ثمة امور.. امور صغيرة، نمر بها بلامبالاة.. قلما نفكر بها.. وقلما تسترعي انتباهنا.
بالامس كنت سيارتي الى .. لحظة استرعى انتباهي سيارة اسعاف تمضي مسرعة وهي تشغل اضوائها وزامورها.
فكرت في اللحظة.. ماذا فيها؟ بالنسبة لي.. بالنسبة لمن ينقل في سيارة الاسعاف مخطرا الى مستشفى ما.. بالنسبة لذويه.
تخيلوا.. ما اصغر اللحظة.. وماذا تحوي!؟
رجل يجلس متكاسلا على الكرسي المجاور لسائق تاكسي.
سائق تاكسي يقود متأففا ينفث دخان سيجارته في الفضاء.
مريض او مريضة يتالم بصمت .. غائب عن الوعي. وحوله ذووه يبكون في سيارة اسعاف.
امرأة في مكان ما تسرح شعرها..
اخرى.. في مكان ما ايضا، تعاني المخاض.
رجل غط في نوم عميق في النصف الاخر من العالم.
اخر يقتل، في نفس اللحظة، في شارع ما في بغداد.
فلسطيني يرمي حجرا على مدرعة اسرائيلية.
اسبناني يقدم لحبيبته باقة ورد.
روسي يستقل المترو.. الى وجهة غير معلومة.
باكستاني يؤدي الصلاة.
هندي ينام على سرير من المسامير.
افريقي.. يسقط في جرف امام فهد.
يا الله..
كم تحوي اللحظة..
ستة مليارات فعل ونيف للبشرية.
بكاء وضحك حزن وسرور هدوء وغضب صراخ وغناء و..و..
وماذا عن النباتات والحيوانات والاجرام..؟
كل ذلك في لحظة.. لا تتكرر ابدا..!؟
سبحان الله..