التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

بعض من وصايا لقمان لابنه


من حكم ووصايا لقمان لابنه أشكم ( وقيل اسمه أنعم) وهى جوهر الحكمة :


يا بنى اذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة


يابنى لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته إلا جعلت فى الضمير أن ذلك خير لك


يابنى تعلم من العلم ما جهلت ،وعلم ما علمت ، واذا رأيت قوماً يذكرون الله فاجلس لعل أن يطلع عليهم برحمته فيرحمك معهم



يابنى اتخذ تقوى الله تعالى تجارتك يأتيك الربح من غير بضاعة


يابنى احضر الجنائز ولا تحضر العرس فإن الجنائز تذكرك الآخرة ، والعرس يشهيك الدنيا


يابنى لا تتعلم مالاتعلم حتى تعمل بما تعلم


يابنى انك منذ نزلت الى الدنيا استدبرتها واستقبلت الآخرة فدار انت اليها تسير أقرب من دار انت عنها ترحل


يابنى لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسيطاً تكن أحب الى الناس ممن يعطيهم العطاء


يابنى عود لسانك أن يقول : اللهم اغفر لى فان لله ساعات لا ترد


يابنى اذا أردت أن تؤاخى رجلاً فأغضبه قبل ذلك فإن أنصفك عند غضبه وإلا فاحذره


يابنى لا تكن أعجز من هذا الديك الذى يصوت بالأسحار وأنت نائم على فراشك


قيل للقمان :

أى الناس أعلم ؟
من ازداد من علم الناس الى علمه
فأى الناس أغنى؟
الذى يرضى بما أوتى
فأى الناس خير؟
المؤمن الغنى
من المال؟
لا بل من العلم فان احتاجوا اليه وجدوا عنده علماً وان لم يحتاج اليه أغنى نفسه

يابنى انى موصيك بثمانية أمور :

احفظ قلبك فى الصلاة
واحفظ نظرك فى بيوت الناس
واحفظ لسانك فى مجالس الناس
واحفظ بطنك من حلقومك
واذكر اثنين وانس اثنين : اذكر الله والموت، وانس احسانك الى الناس واساءتهم اليك.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

صفات إبراهيم عليه السلام التي استحق من أجلها أن يكون خليل الرحمن – شريعة اسلامية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لماذا مُيز إبراهيم عليه السلام عن غيره من الأنبياء بخلة الرحمن ؟ وهل في قصة ذبح إسماعيل عليه السلام علاقة بهذا ؟

الجواب :
الحمد لله
أولاً :
لم يختص إبراهيم عليه السلام بخُلَّة الرحمن سبحانه وتعالى ، بل شاركه فيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
فعن جُنْدَب بنِ عَبْدِ الله البَجَلي رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ وَهُوَ يَقُولُ : (إِنِّي أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا ، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا) رواه مسلم (532) .
قال ابن القيم رحمه الله :
مرتبة الخلة التي انفرد بها الخليلان : إبراهيم ، ومحمد ، صلى الله عليهما وسلم ، كما صح عنه أنه قال : (إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلاً) ، وقال : (لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلاً ، ولكن صاحبكم خليل الرحمن) ، والحديثان في الصحيح ، وهما يبطلان قول من قال : "الخلة لإبراهيم ، والمحبة لمحمد ، فإبراهيم خليله ومحمد حبيبه" .
"مدارج السالكين" (3/30) .
وقد استحق كلا النبيين عليهما الصلاة والسلام هذه المنزلة لما لهما من الصفات ، والأفعال العظيمة الجميلة .
وبخصوص النبي إبراهيم عليه السلام : فإن الله تعالى قد أثنى عليه في القرآن ثناء عظيماً ، وذكر له من الصفات والأفعال ما استحق بها أن يكون خليلاً لربه تعالى ، وأعظم تلك الصفات والأفعال : تحقيقه للتوحيد ، وبراءته من الشرك والمشركين ، حتى نسب الدين والملَّة إليه عليه السلام ، ولذا فلا عجب إِنْ عَلِمْنَا أن الله تعالى أمر نبيَّه محمَّداً صلى الله عليه وسلم أن يتبع هذه الملَّة في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل/ 123 ، وأمر سبحانه عبادَه جميعهم بذلك الاتباع لتلك الملَّة إتباعه في قوله: (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران/ 95 .
ومن عظيم صفات وأفعال إبراهيم عليه السلام :

1 –قال الله تعالى : (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ) النحل/ 120، 122 .
والأمّة هو الإمام الجامع لخصال الخير الذي يُقتدى به .
والقانت هو الخاشع المطيع لربه دائماً .
والحنيف هو المنحرف قصداً عن الشرك إلى التوحيد ، ولهذا قال : (وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) و (شَاكِراً لأَنْعُمِهِ) أي : قائماً بشكر نعمة ربه عليه .
فكان نتيجة هذه الخصال الفاضلة أن (اجْتَبَاهُ) ربه واختصه بخلته وجعله من صفوة خلقه ، وخيار عباده المقربين .
انظر : تفسير ابن كثير ، وتفسير السعدي .
2 – قال الله تعالى : (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) النجم/37 .
أي : قام بجميع ما أمره الله به .
3- قال الله تعالى : (إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) هود/ 75 .
و(حَلِيمٌ) "أي : ذو رحمةٍ ، وصفحٍ عما يصدر منهم إليه من الزلات ، لا يستفزه جهل الجاهلية ، ولا يقابل الجاني عليه بجرمه" .
تفسير السعدي .
و(أَوَّاهٌ) أي : كثير التضرع والذكر والدعاء والاستغفار .
و(مُّنِيبٌ) "أي : راجع إلى الله بمعرفته ومحبته والإقبال عليه والإعراض عما سواه" .
تفسير السعدي .
4- كرمه وسخاؤه ، قال الله تعالى : (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ . إذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًاً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ . فَرَاغَ إلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ . فَقَرَّبَهُ إلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ) الذاريات/ 24 – 27 .
5- عظم صبره ، قال الله تعالى : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) الأحقاف/ 35 ، وإبراهيم عليه السلام من أولي العزم من الرسل ، فهم المذكورون في قوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) الشورى/13 .
6- البراءة من الشرك والمشركين ، وإعلانه ذلك ، قال الله تعالى : (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ والَّذِينَ مَعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وممَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ والْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وحْدَهُ …) الممتحنة/ 4 .
7- قيامه بجميع ما أمره الله به على أتم وجه ، قال الله تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة/124 .
وغير ذلك من الصفات والأفعال ، التي بمجموعها استحق عليه السلام أن يكون خليلاً لله تعالى.
قال ابن كثير رحمه الله :
وإنما سمي خليل الله : لشدة محبة ربه عَزَّ وجَلَّ له ؛ لما قام له من الطاعة التي يحبها ويرضاها.
"تفسير ابن كثير" (2/423) .
ثانياً :
أما علاقة الأمر بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام بالخلة : فالذي يظهر أن لذلك أعظم الصلة ، وأقوى الارتباط ، وقد بيَّن ابن القيم رحمه الله ذلك ، فقال :
"والخُلة هي : المحبة التي تخللت روح المحب ، وقلبه ، حتى لم يبق فيه موضع لغير المحبوب كما قيل :
قد تخللتِ مسلك الروح منِّي … ولذا سمي الخليل خليلاً
وهذا هو السر الذي لأجله – والله أعلم – أُمر الخليل بذبح ولده ، وثمرة فؤاده ، وفلذة كبده ؛ لأنه لما سأل الولدَ فأعطيه : تعلقت به شعبة من قلبه ، والخلة منصب لا يقبل الشِّركة ، والقسمة ، فغار الخليلُ على خليله أن يكون في قلبه موضع لغيره ، فأمره بذبح الولد ؛ ليُخرج المزاحم من قلبه ، فلما وطن نفسه على ذلك ، وعزم عليه عزماً جازماً : حصل مقصود الأمر ، فلم يبق في إزهاق نفس الولد مصلحة ، فحال بينه وبينه ، وفداه بالذبح العظيم ، وقيل له : (يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا) ، أي : عملت عمل المصدق .
(إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) نجزي من بادر إلى طاعتنا ، فنقر عينه ، كما أقررنا عينك بامتثال أوامرنا ، وإبقاء الولد ، وسلامته .
(إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) وهو اختبار المحبوب لمحبه ، وامتحانه إياه ليؤثر مرضاته ، فيتم عليه نعمَه ، فهو بلاء ، محنة ومنحة عليه معاً" انتهى .
"مدارج السالكين" (3/30 ، 31) .

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

النبي الذي حبس الله له الشمس نادرا من يعرفه – قصص انبياء

ذكر في سورة الكهف ولكن لم يذكر اسمه ، هو الفتى الذي كان مع موسى عليه السلام! !

