ألأنى قلتُ يا توأمَ روحى؟
ألأنى قلتُ يا نورَ عيونى؟
الأنى قلتُ يا طبَّ جروحى؟
ألأنى قلت يا لمسَ حنانٍ
جاء من غيبٍ لسلوى ذى القُرُوح ؟
ألأنى قلتُ يا بلسمَ عطفٍ
وشفاءِ لضنى الكَهْلٍ الطريح ؟
الأنى قلتُ يا فيضَ نعيمى
وأنا فى قَفْرَةِ الحظِّ الشحيح ؟
الأنى قلتُ يا سحْرَ التَّجَلى
بجمالٍ فى دجى الزمنِ القبيحِ ؟
الأنى قلت يا رحمةَ ربِّى
نزلتْ عطفاً على القلبٍ الذبيح ؟
الأنى فى الدُّجَى نزلتْ دموعى
وعلى سَمْعِكِ قد أسْلَمْتُ نُوحى ؟
الأنى قلت يا زهرى أَطِلِّى
وعلى نفسى من الأستارِ فُوحِى ؟
الأنى قلت يا بدرَ ظلامى
وحنينى يرتجيكِ أن تَلُوحى ؟
ألهذا يا ابنتى صِرْتُ أثيما
طاش بى عقلى وآذاكِ جُنُوحى ؟
تاه بى لفظى وضلَّ الحرْفُ منى
وتَبَدَّى عبر أنفاسى جُمُوحى ؟
أبْسُطُ الأرضَ لتطوى فى ثراها
ذللا من منطقى غيرِ الصريح
وكأنى يا ابنتى آتى بِجُرْمٍ
عندما يهطلُ كالغيثِ مَدِيحى !
وعلى قلبى احْتِباسُ الشَّدْوِ فيه
إنْ أَظَلَّتْنِى على عَطْفٍ مُريح
وأكونُ الصَّلْدَ لا أنْطِقُ حَرْفَا
وأنا تسبح فى الجنةِ رُوحى
وأغُضُّ الطَّرْفَ إن لاحتْ بِلَيلِى
كطلوعِ الفَجْرِ بالوجهِ الصَّبُوح
وإذا قالتْ "أبى" أُغْلِقُ قلبى
وأرُدُّ بِهَبَّةِِ "الكَلْبِ "النَّبُوح
ويْلَتِى ماذا لو انى قلتُ يوما
يا ابنتى إنَِى أحُبَّكِ كالمسيحِ
أنْ أبوحَ مرارتى بين يديكِ
وأُزِيلَ الهَمَّ حينا وتَبُوحِى
أنْ أُرِيحَ القلبَ فى نجوىً إليكِ
نافثاً عبرَ الأثيرِ وأنْ تُرِيحِى
أنْ تنامَ الرُّوحُ هادئةً لديكِ
من وراءِِ الحُجْبِِ فى الكونِِ الفَسِيحِِِ
أنْ أُدَاوِى وَحْدَتِى أشْكُو إليكِ
وتَبُثِّينَ بأشلائِى طُمُوحِى
أنْ تَُلَمْلِمََنِِى يداكِ تُعِيدُ ذاتِى
وأنا المنثُورُ فى هَبَّةِ رِيْحِ
أن أُلاقِى رحمةً وجزيلَ عطفٍ
وأنا قَيْدَ الهلاكِ المُسْتَبِيحِ
إنَّ هذى يا ابنتى جَنَّةُ رُوحِى
إنَّ ذا حُبُّ أبيكِ فاسْتَرِيحِى
**
إلى من عاتبتني فى شعوري
أستاذ سيكولوجيا الإبداع – جامعة طنطا