بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى
(124)
*
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى
(124)
*
ثقافة النكد
يلتصق الحاجبان … ينكمش الوجه … ويتقلص… وتتقاطع التجاعيد … ويبدو إن تلك الوجوه … قد تعرضت لنكسة … ورعب … رافقاها منذ زمن بعيد … !!!
فيكون التنفس صعباً … الكلام صعباَ … والحياة نفسها … صعبة جداً … !!!
إنهم يا أحبتي … ناقمون … حانقون … حاقدون … ولا يحمل قاموسهم سوى بضع كلمات هزيلة … سوداء … نحيله … هي … هي فقط … ما تحتويه حياتهم … !!! إنهم يبحثون عن كل مكان مظلم … ليختبئوا فيه … ليجلسوا فيه … ليبدوا نسج أبيات قصائدهم الطويلة … والتي تبدأ بالنقد … وتنتهي به … !!!
إن الحياة بالنسبة لهم … هي خليط من القهر … والحزن … والألم … والحرمان … وكل ما يرتبط بكل تلك الأشياء … !!! إنهم دائماً … مظلومون … محاصرون … منبوذون … !!! إنهم دائماً … ما يبحثون عن مبرراتهم … أسبابهم … دوافعهم … ليُبقوا على ثقافتهم الهامة … والتي يتمسكون بها بكل ما فيهم من إرادة وقوة … وعزم … إنها ثقافة النكد والضجيج والصراخ … وبأن الكون وجد فقط … لقمعهم … لهزيمتهم … ولإشعارهم … بأنهم فاشلين … !!! إنهم يطلبون فقط … ويتطلبون … !!! إنهم يعتقدون بأنهم وجدوهم فقط … يمنحهم أحقية أن يطالبوا .. بأن يكونوا على أعلى درجات سُلم الحياة … وبأن الحياة يجب أن تنُصفهم … أن تعطيهم حقهم المقدس في حياة رسموها … وأطروها … بأطرهم الخاصة … وبأن كل ما يعارض ذلك … يعُتبر شذوذاً عن قواعدهم … وبالتالي … يضاف إلى قائمتهم الطويلة … والتي تحتوي على كل ما يرفضونه … ويتمنون زواله … !!! وبالتالي … يتحولون تدريجياً إلى أناس …. متأففين … غاضبين … متمردين على كل شيء … !!!
وبناءً عليه … يمنحون أنفسهم الحق الأزلي … في أن يمارسوا طقوس النكد … على غيرهم … بكل وسيلة وطريقة يرونها مناسبة … والأعجب من ذلك … أن ذلك يشُعرهم بالرضا التام عن سلوكهم … وعن أنفسهم … !!! إنهم يطلبون الجنة … بلا عمل … يطلبون رحمة ربي … بلا عمل … ويطالبون أن يكونوا من السعداء في الدارين … بلا عمل … !!! والمطلوب منا نحن … نعم نحن يا أحبتي … من ترتبط حياتنا بهم … بشكل أو بآخر آن نتعايش مع تلك الثقافة … بصبر .. بصمت … لا بل ما هو أكثر من ذلك … بفرح وسعادة … وسعة صدر … !!! إننا نواجه في مجتمعنا الكثير من تلك الفئة … التي تعتقد بأن العالم قد وجد ليخدم أهدافهم … وبأن وجودنا نحن من نختلف عنهم … سُخر لخدمة أهدافهم التي يعتقدون بأنها أهداف سامية … وبأنها يجب أن تلاقي القبول لدى العالم أجمع … !!!
***
قلوبكم تستحق الحياة
قال الله تعالى
"
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
"
قلوبكم تستحق الحياة
قال الله تعالى
"
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
"