التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

ذو الكفل عليه السلام في الاسلام

ذو الكفل عليه السلام

نبذة:

من الأنبياء الصالحين، وكان يصلي كل يوم مائة صلاة، قيل إنه تكفل لبني قومه أن يقضي بينهم بالعدل ويكفيهم أمرهم ففعل فسمي بذي الكفل.

المسيرة

سيرته:

قال أهل التاريخ ذو الكفل هو ابن أيوب عليه السلام وأسمه في الأصل (بشر) وقد بعثه الله بعد أيوب وسماه ذا الكفل لأنه تكفل ببعض الطاعات فوقي بها، وكان مقامه في الشام وأهل دمشق يتناقلون أن له قبرا في جبل هناك يشرف على دمشق يسمى قاسيون. إلا أن بعض العلماء يرون أنه ليس بنبي وإنما هو رجل من الصالحين من بني إسرائيل. وقد رجح ابن كثير نبوته لأن الله تعالى قرنه مع الأنبياء فقال عز وجل:

وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) (الأنبياء)

قال ابن كثير : فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقرونا مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي عليه من ربه الصلاة والسلام وهذا هو المشهور.

والقرآن الكريم لم يزد على ذكر اسمه في عداد الأنبياء أما دعوته ورسالته والقوم الذين أرسل إليهم فلم يتعرض لشيء من ذلك لا بالإجمال ولا بالتفصيل لذلك نمسك عن الخوض في موضوع دعوته حيث أن كثيرا من المؤرخين لم يوردوا عنه إلا الشيء اليسير. ومما ينبغي التنبه له أن (ذا الكفل) الذي ذكره القرآن هو غير (الكفل) الذي ذكر في الحديث الشريف ونص الحديث كما رواه الأمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع عن ذنب عمله فأتته امرأة فأعطاها ستين دينار على أن يطأها فلما قعد منها مقعد الرجل من امرأته أرعدت وبكت فقال لها ما يبكيك ؟ أكرهتك ؟ قالت : لا ولكن هذا عمل لم أعمله قط وإنما حملتني عليه الحاجة ..قال : فتفعلين هذا ولم تفعليه قط ؟ ثم نزل فقال أذهبي بالدنانير لك ، ثم قال : والله لا يعصي الله الكفل أبدا فمات من ليلته فأصبح مكتوبا على بابه : قد غفر الله للكفل). رواه الترمذي وقال: حديث حسن وروي موقوفا على ابن عمر وفي إسناده نظر. فإن كان محفوظا فليس هو ذا الكفل وإنما لفظ الحديث الكفل من غير إضافة فهو إذا رجل آخر غير المذكور في القرآن.

ويذكر بعض المؤرخين أن ذا الكفل تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم ويقضي بينهم بالعدل فسمي ذا الكفل وذكروا بعض القصص في ذلك ولكنها قصص تحتاج إلى تثبت وإلى تمحيص وتدقيق.

الرجل الصالح:

أما من يقول أن ذو الكفل لم يكن نبيا وإنما كان رجلا صالحا من بني إسرائيل فيروي أنه كان في عهد نبي الله اليسع عليه السلام. وقد روي أنه لما كبر اليسع قال لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر كيف يعمل؟ فجمع الناس فقال: من يتقبل لي بثلاث استخلفه: يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب. فقام رجل تزدريه العين، فقال: أنا، فقال: أنت تصوم النهار، وتقوم الليل، ولا تغضب؟ قال: نعم. لكن اليسع -عليه السلام- ردّ الناس ذلك اليوم دون أن يستخلف أحدا. وفي اليوم التالي خرج اليسع -عليه السلام- على قومه وقال مثل ما قال اليوم الأول، فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال أنا. فاستخلف اليسع ذلك الرجل.

فجعل إبليس يقول للشياطين: عليكم بفلان، فأعياهم ذلك. فقال دعوني وإياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام الليل والنهار، إلا تلك النّومة فدقّ الباب. فقال ذو الكفل: من هذا؟ قال: شيخ كبير مظلوم. فقام ذو الكفل ففتح الباب. فبدأ الشيخ يحدّثه عن خصومة بينه وبين قومه، وما فعلوه به، وكيف ظلموه، وأخذ يطوّل في الحديث حتى حضر موعد مجلس ذو الكفل بين الناس، وذهبت القائلة. فقال ذو الكفل: إذا رحت للمجلس فإنني آخذ لك بحقّك.

