بسم الله الرحمن الرحيم
لا لا لم ترحل
على تل أخضر في الربيع وقفت أودع الحبيب
وقد انساب على كتفي شعري الأسود بلا رقيب
فوضع وردة في ثنياه وقال حبيبتي أنا لن أغيب
وأفقت على أنه قد رحل والليل في الفلا قد حل
لم يكن حلما إذن ها هو الفستان الأخضر يشهد
لم يكن حلما إذن ها هي الوردة الحمراء جانبي ترقد
لم يكن حلما إذن ها هو الدمع بعينيي مؤرق مسهد
بالأمس نادني حبيبتي الغالية بالأمس صارحني يا جوهرة أياميه
مثلك منبع نور يضئ أياميه مثلك لا تسكن إلا القصور العالية
ولكن ها أنت تحي في خيمة بالية وها أبني يبكي أين وطني وأرضيا
فقلت ستعود ولكن بالصبر والإيمان
أين صلابتك وأيمانك أنسيت بشرى القرآن؟
قال حبيبتي كيف أترك بلدى وغيري فيه ممددا؟
وماذا أقول لأبني الصغير لو سأل سؤاله مجددا؟
لماذا يا أبي نترك دارنا لذلك السكير وذاك المعربدا.
فقلت ألا يكفيك وكل جزء من جسدك حفر بجرح؟
ألا يرضيك أنك اخترت الجهاد وودعت الفرح؟
لقد سطع في الجوار نضالك وبنى لنا بدل البيت صرح
جهادك أخي نضال لا يحتاج شرح
وودعني ورحل وبكيت الزهرات على شرفاتي
وسكن أبني الصغير في الدار يترقب عودة أبيه الأتي
وفجاءة توقف النبض و اختلطت خلجاتي
ووقعت الوردة من يدي وصرخت ذرات حياتي
يا هول ما حدث يا ويلي مما هو آتي
وشممت رائحة الدم حولي وسمعت صوت آهاتي
آآه من الذكرى وألف آه ينساها الإنسان ولا تنساه
حملوه إليا فرأيت محياه معفراً بالتراب ساطع بدماه.
وبين أنامله تراب القدس قبض عليه حتى بعد أن خارت قواه
صرخت ماذا حدث فلم أجد غير صوت الآه
حملوه إليا معفراً بالتراب وبين جبينه قرأت الجواب
حبيبتي غفرانك سئمت هذي الحياة
لا لا لم تمت وكيف يموت الشهيد العفيف؟
وكأني أحس بأنفاسك تلفحني
وبسمة شفتيك عند الوداع وسعادتك التي تفرحني
ونظرة عينيك كل صباح لم تعد يا حبيبي تبرحنى
هذه الزهور الصغيرة كانت تبكي لما بفردي تلمحني
اليوم أراها ضاحكة مستبشرة لم يعد أنينها يجرحني
لا لا تشرح لي فكل شئ واضح بشرحة
وقد استعاد الكل في دارك حتى الصغير فرحه
نم يا حبيبي هنيئاً فقد قفلت في قلبك جرحه
أو تسمع ضحكات صغيرنا الذي بالكبر ملأته
يفاخر بالحي إخوانه أنا ابن الشهيد الذي علا ذكره
منقول
الشاعرة المصرية د. سلوى حمادة