اسمه يوشع بن نون عليه السلام

،خصه الله بكرامة وهي حبس الشمس له عن المغيب ،لم تحبس لبشر غيره؛

هو يوشع بن نون بن أفرانيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السﻼ‌م، وقد ذكره الله تعالى في القرآن بدون ذكر اسمه في قصة موسى والخضر، قال تعالى:وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ [الكهف:60].
وقد جاء تعيينه في صحيح البخاري من رواية أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يوشع بن نون. قال ابن كثير: وقد اتفق أهل الكتاب على نبوته عليه السﻼ‌م.
وقد ذكر المؤرخون أن الله تعالى فتح على يديه بيت المقدس، وقد خصه الله بكرامة لم ينلها غيره، وهي حبس الشمس له، روى اﻹ‌مام أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشمس لم تحبس لبشر إﻻ‌ ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس.
قال ابن كثير في البداية والنهاية: ولما استقرت يد بني إسرائيل على القدس استمروا فيه وبين أظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم بكتاب الله التوراة حتى قبضه الله إليه وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة، فكان مدة حياته بعد موسى سبعا وعشرين سنة.

خرج يوشع بن نون ببني إسرائيل من التيه، بعد أربعين سنة، وقصد بهم اﻷ‌رض المقدسة. ,كانت هذه اﻷ‌ربعين سنة -كما يقول العلماء- كفيلة بأن يموت فيها جميع من خرج مع موسى عليه السﻼ‌م من مصر، ويبقى جيل جديد تربى على أيادي موسى وهارون ويوشع بن نون، جيل يقيم الصﻼ‌ ويؤتي الزكاة ويؤمن بالله ورسله. قطع بهم نهر اﻷ‌ردن إلى أريحا، وكانت من أحصن المدائن سورا وأعﻼ‌ها قصورا وأكثرها أهﻼ‌. فحاصرها ستة أشهر.

وروي في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ‏(غزا نبي من اﻷ‌نبياء فقال لقومه ﻻ‌ يتبعني رجل قد ملك ‏ ‏بضع ‏ ‏امرأة وهو يريد أن ‏ ‏يبني ‏ ‏بها ولما ‏ ‏يبن ‏ ‏وﻻ‌ آخر قد بنى بنيانا ولما يرفع سقفها وﻻ‌ آخر قد اشترى غنما أو ‏ ‏خلفات ‏ ‏وهو منتظر وﻻ‌دها قال فغزا ‏ ‏فأدنى ‏ ‏للقرية ‏ ‏حين صﻼ‌ة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس أنت مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه قال فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار لتأكله فأبت أن ‏ ‏تطعمه ‏ ‏فقال فيكم ‏ ‏غلول ‏ ‏فليبايعني من كل قبيلة رجل فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال فيكم ‏ ‏الغلول ‏ ‏فلتبايعني قبيلتك فبايعته قال فلصقت بيد رجلين أو ثﻼ‌ثة فقال فيكم ‏ ‏الغلول ‏ ‏أنتم ‏ ‏غللتم ‏ ‏قال فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب قال فوضعوه في المال وهو ‏ ‏بالصعيد ‏ ‏فأقبلت النار فأكلته فلم تحل الغنائم ﻷ‌حد من قبلنا ذلك بأن الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا) ويرى العلماء أن هذا النبي هو يوشع بن نون، فقد كان اليهود ﻻ‌ يعملون وﻻ‌ يحاربون يوم السبت، وعندما خشي أن يذهب النصر إذا توقف اليهود عن القتال، فدعى الله أن يحبس الشمس. واخْتـُلِفَ في حبس الشمس المذكور هنا, فقيل: ردت على أدراجها, وقيل: وقفت ولم ترد, وقيل: أبطئ بحركتها, وكل ذلك من معجزات النبوة .

هنا مقطع للشيخ نبيل العوضي يحكي قصته ؛

[YOUTUBE]HnOZpSspaCg[/YOUTUBE]

وصل اللهم وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين؛

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

أدب السلف الصالح – قصص انبياء


[BACKGROUND="100 #CCCCCC"]

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

& أدب السلف الصالح (قصة قصيرة) &

لاشك في معرفة الكثير منا للإمام حاتم بن عنوان أبوعبدالرحمن والمعروف ب "حاتم الأصم".
ولكن الكثير منا قد يغيب عنه سبب تسمية هذا الإمام (بالأصم) و هذا هو المقصود من القصة.
يقول فريد الدين العطارالنيسابوري مؤلف كتاب "تذكرة الأولياء" (فقد جاءت إليه امرأة (أي جاءت للإمام حاتم) ذات يوم وسألته عن مسألة فخرج منها صوت فقال لها حاتم : ارفعي صوتك فإنني أصم كي لا يخجلها, فرفعت المرأة العجوز صوتها فأجابها في تلك المسألة. وكانت العجوز قد عمرت ما يقرب من خمسة عشر عاماً جعل نفسه فيها أصم حتى لا يقول شخص للعجوز أنه ليس كذلك. ولما توفيت أجاب ذا الصوت الخفيض حينئذ. وكان قبل ذلك يقول لكل من كان يتحدث معه, أرفع صوتك, ولهذا السبب سمي ب¯"الأصم".
فرضي الله تعالى عن هذا الإمام
و أرضاه ورزقنا كمال الأدب في معاملة خلقه.

[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصة موسى مع الخضر دروس وفوائد وعبر اسلاميات


قصة موسى مع الخضر
دروس وفوائد وعبر

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ


المقدمة


إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ "(آل عمران: 102).
وقال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "(النساء: 1)
وقال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "(الأحزاب: 70، 71)
أما بعد:
إن أحسن الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.

ثم أما بعد:
فقد كانت قصة موسى مع الخضر عليهما السلام من روائع القصص بما احتوته من غرائب الأخبار ، وعجائب الأمور ، وبرز فيها جليا علم الله المسبق لكل الحوادث ، والذي يحيط بكل شيء .
وتجلت فيها قدرة الله تعالى من أولها لآخرها ، لتكون تسلية وتعليما لموسى عليه السلام ، ومعجزة للخضر عليه السلام الذي نرجح نبوته .
والجميل في القصة أنها جاءت في أوثق المصادر على الإطلاق التي لا يتطرق إليها شك ، ولا يدخل فيها ريب : القرآن الكريم كلام رب العالمين ، وصحيح السنة النبوية كلام رسوله الأمين عليه الصلاة وأتم التسليم.
وقد كان أكثر من كتب في هذه القصة يركز اهتمامه على ما جاء في كتاب الله تعالى ، ليعطينا من الآيات الدروس والعبر ، وقد أبدع العلماء في ذلك حقيقة.
وأحببت أن أطرق الموضوع من جانب السنة ، لأنها جاءت بزيادات وتوضيحات لم يأت بها القرآن الكريم .
وفي السنة الخير العظيم فهي المصدر الثاني من مصادر التشريع بعد القرآن الكريم.
فقد جمعت الروايات الواردة في القصة (خصوصا من الصحيحين) ، وجعلتها في حديث واحد ، ثم فسرت غريب الحديث ، وذكرت بعدها الدروس والفوائد.
وتتميما للفائدة ذكرت بعض الأحاديث الواردة في يوشع بن نون عليه السلام لأنه من أبطال هذه القصة ، ثم حللتها كسابقتها ، وذكرت منها الدروس والفوائد.
فأسأل الله تعالى أن يجعل لهذا العلم القبول ، وأن ينفع به قارئه ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
ونطلب من كل من يقرأ هذا البحث أن يخصنا بدعوة في ظهر الغيب ، فإني أفقر الناس إلى الله تعالى .

