التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصص حب الانبياء بزوجاتهم … قصص روعة – شريعة اسلامية

السلام عليكم
صباح / مساء الورد

قصص حب الأنبياء بزوجاتهم
قصص روووعة
اتمنى نستفيد منها
ونجعلهم قدوة لنا
***
**
*
آدم وحواء

الحديث الشريف يذكر أن آدم حين دخل الجنة استوحش وحدته في جنة الله والتي كل منا يعمل لينال رضى الله فتكون هذه سكنه وجزاء عمله .. ورغم ذلك الا انا آدم لم يهنا بالعيش وحيدا شعر أنه محتاج لحواء،وهذا الكلام ليس من الخيال لكنه من حديث النبي صلى الله عليه وسلم فبينما هو نائم اذ خلق الله من ضلعه حواء. فاستيقظ فرآها بجواره

قال: من أنت؟؟..
قالت: امرأة
قال: ما اسمك؟؟
قالت: حواء
قال: ولما خلقت؟؟
قالت: لتسكن الي..

وروي ان الملائكة سألت آدم عليه السلام :

قالت : أتحبها ياآدم ؟
قال : نعم
قالوا لحواء: أتحبينه ياحواء
قالت : لا
وكان في قلبها اضعاف مافي قلبه من حبه.
فقالوا : فلو صدقت أمرأة في حبها لزوجها لصدقت حواء..

وتحكي الآثار وقصص السابقين..أن آدم نزل بالهند وحواء بجده..
ويقال أن آدم ظل يبحث عن حواء حتى التقيا عند جبل عرفات ولو انتبهتم أن عرفات
أقرب الى جده وبعيده جداً عن الهند , فسبحان الله آدم هو الذي تعب جداً وظل يبحث عن حواء كثيراً حتى وصل إليها وكانت هذه اولى قصص الحب في التاريخ .


سيدنا ابراهيم وزوجته سارة


فقد كان يحبها حباً شديداً حتى أنه عاش معها ثمانين عاماً وهي لا تنجب ، لكنه من أجل حبه لا يريد أن يتزوج عليها أبداً ولم يتزوج من السيدة هاجر (أم اسماعيل) إلا حين طلبت منه سارة ذلك، وأصرت على أن يتزوج حتى ينجب..

هل يمكن للحب أن يصل لهذه الدرجة ؟

ثمانين عاما لا يريد أن يؤذي مشاعر زوجته ،ثم بعد أن تزوج هاجر وأنجبت اسماعيل غارت سارة وهذه هي طبيعة المرأه- فرغبت ألا تعيش مع هاجر في مكان واحد .. فوافق ابراهيم عليه السلام وأخذ هاجر وابنه الرضيع اسماعيل الى مكان بعيد إرضاءً لزوجته الحبيبة امتثالا ايضا لكلام الله سبحانه ..

عمر بن الخطاب و حبه لزوجته

أحد الصحابه كان يضيق بزوجته جداً ..لأن صوتها عالٍ دوما ..وتعرفون أن من النساء من لديها حنجرة دائمة الصياح ..فالصحابي من ضيقه ذهب يشتكي الى أمير المؤمنين
سيدنا عمر بن الخطاب فذهب ليطرق الباب فوجد صوت زوجة عمر يعلو على صوت عمر ويصل الى الشارع فخاب أمله ومضى..وبينما هو ينوي المضي اذا بعمر يفتح الباب..

ويقول له : كأنك جئت لي..
قال: نعم ،جئت أشتكي صوت زوجتي فوجدت عندك مثل ما عندي ..
فأنظرالى رد عمر وعاطفته
يقول’ تحملتـني..غسلت ثيابي وبسطت منامي وربت أولادي ونظفت بيتي ،تفعل ذلك ولم يأمرها الله بذلك ،إنما تفعله طواعية وتحملت كل ذلك ،أفلا أتحملها إن رفعت صوتها’

فهذا هو الحب والعاطفة الحقيقة وهذي هي المعاملة الحسنة للزوجة ..

حب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام للسيده خديجه رضي الله عنها ..

حب عجيب للسيدة خديجه حتى بعد موتها بسنه تأتي امرأه من الصحابه للنبي وتقول له:يا رسول الله ألا تتزوج؟ لديك سبعه عيال ودعوة هائله تقوم بها..فلا بد من الزواج قضيه محسومه لأي رجل فيبكي النبي وقال’: وهل بعد خديجه أحد؟’

ولولا أمر الله لمحمد بالزوجات التي جاءت بعد ذلك لما تزوج أبدا..
محمد لم يتزوج كرجل إلا خديجه وبعد ذلك كانت زوجات لمتطلبات رساله النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينسى زوجته أبدا حتى بعد وفاتها بأربعة عشر عاما..يوم فتح مكه والناس ملتفون حوله وقريش كلها تأتي إليه ليسامحها ويعفو عنها فإذا به يرى سيده عجوز قادمه من بعيد ..فيترك الجميع..ويقف معها ويكلمها ثم يخلع عباءته ويضعها على الأرض ويجلس مع العجوز عليها..

فسألت السيدة عائشه : من هذه التي أعطاها النبي وقته وحديثه وأهتمامه كله؟
فيقول: هذه صاحبة خديجه..
فتسأله: وفيم كنتم تتحدثون يا رسول الله؟
فقال : كنا نتحدث عن أيام خديجه.

فغارت السيدة عائشه وقالت: أما زلت تذكر هذه العجوز وقد واراها التراب وأبدلك الله خيرا منها..
فقال النبي عليه الصلاة والسلام : والله ما أبدلني من هي خير منها .. فقد واستـني حين طردني الناس وصدقتني حين كذبني الناس
فشعرت السيدة عائشه أن النبي غضب , فقالت له: استغفر لي يا رسول الله
فقال:استغفري لخديجه حتى استغفر لكِ .

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

لكم مني أرق التحايـــــــا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

إذّ حضر يعقوب الموت من إعداد محمد بن لمين ،، في الاسلام

إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ
اعداد الموضوع: محمد بن لمين

{ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } البقرة (133)

{ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ } يعني أكنتم شهداء، يريد ما كنتم شهداء حضورا { إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ } أي حين قرب يعقوب من الموت، قيل: نزلت في اليهود حين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ألست تعلم أن يعقوب يوم مات أوصى بنيه باليهودية فعلى هذا القول يكون الخطاب لليهود، وقال الكلبي: لما دخل يعقوب مصر رآهم يعبدون الأوثان والنيران، فجمع ولده وخاف عليهم ذلك.
فقال عز وجل { إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي } قال عطاء إن الله تعالى لم يقبض نبيا حتى يخيره بين الحياة والموت فلما خير يعقوب قال: أنظرني حتى أسأل ولدي وأوصيهم، ففعل الله ذلك به فجمع ولده وولد ولده، وقال لهم قد حضر أجلي فما تعبدون من بعدي { قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ } وكان إسماعيل عما لهم والعرب تسمي العم أبا كما تسمي الخالة أما.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عم الرجل صنو أبيه" (1) وقال في عمه العباس: "ردوا علي أبي فإني أخشى أن تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود" (2) . وذلك أنهم قتلوه.
__________
(1) أخرجه مسلم: في الزكاة – باب: في تقديم الزكاة ومنعها برقم (983) 2 / 676-677. انظر شرح السنة 6 / 33.
(2) قال ابن أبي شيبة في المغازي من مصنفه 14 / 480-484: حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: "لما وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة … " إلى أن قال: "فانطلق العباس فركب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم الشهباء وانطلق إلى قريش ليدعوهم إلى الله، فأبطا عليه فقال رسول الله عليه وسلم "ردوا علي أبي فإن عم الرجل صنو أبيه أخاف أن تفعل به … " انظر الكافي الشاف لابن حجر، ص 11 ، 12.
المرجع: كتاب التفسير : معالم التنزيل
المؤلف : محيي السنة ، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي (المتوفى : 510هـ)

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصة النبى يوشع بن نون عليه السلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من واجب الاسلام علينا ان نعرف قصص الانبياء مع قومهم

والان مع قصة النبى يوشع بن نون عليه السلام

نبذة..
ورد أنه الفتى الذي صاحب موسى للقاء الخضر. وهو النبي الذي أخرج الله على يديه بني إسرائي من صحراء سيناء، وحاربوا أهل فلسطين وانتصروا عليهم.

المسيرة
السيرة..
لم يخرج أحد من التيه ممن كان مع موسى. سوى اثنين. هما الرجلان اللذان أشارا على ملأ بني إسرائيل بدخول قرية الجبارين. ويقول المفسرون: إن أحدهما يوشع بن نون. وهذا هو فتى موسى في قصته مع الخضر. صار الآن نبيا من أنبياء بني إسرائيل، وقائدا لجيش يتجه نحو الأرض التي أمرهم الله بدخولها.

خرج يوشع بن نون ببني إسرائيل من التيه، بعد أربعين سنة، وقصد بهم الأرض المقدسة. ,كانت هذه الأربعين سنة -كما يقول العلماء- كفيلة بأن يموت فيها جميع من خرج مع موسى عليه السلام من مصر، ويبقى جيل جديد تربى على أيادي موسى وهارون ويوشع بن نون، جيل يقيم الصلا ويؤتي الزكاة ويؤمن بالله ورسله. قطع بهم نهر الأردن إلى أريحا، وكانت من أحصن المدائن سورا وأعلاها قصورا وأكثرها أهلا. فحاصرها ستة أشهر.