فخرج الشيخ وخرج ذو الكفل لمجلسه دون أن ينام. لكن الشيخ لم يحضر للمجلس. وانفض المجلس دون أن يحضر الشيخ. وعقد المجلس في اليوم التالي، لكن الشيخ لم يحضر أيضا. ولما رجع ذو الكفل لمنزله عند القائلة ليضطجع أتاه الشيخ فدق الباب، فقال: من هذا؟ فقال الشيخ الكبير المظلوم. ففتح له فقال: ألم أقل لك إذا قعدت فاتني؟ فقال الشيخ: إنهم اخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد قالوا لي نحن نعطيك حقك، وإذا قمت جحدوني. فقال ذو الكفل: انطلق الآن فإذا رحت مجلسي فأتني.

ففاتته القائلة، فراح مجلسه وانتظر الشيخ فلا يراه وشق عليه النعاس، فقال لبعض أهله: لا تدعنَّ أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق عليّ النوم. فقدم الشيخ، فمنعوه من الدخول، فقال: قد أتيته أمس، فذكرت لذي الكفل أمري، فقالوا: لا والله لقد أمرنا أن لا ندع أحداً يقربه. فقام الشيخ وتسوّر الحائط ودخل البيت ودق الباب من الداخل، فاستيقظ ذو الكفل، وقال لأهله: ألم آمركم ألا يدخل علي أحد؟ فقالوا: لم ندع أحدا يقترب، فانظر من أين دخل. فقام ذو الكفل إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه؟ وإذا الرجل معه في البيت، فعرفه فقال: أَعَدُوَّ اللهِ؟ قال: نعم أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك.

فسماه الله ذا الكفل لأنه تكفل بأمر فوفى به!

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصة صاحب الجنتين في الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا )

قال المفسرون: هما أخوان من بني إسرائيل أحدهما مؤمن، والآخر

كافر ورثا مالاً عن أبيهما فاشترى الكافر بما له حديقتين وأنفق المؤمن

ماله في مرضاة الله حتى نفد ماله، فعيَّره الكافر بفقره، فأهلك الله

مال الكافر، وضرب هذا مثلاً للمؤمن الذي يعمل بطاعة الله،

والكافر الذي أبطرته النعمة {جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ} أي

جعلنا لأحدهما وهو الكافر بستانينِ من شجر العنب، مثمريْن بأنواع
العنب اللذيذ {وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ} أي أحطناهما بسياجٍ من شجر

النخيل {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا} أي جعلنا وسط هذين البستانين
زرعاً ويتفجر بينهما نهر، وإنه لمنظرٌ بهيجٌ يصوره القرآن أروع

تصوير، منظر الحديقتين المثمرتين بأنواع الكرم، المحفوفتين بأشجار
النخيل، تتوسطهما الزروع وتتفجر بينهما الأنهار {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ

أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} أي كلُّ واحدة من الحديقتين أخرجت
ثمرها يانعاً في غاية الجودة والطيب ولم تنقص منه شيئاً {وَفَجَّرْنَا

خِلالَهُمَا نَهَرًا} أي جعلنا النهر يسير وسط الحديقتين {وَكَانَ لَهُ
ثَمَرٌ} أي وكان للأخ الكافر من جنتيه أنواع من الفواكه والثمار
{فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا} أي قال
صاحب الجنتين لأخيه المؤمن وهو يجادله ويخاصمه ويفتخر عليه

ويتعالى: أنا أغنى منك وأشرف، وأكثر أنصاراً وخدماً {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ

وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} أي أخذ بيد أخيه المؤمن ودخل الحديقة

يطوف به فيها ويريه ما فيها من أشجار وثمار وأنهار وهو ظالم لنفسه
بالعُجب والكفر {قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا} أي ما أعتقد أن

تفنى هذه الحديقة أبداً {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} أي وما أعتقد
القيامة كائنة وحاصلة، أنكر فناء جنته وأنكر البعث والنشور {وَلَئِنْ
رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا} أي ولئن كان هناك بعثٌ على
سبيل الفرض والتقدير كما تزعمُ فسوف يعطيني الله خيراً من هذا
وأفضل {مُنقَلَبًا} أي مرجعاً وعاقبة فكما أعطاني هذا في الدنيا
فسيعطيني في الآخرة لكرامتي عليه {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ}

