مرااااااااااااااااااااحب شباب كيف الحال ؟
اليكم القصه
ليلي.. أصغر ضحايا الاغتصاب
عمرها 12 سنة وتعرضت للاغتصاب مرتين!
أغواها جارها الشاب ثم تنكر لها بعد جريمته
تحقيق: حسين حمزة
اختفت ليلي في لحظة!
تكهرب الجو في منزل اسرة سائق التاكسي البسيط.. الكل خرج ليبحث عن الطفلة ابنة الثانية عشرة ربيعا.. ظنوا انها تاهت في زحام القاهرة.. أو ركبت وسيلة مواصلات خطأ.. لكن المفاجأة التي لم يتوقعوها.. وكشفت عنها الادارة العامة لمباحث الأحداث بعد أكثر من شهرين من اختفائها.. انها عاشت اسوأ تجربة يمكن أن تتعرض لها طفلة في سنها.. تجربة قلبت كل موازين حياتها.. نامت فيها علي الأرصفة.. عرفت طعم الجوع والبهدلة.. لم ترحمها ذئاب الشوارع.. افترسوا براءتها!
كل شيء كان يسير بشكل طبيعي داخل شقة سائق التاكسي المتواضعة بحلوان.. الزوجة منهمكة في أعمال المطبخ.. أفكار شتي مزدحمة في رأسها.. تفكر في برنامج اليوم.. اعداد الطعام.. التزامات الأسرة.. مطالب الأولاد.. فهذا واجبها الذي تحترق وتحرص علي تأديته بكفاءة.. فالزوج المسكين اعتاد علي ترك نفسه للعمل ليل نهار علي السيارة التاكسي التي يعمل عليها ليحقق لأولاده الثلاثة حياة رغدة هانئة!
فجأة.. ينطلق صوت الأم من المطبخ:
_ليلي.. ياليلي.. انت فين؟!
مرت دقائق.. وليلي لم ترد علي أمها.. خرجت الأم من المطبخ مندهشة.. تبحث عن أصغر أولادها الثلاثة لم تجدها.. خرجت الي البلكونة تنادي عليها في الشارع الشعبي.. لكنها لم تعثر لها علي أثر.. مرت ساعات كأنها عمر ثقيل.. كانت الأم خلالها تموت كل لحظة ونور عينيها بعيدة عنها.. لم تنتظر حتي يحضر زوجها.. خرجت الي الشوارع هائمة علي وجهها والهلع يكاد يقفز فوق ملامحها.. تجيل بنظراتها علي الأرصفة.. في كل الوجوه التي تقابلها.. تريد أن تصرخ من أعماقها وتسمع كل البشر من حوله:
_انت فين يابنتي؟!
ليلي فين؟!
مضي أصعب يوم مر علي الأم في حياتها.. ولم تنطقفيء النار في قلبها.. لم تعد ليلي.. أو يظهر أي خبر عنها.. تجمعت أفراد اسرة سائق التاكسي داخل الشقة.. الدموع تملأ العيون.. الحزن يكسو الوجوه.. الحسرة تحرق القلوب.. الكل غير مصدق أن ليلي ابنة الثانية عشرة ربيعا التي يتحدث الجميع عن ذكائها ونباهتها اختفت من حياتهم بدون سابق انذار!
يوم 30 يونيو الماضي.. توجه الأب سائق التاكسي الي قسم شرطة حلوان.. حرر محضرا بغياب ليلي ولم يتهم أحدا بخطفها!
شوارع القاهرة زحمة.. ملايين البشر تملأها ليل نهار.. ناس من كل مكان.. من مختلف الأعمار.. لا أحد يعلم ماذا يدور في رأس كل منهم..؟.. ماهي حكايته مع الحياة؟
ليلي كانت من بين هؤلاء.. طفلة ترتدي تي شيرت وبنطلون.. ملامح سكنها الخوف.. نظرات حائرة.. تمشي في الشوارع علي غير هدي حتي غلبها الارهاق.. اضطرت لافتراش الرصيف بالقرب من ميدان الدقي.. ألقت بجسدها علي الأرض واستسلمت للنوم من فرط الارهاق.. تغلق عينا وتفتح الأخري!