وروي في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ‏(غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل قد ملك ‏ ‏بضع ‏ ‏امرأة وهو يريد أن ‏ ‏يبني ‏ ‏بها ولما ‏ ‏يبن ‏ ‏ولا آخر قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها ولا آخر قد اشترى غنما أو ‏ ‏خلفات ‏ ‏وهو منتظر ولادها قال فغزا ‏ ‏فأدنى ‏ ‏للقرية ‏ ‏حين صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس أنت مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه قال فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن ‏ ‏تطعمه ‏ ‏فقال فيكم ‏ ‏غلول ‏ ‏فليبايعني من كل قبيلة رجل فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال فيكم ‏ ‏الغلول ‏ ‏فلتبايعني قبيلتك فبايعته قال فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة فقال فيكم ‏ ‏الغلول ‏ ‏أنتم ‏ ‏غللتم ‏ ‏قال فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب قال فوضعوه في المال وهو ‏ ‏بالصعيد ‏ ‏فأقبلت النار فأكلته فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ذلك بأن الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا) ويرى العلماء أن هذا النبي هو يوشع بن نون، فقد كان اليهود لا يعملون ولا يحاربون يوم السبت، وعندما خشي أن يذهب النصر إذا توقف اليهود عن القتال، فدعى الله أن يحبس الشمس. واخْتـُلِفَ في حبس الشمس المذكور هنا, فقيل: ردت على أدراجها, وقيل: وقفت ولم ترد, وقيل: أبطئ بحركتها, وكل ذلك من معجزات النبوة .

صدر الأمر الإلهي لبني إسرائيل أن يدخلوا المدينة سجدا.. أي راكعين مطأطئي رءوسهم شاكرين لله عز وجل ما من به عليهم من الفتح. أمروا أن يقولوا حال دخولهم: (حِطَّةٌ).. بمعنى حط عنا خطايانا التي سلفت، وجنبنا الذي تقدم من آبائنا.

إلا أن بني إسرائيل خالف ما أمرت به قولا وفعلا.. فدخلوا الباب متعالين متكبرين، وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم.. فأصابهم عذاب من الله بما ظلموا. كانت جريمة الآباء هي الذل، وأصبحت جريمة الأبناء الكبرياء والافتراء.

ولم تكن هذه الجريمة هي أول جرائم بني إسرائيل ولا آخر جرائمهم، فقد عذبوا رسلهم كثيرا بعد موسى، وتحولت التوراة بين أيديهم إلى قراطيس يبدون بعضها ويخفون كثيرا. حسبما تقتضي الأحوال وتدفع المصلحة المباشرة، وكان هذا الجحود هو المسؤول عما أصاب بني إسرائيل من عقوبات.

عاد بنو إسرائيل إلى ظلمهم لأنفسهم.. اعتقدوا أنهم شعب الله المختار، وتصوروا انطلاقا من هذا الاعتقاد أن من حقهم ارتكاب أي شيء وكل شيء.. وعظمت فيهم الأخطاء وتكاثرت الخطايا وامتدت الجرائم بعد كتابهم إلى أنبيائهم، فقتلوا من قتلوا من الأنبياء.

وسلط الله عليهم بعد رحمة الأنبياء قسوة الملوك الجبارين، يظلمونهم ويسفكون دمائهم، وسلط الله أعدائهم عليهم ومكن لهم من رقابهم وأموالهم.

وكان معهم تابوت الميثاق. وهو تابوت يضم بقية مما ترك موسى وهارون، ويقال إن هذا التابوت كان يضم ما بقي من ألواح التوراة التي أنزلت على موسى ونجت من يد الزمان. وكان لهذا التابوت بركة تمتد إلى حياتهم وحروبهم، فكان وجود التابوت بينهم في الحرب، يمدهم بالسكينة والثبات، ويدفعهم إلى النصر، فلما ظلموا أنفسهم ورفعت التوراة من قلوبهم لم يعد هناك معنى لبقاء نسختها معهم، وهكذا ضاع منهم تابوت العهد، وضاع في حرب من حروبهم التي هزموا فيها.

وساءت أحوال بني إسرائيل بسبب ذنوبهم وتعنتهم وظلمهم لأنفسهم. ومرت سنوات وسنوات. واشتدت الحاجة إلى ظهور نبي ينتشلهم من الوهدة السحيقة التي أوصلتهم إليها فواجع الآثام وكبائر الخطايا.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

الصراع بين الاوسيين والخزرجيين في الاسلام

المتصيدون في الماء العكر

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ أَمنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا

الْكِتَابَ يَرُدُّوكم بَعْدَ إِيمَانِكُم كَافِرِينَ). (آل عمران 100).

لقد سجَلَ لنا تاريخ الصراع بينَ الاوسيين والخزرجيين

ما اسموه ب(اَيام العرب)، تلك الأيام (الحروب العصيبة)

التي كادت ان تُفني القبيلتين، وتُهلك الحيين:

واوّل فتنةٍ وقعت بينهما، تلك الوقعة الدامية التي

تعرف ب(حرب سُمير)، التقى فيها الفريقان،

واقتتلوا اقتتالاً شديداً، في جولتين شرستين،

اشترك فيها سائر بطون القبيلتين.

ولقد كانت أصابع اليهود وراء اغلب تلك الحروب، خفيّةً تارة،

وظاهرة أخرى، تثير النار التي تحت الرماد، وتُذكي

ثارات العصبيّة الكامنة بالاحقاد، بينَ تينكَ القبيلتين

اللتين تتفرعان من أصلٍ واحد!! البشرى

بالخلاص وكم كانت فرحةُ إياس بن معاذ كبيرة حينما التقاهم

ذلك الرجل العظيم في شعاب مكّة، عندما قدموا من المدينة

يلتمسونَ الحلفَ من قريش على قومهم من الخزرج،

فقال لهم الرسول الكريم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم:

هل لكم فيما هو خير لكم مما جئتم له؟. فقالوا: وما هو؟.

فدعاهم الى الاسلام، وقرأَ عليهم القرآن، فقال اِياس،

وكانَ أعقلهم رغم كونه اصغرهم: هذا واللّه خير مما جئنا له.

ورجع هؤلاء الرجال يحملون بينَ جوانحهم بشائر

المستقبل السعيد، وراحوا يحدّثون قومهم عن ذلك اللقاء

الميمون، والرجل الذي كانوا بهِ يحلمون.

وما اِن جاءَ العام المقبل حتى وافى الموسم

اثنا عشَرَ رجُلاً من سادة الأوس والخزرج ونقبائهم،

وكانَ الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في

العقبةِ بانتظارهم، فعقدوا البيعة الأولى. ولّما همّوا بالرجوع،

طلبوا منهُ اَنْ يبعثَ معهم من يعلمهم الاسلام،

ويدّرسهم القرآن، ويفقههم في الدين

فانتدب الرسول لهذه المهمة الصحابي

مصعب بن عمير وبعد ان حل موسم الحج التالي

وإذا بذلك الشاب القرآني يعودُ الى المدينة،

ومَعَهُ سبعون رجلاً من الأوس والخزرج،

قد جاءوا مستَخفين لايشعر بهم أحد، تحتَ غطاء

موسم الحج. لقد عاشَ الأوس والخزرج بأروعِ ما يكون

التلاحم الايماني، وذهبت الاضغان من القلوب،

(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى الأَرضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفْتَ

بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(7).

وشعر اليهود الذينَ كانوا يغذّونَ الخلافات ويُذكون

العصبيات، بالخيبة المريرة، والفشل الذريع. ولقد أدرك اليهود أنهم

لايستطيعون بعد اليوم أنْ يلعبوا بالمشاعر والعواطف،

كما فعلوها يوم بُعاث وغيره من الأيام.. فقد تبدّلت الهموم

الصغيرة والتطلعات الضيقة الى هموم كبيرة وتطلعات جسام.

اِلاّ اَنَّ ذلك لم يجعل اليهود تكفّ عن محاولاتها اليائسة

في اِثارة الفتنة، والتصيّد بالماء العكر، فراحوا يتحينونَ

الفرصة المواتيه لاثارة الاحقاد الجاهلية والثارات العصبيّة..

وكادت محاولاتهم الأخيرة في صنع الفتنة اَنْ تفلح وتنجح!!

فبينما كان جمعٌ من الأنصار (الاوس والخزرج)

يعيشون الفاعليه معاً في بناء الدولة الاسلاميّة الفتيّةً،

مَرَّ احد اقطاب اليهود

(وكانَ شيخاً قد غبر في الجاهليّة، عظيم الكفر، شديد الغيظ

على المسلمين، شديد الحسد لهم

فغاظَهُ ما رأى من الفتهم بعد عداوه، ووحدتهم بعد فرقة،

فأمَرَ رجلاً يهودّياً ليدخل بينَ صفوفهم، ويسعى بما يستطيع

في اثارة الفتنةِ فيهم، ويذكّرهم بأيام حروبهم، وما نزف فيها

من الدماء، وقيل من الاشعار في الفخر والهجاء.

وذهب ذلك الرجل، وحاول بكلِّ مكرٍ ودهاء أنْ يثير

الاحقاد الكامنة، والضغائن الدفينة، كما أوصاهُ سيده،

فذكّرهم بما قاله شاعرهم الاوسي مفتخراً:

ويوم بُعاثٍ اسلمتنا سيوفنا الى حسبٍ في جذم

غسانَ ثاقبِ قتلناكُمُ يوم الفجار وقبله ويومُ بُعاثٍ

كان يومَ التغالبِ اتت عُصَبٌ للأوس تخطر بالقنا كمشي

الأسود في رشاش اَلأهاضبِ ثم انشد لهم جواب شاعرهم

الخزرجي نحامي على احسابنا بتلادنا لمفتقر أو

سائل الحق واجبِ واعمى هدته للسبيل سيوفُنا وخصمٍ

أَقمنا بعد ما ثَجَّ ثاعِبِ وهم حسّرٌ لا في الدروع تخالهم اسوداً

متى تُنْث الرماح تضارَبِ وعاد الى الخزرج لينشدهم

ابيات شاعرهم حسّان بن ثابت، ليذكرهم بيوم

السَّراره الذي وقعت فيه حرب شديدة: حسامٌ واَرماحٌ

بأيدي اعزةٍ متى ترهم يا ابنَ الخطيم تلبَدِ اسودٌ

لدى الاشبال يحمي عرينَها مداعيسُ بالخْطِّي

في كُلِّ مشهدِ وما اجابه الشاعر قيس الأَوسى:

لنا حائطانِ الموتُ اسفل منهما وجمعٌ متى تصرخْ

بيثرب يصعدِ ترى اللآبة السوداء يحمرّ لونُها ويسهل منها

كُلُّ ربعِ وفَدْفَدِ وما انفكَّ يحرَّض الفريقين، مذكراً لهم

حتّى دبَّ النزاعُ بينَ رجال القبيلتين،

واخذوا يتفاخرون ويتنازعون، حتّى وَصَلَ

بهم الأمر الى أنْ يثبَ رجلٌ مِنَ الأوس وآخر

من الخزرج، فدار بينهما جدالٌ عنيف

(وقال احدهما لصاحبه: اِن شئتُ رددتها جَذعاً،

وغضبَ الفريقان جميعاً، وقالا ارجعا: السلاَح السلاح..

موعدكم الظاهرة.. وهي حرّه، فخرجوا اِليها، فانضمت

الاوس والخزرج بعضها الى بعض على دعواهم

التي كانت عليها في الجاهليّه) ، وتواثبوا للقتال،

واخذَ الشررُ يتطايرُ من عيون الرجال، وشهُر السلاح،

وأشرعت الرماح، وكادت ان تَقَع فتنةٌ عمياء،

لولا حضور الرسول القائد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم،

الذي جاء مُسرعاً الى ذلك الميدان،

ومعه عدد من المهاجرين، فرأى القوم على

وشك حرب مدمّرة. وبحكمة القائد الرباني،

راح يهدِّيء القلوب الثائرة، والدماء الفائرة، فذكرهم

بنعمة الاسلام، وسوء العصبيات الجاهلية، وخاطبهم بكلِّ

أسفٍ ولوعة ومرارة: (يامعشر المسلمين..

اتدعونَ الجاهلين وانا بينَ أظهركم،

بعد ان اكرمكم اللّهُ بالاسلام، وقطع به عنكم أمر الجاهلية،

وألّفَ بينكم، فترجعون الى ما كُنتم عليه كفّارا، اللّهَ اللّه).

وسرعان ما رجعوا الى أنفسهم، وادركوا

(أنّها نزغةٌ من الشيطان وكيدٌ من عدوهم، فألقوا

السلاح من بين ايديهم، وبكوا، وعانقَ بعضُهُم بعضا،

ثمَّ انصرفوا مَعَ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

سامعين مطيعين).

فأنزل اللّه سبحانه آيات بيِّنات،

تُتْلى على مدى الأَجيال والأزمان،

لتحذر الأمّة من طاعة أهل الكتاب والاستماع اليهم،

والسير وراء مخططاتهم، كما وتحذرها من سوء النعرات

القبليّة والعصبيات القوميّة:

(يَايُّهَا الَّذِينَ أَمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ

أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ* وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ

وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ أَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ

فَقَدْ هُدِىَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* يَأَيُّهَا الَّذِينَ أَمَنْوا اتَّقُوا اللَّهَ

حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).

أتمنى الفائــــــده لي ولكم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

معركة بلاط الشهداء في الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تولى عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي إمرة الأندلس زمن الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك سنة 112هـ ، فطاف الأقاليم ينظر في المظالم ،ويقتص للضعفاء ، ويعزل الـولاة الذين حادوا عن جادة الطريق ، ويستبدل بهم ولاة معروفين بالزهد والعدل ، ويتأهـب للجهاد ، ودعا المسلمين من اليمن والشام ومصروإفريقية لمناصرته فجاؤوا وازدحمت بهم قرطبة .

وجمع الغافقي المجاهدين في مدينة بنبلونة ، وخرج باحتفال مهيب ليعبر جبال البرانس شمال أسبانيا ، واتجه شرقاً جنوب فرنسا فأخضع مدينة أرل ، ثم اتجه إلى دوقية أقطانيا فانتصـر عـلى الدوق أودو انتصـاراً حاسماً ، وتقهقر الدوق ، واستنجـد بشارل مارتل ، حاجـب قصـرالميروفنجيين حكام الفرنجة وصاحب الأمر والنهي في دولة الفرنجة ، وكان يسمى المطرقة، فلبى النداء ، وكان قبلها لا يحفل بتحركات المسلمين جنوب فرنسا بسبب الخلاف الذي بينه وبين دوق أقطـانيا الذي كان سببه طـمع شارل بالدوقية ، وبذلك توحـدت قوى النصرانية في فرنسا .

واجتمع الفرنجة إلى شارل مارتل وقالوا له : ماهذاالخزي الباقي في الأعقاب ،كنا نسمع بالعرب ونخافهم من مطلع الشمس حتى أتوا من مغربها ، واستولوا على بـلاد الأندلـس وعـظيم ما فيها من العدة والعـدد ، بجمعهم القليل وقلة عدتهم وكونهـم لا دروع لهم .

فأجابهم : الرأي عندي ألا تعترضوهم فإنهم كالسيل يحمل ما يصادفه ، وهم في إقبال أمرهم ، ولهم نيات تغني عن حصـانة الدروع ، ولكن أمهلوهم حتى تمتلئ أيديهم من الغنائم ، ويتخذوا المساكن ،ويتنافسوا في الرئاسة ، ويستعين بعضهم على بعض فحينئذ تتمكنوا منهم بأيسر أمر .

وأنهى شارل حروبه مع السكسون والبافاريين ، وتنبه لفتوح المسلمين ، وأماالغافقي فقد مضى في طريقه متتبعاً مجرى نهر الجارون ففتح بردال ، واندفع شمالا ًووصل إلى مدينة بواتييه .

وكانت المعركة في مدينة بواتييه جنوب فرنسـا ، على مسافة عشرين كيلومتراً منها ، وتسمى معركة البلاط ، بلاط الشهداء ، تور ،بواتييه. والمقصود بالبلاط القصر أو الحصن ، ولعل مكان الموقعة كان بجوار قصر أوحصن كبير .

موازين القوى :

1- عدد الجيش الفرنجيّ أكبر من جيش المسلمين ، فهم سيل من الجند المتدفق ، ولم يكن الجيش المسلم يزيد عن سبعين ألفاً ،وقد يصل إلى مائة ألف .

2- موقف الفرنجة الاستراتيجي أفضل وأجود ؛ لمعرفتهم بالموقع ، والقدرة على القتال في جو شات مطير وأرض موحلة .

3- الفرنجة مددهم البشري والتمويني قريب ، بينما المسلمون على بعد يجاوز ألف كيلومتر عن عاصمةالأندلس .

4- الغنائم التي حملها الجيش الإسلامي مما غنموه في المعارك السابقة ، كانت سبباً مهماً في الخسارة كما سيأتي ، ولو أنهم تركوها في برشلونة مثلاً لاطمأنت نفوسهم وخلت أيديهم للعمل المقبل ، ولكنهم حرصوا عليها وانقلبت عليهم ثقلاً يرهقهم ويضعف حركتهم .

اهتزَّت أوروبا من أقصاها إلى أقصاها لِسُقُوط نصف فرنسا الجنوبي كله في يدي عبد الرحمن الغافقي خلال بضعة أشهر ….وفتح الفرنجة أعينهم على الخطر الداهم . ودبَّ الصريخ في كل مكان يدعو العجزة والقادرين إلى الوقوف في وجه هذا الهوْل القادم من الشَّرق .ويَحُضُّهُمْ على التَّصَدِّي له بالصدور إذا عزَّت السيوف .ويدعوهم إلى سدِّ الطريق أمامه بالأجساد إذا انعدم العَــتَاد ..فاستجابت أوروبا لدعوة الدَّاعي ..وأقبل الناس على الانضواء تحت لواء " شارل مارتل " ومعهم الشَّجر، والحَجَر ، والشَّوك ، والسِّلاح .

كان الجيش الإسلامي آنذاك قدْ بلغ مدينة " تُورَ tours " طليعةَ مدنِ فرنسا وَفْرَةً في السكان ، وقُوَّةً في البُنْيَان ، وعراقة في التَّاريخ ….وكانت المدينة – فوق ذلك – تختال على أكثر مدن " أوروبا " بكنيستها الفخْمة ، الضخمة ، العامرة بجليل الأعلاق [الآثار القديمة ، النفيسة الثمينة ] ، وكريم النَّفائس .فأحاط بها المسلمون إحاطة الغُلِّ بالعُنُق ….وانصبُّوا عليها انْصباب المنون إذا جاء الأجل ..واسترخصوا في سبيل افتتاحها الأرواح والمُهَج …
فما لبثت أن سقطت بين أيديهم على مرأى " شارل مارتل " وَمَسْمَعِه ….
وفي العشر الأخير من شهر شعبان سنة 114 للهجرة ، زحف عبد الرحمن الغافقي بجيشه اللجب على مدينة " بُوَاتْييه poitiers " ..وهناك التقى مع جيوش أوروبا الجرَّارَة بقيادة " شارل مارتل " ..
ووقعت بين الفريقين إحدى المعارك الفاصلة لا في تاريخ المُسلمين والفِرنجة فحسب ..وإنما في تاريخ البشريَّة كُلِّها .وقد عُرِفَتْ هذه المعركة بمعركة ( بَلاطِ الشُّهَدَاءِ ) .
كان الجيش الإسلامي يومئذ في ذروة انتصاراته الباهرة .لكنَّ كاهله كان مُثقلاً بتلك الغنائم التي انْصبَّت عليه انصِباب الغيْث ….وتكدَّست في أيدي جُنُوده تكدُّس السُّحب …وقد نظر عبد الرحمن الغافقي إلى هذه الثروة الطائلة الهائلة نظرة قلق وإشفاقٍ .وتوجَّس منها خيفةً على المسلمين . فقد كان لا يأمن أن تَشْغَلَ هذه النَّفائس قُلُوبَهم عند اللِّقاء ..وأن توزِّع نفوسهم في لحظات البأس …وأن تجعل إحدى عيْني الواحد منهم على العدو المُقبل عليه …وعيْنه الأخرى على الغنائم التي في يديه …ولقد همَّ بأن يأمر جُنُودَه بالتَّخلص من هذه الثروات الطائلة الهائلة …ولكنَّه خشي ألَّا تطيب قلوبهم بذلك القرار الخطير ….وألَّا تسمح نُفُوسهم بالتَّخلي عن هذا الكنز الثمين .فلم يجد وسيلة خيراً من أن يجمع هذه الغنائم في مخيمات خاصَّة …وأن يجعلها وراء المُعسكر قبل إنشاب القتال..
وقف الجيشان الكبيران بضعة أيام كلٌّ منهما قُبَالة الآخر في سكون ، وتَرَقُّب وصمت ، كما تقف سلسلتان من الجبال إحداهما في وجْه الأُخرى …فقد كان كلٌّ من الجيشين يخشى بأس عدُوِّه ، ويحسبُ للقائِهِ ألْف حِسَاب . فلمَّا طال الوقت على هذه الحال ، ووجد عبد الرحمن الغافقي مراجل الحمِيَّة والإقدام تغلي في صدور رجاله ، آثر أن يكون هو البادىء بالهجوم مُعْتمداً على مناقب جُنْدِهِ [مزاياهم وخصائصهم] …مُتفائلاً بحُسْن طالعه في النَّصر .
انقضَّ عبد الرحمن الغافقي بفُــرْسانه على صفوف الفرنجة انقضاض الأسود الكاسرة .وصمد لهم الفرنجة صُمُود الأطواد الرَّاسخة .وانقضى اليوم الأول من أيَّام المعركة دون أن ترجح فيه كَفَّةٌ على كَفَّةٍ
ولم يحجز بين المتقاتلين غير هبوط الظلام على ميدان القتال …ثمَّ تجدَّد النِّزال في اليوم التالي ، وحمَلَ المسلمون على الفرنجة حملات باسلةً ، ولكنهم لم ينالوا منهم وَطَراً [بُغية] .وظلَّت المعركة تدور على هذه الحال سبعة أيام طويلةً ثقيلةً.فلما كان اليوم الثامن كَـرَّ المسلمون على عدوهم كرَّةً واحدة . ففتحوا في صفوفه ثُغْرةً كبيرة لاح لهم من خلالها النصر كما يلوح ضوءُ الصبح من خلال الظلام .
عند ذلك أغارت فِرقةٌ من كتائب الفِرِنجةِ على مسكرات الغنائم.فلما رأى المسلمون أن غنائمهم قد أوشكت أن تقع في أيدي أعدائهم .انكفأ [تراجع] كثير منهم لاستخلاصها منه. فتصدعت لذلك صفوفهم …وتضعضعت جموعهم…وذهبت ريحهم…فهب القائد العظيم يعمل على رد المنكفئين …ومدافعة المهاجمين ..وسدِّ الثغور…
وفيما كان بطل الإسلام عبد الرحمن الغافقي يذرع أرض المعركة على صهوة جواده الأشهب جيئةً وذهاباً …وكرّاً وفرّاً..
أصابه سهم نافذ فهوى عن متن فرسه كما يهوي العُــقَاب من فوق قمم الجبال .وثوى صريعا شهيدا على أرض المعركة. فلما رأى المسلمون ذلك عمهم الذعر وسادهم الاضطراب .واشتدت عليهم وطأة العدو ، ولم يوقف بأسَه عنهم إلا حلولُ الظلام.
فلما أصبح الصبح وجد " شارل مارتل " أن المسلمين قد انسحبوا من " بُواتْيِيهْ "..فلم يجرؤ على مطاردتهم …ولو طاردهم لأفناهم .ذلك أنه خشي أن يكون انسحابهم مكيدة من مكائد الحرب دُبِّرت في ليلٍ …فآثر البقاء في مواقعه مكتفيا بذلك النصر الكبير .لقد كان يوم بلاط الشهداء يوما حاسما في التاريخ .أضاع فيه المسلمون أملاً من أعز الآمال …وفقدوا خلاله بطلا من أعظم الأبطال …وتكررت فيه مأساة يوم " أُحُدْ "…سُنَّة الله في خلقه …ولن تجد لسنة الله تبديلا …
هزَّت أنباء فاجعة يومِ بلاطِ الشهداء نفوسَ المسلمين في كل مكان هزاً عنيفاً…وزُلزِلت لهولها أفئدتهم زلزالا شديدا …وعَمَّ الحزنُ بسببها كلَّ مدينة وكلَّ قرية وكلَّ بيت.وما زال جرحُها الممِضُّ ينزفُ من قلوبهمْ دماً حتى اليوم.وسيظل ينزف ما بقي على ظهر الأرض مسلمٌ

ولا تحسبنَّ أن هذا الجرح العَميق الغائر قد أمَضَّ أفئدة المسلمين وحدهم.وإنما شاركهم في ذلك طائفةٌ من عقلاء الفرنجة .رأوا في انتصار أجدادهم على المسلمين في " بواتييه " مصيبة كبرى رُزِئت بها الإنسانيةُ.وخسارةً عظمى أصابت " أوُرُبَّا " في صميمها …ونكبةً جُلَّى نُكبت بها الحضارة في فجيعة بلاط الشهداء.

يقول " هنري دي شامبون مديرِ مَجلةِ ريفي بارلمِنْتِير "

( لولا انتصار جيش " شارل مارتل " الهمجيِّ على العرب المسلمين في " فرنسا " لما وقعت بلادنا في ظلمات القرون الوسطى [وهي القرون المظلمة التي امتدت من سنة 476 إلى سنة 1500]…ولَمَــا أصيبت بفظائعها ..ولا كابدت المذابحَ الأهلية التي دفع إليها التعصُّبُ الديني المذهبي …
نعم ، لولا ذلك الانتصار الوحشيُّ على المسلمين في " بواتييه " لظلَّت " إِسبانيا " تنعم بسماحة الإسلام .ولَـنَــجتْ من وصمة محاكم التفتيش [هي المحاكم التي عقدها فرديناند والملكة إيزابيلا للمسلمين في الأندلس وارتكبا فيها من الجرائم الإنسانية ما يندى له جبين التاريخ ] .ولما تأخر سيرُ المدنية ثمانيةَ قرونٍ.ومهما اختلفت المشاعر والآراء حول انتصارنا ذاك . فنحن مَدينون للمسلمين بكل محامد حضارتنا في العلم ، والفن ، والصناعة .مدعُوُّون لأن نعترف بأنهم كانوا مثالَ الكمال البشري . في الوقت الذي كنا فيه مثالَ الهمَجية .

وهكذا انتهت المعركة ، ولو انتصر فيهاالمسلمون لتخلصت أوروبا من ظلماتها وجهالتها واستبدادها وحطمت الاستغلال والاضطهاد،

ولذا قال جيبون : لو انتصر العرب في تور _ بواتييه لتلي القرآن وفسر في اكسفوردوكمبردج .

قال الشاعر الإنكليزي " سوذي " يصف جيوش المسلمين التي غزت أوروبا بعد فتح الأندلس :-

( جُمُوعٌ لا تُحْصَى …من عرب ، وبربر ، وروم خوارج ….وفُرْس ، وقبط ، وتتر ، قد انضووا جميعاً تحت لواء واحد …يجمعهم إيمان ثائر ، راسخ الفُتُوُّة ….وحَمِيِّةٌ مُتَلَظِّيَةٌ كالشَّرَر ، وأخوةٌ مذهلة لا تفرق بين البشر …

بلاط الشهداء ، للدكتور شوقي أبو خليل


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

كرم لا مثيل له فى عصرنا هذا – قصص انبياء

روى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه انه قال :

لما نزلت (( من ذا الذى يقرض الله قرضا" حسنا" فيضاعفه له )) جاء ابو الدحداح الانصارى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله ان الله عز وجل يريد منا القرض
قال :
نعم يا ابا الدحداح
قال : ارنى يدك يا رسول الله فناوله يده قال انى قد اقرضت الله عز وجل حائطى _ اى بستانى _
وكان له حائط فيه ستمائة نخلة وام الدحداح هى وعيالها فيه فجاء ابو الدحداح فوقف عند باب البستان ولم يدخل فناداها :
يا ام الدحداح
قالت :
لبيك
قال :
اخرجى فقد اقرضته ربى عز وجل
قالت :
ربح البيع يا ابا الدحداح
وخرجت منه هى وعيالها بهذه الصوره المشرفه من صور البذل والاحسان والكرم الشديد التى لانراها فى ايامنا هذة
ولقد كانا الصحابه ايام رسولنا الكريم يتنافسون فيما بينهم على الانفاق فى سبيل الله حتى انه روى عن النبى صلى الله عليه وسلم انه حث اصحابه على الانفاق فجاء عمر رضى الله عنه بنصف ماله فلما سأله صلى الله عليه وسلم :
ماذا تركت لأهلك يا عمر ؟
قال : تركت نصف مالى
وجاء ابو بكر رضى الله عنه يكاد يخفيه من نفسه حتى دفعه الى الرسول صلى الله عليه وسلم فلما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم : ماذا خلفت لأهلك يا ابو بكر؟
قال : تركت لهم الله ورسوله
فبكى عمر وقال :
بأبى انت وأمى يا ابا بكر والله ما استبقنا الى باب خيرقط الا وانت سابقا"
لا اله الا الله اين نحن الان من هؤلاء الكرام ؟؟؟
اللهم لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
اللهم اغفر لنا واعف عنا وارحمنا انت مولانا يا ارحم الراحمين وصل الله على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين


لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصة لوط عليه السلام – شريعة اسلامية

نبذة:

أرسله الله ليهدي قومه ويدعوهم إلى عبادة الله، وكانوا قوما ظالمين يأتون الفواحش ويعتدون على الغرباء وكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء فلما دعاهم لوط لترك المنكرات أرادوا أن يخرجوه هو وقومه فلم يؤمن به غير بعض من آل بيته، أما امرأته فلم تؤمن ولما يئس لوط دعا الله أن ينجيهم ويهلك المفسدين فجاءت له الملائكة وأخرجوا لوط ومن آمن به وأهلكوا الآخرين بحجارة مسومة.

سيرته:

حال قوم لوط:

دعى لوط قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ونهاهم عن كسب السيئات والفواحش. واصطدمت دعوته بقلوب قاسية وأهواء مريضة ورفض متكبر. وحكموا على لوط وأهله بالطرد من القرية. فقد كان القوم الذين بعث إليهم لوط يرتكبون عددا كبيرا من الجرائم البشعة. كانوا يقطعون الطريق، ويخونون الرفيق، ويتواصون بالإثم، ولا يتناهون عن منكر، وقد زادوا في سجل جرائمهم جريمة لم يسبقهم بها أحد من العالمين. كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء.