أي قال ذلك المؤمن الفقير وهو يراجع أخاه ويجادله {أَكَفَرْتَ بِالَّذِي

خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً} أي أجحدت الله

الذي خلق أصلك من تراب ثم من منيّ ثم سوَّاك إنساناً سويّا؟

الاستفهام للتقريع والتوبيخ {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} أي لكنْ أنا أعترف

بوجود الله فهو ربي وخالقي {وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا} أي لا أُشرك

مع الله غيره، فهو المعبودُ وحده لا شريك له {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ

جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ} أي فهلاّ حين دخلتَ حديقتك وأُعجبت بما
فيها من الأشجار والثمار، قلت: هذا من فضل الله، فما شاءَ اللهُ
كان وما لم يشأْ لم يكن {لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ} أي لا قدرة لنا على

طاعته إلا بتوفيقه ومعونته {إِنْ تُرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا} أي

قال المؤمن للكافر: إن كنت ترى أنني أفقر منك وتعتز عليَّ بكثرة

مالك وأولادك {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ} جواب

الشرط أي إني أتوقع من صنع الله تعالى وإحسانه أن يقلب ما بي

وما بك من الفقر والغنى فيرزقني جنةً خيراً من جنتك لإِيماني به،

ويسلب عنك نعمته لكفرك به ويخرّب بستانك {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا
مِنَ السَّمَاءِ} أي يرسل عليها آفةً تجتاحها أو صواعق من السماء

تدمّرها {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} أي تصبح الحديقة أرضاً ملساء لا

تثبت عليها قدم جرداء لا نبات فيها ولا شجر {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا

فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا} أي يغور ماؤها في الأرض فيتلف كل ما فيها

من الزرع والشجر، وحينئذٍ لا تستطيع طلبه فضلاً عن إعادته وردّه،

وينتهي الحوار هنا وتكون المفاجأة المدهشة فيتحقَّق رجاءُ المؤمن
بزوال النعيم عن الكافر، وفجأة ينقلنا السياق من مشهد البهجة

والازدهار إلى مشهد البوار والدمار {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} أي هلكت

جنته بالكلية واستولى عليها الخراب والدمار في الزروع والثمار {فَأَصْبَحَ

يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا} أي يقلب كفيه ظهراً لبطن أسفاً وحزناً
على ماله الضائع وجهده الذاهب
فمن قصص القران نأخذ العبر
لكم جل الاحترام

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

صبر أيوب عليه السلام على كل شي الا على إنكسار زوجتة .

أيــوب

عليه السلام

) …. فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (

سورة الأعراف آية 176

أيوب عليه السلام ..
نبى من أنبياء الله العظام الذين جاء ذكرهم فى القرآن الكريم .. يعرفه العام والخاص ، فحين يضربون مثلا للصبر يقولون " صبر أيوب "
فيا تُرى ما قصةُ أيوب عليه السلام ..
أيوب عليه السلام من ذرية يوسف عليه السلام ، تزوج سيدة عفيفة.
وأيوب عليه السلام وزوجته الكريمة يعيشان فى منطقة " حوران "
وقد أنعم الله على أيوب عليه السلام بنعم كثيرة فرزقه بنينًا وبنات، ورزقه أراضى كثيرة يزرعها فيخرج منها أطيب الثمار …. كما رزقه قطعان الماشية بأنواعها المختلفة .. آلاف من رءوس الأبقار ، آلاف رءوس من الأغنام ، آلاف من رءوس الماعز وأخرى من الجمال .
وفوق ذلك كله أعلى الله مكانته واختاره للنبوة .
وكان أيوب عليه السلام ملاذًا وملجئًا للناس جميعًا وبيته قبلة للفقراء لما علموا عنه أنه يجود بما لديه ولا يمنعهم من ماله شيئًا .
و لا يطيق أن يرى فقيرًا بائسًا، و بلغ من كرمه عليه السلام أنه لم يتناول طعامًا حتى يكون لديه ضيفًا فقيرًا .
هكذا عاش أيوب عليه السلام ..
يتفقد العمل في الحقول والمزارع ، ويباشر على الغلمان والعبيد والعمال ، وزوجته تطحن وبناته يشاركن الأم ..
وأبناء أيوب عليه السلام يحملون الطعام ويبحثون عن الفقراء والمحتاجين من أهل القرية ، والخدم والعمال يعملون في المزارع والأراضى والحقول .
و أيوب عليه السلام يشكر الله .. ويدعو الناس إلى كل خير وينهاهم عن كل شر .
أحب الناسُ أيوب عليه السلام .. لأنه مؤمن بالله يشكر الله على نعمه .. ويساعد الناس جميعاً .. ولم يتكبر بما لديه ، من مزارع وحقول وماشية وأولاد ..
كان يمكنه أن يعيش في راحة ، ولكنه كان يعمل بيده ، وزوجته هي الأخرى كانت تعمل فى بيتها ….

(2)

راح الشيطان يوسوس للناس يقول لهم: إن أيوب يعبد الله لأنه أعطاه هذا الخير العميم والفضل الكثير من البنين والبنات والأموال من قطعان الماشية والأراضى الخصبة .. فأيوب يعبد الله لذلك وخوفا على أمواله . ولو كان فقيرًا ما عبد الله ولا سجد له …
ووجد الشيطان من يسمع له ويصغى لما يقول من وساوس .. فتغيرّت نظرتهم إلى أيوب عليه السلام وأصبحوا يقولون :
" إن أيوب لو تعرض لأدنى مصيبة لترك ما هو فيه من الطاعة والإنفاق فى سبيل الله .. ألا ترون كثرة أولاده وكثرة أمواله وكثرة أراضيه المثمرة ، فلو نزع الله منه هذه الأشياء لترك عبادة الله بل سينسى الله ..
ورويدًا رويدًا ..
تحول أهل حوران إلى ناقمين على أيوب عليه السلام بعدما كانوا يحبونه حبا جما .. وأصبحوا يرون أيوب عليه السلام من بعيد فيتحدثون عنه بصورة مؤذية .

(3)

بدأت المحنة والابتلاء من الله تعالى . .
فبينما كان كل شيء يمضي هادئاً . . فأيوب عليه السلام حامدًا شاكرًا ساجدًا لله تعالى على نعمه الكثيرة .. وأولاده ينعمون ويشكرون الله .. والعمال والعبيد يعملون في الأراضي والمزارع ..
زوجة أيوب عليه السلام كانت تطحن في الرحى . .
وبينما الجميع فى عافية من أمره مغتبطًا مسرورًا ، إذ وقعت الابتلاءات والمحن ..
فجاء أحد العمال يجرى ويصيح :
ـ يا سيدى .. يا نبى الله ؟!!
ـ ماذا حصل ؟! تكلم .
ـ لقد قتلوهم . . قتلوا جميع رفاقي . . الرعاة والفلاحين . . جميعهم قتلوا جرت دماؤهم فوق الأرض . . .
ـ كيف حدث ذلك ؟!
ـ هاجمنا اللصوص . . وقتلوا من قتلوا وأخذوا ما معنا من ماشية .
أيوب عليه السلام أخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون . . .
إن الله سبحانه شاء أن يمتحن أيوب .. وأراد أن يبين للناس أن أيوب عليه السلام رجلاً صابرًا محتسبًا ولا يعبده لأنه فى غنى وعافية.
في اليوم التالي نزلت الصواعق من السماء على أحد الحقول التابعة لما يملكه أيوب عليه السلام .. وجاء أحد الفلاحين .. كانت ثيابه محترقة وحاله يُرثى له ..
هتف أيوب عليه السلام :
ـ ماذا حصل ؟!
ـ النار ! يا نبي الله النار !!
ـ ماذا حدث ؟
ـ احترق كل شيء . . لقد نزل البلاء . . الصواعق أحرقت الحقول والمزارع . . أصبحت أرضنا رمادًا يا نبي الله . . كل رفاقي ماتوا احترقوا .
قالت زوجة أيوب عليه السلام :
ـ ما هذه المصائب المتتالية ؟!
ـ اصبري يا امرأة . . هذه مشيئة الله .
ـ مشيئة الله !!
أجل .. لقد حان وقت الامتحان .. ما من نبي إلاّ وامتحن الله قلبه.
نظر أيوب عليه السلام إلى السماء وقال بضراعة :
ـ الهي امنحني الصبر …
في ذلك اليوم أمر أيوب عليه السلام الخدم والعبيد بمغادرة منزله .. والرجوع إلى أهاليهم والبحث عن عمل آخر .
وفى اليوم التالى .. حدثت مصيبة تتكسر أمامها قلوب الرجال ..
لقد مات جميع أولاده البنين والبنات ، حيث اجتمعوا فى دار لهم لتناول الطعام فسقطت عليهم الدار فماتوا جميعا .
وازدادت محنة أيوب عليه السلام أكثر وأكثر ..
فلقد اُبتلى فى صحته ….
وانتشرت الدمامل فى جسمه ..
وتحول من الرجل الحسن الصورة والهيئة إلى رجل يفر منه الجميع .
ولم يبق معه سوى زوجته الطيّبة ..
أصبح منزله خالياً لا مال له ، لا ولد ، ولا صحة ..
عَلَّمَ أيوبُ عليه السلام زوجته أن هذه مشيئة الله ، وعلينا أن نسلّم لأمره
حاول الشيطان اللعين أن ينال من قلب أيوب عليه السلام ، فأخذ يوسوس إليه من كل جانب قائلا : ماذا فعلت يا أيوب حتى يموت أولادك وتصاب فى أموالك ، ثم تصاب فى صحتك .
فاستعاذ أيوب عليه السلام بالله من الشيطان الرجيم .. وتفل على الشيطان الرجيم ففر من أمامه . وكذلك فعلت زوجته وطردت وساوس الشيطان .
وكان أيوب عليه السلام لا يزداد مع زيادة البلاء إلا صبرًا وطمأنينة .