فجأة.. تتوقف سيارة شرطة.. يهبط منها ضابطان العقيدان محمود عبدالله ورضا زوال مفتشا مباحث الأحداث.. يسترعي انتباههما المشهد الغريب.. يقتربان من الطفلة المستغرقة في النوم علي الرصيف بملابسها الرثة.. يسألانها عن اسمها وسبب وجودها في هذا المكان..!
_تبكي ليلي.. تحاول أن تحكي لكن الكلمات تأبي أن تخرج منها.. يستشعر الضابطان بخبرتهما ان هذه الدموع تخفي وراءها مأساة حزينة.. يصطحبانها الي مجمع التحرير وبالتحديد الدور رقم ..13 وقفت الطفلة ليلي أمام اللواء محمد نور مدير الادارة العامة لمباحث الأحداث ترتعش.. هدأ الضباط من روعها.. أجلسها مدير الادارة امامه وطلب لها عصير ليمون.. ارتشفته بشفتين مرتعشتين ثم قالت:
حكاية حزينة!
_كنت أعيش مع أبي وأمي وأخوتي حياة هادئة مستقرة. رغم كفاح أبي ليل نهار من أجلنا.. كانت أمي ترسلني لشراء طلبات واحتياجات المنزل.. يوم بعد يوم.. وجدت نفسي تحولت الي آنسة أكبر مني بعشر سنوات.. عيون الشباب المراهقين تطاردني في الذهاب والاياب.. يرموني بعبارات الغزل التي تلين أمامها الصخور.. كل هذه المحاولات اخترقتني.. هزمتني.. نقلتني الي عالم آخر قبل الآوان.. خاصة شاب يدعي ‘عماد’ _ 20 سنة _يعمل فرانا بالمنطقة التي أسكن بها.. لم ييأس من مطاردتي واثبات حبه لي.. رغم انني صغيرة علي هذه التجربة.. الا انه نجح في الحصول علي موعد غرامي.. داخل حديقة كبيرة كان أول لقاء غرامي في حياتي حضرت قبل موعدي معه.. كنت أشعر أن الدقائق تمشي كأنها ساعات.. كنت في شدة الشوق لرؤياه.. وهو كانت كلماته الغرامية تنزل علي كالسحر.. تأخذني من طفولتي.. وبراءتي.. وكل الدنيا من حولي.. تعددت لقاءاتنا.. كل مرة تزداد ارتباطا حتي أنه أعلن لي أنه يريد الزواج مني ويتقدم لأسرتي.. قلت له ‘بس أنا لسه صغيرة وفي أولي اعدادي’!
_لكن عماد أكد لي رغبته.. لحظتها أحسست بالفعل أنه كل شيء في حياتي.. وأنه من الصعب أن أجد انسان آخر يجلني مثله.. اعترفت له بحبي ومشاعري الساخنة.. ضمني الي صدره.. غبنا في قبلة طويلة.. لم ادر بعدها ماذا حدث؟!