غانم غانم
إمام مسجد ديرابزيع /رام الله /فلسطين
والمدرس في مدارس نور الهدى التطبيقية الإسلامية
16/5/1437ه


نص الحديث:
عن سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: إِنَّ نَوْفًا الْبِكَالِىَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى لَيْسَ بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ .
فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ:
« قَامَ مُوسَى النَّبِىُّ خَطِيبًا فِى بَنِى إِسْرَائِيلَ (وفي رواية أخرى للبخاري: ذَكَّرَ النَّاسَ يَوْمًا حَتَّى إِذَا فَاضَتِ الْعُيُونُ ، وَرَقَّتِ الْقُلُوبُ وَلَّى ، فَأَدْرَكَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ: أَىْ رَسُولَ اللَّهِ هَلْ فِى الأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنْكَ؟ قَالَ: لا).
(وفي رواية مسلم: بَيْنَمَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِى قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَأَيَّامُ اللَّهِ: نَعْمَاؤُهُ وَبَلاَؤُهُ ) ، فَسُئِلَ: أَىُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟
فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ.
فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِى بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ .
قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ بِهِ؟
فَقِيلَ لَهُ: احْمِلْ حُوتًا فِى مِكْتَلٍ فَإِذَا فَقَدْتَهُ فَهْوَ ثَمَّ (وفي رواية أخرى للبخاري: خُذْ نُونًا مَيِّتًا حَيْثُ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ ، فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِى مِكْتَلٍ ، فَقَالَ لِفَتَاهُ: لاَ أُكَلِّفُكَ إِلاَّ أَنْ تُخْبِرَنِى بِحَيْثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ ، قَالَ: مَا كَلَّفْتَ كَثِيرًا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ ) يُوشَعَ بْنِ نُونٍ ).
(وفي رواية مسلم: تَزَوَّدْ حُوتًا مَالِحًا فَإِنَّهُ حَيْثُ تَفْقِدُ الْحُوتَ).
فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقَ بِفَتَاهُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ ، وَحَمَلاَ حُوتًا فِى مِكْتَلٍ ، حَتَّى كَانَا عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا وَنَامَا ، فَانْسَلَّ الْحُوتُ مِنَ الْمِكْتَلِ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ سَرَبًا ، وَكَانَ لِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبًا ، فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِمَا وَيَوْمِهِمَا.
(وفي رواية البخاري الأخرى: فَبَيْنَمَا هُوَ فِى ظِلِّ صَخْرَةٍ فِى مَكَانٍ ثَرْيَانَ ، إِذْ تَضَرَّبَ الْحُوتُ ، وَمُوسَى نَائِمٌ ، فَقَالَ فَتَاهُ لاَ أُوقِظُهُ حَتَّى إِذَا اسْتَيْقَظَ نَسِىَ أَنْ يُخْبِرَهُ ، وَتَضَرَّبَ الْحُوتُ ، حَتَّى دَخَلَ الْبَحْرَ فَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنْهُ جِرْيَةَ الْبَحْرِ حَتَّى كَأَنَّ أَثَرَهُ فِى حَجَرٍ).
فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: آتِنَا غَدَاءَنَا ، لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ، وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى مَسًّا مِنَ النَّصَبِ حَتَّى جَاوَزَ الْمَكَانَ الَّذِى أُمِرَ بِهِ .
فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ : أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّى نَسِيتُ الْحُوتَ(وفي رواية مسلم: وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِى الْبَحْرِ عَجَبًا).
قَالَ مُوسَى: ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِى ، فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ، (وفي رواية مسلم: فَأَرَاهُ مَكَانَ الْحُوتِ قَالَ: هَا هُنَا وُصِفَ لِى ، قَالَ: فَذَهَبَ يَلْتَمِسُ فَإِذَا هُوَ بِالْخَضِرِ مُسَجًّى ثَوْبًا مُسْتَلْقِيًا) فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ إِذَا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ – أَوْ قَالَ: تَسَجَّى بِثَوْبِهِ – (في رواية البخاري الأخرى: فَوَجَدَا خَضِرًا عَلَى طِنْفِسَةٍ خَضْرَاءَ عَلَى كَبِدِ الْبَحْرِ – قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ – مُسَجًّى بِثَوْبِهِ قَدْ جَعَلَ طَرَفَهُ تَحْتَ رِجْلَيْهِ ، وَطَرَفَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ) فَسَلَّمَ مُوسَى .
فَقَالَ الْخَضِرُ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلاَمُ.
فَقَالَ: أَنَا مُوسَى .
فَقَالَ: مُوسَى بَنِى إِسْرَائِيلَ؟
قَالَ: نَعَمْ .
قَالَ: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِى مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا؟
(في رواية البخاري الأخرى: قَالَ أَمَا يَكْفِيكَ أَنَّ التَّوْرَاةَ بِيَدَيْكَ ، وَأَنَّ الْوَحْىَ يَأْتِيكَ).
قَالَ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا ، يَا مُوسَى إِنِّى عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لاَ تَعْلَمُهُ أَنْتَ ، وَأَنْتَ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ لاَ أَعْلَمُهُ .
(وفي رواية مسلم: قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا ، وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ، شَىْءٌ أُمِرْتُ بِهِ أَنْ أَفْعَلَهُ إِذَا رَأَيْتَهُ لَمْ تَصْبِرْ).
قَالَ: سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا ، وَلاَ أَعْصِى لَكَ أَمْرًا.
(في رواية مسلم: قَالَ: فَإِنِ اتَّبَعْتَنِى فَلاَ تَسْأَلْنِى عَنْ شَىْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا).
فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ لَيْسَ لَهُمَا سَفِينَةٌ ، فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُمَا ، فَعُرِفَ الْخَضِرُ ، فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ نَوْلٍ ، فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِى الْبَحْرِ .
فَقَالَ الْخَضِرُ: يَا مُوسَى ! مَا نَقَصَ عِلْمِى وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلاَّ كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِى الْبَحْرِ ، فَعَمَدَ الْخَضِرُ إِلَى لَوْحٍ مِنْ أَلْوَاحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ .
(وفي رواية البخاري الأخرى: حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِى السَّفِينَةِ وَجَدَا مَعَابِرَ صِغَارًا تَحْمِلُ أَهْلَ هَذَا السَّاحِلِ إِلَى أَهْلِ هَذَا السَّاحِلِ الآخَرِ عَرَفُوهُ ، فَقَالُوا عَبْدُ اللَّهِ الصَّالِحُ لاَ نَحْمِلُهُ بِأَجْرٍ ، فَخَرَقَهَا وَوَتَدَ فِيهَا وَتِدًا ).
فَقَالَ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ ، عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا.
قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا.
قَالَ: لاَ تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ ، فَكَانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانًا .
فَانْطَلَقَا فَإِذَا غُلاَمٌ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ بِرَأْسِهِ مِنْ أَعْلاَهُ فَاقْتَلَعَ رَأْسَهُ بِيَدِهِ .
(في رواية مسلم: فَذُعِرَ عِنْدَهَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ذَعْرَةً مُنْكَرَةً).
فَقَالَ مُوسَى: أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ.
قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا؟ – قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَهَذَا أَوْكَدُ – .
(في رواية مسلم: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عِنْدَ هَذَا الْمَكَانِ: « رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى مُوسَى لَوْلاَ أَنَّهُ عَجَّلَ لَرَأَى الْعَجَبَ ، وَلَكِنَّهُ أَخَذَتْهُ مِنْ صَاحِبِهِ ذَمَامَةٌ.
قَالَ: إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَىْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِى قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّى عُذْرًا ، وَلَوْ صَبَرَ لَرَأَى الْعَجَبَ).
فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا ، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ، فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ .
قَالَ الْخَضِرُ بِيَدِهِ فَأَقَامَهُ .
فَقَالَ لَهُ مُوسَى: لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا .
(في رواية مسلم: فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ لِئَامًا فَطَافَا فِى الْمَجَالِسِ فَاسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا).
قَالَ: هَذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ » .
(في رواية مسلم: قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ وَأَخَذَ بِثَوْبِهِ. قَالَ: سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ، أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِى الْبَحْرِ إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، فَإِذَا جَاءَ الَّذِى يُسَخِّرُهَا وَجَدَهَا مُنْخَرِقَةً فَتَجَاوَزَهَا فَأَصْلَحُوهَا بِخَشَبَةٍ ، وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَطُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا وَكَانَ أَبَوَاهُ قَدْ عَطَفَا عَلَيْهِ فَلَوْ أَنَّهُ أَدْرَكَ أَرْهَقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَنْ يُبَدِّلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ، وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ).
قَالَ النَّبِىُّ – صلى الله عليه وسلم – : « يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى ، لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا ».

تخريج الحديث:

رواه البخاري: 122 ، 4449 ، ومسلم: 6315 ، والترمذي: 3149 .