(4)

ويأس الشيطان من أيوب وزوجته الصابرين المحتسبين .
فاتجه إلى أهل حوران ينفث فيهم الوساوس حتى جعلهم يعتقدون أن أيوب عليه السلام أذنب ذنباً كبيراً فحلّت به اللعنة ..
ونسج الناسُ الحكايات والقصص حول أيوب عليه السلام .. وتطور الأمرُ أكثر حتى ظنوا أن في بقائه خطرًا عليهم . .
وعقدوا العزم أن يخرجوا أيوبَ من أرضهم ..
وجاءوا إلى منزله .. لم يكن في منزله أحد سوى زوجته قائلين :
نحن نظنّ أن اللعنة قد حلّت بك ونخاف أن تعمّ القرية كلها .. فاخرج من قريتنا واذهب بعيداً عنا نحن لا نريدك أن تبقى بيننا .
غضبت زوجته من هذا الكلام قالت : نحن نعيش في منزلنا ولا يحق لكم أن تؤذوا نبي الله فى بيته وفى عقر داره ..
فردُّوا عليها بوقاحة : إذا لم تخرجا فسنخرجكما بالقوّة ..
لقد حلّت بكما اللعنة وستعمّ القرية كلها بسببكما ..
حاول أيوب عليه السلام أن يُفْهِمَ أهل القرية أن هذا امتحان وابتلاء من الله ، وأن الله يبتلى الأنبياء ابتلاءات شديدة حتى يكونوا مثلا ونموذجًا لتعليم الناس .
قالوا له : ولكنك عصيت الله وهو الذي غضب عليك .
قالت زوجته : انتم تظلمون نبيكم ..
هل نسيتم إحسانه إليكم هل نسيتم يا أهل حوران الكساء والطعام الذي كان يأتيكم من منزل أيوب ؟!
قال أيوب عليه السلام : يا رب إذا كانت هذه مشيئتك فسأخرج من القرية وأسكن في الصحراء . . يا رب سامح هؤلاء على جهلهملو كانوا يعرفون الحق ما فعلوا ذلك بنبيهم ….
هكذا وصلت محنةُ أيوب عليه السلام، حيث جاء أهلُ حوران وأخرجوه من منزله .
كانوا يظنّون أن اللعنة قد حلّت به ، فخافوا أن تشملهم أيضاً .. نسوا كل إحسان أيوب وطيبته ورحمته بالفقراء والمساكين !
لقد سوّل الشيطانُلهم ذلك فاتّبعوه وتركوا أيوب يعاني آلام الوحدة والضعف والمرض .. لم يبق معه سوى زوجته الوفية .. وحدها كانت تؤمن بأن أيوب في محنة تشبه محنة الأنبياء وعليها أن تقف إلى جانبه ولا تتركه وحيداً .

====

فاصل إعلاني ……

…… فيمتو حيخلصوووووووووه ……

====

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

ياقوم إعبدوا الله مالكم من إله غيره .. نبي الله صالح عليه السلام في الاسلام

يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ .. نبي الله صالح عليه السلام .

