رجل من أهل البادية اسمه زاهر … ولكل من اسمه نصيب , فهو ذو روح طيبة وأخلاق رائعة تفوح منه كرائحة الزهر الأخاذة .
كان إذا جاء المدينة حمل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من باديته خيرها لبنها , سمنها , وزبدتها .
ويقول : ويقول يارسول الله هذه هدية زاهر إليك , فاقبلها منه تجبر خاطره , وتسعد قلبه .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبتسم ويأخذها منه قائلاً :
قد قبلناها منك يازاهر .
جزاك الله عن نبيه خيراً وأجزل لك المثوبة .
فإذا عاد إلى أهله جهزه النبي صلى الله عليه وسلم من الطرف والمستحسنات المدينة مايقر بها عينه .
جزاءً وفاقا .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
إن زاهر باديتنا . ونحن حاضروه . وكأنه يقول للناس : تهادوا تحابوا ……….
ومهما كانت الهدية صغيرة فإن أثرها في النفس كبير …..
رآه الرسول عليه الصلاة والسلام في السوق مرة فجاءه من خلفه واحتضنه , وكان زاهر دميماً إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه لحسن أخلاقه ورفعة شمائله ….. وحاول زاهر أن يعرف محتضنه فالتفت قائلاً : دعني يامن أحتضنتني , فلما عرفه جعل ظهره إلى صدر النبي صلى الله عليه وسلم تيمناً وتباركاً . ويجتهد أن يظل ظهره ملتصقاً بصدر المصطفى صلى الله عليه وسلم , فجعل النبي صلى الله عليه وسلم : ( من يشتري العبد ــ من يشتريه ) .
فيقول زاهر : إذن ــ والله ــ تجدني كاسداً , من يشتري دميماً يارسول الله ؟ .
فيقول الرسول الكريم : ( ولكنك عند الله لست بكاسد , أنت عند الله غــــــــال . إن الله لا ينظر على صوركم وأجسادكم , إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .
إلى محل التقوى , والخلق الرفيع , والعمل الصالح …… وقيمة الإنسان بمخبره ولا بمظهره .
واااثق الخطى