لقد اختلت المقاييس عند قوم لوط.. فصار الرجال أهدافا مرغوبة بدلا من النساء، وصار النقاء والطهر جريمة تستوجب الطرد.. كانوا مرضى يرفضون الشفاء ويقاومونه.. ولقد كانت تصرفات قوم لوط تحزن قلب لوط.. كانوا يرتكبون جريمتهم علانية في ناديهم.. وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أو ضيف لم ينقذه من أيديهم أحد.. وكانوا يقولون للوط: استضف أنت النساء ودع لنا الرجال.. واستطارت شهرتهم الوبيلة، وجاهدهم لوط جهادا عظيما، وأقام عليهم حجته، ومرت الأيام والشهور والسنوات، وهو ماض في دعوته بغير أن يؤمن له أحد.. لم يؤمن به غير أهل بيته.. حتى أهل بيته لم يؤمنوا به جميعا. كانت زوجته كافرة.

وزاد الأمر بأن قام الكفرة بالاستهزاء برسالة لوط عليه السلام، فكانوا يقولون: (ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ). فيئس لوط منهم، ودعا الله أن ينصره ويهلك المفسدين.

ذهاب الملائكة لقوم لوط:

خرج الملائكة من عند إبراهيم قاصدين قرية لوط.. بلغوا أسوار سدوم.. وابنة لوط واقفة تملأ وعاءها من مياه النهر.. رفعت وجهها فشاهدتهم.. فسألها أحد الملائكة: يا جارية.. هل من منزل؟

قالت [وهي تذكر قومها]: مكانكم لا تدخلوا حتى أخبر أبي وآتيكم.. أسرعت نحو أبيها فأخبرته. فهرع لوط يجري نحو الغرباء. فلم يكد يراهم حتى (سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) سألهم: من أين جاءوا؟ .. وما هي وجهتهم؟.. فصمتوا عن إجابته. وسألوه أن يضيفهم.. استحى منهم وسار أمامهم قليلا ثم توقف والتفت إليهم يقول: لا أعلم على وجه الأرض أخبث من أهل هذا البلد.

قال كلمته ليصرفهم عن المبيت في القرية، غير أنهم غضوا النظر عن قوله ولم يعلقوا عليه، وعاد يسير معهم ويلوي عنق الحديث ويقسره قسرا ويمضي به إلى أهل القرية – حدثهم أنهم خبثاء.. أنهم يخزون ضيوفهم.. حدثهم أنهم يفسدون في الأرض. وكان الصراع يجري داخله محاولا التوفيق بين أمرين.. صرف ضيوفه عن المبيت في القرية دون إحراجهم، وبغير إخلال بكرم الضيافة.. عبثا حاول إفهامهم والتلميح لهم أن يستمروا في رحلتهم، دون نزول بهذه القرية.

سقط الليل على المدينة.. صحب لوط ضيوفه إلى بيته.. لم يرهم من أهل المدينة أحد.. لم تكد زوجته تشهد الضيوف حتى تسللت خارجة بغير أن تشعره. أسرعت إلى قومها وأخبرتهم الخبر.. وانتشر الخبر مثل النار في الهشيم. وجاء قوم لوط له مسرعين.. تساءل لوط بينه وبين نفسه: من الذي أخبرهم؟.. وقف القوم على باب البيت.. خرج إليهم لوط متعلقا بأمل أخير، وبدأ بوعظهم:

(هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ).. قال لهم: أمامكم النساء -زوجاتكم- هن أطهر.. فهن يلبين الفطرة السوية.. كما أن الخالق -جلّ في علاه- قد هيّئهن لهذا الأمر.

(فَاتَّقُواْ اللّهَ).. يلمس نفوسهم من جانب التقوى بعد أن لمسها من جانب الفطرة.. اتقوا الله وتذكروا أن الله يسمع ويرى.. ويغضب ويعاقب وأجدر بالعقلاء اتقاء غضبه.

(وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي).. هي محاولة يائسة لِلَمْس نخوتهم وتقاليدهم. و ينبغي عليهم إكرام الضيف لا فضحه.

(أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ).. أليس فيكم رجل عاقل؟.. إن ما تريدونه -لو تحقق- هو عين الجنون.

إلا أن كلمات لوط عليه السلام لم تلمس الفطرة المنحرفة المريضة، ولا القلب الجامد الميت، ولا العقل المريض الأحمق.. ظلت الفورة الشاذة على اندفاعها.

أحس لوط بضعفه وهو غريب بين القوم.. نازح إليهم من بعيد بغير عشيرة تحميه، ولا أولاد ذكور يدافعون عنه.. دخل لوط غاضبا وأغلق باب بيته.. كان الغرباء الذين استضافهم يجلسون هادئين صامتين.. فدهش لوط من هدوئهم.. وازدادت ضربات القوم على الباب.. وصرخ لوط في لحظة يأس خانق: (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) تمنى أن تكون له قوة تصدهم عن ضيفه.. وتمنى لو كان له ركن شديد يحتمي فيه ويأوي إليه.. غاب عن لوط في شدته وكربته أنه يأوي إلى ركن شديد.. ركن الله الذي لا يتخلى عن أنبيائه وأوليائه.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقرأ هذه الآية: "رحمة الله على لوط.. كان يأوي إلى ركن شديد".

هلاك قوم لوط:

عندما بلغ الضيق ذروته.. وقال النبي كلمته.. تحرك ضيوفه ونهضوا فجأة.. أفهموه أنه يأوي إلى ركن شديد.. فقالوا له لا تجزع يا لوط ولا تخف.. نحن ملائكة.. ولن يصل إليك هؤلاء القوم.. ثم نهض جبريل، عليه السلام، وأشار بيده إشارة سريعة، ففقد القوم أبصارهم.

التفتت الملائكة إلى لوط وأصدروا إليه أمرهم أن يصحب أهله أثناء الليل ويخرج.. سيسمعون أصواتا مروعة تزلزل الجبال.. لا يلتفت منهم أحد.. كي لا يصيبه ما يصيب القوم.. أي عذاب هذا؟.. هو عذاب من نوع غريب، يكفي لوقوعه بالمرء مجرد النظر إليه.. أفهموه أن امرأته كانت من الغابرين.. امرأته كافرة مثلهم وستلتفت خلفها فيصيبها ما أصابهم.

سأل لوط الملائكة: أينزل الله العذاب بهم الآن.. أنبئوه أن موعدهم مع العذاب هو الصبح.. (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)؟

خرج لوط مع بناته وزوجته.. ساروا في الليل وغذوا السير.. واقترب الصبح.. كان لوط قد ابتعد مع أهله.. ثم جاء أمر الله تعالى.. قال العلماء: اقتلع جبريل، عليه السلام، بطرف جناحه مدنهم السبع من قرارها البعيد.. رفعها جميعا إلى عنان السماء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، قلب المدن السبع وهوى بها في الأرض.. أثناء السقوط كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم.. حجارة صلبة قوية يتبع بعضها بعضا، ومعلمة بأسمائهم، ومقدرة عليهم.. استمر الجحيم يمطرهم.. وانتهى قوم لوط تماما.. لم يعد هناك أحد.. نكست المدن على رؤوسها، وغارت في الأرض، حتى انفجر الماء من الأرض.. هلك قوم لوط ومحيت مدنهم.

كان لوط يسمع أصوات مروعة.. وكان يحاذر أن يلتفت خلفه.. نظرت زوجته نحو مصدر الصوت فانتهت.. تهرأ جسدها وتفتت مثل عمود ساقط من الملح.

قال العلماء: إن مكان المدن السبع.. بحيرة غريبة.. ماؤها أجاج.. وكثافة الماء أعظم من كثافة مياه البحر الملحة.. وفي هذه البحيرة صخور معدنية ذائبة.. توحي بأن هذه الحجارة التي ضرب بها قوم لوط كانت شهبا مشعلة. يقال إن البحيرة الحالية التي نعرفها باسم "البحر الميت" في فلسطين.. هي مدن قوم لوط السابقة.

انطوت صفحة قوم لوط.. انمحت مدنهم وأسمائهم من الأرض.. سقطوا من ذاكرة الحياة والأحياء.. وطويت صفحة من صفحات الفساد.. وتوجه لوط إلى إبراهيم.. زار إبراهيم وقص عليه نبأ قومه.. وأدهشه أن إبراهيم كان يعلم.. ومضى لوط في دعوته إلى الله.. مثلما مضى الحليم الأواه المنيب إبراهيم في دعوته إلى الله.. مضى الاثنان ينشران الإسلام في الارض.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصة نبي الله سليمان عليه السلام

سليمان علية السلام
معجزات عن الجن والنملة والعرش

قال تعالى: {ولسليمان الرياح غدوّها شهر ورواحها شهر وأرسلنا له عين القطر, ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه, ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير} سبأ 12.

1. الجن

خرج سليمان عليه السلام كعادته الى بيت المقدس, وكانت العاصفة شديدة, وبقي هناك في محرابه, يعبد الله حتى انتصف الليل, فلما همّ للعودة, تجلى له نور الله عز وجل, وشعر كأن روحه تهيم في تلك الأشعة النورانية, فانطلق لسانه وتحرّكت شفتاه فقال:{ وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك أنت الوهاب} ص 35.

شعر سليمان عليه السلام كأنه في حلم لم يستيقظ منه الا في الصباح فعاد الى قصره وجلس على عرشه يفكر فيما رآه من محرابه, وفيما دعا به ربه. فسمع هاتفا يهتف به ويقول له: لقد استجاب الله دعاءك, وسخر لك في ملكه ما لم يسخره لغيرك.

سخر الله سبحانه عز وجل الرياح لسليمان تجري بأمره حيث يشاء فتسقط الأمطار, وتسوق السفن.

وسخر له الجن والشياطين, يعملون له ما يريد من بناء المساكن والقصور, واصلاح الأرض للزراعة, وحفر الآبار لريّها.

وأخضع الله سبحانه وتعالى لسليمان الطير والحيوان, فكان هؤلاء وهؤلاء من رعاياه المخلصين.

