السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الصباح.. يفتح عينيه الصغيرتين في خجل.. يتحسس ملابسه المبتلة وملاءة السرير ويشعر بخزي.. كيف سيخبر أمه أنه فعلها مرة أخرى؟ يقفز ليغير سروالة بسرعة قبل أن ينكشف أمره.. لكن ماذا سيفعل في الذي ارتسم على سريره.. لا فائدة.. ستعلم أمه وسيعلم شقيقه الأصغر.. يؤنب نفسه على فعلته.. لقد تعدى السبع سنوات.
يفكر تري هل يفعلها الأصدقاء وزملاء المدرسة؟ بالتأكيد لا ولما لا فهما لن يخبروه؟.
هذا المشهد يتكرر في بيوت كثيرة وهذه الأسئلة تتحول في أذهان كثير من أبنائنا.. السؤال ما هذا نفعل؟!
يجب ان تعلمى طفلك طرق التبول السليم
أ.د. محمود عبدالرحمن حمودة أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر والحاصل على جائزة الدولة في الطب النفسي يجيب على أسئلتنا:
إن عملية التحكم في التبول تأتي عندما يزيد الضغط داخل المثانة فترسل الطبقة العقلية لجدار المثانة تنبيها إلى الحبل الشوكي ومنه إلى المخ.. إذا كانت الظروف غير مناسبة للتبول فإن القشيرة المخية ترسل نبضات إلى المثانة لتزيد من مرونتها ويحدث ارتخاء في الجدار فتقل حدة الرغبة في التبول مؤقتا.. أما من يقوم بإفراغ البول ليلا أو نهارا في الفراش أو الملابس بشكل لا إرادي ونعتبره يعاني اضطراب التبول بشرط خلوه من مرض عضوي.
هناك أسباب عضوية وراء التبول اللا إرادي:
لكن بنسبة قليلة تتراوح بين 3 و 10% من مجمل الحالات وأهم هذه الأسباب.. إصابة الطفل بمرض الصرع أو تشوه أو نقص في الحبل الشوكي كما لوحظ وجود هذا الاضطراب عند بعض مرضي البول السكري والتهاب المثانة وبالعلاج العضوي تنصلح الحالة.
– النسب الأكبر من الإصابة بالتبول اللا إرادي تعود لأسباب نفسية لكن لابد أن نتفهم أننا نشخص إصابة الطفل باضطراب التبول عندما يتعدي عمر الطفل خمس سنوات ويتكرر إفراغ البول نهارا أو ليلا في الفراش أو الملابس سواء كان لا إراديا أو مقصودا وأن يتكرر ذلك مرتين أسبوعيا لمدة ثلاثة أشهر متتالية على الأقل وقد يكون السبب وراء ذلك هي الغيرة الشديدة من ميلاد طفل جديد فيحاول باتباع سلوك الرضيع أن يجذب الانتباه إليه وأحيانا يكون السبب شعوره بالقلق والخوف أو عدم الشعور بالأمان وقد يرجع أيضا إلى انفصاله عن أمه أو دخوله مستشفي أو وجود نزاعات عائلية وأحيانا يتبول الطفل كعدوان مقصود بمعني أنه يعبر بشكل لا إرادي عن عدائه للأبوين كأنه يقوم بمعاقبتهما.. كما لوحظ أن بعض الأطفال المصابين باكتئاب يتعرضون لحالات تبول لا إرادي أو اضطراب التبول بشكل عام.
– هناك اختلاف في نسب الإصابة بالتبول اللا إرادي بين البنت والولد:
فقد أوضحت الدراسات وجود اختلاف بالفعل وأن نسبة الإصابة عند الذكور أكثر من الإناث فعند سن 5 سنوات تكون 7% لدى الذكور و3% لدى الإناث وعند 10 سنوات تكون 3% لدى الذكور و2% لدى الإناث. قد يعود هذا السبب لقلق يرتبط بخوف الإخصاء [الخوف على قطع أو إيذاء القضيب] وذلك لأن التبول يكون من العضو التناسلي.. كما لوحظ أيضا أن التبول يكون من العضو التناسلي.. كما لوحظ أن التبول النهاري رغم قلة انتشاره يصيب الإناث أكثر.
بعض الأسر تستخدم أساليب خاطئة في التعامل مع الطفل معتقدين أنهم بذلك يحلون المشكلة منها مثلا:
يعاقبون الطفل بالضرب أو معايرته أو جعله يغسل ملابسه بنفسه.
وكلها حلول خاطئة ويجب أن يتوقفوا عنها فورا فكل أساليب القهر والعقاب تزيد قلق الطفل وتؤخر الشفاء كما أنه لا مكان للمكافآت والرشاوي في العلاج.
أما أساليب العلاج الصحيحة فهي:
قبل إتباعها لابد أن تعلم أن هذا الاضطراب هو صرخة من طفل يجد صعوبة في تعامله ويعاني الكثير من المشاكل النفسية ولذا فالتحدث إلى الطفل والاهتمام به وفحصه حتى جسمانيا يعتبر علاجا نفسيا.. كما أن هناك طريقة لزيادة سعة المثانة عن طريق تدريب الطفل على شرب كميات كبيرة من السوائل أثناء النهار ويطلب منه تأجيل التبول لبعض الوقت ويزداد الوقت تدريجيا على مدى عدة أسابيع يكون قد تم له التحكم أثناء النوم وهناك العلاج بالعقاقير بالإضافة إلى طريقة أخرى هي استخدام الجرس الكهربائي وهو جهاز به دائرة كهربية وشريحة معدنية يركبه الطفل بنفسه وعندما يتبول تبتل الشريحة ويرن الجرس فيستيقظ الطفل وهذه الطريقة آمنة فلا يوجد خطر من الجهاز، ومعدل نجاح هذا النوع من العلاج 70% من الحالات ولكن نسبة الانتكاس منه تصل إلى 50% وتبقي دائما المساعدة النفسية الأساس المصاحب لأي طريقة.
لكم ودي