بيان بوابة الحرمين للذب عن خاتم المرسلين
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين ، أما بعد :
فإن الله خلق الخلق وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ، وأوجب عليهم الإيمان بهم والسير على نهجهم وتوقيرهم وعدم التفريق بينهم ، قال الله تعالى :[ إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا . أولئك هم الكافرون حقَا وأعتدنا للكافرين عذابَا مهينًا . والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحدٍ منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورًا رحيمًا ] .
وإن مما يؤلم ما قامت به بعض وسائل الإعلام في بعض الدول الغربية وحكوماتها من محاولة تشويه صورة نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والسخرية به والاستهزاء بمقامه الشريف ، وهذا مما لا يختلف في تحريمه وتجريمه أصحاب الفطر السليمة .
وقد ساء هذا الأمر عموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، فأوغر صدورهم وأذكى فيهم الغيرة والغضب لرسولهم ودينهم ، ومن باب الذبِّ عن رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصيانة لمقام النبوة وشرفها والقيام ببعض الواجب الشرعي فإن أهل العلم والدعاة والغيورين ببوابة الحرمين الشريفين ـ مدينة جدة ـ يستنكرون تلك الإساءة القبيحة والتهجم الدنيء على خير الخلق وأكرم البشر وأعظم الرسل محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من قبل بعض وسائل الإعلام بدولتي الدنمارك والنرويج وغيرهما من الدول .
ومن باب الذب عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودفاعًا عن شريعته ، فإننا ندعو إلى ما يلي :
أولاً : ندعو حكومات الدول المسيئة لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كالدنمرك والنرويج بالاعتذار الرسمي من جميع المسلمين وتبرئة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من كُلِّ ما نُسب إليه مما جاء في صحفهم ، والشهادة بشرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلو شأنه ورفعة مكانته .
ونطالبها بمحاكمة المباشرين لتلك الإساءات ، والسماح للمسلمين بالحرية في ممارسة شعائرهم الإسلامية ، وإيقاف تلك الحملات القبيحة ضد الإسلام ورموزه حفاظًا على مصالحهم مع الآخرين .
ثانيًا : ندعو قادة وحكام الدول الإسلامية باستنكار وشجب ذلك العمل القبيح ، وقطع العلاقات الدبلوماسية معهم وسحب سفرائهم لدى تلك الدول المسيئة للإسلام ورسوله ، واعتبار سفراء تلك الدول لديهم غير مرغوب في بقائهم ، ومطالبة تلك الدول بالأخذ على أيدي من أساء وتعدى وآذى المسلمين في رسولهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
ثالثًا : ندعو الهيئات والمنظمات والمجامع والمحافل والمؤسسات والمدونة الدولية ـ وخصوصًا الإسلامية ـ بتصعيد القضية والتحرك الفاعل ومطالبة الأمم المتحدة بإصدار قرار يقضي بتحريم وتجريم من يتعدى على الإسلام وشعائره ورموزه بسوء ، أسوة بقرار ـ منع معاداة السامية ـ .
رابعًا : ندعو علماء الأمة و خطباء المساجد والدعاة والمربين بالقيام بالواجب الشرعي من توجيه الأمة في هذه الغمة ، ونشر فضائل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتحريك مشاعر المسلمين واستنهاض هممهم في حسن التأسي والإتباع للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبيان الكيفية الشرعية في نصرة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتذكيرهم بحقوقه وإقامة الدروس المنهجية في سيرته .
خامسًا : ندعو المسلمين المقيمين في البلاد الغربية بالاعتزاز بدينهم والثقة بعقيدتهم والاستعلاء بإيمانهم وإعطاء النماذج الطيبة والقدوات الحسنة والصورة الصالحة للمسلم الملتزم بدينه والمستمسك بشريعته ، ونأمل منهم أن يتحدوا فيما بينهم ، وينبذوا الخلاف والفرقة ، ويُظهروا محاسن الإسلام وشمائل خير الأنام ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين أهل الملل والنحل .قال تعالى :[ ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ] والاستمرار في الدعوة إلى الله كما هو دأبهم .