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ
صالح عليه السلام وثمود

(منقول)
أهلك الله عاداً بذنوبها، وكان هلاكها بالإعصار العاتي شديداً
ثم أورث الله ثمود أرض عاد وديارهم، وكانت مساكن ثمود بـ (الحجر)
وموقعها بين الحجاز والشام إلى ساحل البحر الأحمر، وهي غير بعيدة
عن ديار عاد ومدائن صالح ظاهرة حتى اليوم، والمكان الذي كانت فيه
ديارهم يعرف اليوم بـ (فج الناقة).
وقد بنى قوم ثمود في أرض (الحجر) قصوراً رفيعة في سهولها
واتخذوا في الجبال بيوتاً ينحتوها نحتاً، وذلك لطول أعمارهم
فقد كانت الأبنية تبلى قبل فناء أعمارهم.
خلفت ثمود عاداً على ديارهم فعمروها أكثر مما عمروها
وفجروا العيون وغرسوا الحدائق والبساتين فعاشوا (فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ).
(وزروع ونخل طلعها هضيم)
فأي حياة هانئة رغيدة أسبغها الله عليهم!
وأي نعيم عظيم كانوا فيه يعيشون!.
وفي هذا النعيم الواسع والترف المسرف عاش قوم ثمود منغمسين في اللذات
يقبلون عليها بشره ونهم، فيتفننون في الأكل والشرب والسكن لاهين عابثين.
ومع كل هذا النعيم الواسع والخير العظيم الذي أنعم الله به على ثمود
فإنهم لم يشكروا الله سبحانه، بل عبدوا الأصنام، وطغوا في الأرض
وأفسدوا فيها فساداً كبيراً، ولم يتفكروا في آيات الله الخالق العظيم
التي تملأ الأرض والسماء أي امتلاء!.



الرسول والرسالة:
بعث الله صالحاً عليه السلام نبياً إلى ثمود،
وهو من أشرفهم نسباً وأوسعهم جلماً،
وأصفاهم عقلاً.
فدعا قومه ثمود إلى عبادة الله وحده:
(يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ).
وحذرهم صالح من عقاب الله، وطلب منهم
أن يطيعوه ويسمعوا نصيحته، فقال لهم:
(فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ).
وحذّرهم كل الحذر من الاستسلام لكبرائهم المجرمين
الغارقين في الكفر والطغيان، ونهاهم عن طاعتهم،
وبين لهم سبب ذلك خير بيان:
(وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ).
وذكرهم صالح بنعم الله العظيمة عليهم،
وطلب منهم أن يذكروها ويشكروا الله عليها، فقال:
(فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ).
وحذرهم من الفساد في الأرض وقال:
(وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ).
ودعاهم سيدنا صالح أن يستغفروا ربهم من ذنوبهم ويتوبوا إليه،
فلا يرجعون لاقترافها.
وكان عليه السلام يذكرهم أبلغ التذكير، ناصحاً لهم مشفقاً عليهم،
وواعظاً لهم، مرغباً في الخير كله…
وخوفهم بأس الله وعقابه، إذا أصروا على كفرهم وضلالهم وطغيانهم.
ويمضي الزمن وصالح يؤدي رسالته الكريمة أعظم الأداء،
ولكن القوم كانوا كأنهم لا يسمعون، فما آمن له إلا الضعفاء من قومه،
وهم القلة من الناس، أما أهل المال والقوة والسلطان فأمعنوا في
البغي والكفر والطغيان، وأصروا على عبادة الأوثان،
واتهموا صالحاً بالخلل في عقله، وردوه متهمين
إياه بأنه سحر حتى غلب على عقله:
(إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا).
ثم طال الجدل واحتدم النقاش بين الذين آمنوا
بصالح وبين الذين كذبوه حتى:
(قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا)
للذين آمنوا بصالح:
(إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ).
وهكذا انقسم القوم فريقين متضادين،

يتنازعون في شأن الدين:
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ).