وكان سليمان عليه السلام عبدا شكورا, يحمد الله وكان من عباد الله المخلصين. فقال عليه السلام:

رب, بما أنعمت عليّ وعلى والديّ, سأهب نفسي لطاعتك والجهاد في سبيلك, فوفقني الى طريقك المستقيم.

سأحارب الفقر الذي يذل عبادك المخلصين.

سأعلن الحرب على الظلم الذي فتن عبيدك الأولين.

سأجاهد ما حييت المشركين بك, الخارجين عن طاعتك.

عند ذلك سمع الملائكة تقول آمين. فسجد لله القوي العزيز.

وحرص سليمان عليه السلام أن لا يفتنه الشيطان بالملك الواسع الذي وهبه الله له والقوى الخارقة التي لم يهبها الله لأحد من قبله ولا لأحد من بعده.

سخر سليمان عليه السلام كل هذه النعم التي أنعم الله بها عليه للاصلاح والتعمير, فخرجت السفن تدفعها ريح سليمان, وعادت تحمل المتاجر من البلاد النائية والجزية من ملوك الأرض والأقطار الواسعة, وقامت شياطين الجن بحفر الآبار وبنائها في الصحراء, واصلاح الأراضي المحيطة بها, وقطع الأحجار من الجبال, وبناء المدن والأمصار بشوارعها الممهدة, وميادينها الفسيحة, وجعلت في وسط كل ميدان قدرا كبيرا من الحجر المنحوت, يشبه وعاء الطعام, ولكنه عظيم الاتساع, وتأتي السحب بعد ذلك فتملؤه بمياه الأمطار, فاذا هي كبيرة عظيمة الاتساع, تكسب الميادين بهجة وجمالا فاذا أخذت المدينة زخرفها وازينت أقبل الناس على سكناها وبذر البذور في الوادي المحيط بها, وريّها بمياه الأمطار والآبار فتخضرّ الأرض, ويعم الخير, ويعيش الناس في رخاء يعبدون الله الواهب الرزاق.

وكثرت عمارة المدن, وزراعة الصحارى, وعاش بنو اسرائيل في نعيم ما رأوا مثيله في غابر الأيام والأزمان.

وكان قصر سليمان قصرا رائعا, بل يعدّ من أروع ما تمّ تشييده في هذا الوقت, فأحجاره من الرخام المرمر, وجدرانه وسقفه مموّهة بالذهب الخالص, وبالقرب من مساكن الجند وحظائر الخيل, وتحت القصر خزائن الملك في جوف الأرض, يهبطون اليها في سراديب ممتدّة بين قاعاتها, وفي نهايتها أبواب ضخمة, وقف على كل منها ماردان من عفاريت الجان.

ومن المعجزات التي أنعم الله بها على سليمان, أن الشياطين كانت تخرج كل يوم الى الجبال: بعضهم ينبشونها ويستخرجون دفائنها من الذهب والماس, وآخرون يغوصون في البحار يصيدون حبّات اللؤلؤ الثمينة, ويعود هؤلاء وهؤلاء في المساء, فيضعون ما جمعوا في خزائن سليمان, ثم يغلقون أبواب الخزائن كلها, ويخرجون من سراديبها الى بهو القصر العظيم, فتغلق البوابة الكبرى, ويقف لحراستها ماردان من أشراف الجان, لا تغمض لهما عين.

كانوا يخرجون في كل يوم ويعودون, حتى امتلأت خزائن الأرض بالمعادن النفيسة, والأحجار الكريمة التي لا يجرؤ على الدنو منها والاقتراب منها انس ولا جان.

وكان سليمان عليه السلام يعاقب من يخالفه من الشياطين عقابا صارما, فيحبسه في قارورة من زجاج فلا يستطيع الفرار منها طول حياته, وفي يوم جيء له بأحد الشياطين مقيدا بالأغلال, فلما سأل عن ذنبه قيل له: انه قد أضاع لؤلؤة كبيرة خرج بها من البحر, ولم يودعها خزائن الملك.

قال سليمان: أين خبأتها أيها العفريت؟

قال الشيطان: لقد غصت مع الغائصين, وخرجت بلؤلؤة في حجم رأس الانسان, ما رأى أحد مثلها في جمالها, وروعة بريقها, وظننت أنني بهذه اللؤلؤة سأحظى برضاك عني طول حياتي, ولكنني عند العودة فوجئت بمارد جبّار قد انقض علي من السماء, وخطفها مني ثم انطلق في الجو نحو الجنوب, واختفى بين طيّات السحاب, فما استطعت اللحاق به.

قال سليمان: اذا كان حقا ما تقول فاني سأعرض الجن عليك لتخرجه من بينهم.

قال الشيطان: لو كان هذا الجني من مملكتك لما استطاع أن يفرّ مني, ولكنه جنيّ من نوع آخر يعيش في مملكة أخرى.

عندئذ أمر سليمان عليه السلام بسجنه حتى يرى مبلغ صدقه, ودعا وزيره "آصف" وكان وزيرا حكيما, وعالما, فرآى الوزير أن الجني صادق فيما يقوله, فقال لسليمان: يا نبي الله؛ ان الشياطين لا تهتم بجمع اللآلىء بنفسها, ولا بد أنها مسخرة لملك من الانس, ولقد ساق الله اليك هذا الحادث ليذكرك بما أخذته على نفسك وهو الجهاد في سبيل الله بما وهب لك من القرى, فشغلك جمع النفائس عن الوفاء بوعدك, وأرى أن تجدّ في البحث وراء هذا المارد حتى تهتدي الى الملك الذي أرسله وربما وجدته من المجوس الذين يتخذون لهم أربابا من دون الله عز وجل.

أمر سليمان باطلاق سراح الجني الذي صاد اللؤلؤة, ومكث بعد ذلك ساعة مطرقا يفكر في كلام وزيره, ثم ذهب الى محرابه في بيت المقدس حتى منتصف الليل, وفي الصباح أمر أن يتهيأ الجيش للزحف نحو الجنوب.

2. حديث النملة

خرج سليمان يوما على صهوة جواد أشهب وعن يمينه فرسان الانس على خيول حمر, وعن يساره فرسان الجن على خيول سود, وخلفه المشاة الذين لا يحصى عددهم من الانس ومردة الجن, وانتشرت الطيور جماعات في السماء, تحجب أشعة الشمس المحرقة عن هذا الجيش العظيم الذي لم ير الناس مثله.

تحرّك الجيش الى الجنوب وظل أيام يضرب في مجاهل الصحراء حتى أشرف على وادي النمل فقالت نملة:

{ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون} النمل 18.

سمع سليمان عليه السلام قولها, وفهم حديثها, فتبسّم ضاحكا من قولها وقال:

{ ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه}. النمل 19.

أحسّ سليمان بالمعجزة التي أنعم الله بها عليه وهي أنه يسمع قول نملة في باطن الأرض لا ترى بالعين المجرّدة ويفهم لغتها, ذلك أمر لا يؤتى لأحد غير سليمان عليه السلام وبمشيئة الله وقدرته عز وجل.

أمر سليمان عليه السلام فضربت الخيام, واستراح الجيش أمام وادي النمل يوما وليلة, ولمّا تهيأ الجيش بعد ذلك للرحيل, جمع فتات الطعام, فاتخذ النمل طريقه اليه ينقله الى بيوته, وتحوّل جيش سليمان عليه السلام الى طريق آخر في الصحراء, فظلوا سائرين فيها ليالي وأيّاما, ولم يصادفوا واحة ينزلون بها, أو عينا يشربون منها حتى نفذ ما كان معهم من الماء, وأقبل السقاؤون على سليمان يخبرونه حقيقة الأمر.

واستخدم سليمان عليه السلام ما أتاه الله من فضل, بل نقول أنه استخدم المعجزة التي حباه الله اياها وهي تسخير الجن له فأصدر سليمان أمره الى شياطين الجن بحفر الآبار واخراج الماء من باطن الأرض, فحفروا ولكنهم لم يجدوا ماء فأعادوا الحفر في أكثر من جهة, فما خرج الماء في واحدة منها, وعادوا الى سليمان بخيبة الأمل.

قيل لسليمان عليه السلام: ان الهدهد وحده هو الذي يعرف بفطرته أماكن الماء في طبقات الأرض, وهو الذي يستطيع أن يخبرنا عن ماء قريب من السطح.

قال سليمان لحاجبه: عليّ بالهدهد.

خرج الحاجب وعاد ليقول: ان الهدهد ليس موجودا يا مولاي.

غضب سليمان عليه السلام, وخرج يتفقد الطير, فوجد مكان الهدهد خاليا فقال:

{ ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} النمل 20.

قال الغراب: لقد رأيته ينطلق نحو الجنوب في صحبة هدهد آخر من طيور هذه الأرض.

قال سليمان: لأعذبنه عذابا شديدا, أو لأذبحنّه, أو ليأتيني بدليل قوي يبرر به سبب عصيانه أمري ومخالفته تعليماتي.

فقال "آصف" وزير سليمان عليه السلام: ان هذه أول مخالفة تصدر من طير ضعيف, كان مثالا للطاعة والولاء, ولا بد أن في الأمر سرّا.

قال سليمان: أي سر يختفي وراء غياب الهدهد؟!.

قال آصف: أخشى أن قد اقتربنا من وادي الجان, واستعملت أبالستهم السحر والخداع فأضلتنا عن مكان الماء وأسرت الهدهد حتى لا يكتشف لنا ينابيعه.

وقد أخبرني أحد الشياطين أنه سمع في جوف الجبل عزيف الجن, وحاول أن يتفقد أثرهم فما عرف طريقهم, ولا مكانهم, وأبدى خوفه من أن نكون قد وقعنا في أسر مارد جبار من شياطين الجن.

تبسّم سليمان عليه السلام لهذا الخبر العجيب, وقال: الحمد لله الذي هدانا اليهم, وان النصر لقريب.

