مســـــــــــاء الجوري
أعاننا الله على صيامه وقيامه وجعلنا ربي من العتقاء من النار
ورزقنا ربي جميعاً قيام ليلة القدر إيماناً وإحتساباً برحمته وهو أرحم الراحمين ….
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(أُعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة من الأمم قبلها خلوف فم
الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ويزين الله كل يوم جنته ويقول :
يوشك عبادي الصالحون أن يُلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك وتصفد فيه مردةُ الشياطين فلا
يخلصون إلى ماكانوا يخلصون إليه في غيره ويُغفرٌ لهم في آخر ليلة ، قيل يارسول الله أهي ليلةُ القدر؟قال :
لا ولكن العامل أنما يُوَفَّى أجره إذا قضى عمله )رواه الإمام أحمد
هذه الخصال إدخرها الله جل جلاله وخص بها المسلمون والمسلمات من بين سائر الأمم
ومنَّ علينا ليتمم علينا النعم ؛ من فضله منه وكرمه …ونعم الله كثيرة لاتعد ولاتحصى …
قال الله تعالى :-
(وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) (34) الرعد
{{ الخصلة الأولى }}
أن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك والخلوف تغير رائحة الفم عند خلو المعدة من الطعام
وهي رائحة مستكرهة عند الناس لكنها عند الله أطيب من رائحة المسك لأنها ناشئة عن عبادة الله وطاعته
وكل ما نشأ عن عبادة الله وطاعته فهو محبوب عنده ألا ترون الشهيد الذي قتل في سبيل الله يريد أن تكون
كلمة الله هي العليا يأتي يوم القيامة وجرحه يثعب دما لونه لون الدم وريحه ريح المسك وفي الحج يباهي
الله بنا الملائكة بأهل الموقف فيقول " انظروا عبادي هؤلاء جاؤوني شعثا غبرا "راواه ابن حبان في صحيحه
وإنما كان الشعث محبوبا عند الله في هذا الموطن لأنه ناشئ عن طاعة الله باجتناب محظورات الإحرام وترك
الترفه
{{ الخصلة الثانية }}
أن الملائكة تستغفر لهم حتى يفطروا والملائكة عباد مكرمون عند الله
قال الله تعالى :-
{ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } (6) التحريم
فهم جديرون بأن يستجيب الله دعاءهم للصائمين حيث أذن لهم به وإنما أذن الله لهم بالاستغفار للصائمين
من هذه الأمة تنويها بشأنهم ورفعة لذكرهم وبياناً لفضيلة صومهم
والإستغفار: طلب المغفرة وهي ستر الذنوب في الدنيا والآخرة والتجاوز عنهم وهي من أعلى المطالب
وأسمى الغايات فكل بني آدم خطاؤون مسرفون على أنفسهم ؛؛؛
كما قال صلى الله عليه وسلم :-
{{ كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون }} رواه الترمذي
{{ الخصلة الثالثة }}
أن الله يزين كل يوم جنته ويقول : ( يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا
إليك ) فيزين الله تعالى جنته تهيئة لعبادة الصالحين وترغيبا لهم في الوصول إليها ويقول :- { يوشك
عبادي ……} المؤونة يعني مؤونة الدنيا وتعبها وأذاها ويشمروا إلى الأعمال الصالحة التي فيها سعادتهم
في الدنيا والآخرة والوصول إلى دار السلام والكرامة …
{{ الخصلة الرابعة ْ}}
أن مردة الشياطين يصفدون بالسلاسل والأغلال فلا يصلون إلى مايريدون من عباد الله الصالحين من
الإضلال عن الحق والتثبيط عن الخير وهذا معونة الله لهم أن حبس عنهم عدوهم الذي يدعو حزبه ليكونوا
من أصحاب السعير ولذلك تجد عند الصالحين من الرغبة في الخير والعزوف عن الشر في هذا الشهر أكثر
من غيره
{{ الخصلة الخامسة }}
تفضل سبحانه على عباده بهذا لأجر من وجوه ثلاثة :
الوجه الأول :-
أنه شرع لهم من الأعمال الصالحة مايكون سببا لمغفرة ذنوبهم ورفعة لدرجاتهم
الوجه الثاني :-
أنه وفقهم للعمل الصالح وقد تركه كثير من الناس ولولا معونة الله وتوفيقه ماقاموا به فلله الفضل والمنه
بذلك قال الله تعالى :-
{ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ
لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (17) الحجرات
الوجه الثالث :-
أنه تفضل بالأجر الكثير الحسنه بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة فالفضل من الله بالعمل
والثواب عليه والحمدلله رب العالمين ….
؛؛؛***؛؛؛***؛؛؛***؛؛؛***؛؛؛***؛؛؛***؛؛؛؛
إن بلوغ رمضان نعمة كبيرة على من بلغه وقام بحقه بالرجوع إلى ربه من
معصيته إلى طاعته ومن الغفله عنه إلى ذكره ومن البعد عنه إلى الإنابة إليه ؛ الحمد لله الذي بلغنا رمضان
اللهم اعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ونحن نرفل بالصحة والعافية والحياة السعيدة والعمل الصالح …
مقتصفات من كتاب مجالس شهر رمضان للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
نفع الله به …
قبلاتي:050103hrm_prv: