زيت السمك.. دواء فعال للسيطرة على دهون الدم
كثيرة هي اكتشافات الإنسان ولكنها مهما كثرت تظل قليلة مقارنة بما يوجد بالطبيعة، التي خلقها الله عز وجل، فالتنوع الموجود بالطبيعة يجعلنا نقف حائرين أمام كل اكتشاف يصبح حقيقة علمية مبرهنة.
ولعله من الغريب أن تكون بعض الدسم الحيوانية هي التي تسبب في ارتفاع الكولسترول داخل جسم الإنسان وتسبب السمنة ولكن بعضها الآخر يساهم في خفض نسبة الكولسترول ويساهم أيضا في الحفاظ على وزن جسم الإنسان كالروب والحليب وأبعد من ذلك تذهب الدهون للحفاظ على صحة جسم الإنسان والحفاظ على صحة الجهاز الدوري والقلب وتمنع ترسب الكولسترول والدهون على جدران الأوعية الدموية والتاجية وأيضا تساهم في خفض نسبة الدهون الثلاثية والكولسترول داخل الدم لنسبة تصل إلى 40% وتساهم أيضا في خفض ضغط الدم كزيت السمك ودهن السمك.
الدهن في السمك:
يتميز الدهن في السمك بغناه بنوعين من الحموض الدهنية اللامشبعة وهما حمض إيكوزابنتانويك وحمض دوكوزاهكسانويك، ولهذين الحمضين خاصية أساسية في خفض مستوى الدهن في الدم مما يجعلها تقي من تصلب الشرايين. وكل 100 غرام من السمك الدهني يعطي 200 سعرة حرارية (كالوري) من الطاقة و1-21 غرام من الحموض الدهنية الهامة في السمك، وينفع دهن السمك في حالة آلام المفاصل، ويقوي الغريزة ويفيد الجهاز البولي فيستخدم في حالات عسر التبول وبعض أمراض الكلى ويفيد دهن السمك وزيته الظهر بحيث يدهن به اسفل فقرات الظهر والخواصر.
وقديما كان يستعمل لتفتيت الحصى البولية وحصاة المرارة بحيث كان الأطباء القدماء يصفونه بشرب 200 مل مع مدر للبول وكانوا يعتبرونه نافعا للعلاج من حالات عسر البول منفعة عجيبة ويحلل الأورام الحادة وينفع المصابين باليرقان.
زيت السمك دواء فعال للسيطرة على دهون الدم:
رغم أن الدهن عدو الإنسان إلا أنه يحتاجه بكميات معقولة في غذائه ليتجنب نقص الفيتامينات الذوابة في الدهون أ والفيتامين د وبعض الأحماض الدهنية الأساسية، والكوليسترول مادة دهنية تتواجد في كل الخلايا ودماء الحيوان والإنسان.
والكوليسترول عنصر أساسي في التركيب الكيميائي لأجسامنا وله نوعان
النوع الضار : يسمى كوليسترول الدسم البروتينية ذات التركيز المنخفض LDL الذي يترسب في الشرايين ويؤدي إلى تضيقها وبالتالي يسبب احتشاء القلب.
النوع المفيد : ويسمى كوليسترول الدسم البروتيني ذي التركيز المرتفع HDL (high densito liproten) الذي يخلص الجسم من النوع الضار.
وزيت السمك دواء فعال في السيطرة على دهون الدم، حيث إن هذه الدهون تبقى منخفضة طالما استمر المريض يتناول زيت السمك الذي لا يفقد فعاليته وتأثيره بمرور الأيام.
والمصابين بارتفاع في غليسريدات الدم التي هي عبارة عن أحد أنواع دسم الدم، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض شرايين القلب وزيادة تخثر الدم، لكن تناول زيت السمك يخفض مستوى هذه الغليسريدات الثلاثية في الدم بمقدار يتراوح بين (25%-40%) كما أنه يخفض أخطر أنواع دهون الدم وهو (V. L. D . L) الذي يحمل الغليسريدات الثلاثية أثناء تجوالها في الدم.
زيت السمك يفيد مرضى القلب:
وتناول زيت السمك يؤدي إلى الإقلال من تشكيل الخثرات (الجلطات) في شرايين الجسم ويؤدي إلى إطالة عمر النزف ونقص لزوجة الدم، وذلك بزيادة مرونة الكريات الحمراء وقدرتها على تغيير شكلها، دون أن تسبب إعاقة في جريان الدم وحدوث الجلطة، كما أن زيت السمك يقلل ويخفض من تراكم الصفيحات الدموية التي تسبب الخثرات والجلطات وبالتالي يمنع من حدوث الخثرات والانسدادات في الشرايين، وتشكل عصيدة (لطاخة) شريانية بسبب ترسب الكوليسترول.
والألياف والصفيحات الدموية تسبب تضيقا في الشرايين وتكثر الوفيات في أمراض شرايين القلب عند الذين لم يتناولوا السمك، وتكون منخفضة عند الذين يأكلونه، حيث إنه عند تناول وجبتين من السمك في الأسبوع تقي من جلطة (احتشاء) القلب، وتناول زيت السمك يؤدي إلى نقص عدد النوبات (الذبحة الصدرية المؤلمة) وذلك عن طريق تغيير لزوجة الدم، أو نقص في ميل الصفيحات الدموية للتجلط، وإذا تناول الشخص 3 أونصات من السمك الأسقمري يوميا لمدة طويلة يخفض ضغط الدم بحوالي 7% أي يخفض ضغط الدم عن المستوى الذي قد يحتاج تناول الأدوية.
