التصنيفات
منقولات أدبية

أهلوك أهلي ياديار

( إلى كل الذين طحنت رحى الغربة حشاشتهم )
خَتَـمَ الـذهـولُ فـمـي وشــلَّ صَـوابي
لــمّــا نَـزلــتُ الـحَـيَّ بـعـدَ غِــيـاب ِ

لَـعِـبَ الهُـيـامُ بـمعـزفي فـتـنـاغَـمَـتْ
قُـبَـلُ الـلــقـاء ِ ولـوعَـة ُ الـتِّـغـــراب ِ

فَـبِـمَـنْ سـأبـتـدئ الـعِــنــاق َ مُـقَـبِّـلا ً
أحــداقَــه ُ… وجــمـيـعُـهـمْ أحـبـابـي ؟

وبـأيِّ دار ٍ أســتـريـحُ … وكــلُّـهـــا
فـاءتْ عـلـيَّ بـأعْــذب ِ الأطــيــاب ِ ؟

نـامَـتْ بـأحـداقـي زهـورُ ريـاضِـهـا
وتَـكـحَّــلــتْ بــتُـرابِـهـــا أهـــدابــي

أهـلـوك ِ أهـلي يـا ديـارُ وإنْ مضـتْ
بـسـفـينـتي عـنـهـم ضِـفـافُ سَــراب ِ

أهـلـوك ِ أهـلي يا ديـارُ .. فــمـاؤهـمْ
خـمـري .. وصِـدقُ ودادِهـم أكـوابي

لا ضاحَكَـتْـني ـ ما حَيَـيْـتُ ـ مَـسَـرَّة ٌ
لــو كـنـتُ أنــسـى لـيـلـة ً أصـحـابـي

ويَـمَـسُّــني ـ لــو مَـسَّ هَــودَجَ حُـرَّة ٍ
فـي آخـر ِ الـدنـيـا ـ رذاذ ُ مَــصــاب ِ

فـعـسى يَــسـاري لا تـقـومُ شـهــيـدة ً
وعـسـى يـمـيـني تــزدهـي بـكـتـابي

إنْ كـان لـلـمـجـنـون ِ فــي أشــواقِـه ِ
سَــبَـبٌ ـ ولا لــوم ٌ ـ فـلـيْ أسْــبـابـي :

مـن هـاهـنا مَــرَّتْ عـلـيَّ سَــحـابـة ٌ
يــومــا ً فـطـرَّزَت ِ الـورودُ يَـبـابـي

وهـنا اصْـطبَحـتُ بضحكة ٍ قُـزَحِـيَّـة ٍ
وهـنـا اغْـتَبَقْـتُ بسـلسـبـيـل ِ رضـاب ِ

لا زالَ ـ مـن دهــر ٍـ شــذا أنـفـاسِـهـا
بــفـمـي يُـبَـلِّــلُ بالــنـدى أعْـشــابــي

لا زلـتُ أذكـرُ ـ رغـم َدهــر ٍـ لـيـلـة ً
شــــتـويَّـة ً مـزحـومـة ً بِــسَــحـــاب ِ

زخَّـتْ.. وأطـلـقـت ِ الهـديـل َ حَمامة ٌ
ورقــاءُ بـيـن خــمـيــلـة ِ الــلــبــلاب ِ

فَـهَـمَـسْـتُ في مـكر ٍ: خـذيـني أيـكـة ً
لِـهَـديـلـك ِ الـمِـغـنـاج ِ فـهـو طِـلابـي

فـاحْـمَـرَّ تُـفّـاحُ الـخـدود ِ.. وداعَـبَـتْ
بـمـياسِـم ِ الشـفـتـيـن ِ طرْفَ حِـجـاب ِ

غـافـلـتُهـا .. ولـثـمْـتُ زنـبـقَ خَـدِّهــا
وهـمَـمْتُ بالأخـرى لأطـفـئَ مـا بيْ

فـتَعَـثَّـرَتْ بيْ .. فارتبَكتُ .. وراعَـني
خـطـوٌ .. ونـظــرة ُ عـابـِـر ٍ مُـرتـاب ِ

فاسْـتودَعَــتْـني من حـريـر ِ ضفـيـرة ٍ
خُـصَـلا ً.. ومـنـديلا ً.. وزهـرَ روابي
يـا جَـمْـرُ : لا تـشـمـتْ لأنَّ حـدائـقـي
يَـبُـسَــتْ وقـد أبـلـى الـزمــانُ ثِـيـابــي !

لا زالَ خَلـفَ دُجى الخريف ِوصَخـرهِ
بُـسْــتـانُ أقــمـار ٍ.. ونـهــرُ شَــــبـاب ِ

صِـنْـتُ الكـثـيـرَ .. فهل أخونُ قـلـيـلـهُ
عــمـري .. فـأبْـدِلُ لـعــنــة ً بــثــواب ِ ؟

زعَــمَــتْ مَــوائــدُ لــذَّة ٍ وحْــشِـــيَّــة ٍ
أني أضَـعـتُ غـدي بـعِـشْــق ِ تُــراب ِ

ولسـوفَ أقطفُ من قريب ِ غـصونها
وردا ً .. وأصــنـافـا ً مـن الأعــنــاب

شَـبَّـتْ عـلى مـاء الـجَـبـيـن ِ أزاهـري
وعـلـى الــنـدى لا رغــوة ِ الأنـخـاب ِ

أحْـسـو الـلـهـيـبَ الـمُـرَّ مُـبْـتَرِدا بـمـا
في القـلـب ِ من سـعي ٍ لحـسْـن ِ مَثاب ِ

جـيـلانِ في الأشـواقِ .. دون أحِـبَّـتـي
لـيـلـي .. ولا طـرَقَ الـضُّحى أبـوابـي

يا لـلحنين ِ الصَّعـبِ.. شخـتُ ولم يزلْ
طـفـلا ً عَــنـيـدَ الـطبع ِ لـيـس يُحـابي

لـولا اشـتـيـاقـي لـلـديـار وأهــلــهــا
ما كـان مـذبـوحَ الـسـطـور ِ كـتـابـي
للشـــاعـر / يحيــى السمــاوي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.