غريب الحديث:

نوف البكالي: هو تابعي من أهل دمشق فاضل عالم لا سيما بالإسرائيليات ، وكان ابن امرأة كعب الأحبار.
كذب عدو الله: أي أخبر بما هو خلاف الواقع ، ومراد ابن عباس رضي الله عنهما الزجر والتحذير لا المعنى الحقيقي لهذه العبارة .
فعتب: لم يرض منه بذلك وأصل العتب المؤاخذة .
بمجمع البحرين: ملتقى البحرين ، وفي تسمية البحرين أقوال . (قلت: والأظهر أن البحر المقصود به هنا هو البحر الأحمر ).
نونا: حوتا.
مكتل: وعاء يسع خمسة عشر صاعا .
فانسل: خرج برفق وخفة .
سربا: مسلكا يسلك فيه .
ثريان: من الثرى ، وهو التراب الذي فيه نداوة .
تضرب: اضطرب.
نصبا: تعبا .
مسا: أثرا.
مسجى: مغطى .
طنفسة: فراش صغير.
كبد البحر: وسطه .
وأنى بأرضك السلام: كيف تسلم وأنت في أرض لا يعرف فيها السلام ، بمعنى: من أين يأتي السلام في هذه الأرض؟
نول: أجر .
معابر: جمع معبرة ، وهي: السفينة الصغيرة .
وتد: جعل فيها وتدا وهو ما رز في الأرض أو الحائط من خشب .
فعمد: قصد .
الأولى: المسألة الأولى .
زكية: طاهرة لم تذنب .
وهذا أوكد: أي قوله: ألم أقل لك ، لزيادة لك فهذا أوكد في العتاب .
الذمامة : الحياء والإشفاق من الذم واللوم.
استطعما: طلبا طعاما .
ينقض: يكاد يسقط .
قال الخضر بيده: أشار بها .
من أمرهما: ممن الأعاجيب والغرائب.
تعليقات البغا على صحيح البخاري: 1/ 56 ، 4/ 1754 .

فوائد الحديث:

1- قصة موسى مع الخضر من روائع القصص الورادة في كتاب الله وفي صحيح السنة المطهرة ، وقد زادت السنة على ما ذكر في القرآن بمعلومات إضافية.
2- على العالم أن يفصل النزاع بين المختلفين ، فقد فصل ابن عباس من حديث أبي بن كعب الخلاف في موسى هل هو موسى بني إسرائيل أم غيره.
3- واجب الخطيب أن يعظ الناس المواعظ البليغة المؤثرة التي تقودهم إلى العمل ، كما هو منهج الأنبياء وكما هو واضح من وعظ موسى عليه السلام للناس ، فلنتأس بهم ولنمش على خطاهم ، وهذا يحتاج إلى صدق مع الله ، والتسلح بالعلم النافع ، فلو تكلم الخطيب بكل فصاحة وبلاغة وبيان وليس في حياته العمل ، فلا يكون لكلامه أثر.
4- يبدو أن الرجل الذي لحق بموسى وسأله قد أعجب بخطبته وكلامه ، فظن أنه أعلم أهل الأرض.
5- ليس في الحديث ما يدل أن موسى عليه السلام كان متكبرا ، سيما وأنه من أولي العزم من الرسل ، وهو كليم الله ، ونزلت عليه التوراة ويعده العلماء في المرتبة الثالثة بين الأنبياء والمرسلين بعد سيدهم محمد وأبوهم إبراهيم عليهما الصلاة والسلام ، ومن كانت هذه حاله فلا يكون عنده شيء من الكبر.
6- وما يدلل على عدم كبر موسى أنه كان هو المبادر للقاء العبد الصالح ، مع أنه تكبد المشاق في طلبه ، ولم يتكبر أبدا.
7- ينبغي لمن سئل مثل هذا السؤال: أي الناس أعلم ؟ أن يقول: الله أعلم.
8- فضل الرحلة في طلب العلم ، فقد رحل إليه الأنبياء والمرسلون.
9- استحباب تعلم العالم ممن هو أعلم منه ، لأن العلم بحر لا ساحل له.
10- مشروعية خدمة أهل الفضل والعلم فقد خدم يوشع بن نون موسى في رحلتهما في طلب العلم.
11- مشروعية حمل الزاد والطعام في السفر كما فعل موسى وتلميذه يوشع بن نون عليهما الصلاة والسلام.
12- معجزة موسى في هذه الرحلة: الحوت المشوي الذي أحياه الله ليكون دليلا على مكان الخضر عليهما السلام.
13- في إحياء الله للحوت المملح الميت دليل محسوس مشاهد على البعث ، شاهده تلميذ موسى يوشع بن نون ، ونحن نؤمن بما جاء به الله في كتابه.
14- مشروعية إخبار الرجل عن تعبه وإرهاقه ، فقد قال موسى: " لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا " ، ومثلها أن يخبر الرجل عن آلام مرضه دون تسخط على القدر.
15- جواز النسيان في حق الأنبياء ، فقد نسي موسى ويوشع أمر الحوت حتى جازوا المكان .
16- يظهر صبر المعلم على تلميذه في موقف موسى مع تلميذه حينما أخبره أنه نسي أن يخبره عن أمر الحوت ، مع أن هذا كلفهما سفرا طويلا زائدا ، وظهر صبر المعلم أيضا : في موقف الخضر حيث أعطاه أكثر من فرصة وصبر على احتجاجاته.
17- قبول عذر الناسي من شيم الصالحين ، لأنه لا حيلة له في النسيان.
18- ومن أدب طالب العلم أن يخبر المعلم بصبره عليه ، فقد أخبر موسى الخضر بصبره على العلم الذي يحمله.
19- معلم موسى هو الخضر كما أخبر بذلك الحديث ، وقد سمي الخضر خضرا لأنه جلس على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء ، وقد ورد ذلك في حديث أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِنَّمَا سُمِّىَ الْخَضِرُ أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ فَإِذَا هِىَ تَهْتَزُّ مِنْ خَلْفِهِ خَضْرَاءَ » رواه البخاري: 3221 .
20- الظاهر أن تلك البلاد التي كان يجلس فيها الخضر كانت مطبقة بالكفر ، لذا استغرب أن يكون من أهل هذه البلاد من يرد السلام.
21- الخضر بشر لا يعلم الغيب بدليل أنه طلب من موسى أن يعرفه بنفسه.
22- العلم الذي يملكه الخضر يختلف عن كل علم ، فهو علم خاص آتاه الله للخضر عليه السلام.
23- ليس كل ما يظن الإنسان أنه قادر على فعله يفعله ، فقد أخبر موسى الخضر أنه قادر على تحمل العلم الذي يملكه ، ولكنه لم يصبر.
24- يستحب لمن هم بشيء أن يقول: إن شاء الله ، فقد قال موسى عليه السلام للخضر: إن شاء الله .
25- من الأوصاف العظيمة لعلم الله تعالى ما قاله الخضر لموسى عندما رأى الطائر يأخذ من الماء: ما علمي وعلمك في جنب علم الله إلا كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر ، وهذا من تعظيم الخضر لله تعالى.
26- ينبغي لمن رأى المنكر أن ينكره كما أنكر موسى أفعال الخضر عليهما السلام ، وظن أنها منكر.
27- جواز نقض العهد عند رؤية المنكر ، فقد شرط الخضر على موسى وتعهد عليه أن لا يحتج على شيء يراه ، ولكن موسى نقضه عند رؤية المنكر.
28- الحكم بالظاهر حتى يتبين خلافه.
29- يزيد في الجرم إساءة المرء لمن أحسن إليه ، كما ظن موسى أن الخضر قد أساء إلى أصحاب السفينة الذين حملوهم من غير نول.
30- جواز ارتكاب أخف الضررين لتفويت أشدهما ، كما فعل الخضر عليه السلام مع السفينة ، فلو لم يخرقها لأخذها الملك الظالم .
ويندرج تحت هذا: فساد بعض الشيء لإصلاح معظمه كما يقطع الطبيب يد المريض خوفا من سريان المرض إلى بقية جسمه وبالتالي ربما موته.
31- جواز ركوب البحر كما فعل موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام.
32- جواز إجارة السفينة وركوبها.
33- الفقير أفقر من المسكين ، بدليل أن الله قدمه في آية الصدقات في سورة التوبة (إنما الصدقات للفقراء والمساكين)(التوبة : ٦٠ ) .
وكذا بين سبحانه في هذه الآيات أن المساكين يملكون سفينة ، فالمسكين يملك بعض المال ولكنه لا يكفي لقضاء حاجاته.
34- الأصل في وظيفة الملوك الحفاظ على الرعية وممتلكاتهم ، لا سرقة مقدراتهم والتضييق عليهم في أرزاقهم.
35- أنكر موسى الفعل الثاني للخضر أكثر من إنكاره للأول ، لذا اختلف اللفظ القرآني في التعبير ، فقال في الأولى: إمرا ، وفي الثانية: نكرا ، وكان رد الخضر مشابها في الإنكار على عدم صبر موسى على هذا العلم ، فقال في الأولى: ( ألم أقل إنك ) ، وقال في الثانية: ( ألم أقل لك إنك ) ، وفي هذا تدرج في شدة الاحتجاج .
36- لا يرضى الأب الصالح لأولاده أن يكونوا طالحين ، بل يزيده ذلك تعبا وإرهاقا.
37- العبرة بصلاح الأبناء لا بعددهم كما يهتم الناس في هذا الزمان.
38- أحيانا يكون موت الابن الضال راحة لوالديه وفرجا لهما.
39- مشروعية طلب القوت من الناس عند الحاجة إليه ، ولا يعد هذا من السؤال المذموم.
40- يصح إطلاق البخل على أهل القرية جميعا إذا كان أكثر أهلها بخلاء ، وكذلك الصلاح إذا كان أكثر أهلها صالحين.
41- إقامة الخضر للجدار دون أن يطلب منه أحد يدل على أن المؤمن راغب في الأجر وفعل الخير ولو لم يكن أجرة على ذلك ، لأن الأجر الأعظم من الله تعالى.
42- صلاح الآباء ينفع الأبناء كما حصل مع الأيتام ، والشواهد على ذلك في الحياة المعاصرة : قصص لا تعد ولا تحصى.
43- إخفاء الرجل الصالح للمال يدل على جواز كنز المال وتوفيره ، وهذا في حق أي مسلم بشرط أن يؤدي زكاة ماله.
44- قصور العلم البشري عن معرفة أمور كثيرة ، فقد ظن موسى أن ما فعله الخضر شرا ، فتبين له أنه خير كله .
45- على طالب العلم أن يتريث في الإنكار على معلمه لعله أن يكون مصيبا .
46- تأويل ما لا يفهم ظاهره من الأقوال والأفعال والحركات.
47- ظهر في القصة أدب جم مع الله تعالى في عدة مواقف ، فقد قال تلميذ موسى له وهو يحدثه عن نسيانه لأمر الحوت : (فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان ) ( الكهف: ٦٣ ) ، فقد نسب النسيان إلى الشيطان.
وقال الخضر لموسى وهو يحدثه عن أمر السفينة: (فأردت أن أعيبها) (الكهف: ٧٩ ) فقد نسب العيب إلى نفسه ، بينما نسب الخير إلى الله تعالى في أمر الجدار والكنز الذي تحته: (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما) ( الكهف: ٨٢ ) .
48- قبول خبر الواحد في العقيدة ، فقد قبل ابن عباس خبر أبي بن كعب وهو يحدثه عن أخبار الأنبياء ، وأخبار الأنبياء من عالم الغيب الذي هو جزء من العقيدة ، فلا أدري كيف يزعم البعض أنه لا يقبل خبر الواحد في العقائد ، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم الآحاد من المسلمين يبلغون الناس عقيدة التوحيد.
49- وجوب التسليم لكل ما جاء به الشرع ، وإن لم تظهر بعض حكمته للعقول.
50- يفعل الله في ملكه ما يشاء ويحكم في خلقه ما يريد.
51- الراجح أن الخضر عليه السلام نبي ، والأدلة على ذلك كثيرة ، نوجزها في الأمور الآتية:
أ‌- قوله تعالى:(فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا..)(الكهف: ٦٥) .
والراجح أن الرحمة هنا رحمة النبوة ، فالأفعال الثلاثة فعلها رحمة من الله تعالى ، وقد وردت الرحمة في كتاب الله تعالى بمعنى النبوة ، قال تعالى: (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ﯘ أهم يقسمون رحمة ربك) ( الزخرف: ٣١ – ٣٣ ) .

