التصنيفات
خواطر وعذب الكلام

في لحظة وداع خاطرة جميلة


أردت ذات يوم أن أعتزل مدن
السطور وأختفي ردحا من الزمن عن أعين الورق
بعد أن ضقت ذرعا بضجيج المواجع المزدحمه على أبواب القلب وعتبات الفؤاد
تروم الخروج من معاقلها
وتبحث جاهده عن متنفس البوح بعيدا عن سجون الكظم وحيطان الطئ
حزمت أمتعة الأنشغال بذاتي عن ذاتي وحملت مؤنة السفر الي بلاد التناسي ومطلبات البقاء في بلاد الأغتراب النفسي
ودعت الأقربون من أوراقي وعانقت الأخلاء من أشيائي الخاصة التى تعرفت عليها عبر مراحل الذكرى الماضيه وأثناء زمن الحلم الجميل
وعلى مراسي الوداع الأخير
وفي محطات العبور نحو الأختفاء
نظرت الي قلمي المركون
في جيب معطفي
يرتقب بصمت خطوات أعتزالي
ومشهد الفصل الأخير
من رواية الود الأبدى الذي
نشئ بينا نحن الإصدقاء الثلاثه
أنا المسجون في جسد الأنا
٠وقلم نازفا بدماء شجني
وقرطاس يحوى حزني
جمعتنا يد القدر
وهاهي يد القدر ذاتها
تفرقنا عن بعض
فهانحن كغيرنا ممن جمعتهم ظروف الحياة ومجريات الواقع
يكافحون بصمت معترك الشعور و يجالدون بصبر نصب السفر في دروب التعبير
يعيشون اللحظة باحساس القلب الواحد
ويحيون الحياه بوجهيها
أحيانايستمتعون سويا بظلال البوح الشجي ويتنزهون معا بين رياض الغرام وحدائق المراسلات الغرامية
يشتمون عبير الحب المكنون في عطفاتها
ويرتشفون شذا الشوق النافح من كلماتها
يرتوى القلم من فيض القلب وتكتسي أراضي الورق بسندس الحروف الخضراء بعد هطل العين بدموع الفرح في ساعة أختلاء النفس باحلامها وقرب إنتهاء مدة الفاصل الزمني الذي يفصل القلب العاشق عن معشوقته السحرية
وقد سراء بهم الخيال بعيدا عن حدود الواقع ٠
وهدت الأماني حواجز الواقع واسوار الحال
فأوشك العاشق أن يحمل معشوقته بين ذراعيه ليرحل بها على بساط اللا إحساس نحو جزر واق الواق وبلاد السعادة الأبدية
بعد أن سولت له أفكاره بحصول المرام وتحقق الأماني وقد وضع الخيال خاتم سليمان في بنصره وفانوس علاء الدين بين أنامله يفركهما أنى شاء ويدعكهما متى أراد
ليخرج ساكنيها يلفهما دخان العنفوان يلبيان له طلباته وينفذان له أمانيه
هكذا ترسم له تخيلاته مجريات القادم في لحظه سكر وساعة نشوة نتيجة أرتشاف محياه لخمر ريق طيفها وتجرع أوردته نخبا من رضاب محيا خيالها
في جلسه سمر لا حقيقية جمعتهما تحت سقف السماء وفوق فراش التمني ………..
و أحيانا أخرى يأخذهم الخيال
بعكس أتجاه ما مضى
فيلج بهم في معترك الممكن واللا ممكن
وحرب يا ترى و هل ترى
وما يجرى أذا جرى٠
فترتعش حركات القلم من أرتعاد فرائصى في لحظة تخوف مرعبه من بشاعة ماقد تحمله ملامح الوجه الأخر للزمن

أذا تبدلت أبتسامات القدر بعبوس وجه الأمر المحتوم
وخالف ذاك المارد أوامر قلبي وأنطلق بمن على أكتافه نحو مثلث برمودا وجزر الضياع
وتاهت سندرلا عن درب فارس أحلامها
وأنهت شهرزاد قصتها في لحظة ادراك الصباح لها ولم يتبقى في القصة ما ينتظره شهريار وما يشتاق لسماعه في الليل القادم
وفشلت خططها وخابت أمانيها باستدراجه ومراوغته حتى أنصرام زمن حملها فيجهز عليها كسابقاتها من نحسات الحظ …
فينتقل الفكر الي يعيش
لحظة الشنق وساعة الأعدام فيعيش القلب الحدث بتفاصيله وتتجسد صور الخيال في ثياب الحقيقه
فيحزن الفواد وتدمع العين بهطل أجاج لا يروى العطش ولا ينبت الزرع فتشهد أرض الورق لحضات قحط وساعات عجف
ويتوقف جريان القلم بعد أن أصبح ماء العيون غورا من شدة البكاء وكثرة الذرف
مابين دمع فرح عذب فرات ودمع حزن مالح أجاج
تجرى بنا عجلة الحياة في عصر الإختلاء بالنفس نحيا سنين الوجد ونعيش مواسم الهيام ….
أطلت النظر الي قلمي القابع بحزن بجيبي ومددت يدي اليه
وأناملي ترتعش من هول ما أنوي فعله
فها أنا ذا أمد يدي الي روح قلمي
أستلها من مستقرها ومكان خلودها بين أناملي
لاركنها في درج الهجر
وأدفنها في لحد الأرشيف
ولكن نفسي تأبى الأنصياع لذاتي وتعجر أناملي عن طاعة قلبي فتحتظنه في شوق
وتكتنفه في صمت وتمضي به الي حيث يطيب له المقام
ليخط شيئا مما دار بيننا
هنا على رمال هذه السطور ……

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.