمي على وجود الله لأن عقيدة الإيمان بالله هي الأساس للعقائد الأخرى فأقول لها: ما هو دليلك العلمي على هذا الادعاء، أنت مدينة لنا بذلك لأنك لم تذكريه، والأمر الآخر أطلب منك التفكر في جسمك، فكري مليا فيه وستجدين مائة ترليون
(1014 ) دليل على وجود الله الخالق العظيم القدير. هل عرفت ماذا أعني؟ إنها خلايا جسم الأنسان التي تشهد بألسنة لا عد لها على خالقها القدير الحكيم. انصحك بالتفكير العميق المتجرد في ما قلت لك.
ثم رجعت إلى نفسي فقلت: أيها المدّعي الكاذب، لو كنت تستشعر هذه الأدلة بعقلك وقلبك وفي كل وقت لعظّمت الله حق التعظيم ولما ركنت الى الدنيا!!.
رغم ذلك أتممت الردّ ونويت بأن يكون هذا الجواب لها ولي في نفس الوقت.
منقولد
د.عماد عطا البياتي ا