فقد احتج الكفار أن يكون القرآن قد نزل على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فلو أنه نزل على عظيم مكة: الوليد بن المغيرة أو عظيم الطائف: عروة بن مسعود الثقفي ، فرد الله تعالى عليهم : هذا ليس شأنكم ، فالنبوة رحمة من الله يؤتيها من يشاء من عباده.
ب‌- قال تعالى: (وعلمناه من لدنا علما)(الكهف: ٦٥) ، فالعلم اللدني في هذه الآية هو علم النبوة ، ولو قلنا بعدم نبوته لفتحنا المجال لكل مبطل (خصوصا من غلاة الصوفية) أن يدعي أنه يأتيه علم لدني من الله ، وأنه يسمح له مالا يسمح لغيره من الأفعال ، من فعل المنكرات والمنهيات ، وترك المأمورات ثم يدعي الخيرية فيها.
ت‌- ثم إن موسى سيد أنبياء بني إسرائيل ما كان له أن يتعلم إلا من نبي مثله ، وكيف يستسلم موسى عليه السلام لهذا الرجل لو لم يكن نبيا.
ث‌- من أكبر أفعال الخضر التي تدل على نبوته في القصة : قتل الغلام ، فكيف يقتل نفس طفل زكية ، ثم يدعي أنه عندما يكبر سيكون كافرا ، فهذا محال لرجل أن يدعي أن يعرف بالغيب إلا أن يكون نبيا يأتيه وحي من الله تعالى.
ج‌- ختم الخضر القصة بما يدل صراحة على نبوته وأنه يتلقى الوحي والأوامر من الله تعالى ، قال تعالى: (وما فعلته عن أمري)(الكهف: ٨٢).
ومع كل هذا من أنكر نبوته فلا يكفر ، لوجود الخلاف بين العلماء في ذلك.

الراجح
أن تلميذ موسى يوشع بن نون نبي

وقد رجحنا نبوته بالجمع بين حديثين:
الأول: يبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس قد حبست لنبي من الأنبياء ولم يسم هذا النبي.
وفي الثاني: بين أن الشمس لم تحبس لأحد إلا ليوشع بن نون ، فيكون اسم النبي المبهم في الأول هو يوشع بن نون عليه السلام.
ومما لا شك فيه أن يوشع بن نون هو فتى موسى عليه السلام الذي صحبه في القصة المشهورة في سورة الكهف ، وقد جاء اسمه صريحا في الحديث الصحيح الذي سبق في قصة موسى مع الخضر.


الحديث الأول:
عن أَبُي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:
« غَزَا نَبِىٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لاَ يَتْبَعْنِى رَجُلٌ قَدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِىَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ ، وَلاَ آخَرُ قَدْ بَنَى بُنْيَانًا وَلَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَهَا ، وَلاَ آخَرُ قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ مُنْتَظِرٌ وِلاَدَهَا.
قَالَ: فَغَزَا فَأَدْنَى لِلْقَرْيَةِ حِينَ صَلاَةِ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: أَنْتِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَىَّ شَيْئًا.
فَحُبِسَتْ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، قَالَ: فَجَمَعُوا مَا غَنِمُوا ، فَأَقْبَلَتِ النَّارُ لِتَأْكُلَهُ فَأَبَتْ أَنْ تَطْعَمَهُ.
فَقَالَ: فِيكُمْ غُلُولٌ ، فَلْيُبَايِعْنِى مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ.
فَبَايَعُوهُ فَلَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ ، فَلْتُبَايِعْنِى قَبِيلَتُكَ ، فَبَايَعَتْهُ.
قَالَ: فَلَصِقَتْ بِيَدِ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ ، أَنْتُمْ غَلَلْتُمْ.
قَالَ: فَأَخْرَجُوا لَهُ مِثْلَ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، قَالَ: فَوَضَعُوهُ فِى الْمَالِ وَهُوَ بِالصَّعِيدِ ، فَأَقْبَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهُ ، فَلَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لأَحَدٍ مِنْ قَبْلِنَا ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا فَطَيَّبَهَا لَنَا ».


الحديث الثاني:
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :
« إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلاَّ لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ».

تخريج الحديثين:

الأول: رواه البخاري: 2956 ، ومسلم: 4653 .
والثاني: رواه أحمد: 8538 ، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة : 202.

غريب الحديث:

ملك بضع امرأة: عقد عليها عقد زواجه وأصبح يملك أن يجامعها ، ويطلق البضع على الجماع وعلى الفرج .
لما يبني بها: لم يدخل عليها وتزف إليه ، لكن التعبير بـ ( لما ) يشعر بتوقع ذلك .
خلفات: جمع خلفة وهي الناقة الحامل .
مأمورة: بالغروب .
مأمور: بالقتال قبل الغروب ، وقيل: كانت ليلة سبت ومحرم عليهم القتال يوم السبت وليلته .
احبسها عنا: امنعها من الغروب ، واختلفوا في حبس الشمس هنا ، فقيل : ردت على أدراجها ، و قيل : وقفت ، و قيل : بطئت حركتها . و كل ذلك محتمل.
تطعمها: أي تحرقها .
الغلول: السرقة من الغنيمة ، أي: إن أحدا أخذ منها بغير حق .
لزقت: التصقت.
رأس بقرة: أي قدره ، أو كصورته من ذهب.
رأى ضعفنا وعجزنا: قلة مالنا عن سد حاجات الجهاد فرحمنا بحلها لنا.
تعليقات البغا على صحيح البخاري: 3/ 1136 ، السلسلة الصحيحة: تحت الحديث رقم: 202 ، صحيح القصص النبوي: ص114 .

