التصنيفات
اسلاميات عامة

الى احبتي في الله رسالة خاصة جدا – في الاسلام

يا أيها المعني بقول المولى عز وجل : {آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }

يا من وضعت في بيتك شيئاً أنت تعلم شره غداً .

وسكتّ عن أمرٍ أنت تعلم عاقبته ومصيره .

هذه رسالة من محب لك .. مشفق عليك .. فاقرأها بعين الإنصاف .. بعيداً عن اتباع الهوى .

. ثم انظر ما أنت فاعله ؟ وأرجو منك أن تقرأها كاملة متذكراً قول الله عز وجل :

{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ }

أخي في الله .. إليك هذه الكلمات التي خرجت من قلبي فلعلها تصل إلى قلبك ، وامتزجت

بروحي فلعلها تمتزج بروحك .. كتبتها بمداد المحبة والصفا ، والنصح

والو فا ، فلعلها لا تجد عن نفسك الصافية مصرفاً .

أخي في الله .. إني لا أعرفك ، وأنت لاشك لا تعرفني ، لكن الذي جعلني أكتب إليك هو ذلك

الشيء الذي وضعته فوق منزلك .. يناطح السحاب ، ويعانق السماء ، ويفتح قلبه

لكل وافد ، ويصافح بيديه كل قادم .. قد مدَّ قامته بكل فخر وسرور ، وقد رفع رأسه بكل تكبر وغرور .

ثم جلست داخل منزلك كهيئة وقوفه هو خارجه .. !!

فاتكأت على كل ما لطف من الفُرش ورق َّ ، واسترخيت على السندس والإستبرق

، وأمرت بالمرطبات ، و أصناف المأكولات ، وأغلقت النوافذ والأبواب ..

‍ثم .. تناولت مفتاح الجهاز بيدك ، فقلبته كيفما شئت .

ونفسك الأمارة تقول لك .. من مثلك ؟ نقل فؤادك حيث من الهوى ..

هاهو العالم بين يديك .. فتجول فيه أني أردت .

فأخذت تنتقل ووجهك تعلوه الابتسامة ، ونظراتك تطارد المشاهد المكشوفة ، ولعابك

يسيل على المناظر الفاضحة ، فمن فيلم إلى مسرحية ، ومن رقصة إلى

أغنية ، ومن ذنب إلى معصية ، ومن صغيرة إلى كبيرة .

فتشاهد في هذه الشاشة البيضاء ، ما ينكت في قلبك النكتة السوداء ، فتتوالى

هذه النقط السوداء على قلبك الأبيض ، حتى يغلب السواد على البياض فيموت قلبك ،

ويبقى جسمك ، فتكره كل خير ، وتحب كل شر ، وتبتعد عن كل معروف ، وتقترب من كل منكر .

وتبدو على وجهك آثار كآبة وضيق ، وهمّ عميق .

ورغم كل الملهيات ، وما تملكه من مسليات ، سوف تصبح معيشتك ضنكا ، ولياليك

سوداً، وسوف تعاني من الاكتئاب ، و الطفش والحيرة ، و التخبط والفراغ …

لأن سيدك ومولاك يقول : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً

ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }

أخي .. أعرف أنك الآن تغطي عينيك لكي لا ترى شيئا ًغير جهازك

وتغلق أذنيك حتى لا تسمع أحداً سوى تلفازك .

أعرف أنك تجري وتجري .. وأنت لا تفكر إلا بفيلم اليوم وسهرة الليلة .

أعرف أنك تجري وتجري .. وأنت لا تفكر إلا في الشرق ومغريات ، والغرب وملهياته .

أعرف أنك تجري وتجري .. وتلهث و تلهث .

أعرف أنك تجري وراء الشهوات ، وتلهث وراء اللذائذ والموبقات .

ولكنك يا أخي .. لا تعرف أن في آخر هذا الطريق حفرة عميقة ، ذات هوّة سحيقة !!

أخي .. اسمح لي بأن أقف في وجهك في منتصف الطريق وأقول لك :قف !! قف .. وعُدْ إلى ربك ..واتقِ النار .. اتقِ السعير .

إن أمامك أهوالاً وصِعاباً ، إن أمامك نعيماً وعذاباً ، إن أمامك ثعابين وحيات .. وأموراً هائلات .

والله الذي لا إله إلا هو … لن تنفعك الأفلام والسهرات ، والرقص والأغنيات .

أخي ****** .. قف مع نفسك لحظة .. واسألها : إلى متى أجري خلف الشهوات ..

