التصنيفات
خواطر وعذب الكلام

انتظار رغم استحالة اللقاء كلام راقي

انتظار رغم استحالة اللقاء

\

مدخل ...

عندما تهت في قلب اشتياقي اليك
امسكت ذلك الكتاب ..
وقرأت :
في كل يوم..وفي كل مناسبة قد نلتقي اناس جدد …
ولا بد ان يحملو لنا معهم معلومة ..حتى لو
كانت صغيرة ..معلومة لا نعرفها وقد تفيدنا
كثيرا في مرحلة ما من مراحل حياتنا ..لذا
علينا استغلال كل لحظة من لحظات اللقاء
على اكمل وجه وان لا نفرط بالهدية التي
تمنحن اياها الصدفة


\

نظرت اليه…
تأملت كل حركة يؤتيها
وكل صوت يصدر عنه
وحسدته ..
اجل ..حسدته
فقد كان واثقا
مغرورا بعض الشيء…
لم يهزه وجودي
ولم تؤثر به نظرات الاعجاب التي سبقتني اليه…
كنت اعلم انه سيرحل بعد وقت قصير
ربما يعود
وربما لا
لست واثقة ابدا
لكن لا بأس
سانتظره يوميا في ذات المكان
ساحلق بأفكاري علني اعيش لحظات قليلة معه
فروحي دائما تأنس بوشوشته …
وحروفي تعشق غربته..
وتحن لمعانقة الحرية التي تنبعث من طيف نظرته

\

مضى يومي سريعا
وغرقت بتفاصيله الكثيرة دون وعي مني
حتى انني نسيت انتظاره
وغفلت عن كل تلك المشاعر التي هاجمتني ساعة لقياه…فبددت غربتي …
وآنست وحدتي
ولم اتيقن قسوتي الا عندما داعبتني تلك الذاكرة التي حملت اليَّ نشوة اللقاء…
واعادت لي َّفرحة عناق الارض والسماء
لكن !
بعد ان كان الموعد قد فات

\

اليوم يسبقني الاصرار الى ذلك المكان الموعود
فأصل قبل الموعد بكثير
تلسعني برودة الجو
لكن تغمرني الشمس بقبلة ذهبية تدفئ اضلعي
وابتسامة تمنع ادمعي
فأمسك باطراف ذلك الوشاح الذي حاكته لي جدتي…
والفه حول عنقي ..
وانتظر…

\

ارى طيفا يتشابه معك
لكن ! لا ادري ان كنت انت …!
ام انه آخر ؟
لكن الامل لا يفارق انتظاري ..
والرغبة تغدق عليَّ بعض الأشعار
من بعد ان تدور في فلكي جملة من الافكار …
تحاكي يومي وامسي ليل نهار…
فأين انت مني ؟
اين انت لتبعث فيَّ السكينة
وتعانق شغف الحروف لانتفاضة تلغي اي قرار
وتبعد جبالا من التعب تقض مضاجع الالهام !!

\

ها انت هنا
اتيت من بعد ان زلزلت عرش مواهبي
واستخرجت حروفا ابت الا ان تكون لك بافتخار …
وقفت هناك ..
نظرت الي من بعيد ..
كأنك تبحث عني في عمق ذاكرتي..
تَأمَلُ تواجدك داخل ذلك البريق المتقد في لغتي..
وحقا كنت
فلا تقلق ابدا ..
فانا هنا انتظرك ..
لا… بل ابحث عنك منذ عصور..
فلا تقف صامتا
واهمس لي …
اخبرني حكاية كل العشاق
فلا بد انك حلقت بعيدا…
ولي عندك حفنة من الاخبار
فلا تبخل علي بها …
فانا جاهزة …أحْمِلُ قلمي …
وبعضا من اوراقي …
فتعال معي ..
ساعدني لالملم حروف لغتي من جديد
واستجمع قوى ابجديتي
وارجوك …
لا تبتعد قبل ان اخط صفحتي الاولى!!

\

ما ان انهيت حديثي هذا
حتى لمحت حنين الرحيل يدق أبواب الحقيقة
تلك الحقيقة التي طالما رغبت بتناسيها
رغم أنها ناقوس يدق على مر الدقائق والثواني
لتعيدني الى واقع يلغي كل أحلامي …
واقع تثبته حركة جناحيك
ونبضة قلبك الصغير
وزقزقتك التي تحاكي الارض تارة والسماء تارة اخرى…
وانظر اليك…
فتغادر مسرح البشريه
لتحلق من جديد في فضاء حريتك
بعيدا جدا عن كل السجون الفكريه
ابعد من ان تحكمك اهواء كاتبة تبحث عن مؤنس
يبدد غربة حروفها …
ويعيد لها القلم والورقة والهويه…

\

لكن !
ها انت تمنحني سطورا فائقة الروعه
اخطها هنا ..
علها تترجم بعضا من وحي روحي
فشكرا …
شكرا لك ايها الطير المغادر الى حرية ٍ تلائم هواك

\

مخرج …..

علمتني ان الواقع يحرك اشرعة الحقيقة بخفة لا متناهيه ..مهما رفضناه ..ومهما حاولنا ان لا
نعترف بكينونته … فـ "ما طار طير
وارتفع الا كما طار وقع " لكن! …
كل الطيور تغادر ارضنا ان آجلا ام
عاجلا ..لان حضن سمائها يغدق عليها
حنان الام ورقة اشتياقها ولا مجال لخرق
قوانين الطبيعة مهما حاولنا ..


\

بقلم حارسة القلعه
يوم 2022421
لا احل نقلها
حتى لو ذكر المصدر!!!
مع علمي ان طلبي هذا لن ينفذ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.