التحدّي
وأخذ الملأ الذين يحاربون دعوة صالح، يشعرون أن حججهم ضعيفة
لا تقنع العقلاء من الناس ذوي القلوب النقية الصافية،
فلا عاقل يستطيع القول أن عبادة الأصنام الصماء،
فضل من عبادة الله العزيز الرحيم، الواحد القهار.
وكان صالح يدعو إلى الخير كله، وينهي عن الفساد والظلم،
فأخذ الناس يستمعون إليه، حتى صار بعضهم القليل
يؤمن به وبدعوته الكريمة.
فخاف كبراء القوم وسادتهم الطاغون، على مصالحهم،
وخشوا على زوال سلطانهم فأعلنوا موقفهم المعادي لصالح:
(فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ)
لذلك حاولوا أن يقللوا من شأن صالح في أعين قومهم،
وأرادوا أن يظهروه بمظهر العاجز غير الصادق في ما يقول، فتحدوه قائلين:
(مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).
قالوا هذا، وأشاروا بكل تكبر وغرور، إلى صخرة عظيمة،
وطلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة تثبت صدقه ليؤمنوا به فقالوا:
أخرج لنا من هذه الصخرة ناقة حقيقية!.
قالوا ذلك بقصد السخرية والاستهزاء، بتعجيزه في طلب المستحيل منه.
لكن صالحاً، نبي الله الكريم يعلم بكل يقين أن الله قادر
على أن يخلق ما يطلبون، لذلك أجابهم بكل جد،
بأنه سيخرج لهم من الصخرة ناقة تكون لهم آية،
آية بينة حية بينهم تدلهم على قدرة الله سبحانه وصدق نبيّه،
لكنه حذرهم بأن لا يمسوها بأذى أو سوء، فأجابوه موافقين وهم يسخرون،
ظانين أنهم أوقعوه في شراك المستحيل الذي سيكشف عجزه أمامهم.

الناقة المعجزة
وها هي الصخرة الصماء تتمخض فتلد، تلد ناقة ضخمة الجسم،
مثيرة الهيئة ولدت بمشيئة الله سبحانه بعد أن دعا صالح ربه
فاستجاب له وكانت فخمة مهيبة، سوداء الحدق، حمراء الوبر،
أرعبت أنعامهم وأخافت إبلهم، فقالم صالح يعلن لهم عن هذه
المعجزة التي تدل على صحة نبوته، فقال:
(قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً).

وذهل القوم أي ذهول، وهم يشاهدون بأم أعينهم الناقة الضخمة،
وهي تولد من الصخرة الصلدة الصماء، فاهتزت نفوسهم،
وصدمت عقولهم التي بلّدتها عبادة الأصنام، فآمن قليل منهم،
وبقي أكثرهم على عنادهم وتكبّرهم بقوا صامتين كآلهتهم الصماء.
فكرر عليهم صالح الدعوة آملاً أن تجعل المعجزة
قلوبهم وعقولهم أقرب للإيمان، وأبعد عن الكفر والعصيان،
فراح يذكرهم بنعم الله الكثيرة عليهم.
وبعد أن هزت المعجزة قلوبهم، قال لهم يستميلهم للإيمان
ويحذرهم من الفساد في الأرض:
(وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ
تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا
فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ).
ذكرهم سيدنا صالح بكل هذه النعم السابغة،
والناقة المعجزة تروح وتغدو بينهم،
تذكّرهم صباح مساء، بمعجزة الله لنبيه الكريم صالح،
واستمر يدعوهم إلى الهدى، بعبادة الله وترك الأصنام
التي عبدوها تقليداً لآبائهم.


الناقة والماء
ها هي الناقة تمشي أمام أبصار تمود، فخمة مهيبة جميلة،
فكانت معجزة حقاً لكل ذي قلب سليم، وأخبر صالح قومه بالشروط
التي يجب أن يراعوها لتبقى الناقة المعجزة حيّة بينهم، وحذّرهم من إيذائها فقال لهم:
(هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
فهي (نَاقَةُ اللّهِ) خلقها من حجر صلد، لتكون آية لهم، فيتفكروا ويؤمنوا بالله القدير،
وهي تحت رحمة الله ورعايته، فمن تعرض لها بسوء ناله العذاب الشديد،
وليس هذا حسب فقد حدد لهم صالح طريقة معيشتها بينهم فأخبرهم:
(أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ).
موضحاً بأنها ناقة:
(لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ).
وأكثر من هذا فإنها ناقة فتنة وابتلاء لهم:
(إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ).
وهكذا، راحت الناقة تشرب الماء من بئر ثمود الوحيدة،
يوماً كاملاً لها، لا يشاركونها فيه، وكانت إذا شربت أتت على الماء كله في يومها.
أما اليوم التالي فيكون ماء البئر لهم وحدهم، ولهذا وجدوا أنفسهم في الابتلاء
الذي أراده الله، فلم يعد الماء يكفيهم بين يوم ويوم، فكرهوا مقام الناقة بينهم.
وكانت الناقة تصيّف إذا جاء الحر بظهر الوادي فتهرب منها مواشيهم،
وتهبط إلى بطن الوادي في حره وجذبه، وكانت الناقة تشتو في بطن الوادي
فتهرب مواشيهم إلى ظهره في برد وجذب، فأضر ذلك بمواشيهم الأمر الذي يريده
الله تعالى بهم والبلاء من الاختبار، فكبر ذلك عليهم، فعتوا عن أمر ربهم فأجمعوا على عقرها.