سادسًا : ندعو أصحاب القنوات الفضائية التي تُموَّل وتُدار بأيدٍ وأموال إسلامية أن يهبُّوا لنصرة خير البرية ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإنتاج برامج نافعة تذب عن سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتظهر محاسنه وتعرِّف الناس به وتدحض الشبهات حوله وتشيع شمائله وفضائله بين الناس .
وندعوهم لترك كل ما يصد عن سبيل الله من البرامج التي تهدف لهدم الدين والأخلاق .
سابعًا : ندعو دعاة التميع في معاملة غير المسلمين والمهرولين للتطبيع معهم والانسلاخ من الهوية الإسلامية والاندماج مع المخالف والذوبان في شخصيته بمراجعة حساباتهم واستقراء الواقع المرير واستشراف المستقبل القادم ، والوقوف على العداوة الظاهرة من أفواه المخالفين لنا في ديننا وما تُخفي صدورهم أكبر ، ونطالبهم بالعودة لدينهم والثقة به والتمسك بشرعه وترك تلك الدعوات المضلة التي بان عوارها واستبان سوؤها واتضح فشلها بأيدي أهلها .
ثامنًا : ندعو التجار ووكلاء البضائع لهذه الدول أن يكون لهم دور ريادي في الانتصار للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالامتناع عن استيراد وبيع منتجات تلك الدول والاستغناء عنها بالبدائل من المنتجات المحلية والإسلامية طلبًا للأجر من الله تعالى والتماسًا للعوض المبارك منه ـ سبحانه ـ وغيرة على عرض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ونأمل منهم أن يدعموا المؤسسات الشرعية والمراكز الإسلامية التي تباشر الدعوة في تلك الدول .
تاسعًا : ندعو عموم المسلمين للانتصار لسيد المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ والالتزام بشرعه وإظهار سنته والاستقامة على سبيله ، والثبات عليه ، والدعوة إليه ، ونأمل من كلِّ محبٍّ لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يُحقِّق عقيدة الولاء للإيمان وأهله والبراء من الشرك وأهله في معتقدهم ومسلكهم مع إظهار الغيرة على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمقاطعة المنتجات الاقتصادية التي تُستورد من تلك الدول والاستغناء عنها بالبدائل الإسلامية .
عاشرًا : وإننا ونحن ندعو إلى تحقيق هذه المطالب فإننا نأمل أن تُضبط التصرفات والعواطف وردود الأفعال بضوابط الشرع الحنيف درءًا للمفاسد . قال تعالى :[ ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ….]
وأخيرًا فالأمل في أمة الإسلام أن يتحد صفُّهم ويُلمَّ شملهم في كلِّ ما ينفع الإسلام وأهله ويدفع الشرور والمكائد عن المسلمين ومقدساتهم وبلدانهم ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
الموقعون
1 – عبد الله العثيم
2 – د . حسين البار
3 – د . مهدي قاضي
4 – محمد مرزوق الحارثي
5 – حسين اليامي
6 – د . محمد سعيد الغامدي
7 – د . هاني الجبير
8 – عبد الله الديولي
9 – أحمد مكين
10 – د . عبد العزيز الجهني
11 – د . يحيى محمد مخدوم
12 – د . أحمد حميد الجهني
13 – أحمد حمدان الشمراني
14 – د . خالد محمد الغيث
15 – د . إبراهيم المهنا
16 – د . إبراهيم محمد الغامدي
17 – د . موفق بن كدسه
18 – عبد اللطيف هاجس الغامدي
19 – حسين محمد الغامدي
20 – سامي اليوبي
21 – أحمد علي مسفر الغامدي
22 – سعود سالم الحربي
23 – خضر صالح الغامدي
24 – د . نبيل المشيقح
25 – د . أبو زيد مكي
26 – سلطان جابر الرفاعي
27 – عمر محمد المطوع
28 – حمدان معوض الجهني
29 – أحمد سليم الحربي
30 – د . علي حمزة العمري
31 – محمد عبد الرحمن الشمراني
32 – عبد الله دخيل الله الشهري
33 – قشمير القرني
34 ـ حمدي الظاهري
35 – د . مسعود القحطاني
36 – خليل بخاري
37 – علي مقبول العمري
38- د. عبدالوهاب الاحمدي
39- د. احمد سلطان الدوسري
40- حمزة خليل مالكي
41- علي بن عبدالله الفهيد