رايته وهو يدخل الى صالة للأثاث
هو نعم انه هو بذاته
سالم
آآآآه كم لي من الزمن لم أراه
والآن هو أمامي
ركنت سيارتي الصغيرة فورا
ونزلت مسرعا الى صالة الأثاث لأدخل وأقابله
وما ان وصلت الى باب الصالة وذا بصوت يناديني أنت ياأخ ياصاحب السيارة
وقفت والتفتت اليه نعم ماذا تريد قال بصوت رهيب لم ركنت سيارتك مواجه محلنا
لو سمحت أبعدها من هنا ويتكلم بطريقة عصبية مزعجة
قلت له دقيقة لو سمحت فلن أطيل الوقوف
ضرب بيده على السيارة وقال ان لم تبعدها الآن فسأكسر لك بللور السيارة هيا أبعدها
نظرت الى داخل الصالة عسى أن يراني سالم فأومئ له حتى ينتظرني فلم أراه
فالصالة كبيرة جدا ولها عدة طبقات
تلكأت قليلا عله يتركني لأدخل واذا به ينادي مرة ثاتية
وبأعلى صوته
هيا ياأخي تعال أبعدها قبل أن أريك مايزعجك
أحسست أني فعلا آذيته بوضع السيارة فذهبت للسيارة وركبتها لأبعدها
قدمت له اعتذاري ومشيت بها الى الأمام حتى وجدت فجوة قرب الرصيف
وبدأت بركنها أتقدم الى الأمام وارجع قليلا حتى يتم ركنها دون ازعاج أحد
نزلت من السيارة ولقيني شاب يقول لو سمحت هذا مكان سيارتي
وهنا محل لتصليح كهرباء السيارات ولانستطيع أن نتركك تركن هنا فهذا مكان عمل
آآآآآآآه ماهذا الجل سيذهب دون أن أراه حاولت أن أفهمه الموقف دون جدوى
ركبت سيارتي وبدأت أبحث عن مكان فارغ لركنها
وأخذ الوقت حوالي ربع ساعة مابين أخذ ورد مع الأول والثاني الى أن وجدت مكان
تركتها وجريت مسرعا الى الصالة دخلتها وبحثت في الطابق الأول
لم أجده وصعدت للطابق الثاني واذا بمشرف الصالة يرحب بي وقد ظنني من الزبائن
أهلا وسهلا عندنا أفضل البضائع ماهو طلبك ياسيدي تفضل من هنا
لست أدري ما أقول له تركته وابتعدت عنه بلطف
أنظر هنا وهناك لم أرى صاحبي سالم أين أنت ياسالم
كيف أجد سالم صعدت الى الطابق الثالث وهو الأخير والصالة مساحتها كبيرة جدا
ضاق صدري وأنا أبحث هنا وهناك ولم أفلح قلت في نفسي عله نزل الى الثاني فنزلت
ومرة أخرى قابلني المشرف بترحيبه ودلالته على أنواع البضائع والمستلزمات المنزلية
من كهربائيات ومن مفروشات ومن شتى أنواع الأثاث
أيضا تركته ونزلت للطابق الأول مرة أخرى لم أفلح في الوصول لصاحبي
خرجت من صالة الأثاث دون جدوى وانا في ثورة شديدة لأعصابي لأني لم أجده
فهذا صاحبي صديق العمر الذي لايمكن للانسان الاستغناء عنه هكذا كان ولكن الأيام غيرته
فقد احتاج في يوم من الأيام الى قرض لأصلاح قسم من بيته وكنت أفضل صديق له
وقدمت القرض له على أن يرده لي في مدة لاتزيد عن السنة وقد أقسم على ذلك
وأنا لحسن ظني به فهو الصديق الصدوق لم أتوانى عن تلبية طلبه فلبيته بكل سرور
وكان خطأي أني لم أكتب بيني وبينه عقدا مع أن المبلغ كبير ومضى الوقت
ولم ألح عليه كثيرا عند انتهاء المدة المتفق عليها وهو قد انتهى من تحسين بيته
وباعه وانتقل لمكان آخر لم يطلعني على تطورات الأمور ولم أعد أراه من وقتها
حزنت من موقفه السيء هذا وسألت عنه معارفنا فلم أحصل على مكانه أبدا
ومضت ست سنوات الى اليوم وحينما رأيته ذهلت
قلت عساه يكون بخير أولا وبعد أن أطمئن على حاله أسأله عن القرض
ولكن أخلاق الناس لم تعد وللأسف كما كانت
أن كان هو قد أساء الي فسألتمس له عذرا عندما يرد لي مالي
والذي لم يحتمل أن اركن سيارتي أمام محله وكانت طريقة كلامه هجومية
والثالث الشاب صاحب محل تصليح الكهرباء
وهكذا صارت أخلاق الناس صعبة المراس
ضاع مني الرجل الذي كان صاحبي وأيضا ضاع مني المبلغ الى أجل لا يعلمه ال الله
الخطأ الكبير هو أننا لانلتزم تعاليم الله في معاملاتنا
فاكتبوه
هي كلمة أمرنا الله بها عند كل تداين
الطيبة والخجل يجب وضعهم جانبا
تطبيق أوامر الله ينتج عنه الاستقرار والطمأنينة في كل حياتنا
أرجو أن أكون قد أفدت من قصتي للعبرة ليس الا
مينوركان