فوائد حديث يوشع:

1- في الحديث فضل نبي الله موسى بأن تربى على يديه أمثال يوشع بن نون ، وهذه ميزة المعلم الناجح في تربيته للأجيال.
2- فضل يوشع بن نون عليه السلام حيث كان نبيا فذا عارفا في فنون القتال دارسا لأسباب النصر والهزيمة.
3- تحتاج قيادة الجيوش إلى خبرة بطبائع النفوس ، فليس كل مقاتل يصلح أن يقود جيشا.
4- الجهاد مفروض على الأمم السابقة كما فرض على هذه الأمة ، وما تركت أمة الجهاد إلا ذلت.
5- كان في بني إسرائيل رجال صالحون يقاتلون في سبيل الله.
6- ثبوت نبوته عليه السلام كما أشرنا بالجمع بين الحديثين.
7- ينبغي الاهتمام بنوعية المجاهدين في القتال لا بالكم.
8- ينبغي على القائد الناجح أن يستبعد من تعلقت نفوسهم بالدنيا للجهاد في سبيل الله ، لأن التعلق بالدنيا من أسباب الهزيمة ، ولو خرج أمثال هؤلاء ما زادوا الجيش إلا خبالا.
9- يبدو أن الأمور الدنيوية التي كانت تشغل بال الناس في عصرهم قد حصرها النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أصناف ، من عقد نكاحه وهو يريد الزواج ، والمشغول ببناء البيت ، ومن ينتظر ولادة نوقه ، ولكن لو قارنا ذلك بالمشغلات الدنيوية اليوم لما وجدنا لها حصرا.
10- فتن الدنيا تدعو النفس إلى الهلع و محبة البقاء ، كمن تعلقت نفسه بالزوجة والبيت والمال.
11- يستفاد من الحديث الرد على من قدم بعض الطاعات كالحج على الزواج ، فهذا جهاد مفروض ولم يقدمه هذا النبي على الزواج ، لأن النفس تتعلق بالنساء كثيرا ، فينبغي عفتها.
12- الإيمان العظيم يصنع الكثير ، فقد دعا هذا النبي ربه بأن يوقف غروب الشمس ، فوقفت بأمر الله ، وهذا في حد ذاته معجزة من معجزات هذا النبي.
13- كانت الغنائم تأكلها النار قبل بعثة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.
14- عدم أكل النار لغنائم يعني أن الله غير راض عن هذا الجيش وصنيعه ، وأن من الجيش من سرق من أرض المعركة.
15- تحدث معجزة أخرى لهذا النبي عليه السلام بأن لصقت يد الرجال الذين سرقوا من الغنيمة فعرفهم ، وأتوا بقطعة كبيرة من الذهب مصنوعة على شكل رأس بقرة.
16- الذهب كان موجودا من عهد الأنبياء الأوائل ، والقرون الأولى.
17- الثلة القليلة من ضعاف الإيمان في صفوف الجيش لا تمنع نزول النصر من السماء ، ولكن لا بد من كشفها وتربيتها على الإيمان.
18- فضل أمة محمد على غيرها من الأمم حيث أحل الله لها الغنائم ، وهذا من خصوصيات هذه الأمة المرحومة.
19- في الحديث تأكيد أن مثل هذه المعجزة لم يعطها نبي من الأنبياء ، فلم تحبس الشمس على أحد إلا على يوشع عليه السلام.

الخاتمة

وفي الختام نسأل الله أن ينفعنا بهذا العلم ، وأن نأخذ الدروس والعبر من أمثال هذه القصة ، لنتزود لدعوتنا ، ونأخذ لمسيرتنا كل ما فيه خير وصلاح.
ففي قصصهم عبرة ، وفي حياتهم تذكرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.








لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

مقام إبراهيم وأثر الأقدام الموجودة عليه في الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل الأثر الذي في مقام إبراهيم هو أثر قدمي إبراهيم عليه الصلاة والسلام أم لا ؟.

الحمد لله
مقام إبراهيم هو " الحجر الذي كان يقف عليه لما ارتفع البناء عن قامته فوضع له ولده هذا الحجر المشهور ليرتفع عليه لما تعالى البناء … وقد كانت آثار قدمي الخليل عليه السلام باقية في الصخرة إلى أول الإسلام " اهـ من البداية والنهاية (1/163) .
قال ابن حجر : الْمُرَاد بِمَقَامِ إِبْرَاهِيم الْحَجَر الَّذِي فِيهِ أَثَر قَدَمَيْهِ اهـ .
وقال ابن كثير :
"وكانت آثار قدميه ظاهرة فيه ولم يزل هذا معروفا تعرفه العرب في جاهليتها ، وقد أدرك المسلمون ذلك فيه أيضا ، كما قال أنس بن مالك : رأيت المقام فيه أصابعه عليه السلام وأخمص قدميه .
غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم .
وروى ابن جرير عن قتادة أنه قال : ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) إنما أمروا أن يصلوا عنده ، ولم يؤمروا بمسحه ، وقد تكلفت هذه الأمة شيئا ما تكلفته الأمم قبلها . ولقد ذَكَرَ لنا من رأى أثر عقبه وأصابعه فيه فما زالت هذه الأمة يمسحونه حتى انمحى اهـ . من "تفسير ابن كثير" (1/117) .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
لا شك أن مقام إبراهيم ثابت وأن هذا الذي بني عليه الزجاج هو مقام إبراهيم ، لكن الحفر الذي فيه لا يظهر أنها أثر القدمين ، لأن المعروف من الناحية التاريخية أن أثر القدمين قد زال منذ أزمنة متطاولة ، ولكن حفرت هذه أو وضعت للعلامة فقط ، ولا يمكن أن نجزم بأن هذا الحفر هو موضع قدمي إبراهيم عليه الصلاة والسلام اهـ .
الإسلام سؤال وجواب

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

هكذا تفعل الدنيا بأهلها فاعبروها ولا تعمروها في الاسلام

"يروى أن عيسى بن مريم عليه السلام
كان بصحبته رجل من اليهود وكان معهما(مع اليهودي) ثلاثة أرغفة من الخبز،
ولما أرادا أن يتناولا طعامهما وجد عيسى أنهما رغيفان فقط ،
فسأل اليهودي: أين الرغيف الثالث ، فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين فقط.
لم يعلق نبي الله وسارا معاً
حتى أتيا رجلاً أعمى فوضع عيسى عليه السلام
يده على عينيه ودعا الله له فشفاه الله عز وجل
ورد عليه بصرَه , فقال اليهودي متعجباً: سبحان الله !
وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة أخرى:بحق من شافا هذا الأعمى ورد عليه بصره
أين الرغيف الثالث، فرد: والله ما كانا إلا اثنين.
سارا ولم يعلق سيدنا عيسى على الموضوع حتى أتيا نهرا كبيرا،
فقال اليهودي : كيف سنعبره؟ فقال له النبي: قل باسم الله واتبعني ،
فسارا على الماء ، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله!
وهنا سأل عيسى صاحبه اليهودي مرة ثالثة :بحق من سيرنا على الماء أين الرغيف الثالث؟ فأجاب : والله ما كانا إلا اثنين.
لم يعلق سيدنا عيسى وعندما وصلا الضفة الأخرى
جمع عليه السلام ثلاثة أكوام من التراب ثم دعا الله أن يحولها ذهباً ،
فتحولت الى ذهب، فقال اليهودي متعجبا: سبحان الله لمن هذه الأكوام من الذهب؟؟!
فقال عليه السلام: الأول لك، والثاني لي ، وسكت قليلا ، فقال اليهودي: والثالث؟؟؟؟؟؟فقال عليه السلام: الثالث لمن أكل الرغيف الثالث! ، فرد بسرعة: أنا الذي أكلته!!!! فقال سيدنا عيسى : هي كلها لك ، ومضى تاركاً اليهودي غارقاً في لذة حب المال والدنيا.
بعد أن جلس اليهودي منهمكا بالذهب لم يلبث إلا قليلا حتى جاءه ثلاثةُ فرسان ،
فلما رأوا الذهب ترجلوا ، وقاموا بقتله شر قتلة مسكين!!!!
مات ولم يستمتع به إلا قليلا! بل دقائق معدودة!!!
سبحانك با رب!! ما أحكمك وما أعدلك!!
بعد أن حصل كل واحد منهم على كومة من الذهب
بدأ الشيطان يلعب برؤوسهم جميعا ، فدنا أحدهم من أحد صاحبيه
قائلا له: لم لا نأخذ أنا وأنت الأكوام الثلاثة ونزيد نصف كومة إضافية
بدلا من توزيعها على ثلاثة، فقال له صاحبه: فكرة رائعة!!!
فنادوا الثالث وقالوا له : ممكن تشتري لنا طعاما لنتغدى قبل أن ننطلق؟؟؟؟
فوافق هذا الثالث ومضى لشراء الطعام؟
وفي الطريق حدثته نفسه فقالت له:
لم لا تتخلص منهما وتظفر بالمال كله وحدك؟؟؟؟؟؟ إنها حقا فكرة ممتازة!!!
فقام صاحبُنا بوضع السم في الطعام ليحصل على المال كله !!!
وهو لا يعلم كيد صاحبيه له!!! ،
وعندما رجع استقبلاه بطعنات في جسده حتى مات،
ثم أكلا الطعام المسموم فما لبثا أن لحقا بصاحبيهما وماتا وماتوا جميعاً.
وعندما رجع نبي الله عيسى عليه السلام وجد أربعة جثث ملقاة على الأرض ووجد الذهب وحده ، فقال: هكذا تفعل الدنيا بأهلها فاعبروها ولا تعمروها

