أكد المؤتمر الدولي للاكتشافات في مجال توصيل العقار من المواد الحيوية إلي الأجهزة ـ الذي انعقد في نابولي بايطاليا ـ أهمية دراسة مصرية حديثة لتوصلها لأفضل طرق تجفيف المستحضرات والعقاقير الطبية لتحسين ترسيبها في الرئة ومن ثم تأثيرها الدوائي.
ألقت الدراسة أمام المؤتمر الدكتورة ماجدة سماحة أستاذ ورئيس قسم الصيدلة الصناعية بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية ورئيس الفريق البحثي الذي ضم الدكاترة فريال الخواص, هدي المرادني, ودعاء رجب.
وتقول الدكتورة ماجدة سماحة إن المجري التنفسي طريق جذاب لتناول مجموعة كبيرة من العقاقير, حيث أن تناولها من خلال الرئة يعتبر ملائما لتجنيب المريض ألم الحقن. وقد تم تقييم هذه العقاقير من حيث التأثير الموضعي ولكن مازالت هناك محاولات من أجل توصيل العقار إلي الدم من خلال الرئة, وتؤكد أن طريقة التجثيد الرزازي تجميد وتجفيف العقار في صورة رزاز التي توصلت إليها الدراسة المقارنة للمستحضرات البروتينية الجافة والمستخدمة للاستنشاق أثبتت أفضليتها مقارنة بالطرق الأخري المستخدمة في تجفيف المستحضرات والعقاقير الطبية بتحويلها من حالة سائلة إلي جافة سواء كانت طريقة التجفيف الرزازي أو التجثيد, حيث أن الطريقة المستحدثة ينتج عنها أعلي نسبة ترسيب للعقار في الرئة ومن ثم يتم تحسين التأثير الدوائي.
وتوضح أن المستنشقات تعتبر طريقة مؤثرة من أجل توصيل العقار إلي المجري التنفسي, ولكن من بين وسائل الاستنشاق المختلفة تحظي المساحيق الجافة المستنشقة بالعديد من المميزات منها احتواؤها علي المادة الدافعة, وسهولة التناسق مع الدورة التنفسية وأن كمية صغيرة منها يتم احتجازها في المجري الفمي البلعومي مقارنة بوسائل الاستنشاق الأخري, كما أن تحضير حبيبات بحجم مناسب يعتبر الآن من اكبر التحديات لتوصيل العقار من خلال الرئة.
وقال الفريق البحثي انه من أجل تحقيق التقدم في تقنية المساحيق المستنشقة لابد من دراسة العوامل المؤثرة علي تفتيت المساحيق, وتأثير الخصائص السطحية للجزيئات والظروف المحيطة ومعدل تدفق الهواء, ومن النقاط الأساسية ـ التي مازال البحث جاريا حولها ـ تحضير صياغات مستنشقة مختلفة من مادة الأنسولين, لكن هذا لا يعني أن استخدامه يعفي المرضي من تناول الأنسولين ذي المفعول البطيء, لكنه فعال لوقت طويل لأن حاجتهم تظل باقية إليه, لكن توفير وسيلة لتناول الأنسولين غير طريقة الإبر أصبح ضرورة للتغلب علي مشكلة امتناع المرضي عن تناوله عبر الإبرة مما يجعل ملايين المرضي يعانون من مضاعفات ضعف التحكم بنسبة السكر, لذا فإن توفير أنسولين مستنشق هو خطوة أولية أسوة بمراحل استخدام الأنسولين, إذ كان من النوع سريع المفعول قصير الأثر, ثم تطور بظهور أنواع أمضي أثرا, وهو المتوقع اليوم, فأول إنتاج الآن هو سريع المفعول والأيام القادمة يجب أن تشهد جهودا من الباحثين لإنتاج الأنواع ذات المفعول طويل الأثر, الأمر الذي سيغني عن حقن إبر الأنسولين كلية في المستقبل.