همة عالية تعانق الجبال،،بعزيمة تأبى إلا المضي قُدُما
بثبات المسلم ،، وإصرار الرجال.. وطموح منقطع النظير
استحق بأن يقول له رسول الله (لله درك .. أي رجل أنت)
زيد الخيل بن مهلهل الفارس المقدام الشجاع قبل إسلامه
ذُكر عنه موقف يدل على كرمه وسلامة صدره إذ سرق منه رجلا إبلا كانت لأخته
فلما أمسك به وكان أقدر عليه ولكن الكريم إذا قدر عفا
قال له: والله لو أن هذا الإبل لي لسلمتها إليك ولكن تعال معي فإني على وشك غارة أغنم منها
وبالفعل غنم 100 ناقة أعطاها كلها للرجل
بل وأرسل معه رجال يحمونه في الطريق حتى يصل لبلاده بأمان..
زيد الخير رضي الله عنه بعد إسلامه
(زيد الخير كنيته التي كناه به رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أتى إليه يعلن إسلامه فسأله من أنت؟
قال: زيد الخيل بن مهلهل، فقال له رسول الله : بل زيد الخير
زيد الخير رضي الله عنه لم تنقص عزيمته ولم يقل كرمه بل تضاعفت همته ورقق الله قلبه بالإيمان
وإليكم هذا الحوار الذي دار بين هذا الصحابي وبين النبي صلى الله عليه وسلم:
"قال الرسول صلى الله عليه وسلم لزيد الخير :
( يا زيد، ما وصف لي رجل قط ثم رأيته إلا كان دون ما وصف به إلا أنت!)..
ثم قال له: كيف أصبحت يا زيد؟
قال زيد: أصبحت أحب الخير وأهله، ومن يعمل به..
فإن عملت به أيقنت ثوابه، وإن فاتني منه شيء حننت إليه.
فقال عليه الصلاة والسلام: (هذه علامة الله فيمن يريد.)
فقال زيد: الحمد لله الذي جعلني على ما يريد الله ورسوله..
ثم التفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له:
أعطني يارسول الله ثلاثمائة فارس، وأنا كفيل لك بأن أغير بهم على بلاد الروم، وأنال منهم.
فأكبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم همته هذه، وقال له:
( لله درك يازيد!.. أي رجل أنت؟!)
وقال رسول الله بعد أن ودعه (كم سيكون له من شأن عظيم لو سلِم من وباء المدينة)
وبالفعل أصابته الحمى إلا أنه كان يكابد المرض ، يسابق المنية والمنية تسابقه
فقد أراد الذهاب إلى أهله ليكتب الله لهم الإسلام على يديه ولكن وافته المنية وهو في الطريق إليهم
وتوفى رضي الله عنه وأرضاه بعد فترة بسيطة من إسلامه
الفوائد:
1-إذا أردت أن يكون حوارك ناجح وأردت تعلم شخصا علما يقتنع به ويطبع في عقله طول حياته ،
فلا تعطيه المعلومة مباشرة بل اسئله واجعله هو يجيب بما يراه صحيحا،
وهذا أسلوب يقوي الحجة ويقنع الطرف الآخر بالعقل ، ويثبت المعلومة لديه
وهذا ما استخدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زيد الخير حينما أراد أن يعلمه
فذكر صفة تعرف عنه كما جاء في بداية الحوار ثم علمه وبشّره..
2- أي إيمان في قلب زيد الخير وأي رضا وأي طموح الذي يجعله يجيب هذه الإجابة الرائعة
(أصبحت أحب الخير وأهله، ومن يعمل به..
فإن عملت به أيقنت بثوابه، وإن فاتني منه شيء حننت إليه.)
فلو جعلنا عبارته هذه شعارنا لكل صباح لكان جزاؤنا كما قال له الحبيب (هذه علامة الله فيمن يريد)
3- طموح زيد الخير الذي استحق أن يقول له رسول الله (لله درك أي رجل أنت)
فيشهد له رسول الله بأنه ذو شأن عظيم وهمة عالية وهذا جزاء كل من كانت له همة عالية لرفع راية الإسلام
سيكون له الجزاء الوافر ويقر عين رسول الله به ..
نذكر هنا بيتين شعر ترمز على طموح الصحابة وهمتهم العالية رضوان الله عليهم
يقول أبو ليلى عبدالله بن قيس رضي الله عنه
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى ** ويتلو كتابا جاء بالمجد نيرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ** وإنا لنرجو بعد ذك مظهرا
فقال النبي –: «أين المظهر يا أبا ليلى؟» فقال: «الجنة»،
قال النبي: "أجل إن شاء الله"
4- توفى زيد الخير رضي الله عنه بعد لقائه بالنبي صلى الله عليه بفترة بسيطة
فلم يلقى أهله ولم يحارب ضد الروم ولكن توفى وهو يحمل هم أمته بل هم أهل بيته،
انتقل إلى جوار ربه بنية عظيمة وطموح منقطع النظير وإخلاص النية هو أسأس الفلاح..
فلنعظّم أهدافنا ونبتعد عن التوافه حتى إذا انتقلنا إلى الدار الآخرة
تكون لنا نيات عظيمة ننال بها الأجر فإن لنا رب كريم يجازي بالنية ..