أيـا مـمالـك الــسماء أدخـلـينا ولا تمـنـعي القـلـب الحزيـــنا
مـتـيـمــاً كـأن الــجـرح فــيـه من الـهـوى تقـطـيع سكــيـــنا
صـال في الدنيـــا وجال حتى نـصبـت نجـمة منـك له كمينا
أمهـا الشمـس والقـمر والدها والدر عيناها والفوح ياسمينا
أطـربتـه من صوتها ترانيمــاً وتـلت عـليه صلاة الموقنيــنا
بـخـشــوع فجـر الصخر منه أنـهاراً حمـلت الـماء المـزينا
صــفـاء مــاءٍ مـبـرءٍ وعـذبٍ يحمـل الكـدر والطـين حـيــنا
جـاءت مـن الـنـــور وكـأنـها غطـت بنـورها وجـه اللجـينا
نـزلـت إلـى الدنـيـا فـأصابـت بســهم لحظها الشعـور الدفينا
مـن عـالـمٍ أبيـضٍ لا سوء فيه ولا ذميـــماً كان ولا حسيـــنا
تـسكـعـتْ ببـخنـقٍ في رأسـها يجنـن عقـل ذا اللب الحصينا
حـدثـتـها حـديـثـاً كان عـابـراً بكـلامٍ يحــمل الغــث السـمينا
ســألـتـها عن الـذي في بالـها وما الذي إن كـان فيها رزينا
سـألـت عـنـي الـنجــوم لأنـها هي والنجــوم كواكب صفـينا
أخبرتـها الـنـجـوم عني مناقب لـكـنها أجفـلـتها مـن أن تـلـينا
وتـبخترت على جراحي تكبرا عـل الجـراح إذا وقعـن شفـينا
يـا خـدناً اسـتحـوذتـنـي بلـطفٍ مـني عـلي وأزهـري تـشرينا
فـما كـان ذاك الـربـيع فـيه زهـوراً نـرجـساً نسـريناً
ومـا كـان يـوم الـتقـينا مـبهـجاً بـل كـان أحـــلى مـلتـقى فـينا
ولـقد ذكـرتـها حـيـن اشـرأبت نحـو السـماء تـقـِّـلب الـسنـينا
ولا السـنيـن تحكي ولا النجوم عــما اعـتراني شـوقا وحنـينا
فأنا الفارس الطر الذي عرفتِه أُدلج البهـيم وأُســرح الـتبيـينا
مـا شــق لـي من قـبـلـها غبارٌ أســداً شجـاعاً مــارداً تـنــينا
إن الـبسـالـة فـي دمـي ولـدت ولا أهاب في الهـوى المــنونا
كــل الـدماثـة عــندي ابـتدأت لـكنـني عـند الـفـراق جــنونا
قد كـان عـندي فـراسـةً ونهى إن وُزنـا طـيّشـا الـمـوازيــنا
وضــاعا في هـــواها وليتني قـد صـرت مـن بعـدها لسـينا
نبض الفؤاد من الفراق واقف ونـقش حبها لن تمحه السـنينا
ربـاه إن جـئـت بابـك راجــياً وداعـيـاً أن أنـسـني الـحـنيـنا
وناسـكاً يا رب زاهداً متبـتلاً يـرجوا العظـيم المالك المتينا
فـــلا تــردنــي يــا رب إنـي عبدك المبتور مفـجـعاً ومهينا