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصة اليسع عليه السلام اسلاميات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من أنبياء بنى اسرائيل قصة اليسع عليه السلام
وقد ذكره الله تعالى مع الأنبياء في سورة الأنعام في قوله {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلّاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ}. وقال تعالى في سورة ص: {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنْ الأَخْيَارِ}.
قال ابن إسحاق: عن قتادة، عن الحسن، قال:
كان بعد إلياس اليسع عليه السلام، فمكث ما شاء الله أن يمكث يدعوهم إلى الله مستمسكاً بمنهاج إلياس وشريعته حتى قبضه الله عز وجل إليه ثم خلف فيهم الخلوف وعظُمت فيهم الأحداث والخطايا وكثرت الجبابرة وقتلوا الأنبياء، وكان فيهم ملك عنيد طاغ، ويقال إنه الذي تكفل له ذو الكفل إن هو تاب ورجع دخل الجنة فسمي ذا الكفل.
قال محمد بن إسحاق هو اليسع بن أخطوب.
وقال الحافظ ابن عساكر: اليسع وهو الأسباط بن عدي بن شوتلم بن أفرايم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل.
ويقال هو ابن عم إلياس النبي عليهما السلام ويقال كان مستخفياً معه بجبل قاسيون من ملك بعلبك ثم ذهب معه إليها، فلما رفع إلياس خلفه اليسع في قومه ونبأه الله بعده
قال ابن جرير وغيره: ثم مرج أمر بني إسرائيل، وعظمت منهم الخطوب والخطايا، وقتلوا من قتلوا من الأنبياء، سلط الله عليهم بدل الأنبياء ملوكاً جبارين، يظلمونهم ويسفكون دماءهم، وسلط الله عليهم الأعداء من غيرهم أيضاً، وكانوا إذا قاتلوا أحداً من الأعداء يكون معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان، كما تقدم ذكره، فكانوا يُنصرون ببركته، وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية مما ترك آل موسى وآل هارون.
فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزة وعسقلان غلبوهم وقهروهم على أخذه فانتزعوه من أيديهم، فلما علم بذلك ملك بني إسرائيل في ذلك الزمان مالت عنقه فمات كمداً.
وبقي بنو إسرائيل كالغنم بلا راع حتى بعث الله فيهم نبياً من الأنبياء يقال له شمويل، فطلبوا منه أن يقيم لهم ملكاً ليقاتلوا معه الأعداء، فكان من أمرهم ما سنذكره مما قص الله في كتابه.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

خصائص الأنبياء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
…………………………………….

سلسلة لطائف المعارف [خصائص الأنبياء] – للشيخ : ( صالح بن عواد المغامسي )
لقد اصطفى الله الأنبياء والمرسلين من بين البشر، وأمرهم بتبليغ رسالته ووصيته، وأيدهم بمعجزاته، ونصرهم فكانوا هم الغالبين، وجعلهم أئمة مهديين، يدعون الناس إلى كل خير، ويحذرونهم من كل شر، ويدلون إلى الجنة بإذن ذي المنة، وقد خصهم الله بخصائص، وميزهم بأشياء لا يشاركون فيها أحداً غيرهم، فصلى الله وسلم وبارك عليهم أجمعين.
من خصائص الأنبياء والمرسلين

