ماهي القدرآت التي وهبها الله لملائكته ؟
_ القدره على التشكل بغير أشكالهم فقد أرسل الله جبريل الى مريم في صورة بشر لقوله تعالى
"فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا * قالت اني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا * قال انما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا "
وأرسلهم الى ابراهيم في صورة بشر ولوط في صورة شباب حسان الوجوه
، _ عظم سرعتهم وسرعة الملائكه لا تقاس بمقاييس البشر حيث كان السائل يأتي الى الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يكاد يفرغ من سؤاله حتى يأتيه جبريل بالجواب من رب العزه سبحانه وتعالى
، _ أيضا من قدرات الملائكه العلم ، فعندهم علم وفير علمهم الله اياه ولكن ليس عندهم القدره التي أعطيت للانسان في التعرف على الأشياء لقوله تعالى < وعلم ءآدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلآء ان كنتم صادقين > < قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم > والله سبحانه وتعالى علم الملائكه بأكثر مما يعرفه الانسان ومن العلم الذي أعطوه علم الكتابه لقوله تعالى < كرآما كاتبين * يعلمون ما تفعلون > ،
_ الملائكه تتحاور فيما بينها وتتخاصم فيما خفي عليها من وحي ربها ففي سنن الترمذي < أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال < أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى _ في أحسن قال : أحسبه قال : في المنام _ فقال : يا محمد ، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قال : قلت : لا : قال : فوضع يده بين كتفي ، حتى وجدت بردها بين ثديي فغلمت ما في السماوات وما في الأرض ، فقال : يا محمد : هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : نعم ، في الكفارات والدرجات قال : صدقت ، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان خطيئته كيوم ولدته أمه وقال : يا محمد ، اذا صليت فقل : اللهم اني أسألك فعل الخيرآت وترك المنكرآت وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وتتوب علي ، واذا أردت بعبادك فتنة ، فاقبضني اليك غير مفتون >
_ أيضا من قدرات الملائكه أنهم منظمون في كل شؤونهم ففي العباده حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الاقتدآء بهم في ذلك فقال < ألا تصفون كما تصف الملائكه عند ربها ؟ قال : يتمون الصفوف ويتراصون في الصف >
وفي يوم القيامه يأتون صفوفا منتظمه لقوله تعالى < وجآء ربك والملك صفا صفا > ويقفون صفوف بين يدي الله تعالى
< يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من أذن له الرحمن وقال صوابا >
والملائكة معصومون كالرسل لقوله تعالى < جاعل الملائكة رسلا > وهم في اشتغال بالعباده لقوله تعالى < يسبحون الليل والنهار لا يفترون > كذلك يفعلون المأمورآت ويتركون المنهيات لقوله تعالى < ويفعلون ما يؤمرون >
وليس لدى الملائكة قدرة على العصيان لأن تركهم للمعصيه وفعلهم للطاعه جبله ولا يكلفهم ذلك أدنى مجاهده لأنه لا شهوة لهم ،
اذن كيف تكون عبادة الملائكه لله عز وجل ؟
1 _ التسبيح ليلا ونهارا لقوله تعالى < الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم
2 _ الاصطفاف
3 _ الحج لقوله تعالى < والبيت المعمور >
4 _ خوفهم وخشيتهم له لقوله تعالى
< وهم من خشيته مشفقون >
وبين الرسول صلى الله عليه وسلم شدة خوف الملائكه فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعا لقوله كالسلسلة على صفوآن >
وقال علي وقال غيره < صفوان ينفذهم ذلك ، فاذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا للذي قال : الحق وهو العلي الكبير >
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم < مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي من خشية الله تعالى > ومعنى الحلس : كساء يبسط في أرض البيت .
