السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع عن تعامل افضل البشر (رسول الله صلى الله عليه وسلم)
نقلته للفائده…
في بيئة صحراوية قاسية انطلقت الدعوة الإسلامية دعوة حضارية فذَّة . .
ومن خلال تعامل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع تلك الظروف والأوضاع الاجتماعية والفكرية المتخلّفة يمكننا أن نكتشف قدرة الإسلام على التغيير والتأثير ،
ونعرف عظمة الإسلام في تعامله الانساني مع الانسان ، وقدرته على بناء المجتمع الحضاري المتطور . .
لنقرأ تلك الحادثة مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو القائد والحاكم والمنتصر في تلك الفترة . .
ولنكتشف احترام الحقوق ، ومطالب الآخرين في عالم السياسة والاقتصاد ، وانفتاح الأفق النفسي للحاكم على أمّته وشعبه ، وإن أساؤوا التصرف ، وأخطأوا الفهم والتقدير . .
فالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن قد منع حقاً للاعرابي ، بل كان ذلك تصوراً خاطئاً من الاعرابي . .
إنّ الذي نقرأه في حادثة الاعرابي مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس موقفاً أخلاقياً فذاً يعبر عن العفو وحسن الخلق فحسب ، بل هو منهج عمل سياسي للحاكم المسلم يوضح لنا كيف يجب أن يتعامل مع شعبه وأمّته حين تطالبه بحقها . . لنتعامل مع نص الحديث ، ولنفهم عظمة هذا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي خوطب بقوله تعالى : (وإنّك لعلى خُلق عظيم ) .
روى أنس بن مالك : «إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أدركه اعرابي فأخذ بردائه فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثمّ قال له : يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فضحك ، وأمر له بعطاء».
إنّ الإطلال على هذا الموقف الانساني النبيل يرسم أمامنا صورة الرسول وهو يضحك أمام هذا التصرف الجاف المعتدي ، فهو لم يغضب ولم يعاقب ، بل يضحك ويعطي هذا الإنسان حاجته من المال . . ذلك هو تعامل القائد القدوة مع شعبه وأمّته ، إنّه المصلح والمربي ، وليس الحاكم الجبّار . .
منقول للفائده…