/
/
ما أن تهمَّ بنفسكـَ أثناء الخروج راكباً كنتَ أم ماشياً حينما يحلِّقُ بصركـَ ذات اليمين مرةً
وذات الشمالِ أُخرى فيقعَ نحوهم تملأ نفسُكـَ الحيرةُ مستغرباً ومتعجباً من تلكـَ المناظر
التي ربَّما تكونُ مألوفةً عند البعضِ لأنَّه اعتاد عليها أو أنَّهُ يبحثُ عنها ويشجِّعها .
الكثير منَّا يندهشُ لأولئكَ الفتية الذين فتنوا في عامهم أكثر من مرة بل ونجد أنَّ روح التنافس
بينهم قد اشتدت سواعدها وأصبحت مهمة جذب ضعاف النفوس نحوهم هو شغلهم الشاغل
وهاجسم وليس فقط أن يكون مجرد فتىً لاحت على خده صفحاتِ بياض النهار ونقاط الخال
بل لابُدَّ من أن يكون " طيحني وبابا سامحني " ملازمين له أثناء استعراضه وخروجه
لمباهلة الناس واستمالتهم نحوه بكلِّ ما يملك من إمكانيات ماديَّة .
ربما عدنا إلى زمن أبي نواس الذي شُغِفَ حباً بالغلمان في زمانه وربما صار في زماننا أكثر
من أبي نواس ، فالنواسون الجدد اليوم هم الذين نراهم من يعشقون هؤلاء في أنوثتهم وفي مشيتهم
التي تخال مشية الأنثى في طباعها وفي نعومتها.
إنَّ مثل هذه السلوكيات تشوه معاني الرجولة بتلك التصرفات الخاطئة ناهيك عن أنَّ معظمهم
يبحث عن ذواتهم في الآخرين ، فالقيم والأخلاق ومبادئ التربية السليمة أصبحت في خبر
كان ولا تُجدي التربيةُ نفعاً بعد أن تتشبث وتتمكن مخالب الشيطان فيهم .
الأسرة غير المبالية والفقر والتشرد وضعف الوازع الديني وقرناء السوء والثقة العمياء
هي مفاتيح الانحراف في عالم هؤلاء
الصبيان الذين يرون ذلك بأنَّهُ انفتاح وتتبع للموضة من تطويلٍ للشعر وتخصيرٍ للثياب .
تحيَّاتي للجميع
التصنيفات