ماهو دور الملائكه في تكوين الانسان ؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق < ان أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة بين ذلك ثم يبعث الله اليه ملكا يؤمر بأربع كلمات ويقال له : أكتب عمله ورزقه وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح > وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال < وكل الله بالرحم ملكا ، فيقول : أي رب نطفه ، أي رب مضغه ، فاذا أرآد الله أن يقضي خلقها قال : أي رب ذكر أم أنثى ؟ أشقي أم سعيد ؟ فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فيكتب كذلك في بطن أمه >
وقد بين ترجمان القرآن ابن عباس أن الملائكه جعلهم الله ليحفظوا الانسان من أمامه ومن ورآئه فاذا جاء قدر الله الذي قدر أن يصل اليه _ خلوا عنه وسماهم سبحانه بالمعقبات و ورد ذكرهم في القرآن الكريم قال تعالى " سوآء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار * له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله > وأيضا المعقبات المذكوره في آية الرعد هي المرآده بالآيه الاخرى " وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى اذا جآء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون "
فالحفظه الذين يرسلهم الله يحفظون العبد حتى يأتي أجله المقدر له ويعتبر جبريل عليه السلام سفير الله الى رسله وأنبيائه وهذا من خصائصه
قال تعالى " قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه " وقال " نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين "
وقد يأتي بالوحي غير جبريل _ وهذا قليل _ كما في الحديث الذي روآه مسلم في صحيحه ، عن ابن عباس قال " بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط الا اليوم ، فنزل منه ملك ، فقال : هذا ملك نزل الى الأرض لم ينزل قط الا اليوم ، فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتها نبي قبلك فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقره ، لن تقرأ بحرف منها الا أعطيته "
وفي التاريخ لابن عساكر عن حذيفه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أتاني ملك فسلم علي _ نزل من السماء ، لم ينزل قبلها _ فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنه وأن فاطمه سيدة نساء أهل الجنه " لأن الله أرسل جبريل الى مريم وأرسله كذلك الى أم اسماعيل هاجر حينما فقد الماء والطعام منها * أيضا ذلك الرجل الذي زار أخا له في الله يبشره بأن الله يحبه لحبه لأخيه ………..وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها : أن الحارث بن هشام _ رضي الله عنه _ سأل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كيف يأتيك الوحي ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم < أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال ، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني ، فأعي ما يقول > أي أن جبريل كأن يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في حالته الملكيه
وهذه شديده على رسول الله صلى الله عليه وسلم
والحالة الثانيه كان جبريل ينتقل من حالته الملكيه الى البشريه وهذه أخف على الرسول صلى الله عليه وسلم وقد رأي الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته التي خلقه الله عليها مرتين : الأولى : بعد البعثه بثلاث سنوات
ففي صحيح البخاري عن جابر ابن عبدالله : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " بينما أنا أمشي ، اذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري ، فاذا الملك الذي جاءني بحرآء جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فرعبت منه فرجعت ، فقلت زملوني >
أما الثانيه : عندما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم الى السماء وهاتان المرتان مذكورتان في سورة النجم في قوله تعالى " علمه شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفق الأعلى * ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى الى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى * ولقد رءآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * اذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى "
ولم تقتصر مهمة جبريل على تبليغ الوحي من الله تعالى فقد كان يأتيه في كل عام في رمضان في كل ليله من لياليه فيدارسه القرآن والحديث كما أورد ذلك البخاري في صحيحه وقد أم جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم كي يعلمه الصلاة كما يريدها الله تعالى ففي صحيح البخاري وسنن النسائي عن ابي مسعود : أن الرسول صلى الله عليه وسلم