وألهث وراء المنكرات .. كم سأعيش في هذه الدنيا ؟ ستين سنة .. ثمانين سنة ..

مائة سنة ألف سنة .. ثم ماذا ؟ .. ثم موت .. خلود دائم ، في جنان النعيم ،أو في نار الجحيم و ماء الحميم .

أخي .. تخيل نفسك وقد نزل بك الموت ، ودخلت القبر ورأيت ظلمته ووحدته ، وضيقه ووحشته..

تذكر .. الملكين وهما يقعد انك يسألانك .

تذكر .. كيف يكون جسمك بعد الموت .. تقطعت أوصالك ، وتفتت عظامك ،

وبلي جسدك ، وأصبحت قوتاً للديدان .

تذكر.. يوم تسمع الصيحة.. إنها صيحة العرض على الله .. فيطير فؤادك ، ويشيب

رأسك.. فتخرج من قبرك مغبراً حافياً عارياً ..

قد رجت الأرض وبست الجبال ، وشخصت الأبصار لتلك الأهوال :

وطارت الصحائف … وقلق الخائف

وزفرت النار … وأحاطت الأوزار

ونصب الصراط … وآلمت السياط

وحضر الحساب … وقوي العذاب

وشهد الكتاب … وتقطعت الأسباب

تذكر .. مذلتك في ذلك اليوم العظيم ، وانفرادك بخوفك وأحزانك . وهمومك وغمومك وذنوبك ..

فتتبرأ حينها من بنيك ، وأمك وأبيك ، وزوجتك وأخيك .

تذكر.. يوم توضع الموازين ، وتتطاير الصحف .

كم في كتابك من زلل ، وكم في عملك من خلل .

تذكر .. يوم ينادى باسمك بين الخلائق .. يا فلان بن فلان : هيا إلى العرض على

الله ، فتقوم أنت ، ولا يقوم غيرك ، لأنك أنت المطلوب .

تذكر .. حينئذ ضعفك .. وشدة خوفك ، وانهيار أعصابك ، وخفقان قلبك ..

وقفت بين يدي الملك الحق المبين ، الذي كنت تهرب منه ، ويدعوك فتصد عنه ..

وقفت وبيدك صحيفة . لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها ، فتقرؤها بلسان

كليل .. وقلب كسير ، قد عمّك الحياء والخوف من الله .

فبأي لسان تجيبه حين يسألك عن …

مالك الذي أضعته .. وعمرك الذي أسرفت فيه ..

وعينك التي خنت بها .. وسمعك الذي عصيت به …

بأي قدم تقف غداً بين يديه ، وبأي عين تنظر إليه وبأي قلب تجيب عليه ..!!!

ماذا تقول له غداً .. عندما يقول لك : يا عبدي .. لماذا لم تجُلّني ،

لماذا لم تستح من ، لماذا لم تراقبني …

يا عبدي .. هل استخففت بنظري إليك .

يا عبدي .. ألم أحسن إليك .. ألم أنعم عليك !!

أخي في الله ..

تذكر .. هذه المواقف العصيبة ، والأوقات الرهيبة يوم ينسى الإنسان كل

عزيز وحبيب ، ولا ينجو إلا من كان له قلب سليم .

أخي في الله .. قف مع نفسك هذه الوقفة المصيرية .

واعلم أنك ما وجدت في هذه الدنيا إلا للعبادة ..

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } لم تُخلق للهو واللعب والعبث ..

{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }

أخي في الله

..
إني أخاطب فيك دينك .. الذي يحرم هذه المنكرات .

وأخلاقك .. التي تترفع عن هذه الشهوات .

وعقلك .. الذي يأبى هذه الترهات .

وقلبك .. الذي يخاف من هذه الموبقات .

وغيرتك .. على نسائك العفيفات المحصنات .

فانتصر على نفسك .. وتغلب على هواك .. وأخرج هذا "الدش"

من بيتك ، وسيعوضك الله خيراً منه في الدنيا والآخرة .

أخي .. والله ما كتبت هذه الأحرف ، ولا نطقت بهذه الكلمات ، إلا لخوفي على وجهك

الأبيض .. أن يصبح مسودّاً يوم القيامة وعلى وجهك المنير .. أن يصبح

مظلماً وعلى جسدك الطري .. أن يلتهب بنار جهنم .

فعسى قلبك الطيب يلتقطها ..

ولعل نفسك الصافية تستقبلها..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.