كان أمر الماء يشغل سليمان, لأن جنوده يشعرون بالعطش وفي هذا الأمر خطر على حياتهم, فخرج عليه السلام من خيمته وأمر الريح العاصف بحمل السحب الماطرة اليه. فهبت الرياح من الشمال والجنوب, وساقت أمامها السحب ونزل المطر غزيرا من السماء, فملئت القدور والقرب والمواعين وشرب الجيش ماء عذبا, وحمدوا الله جميعا على رحمته, وجليل نعمته, وهذه معجزة من معجزات نبي الله سليمان عليه السلام.

نعود الى الهدهد الذي ترك مكانه بين الطيور, بدون اذن من سليمان عليه السلام فانه نظر الى مواعين الماء فوجدها فارغة, فخاف أن يكوت جيش سيده من العطش, فترك مكانه وأسرع الى الأمام يجدّ في البحث عن الماء, فوج طبقات الأرض كلها صخور صمّاء, ليس بها عين من عيون الماء, وصادفه في طريقه هدهد آخر مقبل من الجنوب, فتعارفا وتطوّع هدهد الجنوب, وأرشده الى ينبوع عظيم.

انطلق الهدهدان حتى أتيا واديا خصيبا, ثم وقفا يستريحان على شجرة في بستان كبير مملوء بالأشجار والورود والأزاهير وفي وسطه بحيرة واسعة, يخرج الماء اليها من عيون الأرض. فينساب في الجداول بين نبات الأرض وأشجارها.

فرح هدهد سليمان, واستأذن صديقه هدهد الجنوب أن يعود الى سيّده ليخبره بما رأى, ولكن هدهد الجنوب استوقفه وقال له: أنت لم تر الا شيئا صغيرا, فتعال معي لتشاهد عزا وملكا كبيرا خلف هذا الوادي, حتى اذا عدت الى سيّدك أخبرته بكل ما رأيت, فيكون لخبرك أثر عظيم في نفسه.

قال هدهد سليمان: وماذا تريني بعد؟

قال هدهد الجنوب: انطلق معي لتشاهد بعينيك.

طار الهدهدان وتخطيا جبلا عاليا, ثم هبطا على واد أخضر به زرع نضير, وقصور فخمة, ثم اتجها نحو قصر بديع فوق ربوة عالية, فدهش هدهد الشمال بما رأى من مناظر العز والجاه, ومظاهر الملك والسلطان, فقال لصاحبه: عجبا ما رأيت مثل هذا الا في ملك سليمان في الشمال.

قال هدهد الجنوب: وما ملك سليمان هذه بجانب ملك "بلقيس" في الجنوب, اهبط معي من هذه الفتحة لتشاهد هذه المملكة الرائعة وقومها وهم يعبدون الشمس.

هبط الهدهدان, ورأى هدهد سليمان القوم يسجدون للشمس من دون الله, فراغه ذلك, ثم ذهب به هدهد الجنوب الى قصر "بلقيس" وأراه عرشها العظيم, ثم قال له: انظر الى هذه اللؤلؤة الكبيرة, هل عند سيّدك مثلها؟

قال هدهد سليمان: كيف وصلت اليها هذه اللؤلؤة؟

قال هدهد الجنوب: جاء بها عفريت من الجن منذ شهر.

قال هدهد سليمان: اذن هذه لؤلؤة سليمان التي خطفها عفريتكم من يد الجني الذي صادها والويل لكم من سليمان.

قال هدهد الجنوب: ليس الأمر كما تظن ف "بلقيس" تملك الجن كما تملك الانس, وأخشى على ملكك أن يغترّ بقوته, ويقدم على محاربتها, فيذوق ذل الأسر والهوان على يد جنودها.

ورغم أن هدهد الجنوب بالغ في القول على علاقة الجن ببلقيس لأن هذا الأمر لم يعطى الا لسليمان عليه السلام, فقد سمع هدهد سليمان كل هذا, ورأى ما رأى, ثم عاد مسرعا الى سليمان, فوجد سحبا كثيرة تسقط الأمطار والقوم يشربون.

وصل الهدهد, هدهد سليمان, الى مقرّه, وتقدّم في ذلة وخضوع الى الملك سليمان فوجده ساخطا عليه, وخاف على نفسه سوء العاقبة.

قال سليمان: أين كنت أيها الهدهد؟ وما سبب مخالفتك أمري؛ وتركك مكانك بدون اذني؟!

قصّ الهدهد على سليمان قصته كلها.

ابتسم سليمان وقال: { سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين* اذهب بكتابي هذا فألقه اليهم ثم تولّ عنهم فانظر ماذا يرجعون} النمل 27-28.

حمل الهدهد رسالة سليمان الى بلقيس وطار بها الى قصرها فوجدها جالسة على عرشها, وأمامها حاشيتها ووزراؤها فأسقط الخطاب في حجرها واختفى وراء ستار النافذة.

كانت بلقيس قد عقدت مجلس الشورى للنظر في الأخبار التي جاء بها الجن عن سليمان وجيوشه, فلما وقعت الرسالة في حجرها عجبت لذلك, ثم قرأتها على الحاضرين, جاء في الرسالة:{ انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم* ألا تعلو عليّ وأتوني مسلمين} النمل 30-31.

فقالت لهم بلقيس:{ أفتوني في أمري}.

قالوا:{ نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر اليك فانظري ماذا تأمرين}.

قالت بلقيس:{ ان الملوك اذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة} ولقد سمعت بسليمان من قبل, ولا أرغب في حرب أخشى منها الهوان لقومي.

واني مرسلة الى سليمان بهدية, فان كان من طلاب الدنيا قنع بها ورجع عنها, وان رفضها فهو صاحب مبدأ, لا ينثني عنه, وعند ذلك نذهب اليه مسلمين قبل أن يأخذنا أسرى مقيّدين.

ذهب رسول بلقيس الى سليمان وقدّم بين يديه صندوقا مملوءا بالذهب والأحجار الكريمة.

قال سليمان: من أين هذا؟

قال: هدية من ملكتنا "بلقيس" الى الملك سليمان.

قال سليمان: { أتمدونن بمال فما آتان الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون} النمل 36.

{ارجع اليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجهم منها أذلة وهم صاغرون} النمل 37.

عاد الرسول الى بلقيس, وأخبرها بما سمع, فأمرت قومها أن يحملوا راية بيضاء, وخرجت بهم الى سليمان عليه السلام في موكب عظيم, ولكن سليمان سيستبق وصول هذا الموكب بمعجزة تدهش لها بلقيس, ترى ما هذه المعجزة, وماذا ستكون؟

3. العرش ومعجزة الاتيان به

علم الهدهد من خلال طيرانه ورحلاته أن بلقيس خرجت, فعاد الى سليمان وأخبره بخروجها, فأمر الجن أن يعدوا لها بنيانا تنزل فيه, فبنوا صرحا من قوارير خضر, وجعلوا له طوابق من قوارير بيض, فصار كأنه الماء, وجعلوا تحت الطوابق صور دواب البحر من السمك وغيره, فأصبح الذي ينظر الى أرضه الزجاجية يظن أنها بحيرة بمائه وأسماكها.

ولما ظهر ركب " بلقيس" في الأفق البعيد, جمع سليمان أهل الرأي من الانس والجان, وقال لهم: { أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين}.

فوقف عفريت من الجن وقال:{ أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} أي قبل أن تنتهي من مجلسك.

قال سليمان:{ سوف لا ينتهي مجلسي قبل حضورها.

قال وزيره "آصف" وكان رجلا عنده علم من الله سبحانه وتعالى:{ أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك}.

رفع سليمان عليه السلام نظره الى السماء, وسجد "آصف" ودعا ربه سبحانه وتعالى, فاذا العرش أمامهم, فلما نظر سليمان الى الأرض, ورأى العرش سرّ سرورا كثيرا, وأمر بوضعه أمامه مقلوبا.

أقبلت "بلقيس" فرأت عرشها مقلوبا أمام سليمان, وعجبت كثيرا لأنها تركته بقصرها في حراسة شديدة, ثم نظرت الى قومها فوجدتهم جميعا في ذهول.

قال سليمان: أهكذا عرشك؟

قالت: كأنه هو, ولقد أتيتك بقومي مسلمين.

قال سليمان: الآن أنت وقومك, في أمان, وستظلين مليكة قومك تصرّفين أمورهم, وتحكمينهم بما أمر الله.

طلبت "بلقيس" السماح لها بالعودة الى قومها لتبشرهم بالدين الجديد, فعرض عليها سليمان أن تستريح من عناء السفر قبل العودة فقبلت دعوته, وخرجت لتغير ملابسها في خيمتها, وذهب سليمان الى الصرح فجلس على كرسي وانتظر قدومها.

أقبلت "بلقيس" في زينتها الى مدخل الصرح, ووجدت سليمان في نهاية البهو يرحب بمقدمها, فلما نظرت الى أرضه حسبتها حوضا مملوءا بالماء, وخشيت أن تبتل ملابسها, فكشفت عن ساقيها لتخوض الماء.

قال سليمان: {انه صرح ممرّد} من قوارير زجاجية.

فخجلت من جهلها, وأقرّت لسليمان بالنبوّة, ولربه بالعظمة والقوّة,وقالت في حماسة ويقين:

ربّ, اني ظلمت نفسي بعبادة الشمس, وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.

ورجعت الى قومها مؤمنة, وصارت ترسل الجزية في كل عام الى سليمان.

4. معجزة عند الموت

قضى سليمان سنواته الباقية من حياته يقود رعيته بالعدل, ويتقرّب الى ربه بالعبادة, وقد اختار لعبادته مكانا ببيت المقدس,لا يجرؤ أحد على الدنو منه ما دام هو قائم يصلي في المحراب.

فلما علم أنه حان حينه, وانتهى أجله, توكأ على عصاه, وخرج الى المسجد الأقصى, فدخل المحراب, واتجه الى الله مرتكزا على عصاه, فقبضه ملك الموت, وظل جثمانه واقفا تسنده العصا أياما, والناس والجن لا يدرون بموته, ولا يجرؤون على الاقتراب منه في محرابه, حتى تآكلت العصا, لقد أكلتها حشرة الأرض, فانكسرت العصا, ووقع الجثمان على الأرض فشاع الخبر, وشيّعته بنو اسرائيل الى مثواه, وعادوا من قبره يرددون: سبحانك اللهم! تؤتي الملك من تشاء, وتنزع الملك ممك تشاء.

هكذا كانت معجزات سليمان عليه السلام فهو يكلم النمل والطير والحيوان, ويسخر الرياح والجن بأمر ربه, وعندما يموت يموت هكذا, انها معجزات عظيمة وملك لم يؤت لأحد من بعد سليمان عليه السلام.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

سارا أجمل نساء الآرض في الاسلام

[قصص من القران الكريم

سارة اجمل نساء الارض

< بسم الله الرحمن الرحيم>

قال الله سبحانه و تعالى في صدر سورة يوسف : بسم الله الرحمن الرحيم :

< نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هدا القران و ان كنت من قبله لمن الغافلين>

< صدق الله العظيم >

ان قصص التي وردت في القران الكريم تعتبر اعظم و اروع قصص عرفتها الثقافة الانسانية على مر العصور

ان القارئ ادا اتيحت له فرصة استيعاب القصص القرانية و فهم معانيها و الاحاطة بالظروف و المناسبات التي اكتنفت كل قصة منها فانه سيستفيد منها فوائد كثيرة

و لا نطيل عليكم سنبدا الان بسرد القصة عليكم عقب فصول متتالية :

الفصل الاول : معنى الجمال

ان نظرة التقدير الى الجمال تختلف من ناظر الى اخر فمن يبدو رائع الجمال في نظر احد الناس قد يبدو عاديا في نظر غيره
وتلعب العاطفة دورا كبيرا في تقدير الجمال فاالام مثلا ترى اطفالها اجمل اطفال العالم
و لكن هناك نوع فريد من الجمال يكاد يجمع يجمع كل الناس على روعته
لقد كانت السيدة سارة رضي الله عنها زوجة ابي الانبياء ابراهيم عليه الصلاة و السلام و جدة النبي يوسف ،اية من ايات الجمال و للاسرائليين كتاب اسمه المنشا و هو اهم مرجع ديني بعد الثوراة ،وقد خص المنشا سارة باهتمام كبير،ودكر ان الله لم ولن يخلق امراة بجمالها ،وان اجمل امراة في هدا العالم تكون قردا ادا قرنت بسارة
وحتى ياخد القراء فكرة و لو تقريبية عن هدا الجمال ندكر قصة وقعت لسارة حينما سافر بها ابراهيم عليه الصلاة و السلام الى مصر
لقد اختلف المؤرخون في تحديد صلة القرابة التي كانت بين سارة و ابراهيم ، و لكن الارجح انها كانت ابنة عمه هاران او حران و كانت اختا لنبي لوط
و قد دكر الطبري عن السدي ان ابراهيم انطلق صوب الشام فلقي سارة و كانت ابنة ملك حران و قد طعنت على قومها في دينهم فتزوجها
و سافر ابراهيم بعد دلك الى مصر و اصطحب معه زوجته سارة
وكان ابراهيم يعلم ان فرعون مصر ما يسمع عن امراة جميلة الا و نالها و استعبدها و ضمها الى جارياته
ووضع ابراهيم سارة داخل تابوت عند عبوره ديار مصر و< ساله عمال المكوس عما في التابوت فانباهم انه شعير> ….قالوا: بل ناخد المكوس عن القمح
قال ابراهيم : خدوا ما تشاؤون
فعادوا يطلبون الضريبة على بهار ،فاجابهم الى ما طلبوه ، فارتابوا فيما يخفيه و امروه ان يؤدي الضريبة على وسق التابوت دهبا فقبل و اعطاهم
فحيرهم قبوله كل مايسومونه و خامرهم الشك ففتحوا التابوت عنوة فادا بالنور يفيض من وجه سارة ووصل الى فرعون خبر جمال سارة التي لم يكن لهل مثيل في الدنيا
سال فرعون ابراهيم:< ما هده المراة التي معك؟> …….وتخوف ابراهيم ….ان قال انه امراته فسوف يقتله ليستاثر بها….. فقال لفرعون:< انها اختي> ……و قال فرعون: زينها ثم ارسلها لي حتى انظر اليها
ورجع ابراهيم الى سارة و امرها ان تدهب الى فرعون ، فتهيات ثم ارسلها اليه
وكيف يفعل ابراهيم؟

ان اي رجل لديه شئ من الشهامة يفضل الموت على ان يامر زوجته بان تتزين لرجل اخر لكي يستمتع بها مهما كانت منزلة هدا الرجل ليس لنا جواب الا ان نقول ان ابراهيم لا يمكن ان ياتي هدا العمل الا بعد وعد من الله تعالى ان يحفظ سارة ممن يريد ان يمسها . فاتيا هدا الامر و في يد ابراهيم وثيقة من الهه القادر بحفظها من كل من يريد ان يقترب منها بسوء

و هدا ما حدث فعلا
و يقول الطبري ان سارة حينما دخلت على فرعون ارهد ان يمد اليها يده فادا بيده تصاب بشلل مفاجئ و تتيبس على صدره
و لما راى فرعون دلك اصيب برهبة و فزع شديدين ،فطلبمنها ان تدعو الله ان يطلق يده…. ودعت سارة الله تعالى قائلة: اللهم ان كان صادقا فاطلق يده
و اطلق الله يده
و لكن فرعون رغم دلك عجز عن مقاومة ما كانت عليه سارة من جمال اخاد ،فمد يده فاصيبت مرة اخرى بالشلل فتوسل اليها ان تدعوا الله و اطلق الله يده و كررها فحدث له كما حدث في المرتين السابقتين ولكن هنا قبضت يده اشد من القبضتين الاوليين فقال : < ادعي الله ان يطلق يدي فلك الله الا اضرك………ففعلت ، فاطلقت يده .
و دعا الدي جاء بها فقال له:انك انما اتيتني بشيطان و لم تاتيني بانسان فاخرجها من ارضي و اعطها هاجر .
قال فاقبلت تمشي فلما راها ابراهيم عليه السلام فقال لها مادا حدث؟ فقالت:< خيرا كف الله يد الفاجر>
ويبدو ان فرعون هدا اعجب اعجاباشديدا بسارة و زاد اكباره لها حينما و جدها شديدة الاستمساك بشرفها و ما راه من ايات الله سبحانه و تعالى كانت يده تصاب بشلل كلما حاول ان يمسها……
و لدلك امر بصنع لها يشبع به اعجابه بعد ابتعادها
و هدا التمثال هو الدي استشهد به النبي يوسف عليه السلام و قال انه شديد الشبهة بجدته سارة ليثبت انه من سلالة ابراهيم
و قد اتضح فعلا انه كان يشبهها الى حد كبير
و يمكننا عاى ضوء هده القصة ان ندرك قدر و سامة يوسفو جماله……….و ندرك ايضا قدر جمال صارة
ارجو ان اكون قد افدتكم و انا في انتظار ردودكم و مادا استفادتم من الفصل الاول ؟
……………………..(و يتبع)……………………


_________________
لا تجعل مشاعرك ارضا يداس عليها بل اجعلها سماءا يتمنى ا

Posté le: Dim 13 Sep – 20:50 SXooit

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصه اصحاب الرس – شريعة اسلامية

أصحاب الرَّسِّ

قال الله تعالى في سورة الفرقان {وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً، وَكُلا ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلّاً تَبَّرْنَا تَتْبِيراً}

وقال الله تعالى في صورة ق: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ، وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ، وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ}.

وروى ابن جرير قال: قال ابن عباس: أصحاب الرس أهل قرية من قرى ثمود.

وقد ذكر الحافظ بن عساكر في أول تاريخه عند ذكر بناء دمشق عن تاريخ أبي القاسم عبد الله بن عبد الله بن جرداد وغيره :

أن أصحاب الرس كانوا بِحَضَوَّر، فبعث الله إليهم نبيّاً يقال له: حنظلة بن صفوان، فكذبوه وقتلوه، فسار عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح بولده من الرس، فنزل الأحقاف، وأهلك الله أصحاب الرَّس، وانتشروا في اليمن كلها، وفشوا مع ذلك في الأرض كلها
حتى نزل جيرون بن سعد بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح دمشق، وبنى مدينتها، وسماها جيرون، وهي ارم ذات العماد، وليس أعمدة الحجارة في موضع أكثر منها بدمشق، فبعث الله هود بن عبد الله بن رباح بن خالد بن الحلود بن عاد إلى عاد، يعني أولاد عاد بالأحقاف، فكذبوه فأهلكم الله عز وجل.
فهذا يقتضي أن أصحاب الرس قبل عاد بدهور متطاولة فالله أعلم.

عن ابن عباس قال: الرس بئر بأذربيجان.

وقال الثوري عن أبي بكر عن عكرمة قال: الرس بئر رسّوا فيها نبيَّهم، أي دفنوه فيها.

وقد ذكر أبو بكر محمد بن الحسن النقاش
أن أصحاب الرس كانت لهم بئر ترويهم وتكفي أرضهم جميعها، وكان لهم ملك عادل حسن السيرة، فلما مات وجدوا عليه وجداً عظيماً، فلما كان بعد أيام
تصوّر لهم الشيطان في صورته، وقال: إني لم أمت، ولكن تغيبت عنكم حتى أرى صنيعكم، ففرحوا أشد الفرح
وأمر بضرب حجاب بينهم وبينه، وأخبرهم أنه لا يموت أبداً،
فصدق به أكثرهم وافتتنوا به وعبدوه.
فبعث الله فيهم نبياً فأخبرهم أن هذا شيطان يخاطبهم من وراء الحجاب، ونهاهم عن عبادته، وأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له.
قال السهيلي: وكان يوحى إليه في النوم، وكان اسمه حنظلة بن صفوان، فَعَدوْا عليه فقتلوه، وألقوه في البئر، فغار ماؤها
وعطشوا بعد ريهم، ويبست أشجارهم وانقطعت ثمارهم، وخربت ديارهم، وتبدلوا بعد الأنس بالوحشة وبعد الاجتماع بالفرقة وهلكوا عن أخرهم، وسكن في مساكنهم الجن والوحوش، فلا يسمع ببقاعهم إلا عزيف الجن وزئير الأسود وصوت الضباع.
و الله تعالى أعلم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده