التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

كم كان يحفظ خالد بن الوليد من القرآن اسلاميات

خالد بن الوليد رضي الله عنه فارس الإسلام ، وسيف الله المسلول على أعدائه ، صاحب الفتوح العظيمة ، والمواقف الكبيرة في المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي ، تحلى بالشجاعة والقوة والبأس على الأعداء ، حتى كُسر يوم مؤتة في يده تسعة أسياف ، كما روى ذلك البخاري في صحيحه .

وكان يحب الجهاد حبا عظيما ، نصرةً لدين الله ، وإرغاماً لقوى الشر والكفر والطغيان ، فشغله الجهاد عن كل مشاغل الدنيا ، حتى كان يقول رضي الله عنه : (ما مِنْ ليلةٍ يُهدى إليَّ فيه عروسٌ أنا لها مُحِبّ أحبُّ إليَّ مِن ليلة شديدةِ البرد ، كثيرة الجليد ، في سريَّةٍ أصبِّحُ فيها العَدُوَّ) . رواه أبو يعلى .

وكان من كلامه رضي الله عنه في ساعة الاحتضار : لقد طلبت القتل في مظانّه فلم يُقدَّر لي إلا أن أموت على فراشي ، وما من عملي شيءٌ أرجى عندي بعد أن لا إله إلا الله من ليلة بِتُّها وأنا متترِّس ، والسماء تُهلُّني تمطر إلى الصبح حتى نُغير على الكفار .

ثم قال : إِذا أنا متّ فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه عُدّةً في سبيل الله .

فلما توفي خرج عمر رضي الله عنه إلى جنازته فقال : ما على نساء آل الوليد أن يسفحن على خالد دموعهن ما لم يكن نقعاً أو لقلقة .

وكان حبه وانشغاله بهذه العبادة العظيمة (الجهاد في سبيل الله) قد أشغله عن عبادات أخرى كرواية الحديث ، وحفظ القرآن الكريم .

حتى قال رضي الله عنه : (لقد منعني كثيراً من القراءة الجهادُ في سبيل الله) رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (4/214)، وأبو يعلى في " المسند " (13/111)، والإمام أحمد كما في " فضائل الصحابة " (2/814) وأبو عبيد القاسم بن سلام في " فضائل القرآن " (رقم/254) جميعهم من طريق قيس بن أبي حازم قال : سمعت خالدا يقول: ..فذكره ، وصححه الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " (4/277)، والهيثمي في " مجمع الزوائد " (9/353) .

وهو انشغال ليس بالمذموم بل انشغال أنار التاريخ الإسلامي كله ، وعبق الحضارة العالمية بأنوار الإسلام التي حاول طمسها الطغاة الكافرون ، فليس في هذا ما يُذم ، فـ "كلٌّ مُيَسرٌ لما خُلق له" فقد كان من الصحابة : العلماء والفقهاء ، والقضاة ، والشجعان ، والمجاهدون ، والمتصدقون ، والعُبَّاد … على حسب تنوع قدرات الناس وما حباهم الله به .

وليس من الحكمة أن يترك الإنسان ما يحسنه ويتقنه ويبرع فيه إلى عمل يكون فيه مثل غيره ، أو أقل ، ولا يبرع فيه .

ولا يعني كلامه رضي الله عنه السابق أنه لم يكن يحفظ سوى سور ثلاث ، كما ذُكر في السؤال، ولكن يعني أنه لم يكن كحفاظ الصحابة وعلمائهم كعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم ، بدليل أنه قال : (منعني كثيرا من القراءة) ، ولم يقل : (منعني القراءة) ، فالجهاد شغله عن الإكثار من القراءة ، وليس عن القراءة كلها .

ولكن إثارة مثل هذه الشبهات والطعون في خالد رضي الله عنه قد يكون الحامل عليها أن خالداً كان سيفا مصلتا على الأصنام والطواغيت ، فتجد أعداء الإسلام اليوم جادين في الطعن في شخصيته ، ومحاولة طمس آثارها ومعالمها ، ولا يعلمون أن سيفا سله الله على الكفار لا يغمد أبدا ، وأن هذا القائد العظيم غدا رمزا من رموز الشجاعة والقيادة والحنكة الحربية ، وهكذا كان الرجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم ، منارات للعمل والتضحية وبناء الأمم والقيم والأخلاق.

منقول للنفع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.