الأولى خصيصة الوحي
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفى أثره، واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد:فهذا لقاء متجدد أيها المباركون! من برنامجكم: لطائف المعارف، وحلقة هذا اليوم تحمل عنوان: خصائص الأنبياء، ونحن ندرك جميعاً أن أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم سادة الخلق، والدعاة إلى الحق، والله جل وعلا اختارهم واصطفاهم واجتباهم وفضلهم على العالمين، والأنبياء المذكورون في القرآن 25 نبياً ورسولاً.قال الله جل وعلا في الأنعام: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ [الأنعام:83-86].وسبعة آخرون غير الذي ذكرناهم وذكرهم الله في هذه الآيات المباركات من الأنعام، ذكروا في مواطن متفرقة، والذي يعنينا هنا في هذا اللقاء المبارك: خصائص هؤلاء الأنبياء بما ميزهم الله، ولا ريب أن الوحي الذي يأتيهم من السماء أعظم ما ميز الله به أنبياءه، ولقد عرف التاريخ مصلحين لكنهم إنما يستمدون ما يعطونه الناس من تجارب وقراءات وتعليم وهم عرضة للصواب والخطأ، أما أنبياء الله فيتلقون الوحي من السماء، قال تعالى: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:4]، ولذلك هم معصومون كل العصمة فيما يبلغون عن الله، قال تعالى: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ [الحاقة:44-46].فأنبياء الله ورسله يستمدون هذا النور الذي يقولونه للناس، هذا النور العظيم الذي هو الدين والتوحيد والشرائع يتلقونه بواسطة جبريل، والوحي الذي يتنزل على ثلاث صور:إما أن يكلم الملك مباشرة ذلك النبي بالوحي، وإما أن ينفث في روع ذلك النبي ما يريد الله تبليغه إليه، وإما أن يقع وحياً كصلصلة الجرس، قال الله جل وعلا: وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ [الشورى:51]، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً يلقاه جبريل فيعطيه الخبر، وأحياناً يأتيه جبريل كما كان يأتي جبريل كثيراً في صورة دحية الكلبي ، ودحية الكلبي رضي الله عنه كان وسيماً جداً، والملائكة موسومون ومعروفون بالجمال، قال تعالى: إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ [يوسف:31]، ولهذا اختاروا أقربهم إلى هيأتهم، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في مدح جرير بن عبد الله البجلي وكان وسيماً: (عليه مسحة ملك)، هذا تخريج، وتخريج آخر يقول: إن دحية الكلبي كان يكثر الدخول على الملوك، فلهذا اختار جبريل أن يأتي بهيئته، ولا نستطيع أن نجزم؛ لأن هذه معطيات نحكم عليها، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم عن ذلك الوحي الذي ينفث في روعه فقال عليه الصلاة والسلام: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها)، وغاية ما نريد تأصيله ههنا أن الوحي أعظم خصائص الأنبياء، ولهذا أبو بكر وعمر لما زارا أم أيمن رضي الله عنها وأرضاها قالت: إني لأعلم أن ما عند الله لرسوله خير له مما له عندنا، لكن أبكي لانقطاع الوحي من السماء. لأنه لا وحي إلا على نبي أو رسول، فلما مات صلى الله عليه وسلم وهو آخر الأنبياء قطعاً لم يكن بعده وحي ينزل من السماء.فالمقصود: أن الوحي أعظم ما خص الله به أنبياءه ورسله.
الثانية أن أعينهم تنام ولا تنام قلوبهم
ثم تأتي خصائص أخرى منها: أن أعينهم تنام ولا تنام قلوبهم، يقول أحد الشعراء المسلمين في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:الليل تسهره بالوحي تعمره وشيبتك بهود آية استقم إلى أن قال:تنام عينك أما القلب لم ينمفهو صلى الله عليه وسلم وإخوته من الأنبياء والمرسلين قبله تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم.
الثالثة أنهم يخيرون عند الموت
الأمر الثالث: أن الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام يخيرون عند الموت، فلا تقبض روح نبي حتى يخير، وكلهم يختار لقاء الله، ونبينا صلى الله عليه وسلم كان يقول لـعائشة دوماً: (إن الأنبياء يخيرون عند الموت)، وهي لم تستشعر معنى هذا جيداً كما استشعرته يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: فقد سمعته وهي الصديقة بنت الصديق وهو يقول: (مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً)، قالت رضي الله عنها وعن أبويها: فعلمت أنه يخير. فقد كان يخبرها من قبل أن أنبياء الله ورسله يخيرون عند الموت، هذه ثالث الخصائص لأنبياء الله ورسله.
الرابعة أنهم يدفنون حيث يموتون
من خصائصهم كذلك وهو الرابع: أنهم يدفنون حيث يموتون؛ ولهذا دفن صلى الله عليه وسلم في الجهة الجنوبية الغربية من حجرة عائشة ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم مات في الجهة الجنوبية الغربية من حجرة عائشة ، وقد مر معنا: أن عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها رأت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: أن ثلاثة أقمار سقطوا في حجرها، فذهبت إلى أبيها الصديق تخبره فاعتذر عن الإجابة تأدباً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم آنذاك كان حياً، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن في حجرة عائشة جاء الصديق لـعائشة ليقول لها: هذا أول وخير أقمارك يا عائشة ! والغاية منه: أن تعلم -أيها المبارك- أن من خصائص أنبياء الله ورسله أنهم يدفنون حيث يموتون.
الخامسة أن الأرض لا تأكل أجسادهم
تعقب ذلك خصيصة لهم: وهو أن الأرض لا تأكل أجسادهم؛ لأن الله حرم -تحريم منع لا تحريم شرع- على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، قال عليه الصلاة والسلام يوصي أمته: (إذا كان يوم الجمعة أو ليلتها فأكثروا من الصلاة والسلام علي، قالوا: يا رسول الله! كيف نصلي عليك وقد أرمت، قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)، فهم عليهم الصلاة والسلام أجسادهم في الأرض وأرواحهم في أعلى عليين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.من هذا المجمل تفقه -أيها المبارك- أن هذه الخصائص لهم وحدهم، لكن ثمة أشياء اشتركوا فيها، وجعل الله جل وعلا لهم فيها حظاً ونصيباً، لكن لا يمنع أن يكون لغيرهم فيها حظ، مثل: أنه صلى الله عليه وسلم كما في الحديث يقول الصحابي: (كنا نجني الكباث -نوع من الثمر- فقال صلى الله عليه وسلم: عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه، قالوا: يا رسول الله! كأنك كنت ترعى الغنم)، لأن هذه الأمور لا يعرفها إلا رجل مارس الرعي، فقال صلى الله عليه وسلم: (وهل من نبي إلا وقد رعاها)، يعني: كل الأنبياء قبلي رعوا الغنم، لكن هذه وإن كانت صفة مشتركة في الأنبياء والرسل جميعاً، إلا أنها ليست مقصورة عليهم ولا محصورة فيهم، وهذا أمر لا يحتاج إلى دليل، فكم من الناس من رعى الغنم، لكن الله جل وعلا أراد برعي أنبيائه للغنم أن يتعلموا السكينة وكيف يسوسوا الناس، فإذا ساسوا الغنم وصبروا على نفور هذه ونفور أخرى قدروا بعد ذلك بتوفيق الله لهم أن يسوسوا الأمم، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم علم أمته أن ترعى الأمم بعد أن كانت ترعى الشاء والغنم.المقصود من هذا أن هذه بعض المزايا التي هي لأنبياء الله ورسله، ويمكن أن يشترك معهم فيها غيرهم.
المكلمون من الأنبياء
على هذا يتحرر أن الله جل وعلا خص هؤلاء الأنبياء والرسل بتلك الخصائص الخمسة التي ذكرناها، لكن تلك الخصائص وقف عليهم، ولا يمنع أن يكون للأنبياء عليهم الصلاة والسلام بعد ذلك خصائص متفرقة بمعنى: أنها تكون مميزات لنبي دون نبي، ولهذا قال الله: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [البقرة:253] ثم فصل فقال: مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ [البقرة:253]، والتكليم إذا أطلق ينصرف إلى موسى؛ لأن الله قال: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [النساء:164]، لكن العلماء يقولون: من الذين ثبت أن الله كلمهم: محمد عليه الصلاة والسلام، وموسى، وآدم، كما في الحديث: (قيل: يا رسول الله! أكان نبياً هو؟ قال: كان نبياً مكلماً)، أي: أن آدم عليه السلام نبي مكلم بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما موسى فقد صرح القرآن به: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [النساء:164].فالتكليم إذا أطلق ينصرف إلى كليم الله موسى، قال الله في شأنه: إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي [الأعراف:144]، في حين أن عيسى عليه الصلاة والسلام ميزه الله جل وعلا بأنه ولد من غير أب، ولهذا نسب إلى أمه: إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [آل عمران:45]، فأيوب عليه الصلاة والسلام ابتلي فصبر، وسليمان وأبوه داود عليهما السلام أعطيا الملك، بخلاف أيوب وصبره، وهكذا اختلفت حياة الأنبياء؛ لأنهم جميعاً يمثلون ما في الإنسانية في أعلى ذروتها، وأكمل رقيها، يجمعهم جميعاً قول الله: وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ [الأنبياء:73]، فكانوا عليهم الصلاة والسلام أعظم الخلق عبادة لربهم تبارك وتعالى، معصومين بعصمة الله جل وعلا لهم، فأنبياء الله ورسله اجتباهم الله بقوله: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ [الأنعام:124]، يحكون في هذا: أن الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهدا رجلاً طاعناً في السن يريد أن يتوضأ ولا يحسن الوضوء، وهو يظن أنه يحسن، فقدما إليه فقالا له: يا عماه! اختصمنا أنا وأخي في أينا أحسن وضوءاً، فتوضأ الاثنان أمامه ففقه ذلك العجوز من وضوئهما أنهما يريدان أن يعلماه؛ لأنه رأى فرقاً بيناً شاسعاً بين وضوئهما ووضوئه فقال: من أنتما؟ فقالا: الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كان من ذلك العجوز إلا أن قبل رأسيهما، وصدق الله: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ [الأنعام:124]، فهذان السبطان كان هذا صنيعهما، فكيف بأنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم، والله الذي اختارهم على علم على العالمين، وجعلهم سادة للخلق، ودعاة للحق عليهم الصلاة والسلام أجمعين.ويونس بن متى كذلك ذكره الله جل وعلا في القرآن قائلاً لنبيه: وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ [القلم:48]، لكن قول الله جل وعلا عن هذا النبي الكريم يونس: وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ [القلم:48] ليس على إطلاقه؛ لأن الله قال بعدها: وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ [القلم:48-49].والمعنى: أن يونس عليه الصلاة والسلام جاء لقومه فلم يستجيبوا له فخرج مغضباً، قال الله: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ [الأنبياء:87]، و نَقْدِرَ هنا بمعنى: نضيق أي: ظن يونس أن الله لن يضيق عليه بسبب صنيعه هذا، فركب سفينة فألقى في البحر فالتقمه الحوت، وقد أمر الله الحوت ألا يأكل له لحماً، ولا يهشم له عظماً، ثم لفظه الحوت بأمر من الله: فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ [الصافات:145-147].فالقضية في يونس: أنه خالف الأولى في مقام معين محدد، وليس على إطلاقه، ولهذا جاء مقيداً، إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ [القلم:48].غاية الأمر -أيها المباركون- أن نعرف شيئاً عن أنبياء الله ورسله، وإلا فالحديث عنهم لا يمله قلب، ولا تسأم منه أذن، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.هذا ما تهيأ إيراده، وأعان الله على قوله، وصلى الله على محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

صور واقعيه لمكان أحداث قصة سيدنا موسى….. في الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا موضوع مرفقه بالصور عن المكان الذي حدث فيه قصة سيدتا
موسى عليه السلام 00وان شاء الله يكون جديد عليكم 00
((أين غرق فرعون؟ وهل جبل سيناء في السعوديه؟ )) صور ومعلومات
جبل سيناء هو الجبل اللذي كلم الله عليه موسى عليه السلام …..ويسميه اليهود جبل الخروج لان الله انزل التوراه على موسى هناك وخرج بالوصايا العشر اللتي هي اساس الديانه اليهوديه
والحقيقه اللتي يجهلها الكثير من الناس …انه لايوجد اي دليل يثبت ان مايدعى جبل سيناء في شبه جزيره سيناء ….هو جبل الخروج المشهور اللذي كلم الله عليه موسى ……… وقد اقترح علماء التوراة عدة مواقع مفترضة لـ "جبل سيناء" الحقيقي. لكن لم يوجد أي دليل اثري يدعم أيا من هذه الادعاءات.
في الواقع فان السبب الوحيد لتسمية ذلك الجبل بـ "جبل سيناء" هو أن أحد العرافين تكهن بذلك في القرن الثالث الميلادي. فضلا عن أن احتمال لجوء موسى وقومه إلى سيناء هو احتمال بعيد جدا بسبب الوجود العسكري القوي لجنود فرعون هناك لحماية مناجم النحاس وغيره.
قام باحث آثار يدعى ( رون وايت ) بدراسه قصه هروب بني اسرائيل المعروفه من جنود فرعون ….وقصه عبورهم البحر واغراق فرعون وجنوده اللتي ذكرت في القرآن الكريم …….وخرج بنتيجه اثارت جدلا واسعا …….ايده الكثير على اكتشافه كما عارضه كثيرون …..وكلا الفريقين قدم ادله على مايقول ……..لكن هذا لايمنع ان نطلع على هذه الدراسه المثيره









تـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا بــــــــــــــــــــــع

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده