السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البصر في العواقب
من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها ، نال خيرها ، و نجا من شرها .
و من لم ير العواقب غلب عليه الحسن ، فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة ،
و بالنصب ما رجا منه الراحه .
و بيان هذا في المستقبل ، يتبين بذكر الماضي ، و هو أنك لا تخلو ،
أن تكون عصيت الله في عمرك ، أو أطعته . فأين لذة معصيتك ؟
و أين تعب طاعتك ؟ هيهات رحل كل بما فيه !
فليت الذنوب إذ تخلت خلت !
و أزيدك في هذا بياناً مثل ساعة الموت ، و انظر إلى مرارة الحسرات على التفريط ،
و لا أقول كيف تغلب حلاوة اللذات ، لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلا ،
فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم ، أتراك ماعلمت أن الأمر بعواقبه ؟ فراقب العواقب تسلم ،
و لا تمل مع هوى الحسن فتندم .
من كتاب صيدُ الخاطر
تأليف
أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي