هناك العديد من الدراسات الخاصة التي يقوم بها أطباء مسلمون عن الأثر الشفائي للاستماع إلى القرآن، ولكن للأسف لا تلقى الانتشار،
على عكس الدراسات التي تتم على سماع الموسيقى….
وجد العلماء أن بعض الترددات الصوتية يمكن أن تخفف الألم الذي يحس به الأطفال حديثي الولادة، فلجأوا إلى الموسيقى فوجدوا أن الاستماع إلى الموسيقى يهدّئ الأطفال ويجعلهم ينامون براحة وسعادة.
ولكن الذي لفت انتباهي أن الموسيقى يمكن أن تحسن ضربات القلب والتنفس لدى الطفل، وقد استخدم العلماء صوت الموسيقى لتخفيف الآلام عن الأطفال الخدج، وأخذوا عينات من دم الأطفال ووجدوا بالفعل أن هذه الترددات الصوتية تزيد من نسبة الأكسجين في الدم.
إن هذه الدراسة تذكرني بتجربة قمتُ بها على طفليَّ لمدة سنتين ولاحظتُ خلالها أن تلاوة القرآن للأطفال تخفف عنهم الألم بشكل كبير لدرجة أن الطفل بمجرد سماع ترتيل القرآن يبدأ بالهدوء والارتياح وينام قرير العين.
وبعد فترة من إسماع هذين الطفلين للقرآن أصبح كل منهما يحبّ الاستماع إلى القرآن وبخاصة قبيل النوم. وحتى في حالة المرض "الالتهابات التي يعاني منها الطفل والإسهال وغير ذلك من الأمراض التي يمر بها كل طفل" كانت حالة الطفل تتحسن كثيراً بعد استماعه لصوت القرآن، وكان يشعر بسعادة وطمأنينة ويخف وجعه كثيراً.
طبعاً يا أحبتي وبسبب عدم وجود مراكز للبحث العلمي لدينا، فإن مثل هذه التجارب تبقى دراسات خاصة، بينما نجد في الغرب أن أي فكرة قد تخطر ببال أحدهم يجد من يتبنى هذه الفكرة وينفق عليها، بل ويتنافسون على جذب الأفكار، وهذا سبب تفوقهم وتقدمهم العلمي.
وعلى كل حال يمكنني القول بأن الاستماع إلى القرآن ضروري جداً لكل طفل وكل كبير، ونتمنى من أطبائنا المسلمين أن يقوموا بمثل هذه التجارب لإثبات تأثير كلام الله على الأطفال، مع العلم أن مثل هذه التجارب بسيطة ولا تكلف الكثير.
وبالفعل هناك بعض الدراسات مثل الدراسة التي قامت بها الدكتورة وفاء وافي أستاذة أمراض التخاطب بطب عين شمس، حيث أثبتت أن القرآن كشف طريقة جديدة لمعالجة الأطفال، الذين تتأخر عملية النطق عندهم، من خلال قول الله عز وجل على لسان سيدنا موسى عليه السلام: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي) [طه: 25-28].
وقد قامت الباحثة بوضع هذا النص القرآني على الكمبيوتر حتى يتمكن الأطفال من الاستماع إليها وتكرارها، وأدت إلى شفاء عدد كبير من الأطفال، وهنا تبرز أهمية أن تقوم الأمهات بتعليم الأطفال حديثي الولادة كلمات خفيفة متعلقة بالدين مثل (أحد، الله، الإسلام).
وأثبتت الدراسات التي قدمها مجموعة كبيرة من الأطباء المتخصصين في مجال التخاطب أن أغلبية الأطفال الذين يرددون هذه الكلمات منذ الصغر لا يحدث لهم صعوبات في التخاطب، وينطقون بالكلام مبكراً، كما طالبت الأمهات بمداومة الحديث مع الأطفال عقب مرور فترة الولادة ومحاولة دراسة القرآن والاستماع إليه من خلال "الكاسيت" وشاشات الكمبيوتر.
ولو رجعنا إلى سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم نجد أن الأذان في أذن الطفل سنة نبوية! فقد قال ابن قدامة رحمه الله في كتابه المغني: يُستحبّ للوالد أن يؤذن في أذن ابنه حين يولد، لما روى عبد الله بن رافع عن أمه أن النبي صلى الله عليه وسلم أذَّن في أذن الحسن حين ولدته فاطمة. وعن عمر بن عبد العزيز أنه كان إذا وُلد له مولود أخذه في خرقة فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى وسماه.
إذا كان غير المسلمين يستفيدون من الترددات الصوتية لعلاج أبنائهم فلماذا لا نستفيد من صوت القرآن ونسمع الطفل آيات القرآن منذ أن يكون جنيناً من خلال استماع أمه للقرآن، ومن ثم نسمعه القرآن طيلة فترة الطفولة وحتى يكبُر، أليست هذه الطريقة أفضل من تناول الأدوية الكيميائية؟
ونقول إذا كان القرآن يؤثر على الجبال فيما لو كانت تعقله،
فكيف بنا نحن البشر، ألا يؤثر علينا كلام الله تعالى؟ يقول جل وعلا: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 21]