قال " نزل جبريل فأمني فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ، يحسب بأصابعه خمس مرآت "
كذلك أتى جبريل لرقية الرسول صلى الله عليه وسلم فقال
" يا محمد اشتكيت ؟ قال نعم ، قال : يسم الله أرقيك ، من كل شئ يؤذيك ، من شر كل ذي نفس ، أو عين حاسد ، الله يشفيك ، بسم الله أرقيك "
وله أعمال أخرى مع النبي صلى الله عليه وسلم ومنها أنه حارب في بدر والخندق
وصحب الرسول صلى الله عليه وسلم في الاسرآء ، ربما نتساءل لماذا لا يرسل الله رسله من الملائكه على البشر ؟
لان طبيعة الملائكه مخالفه لطبيعة البشر فاتصالهم بالملائكه ليس سهلا ميسورا ،
ولذا فان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يشق عليه مجئ جبريل اليه بصفته الملائكيه كما مضى وعندما رأى جبريل على صورته فزع وجاء زوجته
يقول : دثروني ، دثروني ، ولو كان سكان الأرض ملائكه ، لأنزل اليهم ملكا رسولا
قال تعالى " قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السمآء ملكا رسولا " ولو فرضنا أن الله اختار رسله الى عموم البشر من الملائكه
فانه لا ينزلهم بصورهم الملائكيه ، بل يجعلهم يتمثلون في صفة رجال يلبسون ما يلبس الرجال كي يتمكن الناس من الأخذ عنهم
" وقالوا لولآ أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون * ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون "
وقد أخبر الله تعالى أن الكافرين طلبوا رؤية الملائكه ومجئ رسول من الملائكه من باب التعنت
وليس طلبا للهدايه وعلى احتمال حدوثه فانهم لن يؤمنوا قال تعالى مبينا ذلك
" ولو أننا نزلنآ اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون "
ومن تأثير الملائكه على البشريه أنها تحرك بوآعث الخير في نفوس العباد ،
ففي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منكم من أحد الا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكه ، قالوا : واياك يا رسول الله ؟ قال : واياي ، الا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني الا بخير "
وقرين الانسان من الملائكه وقرينه من الجن يتعاوران الانسان فهذا يأمره بالشر ويرغبه فيه وذاك يحثه على الخير ويرغبه فيه
فعن ابن مسعود رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ان للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة ، فأما لمة الشيطان فايعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فايعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد من ذلك شيئا فليعلم أنه من الله وليحمدالله ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قرأ " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشآء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله وآسع عليم "
وفي الحديث التالي نعرف كيف يتسابق القرين الجني والقرين الملكي على توجيه الانسان فعن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اذا أوى الانسان الى فرآشه ، ابتدره ملك وشيطان ، فيقول الملك : اختم بخير ويقول الشيطان اختم بشر فاذا ذكر الله تعالى حتى يغلبه < يعني النوم > طرد الملك الشيطان وبات يكلؤه فاذا استيقظ ، ابتدره ملك وشيطان فيقول الملك ا: افتح بخير ، ويقول الشيطان : افتح بشر ، فان قال : الحمد لله الذي أحيا نفسي بعد ما أماتها ولم يمتها في منامها _ الحمد لله الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده _ الحمد لله يمسك السماء أن تقع على الأرض الا باذنه _ طرد الملط الشيطان وظل يكلؤه "
وهذه الأحاديث توجهنا الى الاكثار من الأعمال الخيره التي تصلح نفوسنا وتقرب الملائكة منا لأن في قرب الملائكة منا خير عظيم باذن الله والملائكة موكلون بحفظ أعمال بني آدم من خير وشر لذلك فان الانسان يجد كتابه قد حوى كل شئ صدر منه وحينما يرى الكفار كتب أعمالهم يوم القيامه ينادون قائلين
" يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الآ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا " وذكر ابن كثير في تفسيره عن الحسن البصري أنه تلا
هذه الايه " عن اليمين وعن الشمال قعيد "
ثم قال " يابن آدم بسطت لك صحيفه ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك فأما الذي عن يمينك فيحفظ الحسنات وأما الذي عن يسارك فيحفظ السيئات، فاعمل ماشئت ، أقلل أو أكثر حتى اذا مت طويت صحيفتك وجعلت في عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة
، فعند ذلك يقول الله تعالى " وكل انسان ألزمناه طآئره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا "
ثم يقول الحسن عدل والله فيك من جعلك حسيب نفسك .
منقول /