حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) من استمرار انتشار فيروس انفلونزا الطيور القاتل في أفريقيا وآسيا ومنطقتي القوقاز والبلقان.
وذكرت المنظمة في بيان حسب كونا، أنها سجلت في شهر أبريل الماضي اصابات بهذا المرض في 55 بلدا في أفريقيا وآسيا وأوروبا مقارنة مع العام الماضي الذي سجل 45 بلدا.
ولاحظت أن معدلات انتقال العدوى بين الدواجن تباطأت في معظم البلدان بفضل برامج حسنت جهود المراقبة وعززت الخدمات البيطرية وحملات التلقيح آحيانا.
وقالت ان "فيروس المرض الشديد الخطورة يعد مصدرا للمشكلات في بعض بلدان أفريقيا مثل كوت دوفوار ونيجيريا التي سجلت فيها حالات لانتشار المرض في مزارع الدواجن ".
وأشارت الى العثور على حالات اصابة بانفلونزا الطيور في مدينة أربيل بشمالي العراق التي نفقت فيها 51 دجاجة.
واشارت الى استمرار انتشار الفيروس في آسيا وبخاصة اندونيسيا حيث سجلت 45 حال وفاة نتيجة أنفلونزا الطيور كما سجلت في تايلاند اخيرا حالات اصابة جديدة بالاضافة الى اصابات في مزرعة للدواجن في لاوس.
واعتبرت المنظمة الدولية أن منطقتي جنوب البلقان والقوقاز من المناطق ذات المعدلات العالية للاصابة بهذا الفيروس .
وحذرت من أن انتاج الدواجن في هاتين المنطقتين يفتقد غالبا لغياب الرعاية المتعلقة بالأمن البيولوجي واجراءات المكافحة الصارمة.
هذا وعلى صعيد أخر،تزداد المخاوف أحياناً بسبب قلة معرفتنا بالحقائق حول هذا المرض، لذلك تذكر أن ما سنقوله من حقائق هنا، هي مستوحاة من ما يعرفه العلماء والمسئولون بشأن وباء الأنفلونزا.
الحقائق:
1. لن تصاب بأنفلونزا الطيور إذا تناولت الدجاج أو أي من منتجات لحوم الطيور.
حقيقة، لم تشر أي من التقارير الواردة من آسيا عن إصابة أي شخص بأنفلونزا الطيور نتيجة تناول لحوم الطيور المطبوخة. لأن الحرارة تقتل الفيروس.
2. أنفلونزا الطيور تنتشر بسبب هجرة الطيور.
حقيقة، لأن مسارات الهجرة للطيور البرية تعتبر مناسبة جداً لنقل الفيروس على نطاق واسع مع الطيور المصابة، ويمكن التنبؤ بالمكان الجديد الذي سينتشر فيه المرض إذا ما تبعت هذه المسارات، وعلى العموم فالطيور تهاجر من الشمال إلى الجنوب وبالعكس، وليس من الشرق إلى الغرب عبر المحيطات. وقد أظهرت هذه المسارات بأن أغلبية حالات أنفلونزا الطيور (عند البشر والطيور على حد سواء) كَانت في فيتنام، وتايلند، واندونيسيا وأجزاء من الصين وجميعها تتبع مسارات هجرة الطيور البرية. وبما أن الطرق إلى آسيا وأفريقيا وأوروبا تتقاطع، فهذا يوضح لماذا انتشر الفيروس ببطء من قارة إلى أخرى.
3. يبدو أن كل شخص توفي من أنفلونزا الطيور كان على اتصال مباشر بالطيور المصابة.
حقيقة، باستثناء حالة نادرة قام فيها رجل من آسيا بشفط المخاط من منقار ديكه المتعب اعتقاداً منه أن سيستطيع المصارعة بقوة اكبر. أما بشكل عام فقد ظهرت حالات الإصابة بالعدوى بين البيوت الريفية الآسيوية حيث يقوم المزارعون بوضع بيوت الدجاج في الفناء الخلفي للمنزل حيث يسهل على الطيور الدخول إلى المنزل، أو اللعب مع الأطفال، كما يقوم المزارعون بشكل شبه يومي بالإمساك بالطيور بأيديهم عند بيعها، وشرائها، وذبحها، مما يسبب انتقال الفيروس لهم ولعائلاتهم.
4. يعتبر القلق الرئيسي لمسئولي الصحة، أن يبدأ الفيروس بالانتقال من شخص إلى أخر بالعدوى.
حقيقة، لا يملك فيروس "أتش 5 إن 1" لحد الآن القدرة على الانتقال من شخص مصاب إلى أخر، بينما يعتبر معدياً بين الطيور فقط، ومع أن الفيروس لم يقم بهذا التحول بعد، إلا أنه من الممكن أن يقوم بذلك لاحقاً، خصوصاً أنه قادر على التقليد والتحول. ومع أن بعض العلماء يشككون في قدرته إلا أن يبقى من المخاوف المحتملة.
5. العالم ليس جاهزاً لمواجهة وباء أنفلونزا الطيور
حقيقة، قامت منظمة الصحة العالمية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بعقد اجتماع عالمي واستنتجت بأن العالم غير مهيأ بشكل كافي لمحاربة وباء أنفلونزا الطيور من ناحية السيطرة عليه، والأدوية المناسبة، وعدد اللقاحات. ويتوقع أن ينتشر الوباء على نحو واسع إذا لم يكن اليوم، ففي المستقبل القريب. وتعتبر محاربته ومكافحته قبل أن يتحول إلى وباء مهمة عالمية تحتاج لتوعية كل الدول وكل المواطنين.