_ تلتقط ليلي دموعها من عينيها ثم تكمل للواء محمد نور حكايتها:
_وعندما تأكدت انني وقعت في المحظور.. فكرت في ابلاغ أمي بما حدث.. لكن الشجاعة لم تطاوعني.. خفت.. الهرب من المنزل كان الحل الوحيد أمامي.. ربما وجدت في الشوارع المزدحمة بالبشر حلا لمشكلتي.. وسط الزحام تعرفت علي رجل طيب.. استمع لحكايتي.. رق قلبه لي.. اصطحبني الي شقة سيدة ثرية بمدينة نصر.. عملت عندها خادمة لمدة شهر.. عرفت خلاله طعم المر الحقيقي.. من سوء معاملتها وعدم ثقتها في.. كانت تغلق علي باب الشقة من الخارج اذا غادرت الشقة.. احسست انني أعيش داخل جدران سجن موحش وليس شقة فاخرة.. أول فرصة اتيحت لي لم أضيعها.. هربت من هذا الجحيم الي الشوارع مرة اخري.. هذه المرة اصطادني شاب في الثلاثين من عمره.. ذو لحية خفيفة في ميدان حدائق القبة.. استمع لحكايتي.. ثم وعدني انه سيلحقني بالعمل في محل كوافير.. ثم اصطحب معه الي شقته الخاصة الصغيرة بنفس المنطقة.. وداخل الشقة كشف عن وجهه القبيح.. افترسني بوحشية.. لم يرحم دموعي.. حبسني داخل منزله ثلاثة أيام كاملة.. كان خلالها يؤكد لي وعده بتدبير فرصة عمل شريفة أعيش من دخلها.. ولمزيد من الاطمئنان أكد لي انه سيتزوجني.. وبالفعل اصطحبني الي منزل والدته بحي الهرم.. وقدمني لها.. لكنها نهرته ورفضت طلبه.. وطردته من منزلها.. لحظتها شعرت أن الدنيا اسودت في وجهي وطردتني للأبد من عالم الأمان.. أحسست أنني أعيش في غابة مخيفة.. ضاعت فيها الرحمة وماتت الانسانية.. بكيت وهربت من هذا الكابوس للشارع مرة اخري.. ربما وجدت في نوم الأرصفة الأمان الذي فقدته في الناس!
مطاردة الذئاب!
انتهت حكاية ليلي.. يسألها مدير ادارة الأحداث:
أنت عارفة عناوين الولدين دول ياليلي؟!
_عارفاهم بالشكل بس!
يعقد اللواء محمد نور اجتماعا عاجلا مع العميدين محمود حسن مدير ادارة العمليات وفتحي غنيم مدير ادارة الترحيلات.. انتهي الي تكليفهما بالبحث عن الذئبين اللذين خدعا ليلي واغتصابها.. اصطحب الضباط ليلي في رحلة بحث داخل شوارع القاهرة والجيزة لمدة ثلاثة أيام.. حتي نجح ضباط مباحث الأحداث في القاء القبض علي عماد وابراهيم.. بمواجهتهما بحكاية ليلي يعترفان بجريمتهما البشعة.
يتم تحرير محضر بالواقعة.. ويتم احالتهما الي نيابة أحداث القاهرة.. وتولي معهما التحقيق خالد خاص مدير النيابة الذي قرر حبس المتهمين علي ذمة التحقيق بتهمة اغتصاب ليلي.. بينما قرر ايداع ليلي دور التربية بالجيزة لمدة اسبوع ثم تسليمها لولي امرها بعد أخذ التعهد اللازم عليه برعايتها وحسن معاملتها.
بعد اسبوع.. يتم استدعاء والد ليلي.. هرع الأب وزوجته الي دور التربية بالجيزة كأنهما ركبا صاروخا.. بمجرد أن شاهدا ليلي..اندفعا نحوها كالسهم.. يتنافسان لضمها الي صدرهما.. اختلطت دموع الأب والأم وليلي.. وهما يؤكدان لها انهما لن يتركاها ابدا بعد اليوم.. بينما كانت هناك دموع تلمع ترقبهما علي بعد خطوة واحدة.. كانت دموع ضباط مباحث الأحداث.. الذين حرصوا علي اسداء النصح الي ليلي وهي تغادر مبني الدور بصحبة والديها عائدة الي منزل اسرتها:
اوعي تهربي تاني وتعملي كده؟!
_توبة.. والف توبة.. انصح كل البنات ان تستفيد من تجربتي.. ولا تهربن من منزل اسرهن مهما كانت الأسباب.
تقبلو تحياتي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**&ساندرا&**