إن إعطاء زيت السمك يؤدي لتحسن واضح للمصابين باضطراب في الأوعية الدموية (ظاهرة رينو) الذي يحدث نتيجة للجو البارد، فتصاب الشرايين الدقيقة في أطراف اصابع القدمين بالتشنج الفجائي مما يؤدي لتوقف ترويتها بالدم وتصبح شاحبة اللون،
ومن خلال تأثيره على غشاء الكرية الحمراء إلى تأثيره المريع للشرايين لاحتوائه على مادة بروستاسيكلين ،3 وهي مادة موسعة للأوعية الدموية، ويتم إنتاجها من الحمض الدهني EPA الموجود في زيت السمك.
إن زيت السمك فعال في علاج داء الشقيقة لأن إعطاء المريض كبسولتين من زيت السمك يوميا ولمدة ستة أسابيع يؤدي إلى خفض عدد نوبات الشقيقة، ويكون الصداع أقل شدة وذلك عن طريق توسيع الشرايين وإقلاله من تجمع الصفيحات الدموية.
استعمال الأسماك في علاج الأمراض قديما:
أصناف السمك كثيرة وأجوده مالذ طعمه وطاب ريحه، وكان في ماء عذب جار، ويتغذى على النباتات لا على الأقذار، وأجود ما في لحم السمك ما قرب من مؤخرتها، وهو يخصب الجسم، ويزيد في السائل المنوي، ويهدئ الأعصاب ويفيد الجهاز العصبي بعدة طرق، والسمك المتناول طريا أو طازجا يلين الأمعاء، والسمك المملح يصفي قصبة الرئة ويجود نوعية الصوت، وإذا دق ووضع من خارج الجسم نجده فعالا في إخراج الفضلات من عمق الجسم وذلك بسبب خواصه الفيزيائية والكيميائية، ويفيد في حالات تقرح الأمعاء.
السمك الطري : مولد للبلغم المائي، مرخ للأعصاب، ومفيد في معالجة الأجفان المصابة بالجرب.
الرعاد : نوع من السمك الحي إذا قرب من رأس المصدوع أخدره عن الحس بالصداع.
الجري الطري : ينقي الرئة ويصفي الصوت.
لحم السمك البني : إذا استعمل مالحا نفع من نهشة الأفعى، وإذا خمد نفع من عضة الكلب.
السرطعان النهري : رماده جيد لتشقق الرجلين من البرد ورماده يعد من أدوية البهاق والكلف، ويحلل الأورام إذا وضع عليها، ولحمه ينفع من سم العقارب.
السرطعان البحري : رماده يجلو الأسنان، ويذهب الكلف والنمش، ويجفف رماده القروح، وينفع من الجرب، ويمنع إدماع العين، ويجلو العين جيدا.
المقادير التي تؤخذ من السمك أو زيته:
لا شك أن أفضل غذاء هو الطبيعي، لذا ينصح بتناول الأسماك كي يحصل المرء على زيت السمك بشكل طبيعي، لكن هناك من لا يستطيعون تناول كميات كافية من السمك لسبب أو لآخر.
يجب ان نعلم ان السمك يحصل على ما يحتاج إليه في صناعة الحمضين الدهنيين المفيدين DHA EPA من تناوله لعضويات مجهرية نباتية أو حيوانية تطوف على الماء تدعى العوالق (plankton) وهذا يعني أن السمك المربى صناعيا على فول الصويا أو حبوب اخرى فقير بزيت السمك لانه لا يعتمد على العوالق، وبصفة عامة نجد أن السمك البحري أفضل انواع السمك وأغناها بزيت السمك وهذا ما يتوفر طبيعيا في الإمارات بينما نجده نادرا في دول عديدة أخرى.
أنواع الأسماك:
أسماك هزيلة : تناسب الكهول ومن يشكون من ضعف معدي وتعتبر أسهل هضما وتحتوي على أقل من 3% دهون مثل سمك الشبوط وموسى والبوري
وأسماك مدهنة : تحتوي على أكثر من 8% دهون مثل سمك السلمون والتراطون، ومن مواد دهنية في الأسماك تكون سائلة وتحتوي على (50%-60%) دهون ومواد فسفوريه هامة لجسم الإنسان وأحيانا فيتامينات قابلة للذوبان في الماء.
المواد الغذائية في لحم السمك:
وتحتوي الأسماك على 22 ملغ فوسفور لكل 100 غرام وسطيا وتحتوي على الكالسيوم بحدود 30 ملغ لكل 100 غرام وتحتوي على المغنيز 23 ملغ لكل 100 غرام وتحتوي على بروتين 20 % وتوجد في الأسماك عناصر معدنية بنسب أقل مثل الكبريت والحديد والنحاس واليود والمغنيز والتوتياء
وتوجد عناصر ثانوية مثل الفيتامينات (ك، ب،12 ب،6 ب،1 ب،2 ي، د، أ، سي، وحمض البانتوثينيك المهم للجسم).
:110103_billiard_prv