الاعتداء على الناقة:
واجمعوا على قتل الناقة، ولكن فيهم من الترددّ ما كان يمنعهم من ذلك،
فهي الناقة المعجزة، التي رأوها تولد من الصخرة بأم أعينهم،
ومعها كان يتراءى لهم تحذير صالح عليه السلام من أن يمسّوها بسوء.
ولكن سرعان ما حسمت هذا التردد امرأتان، كانت لهما إبل ومال وجمال،
إحداهما كانت تسمى (صدوق) وقد عرضت نفسها لمن يقتل الناقة!
فانجذب إليها شقي اسمه (مصدع بن مهرج).
وكانت الامرأة الثانية يقال لها (عنيزة)،
وكانت لها بنات حسان جميلات، فعرضت إحدى بناتها
على شقي آخر اسمه (قدار بن سالف)، فاستجاب لها،
موافقاً على عقر الناقة وقتلها، وكان قدار بن سالف
هذا شريفاً في قومه ورئيساً مطاعاً فيها وهو أشقى القبيلة،
ثم أغزى هذان الشقيان سبعة رجال آخرين، ليشاركوهما
في تنفيذ الجريمة الشنيعة، بقتل ناقة الله معجزة سيدنا صالح عليه السلام.
ورمى (مصدع) الناقة بسهم أما (قدار) فأقبل عليها بسيفه بسرعة ونشاط،
واقتسم أهل المدينة لحم الناقة وعدوا ذلك اليوم عيداً لهم فاحتفلوا
فيه فرحين لاهين، وهم غافلون عن عقاب الله،
ثم إنهم لم يكتفوا بهذه الجريمة الفادحة،
بل هزئوا من صالح،
وطلبوا منه أن يأتي بالعذاب الذي أنذرهم به،
فقالوا ساخرين:
(يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).
فيا لتعاستهم وشقائهم إذ تجرأوا على الله،
ولم يعلموا بسبب سفاهتهم وكفرهم
(إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ).

المهلة القصيرة قبل العذاب
ونظر النبي الكريم فرأى ناقة الله قتيلة،
ورأى الطغاة المجرمين تصطبغ سيوفهم وأيديهم بدمائها الكريمة البريئة،
نظر سيدنا صالح، فملأ الحزن قلبة، لأن المجرمين فعلوا فعلتهم الشنيعة،
وملأ الحزن قلبة الزكي أيضاً لأنه أيقن – بعد هذا –
أن عذاب الله نازل بهم لا محال،
فقال لهم آخر كلمات رسالته إليهم وهم بعد أحياء:
(تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ).
فهذه الأيام هي كل ما بقي لهم من حياة على الأرض،
ليستمعوا بحطام الدنيا ومن بعد ذلك يأتي أمر الله
فيحل بهم العقاب الذي جبلوه على أنفسهم بأيديهم الآثمة.
وأنذرهم صالح بانهم يصبحون وجوههم مصفرة، وفي اليوم الثاني
تكون وجوههم محمرّة، وفي اليوم الثالث تكون وجوههم مسودّة،
آية هلاكهم، ثم يصبحهم العذاب.
إن أولئك التسعة الأشقياء الذين سفكوا دم الناقة
كانوا عظماء أهل مدينة (الحجر) وكانوا:
(يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ)، فيؤذون العباد بكل وسيلة.
فلم يكتفوا بعقر الناقة، وإنما بيتّوا مؤامرة غادرة لقتل صالح وأهله
(قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ).
فحلف بعضهم لبعض على أن يقتلوا صالحاً وأهله ليلاً،
ثم يقولوا لولي دمه: ما حضرنا مكان هلاكه، ولا عرفنا قاتله ولا قاتل أهله.
وهكذا، أتى الأشقياء دار صالح شاهرين سيوفهم
فرمتهم الملائكة بالحجارة فقتلتهم، وكان ذلك بحفظ الله ولطفه بنبيه الكريم:
(وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ).

العذاب
وانتهت الأيام الثلاثة، وهي المهلة التي قدرّها الله للكافرين من ثمود،
وأخبرهم بها نبيهم صالح عليه السلام، انتهت الأيام الثلاثة بعد ارتكاب الجريمة الكبرى،
ولم تبدر من قوم ثمود أي نية للتوبة أو الاستغفار لذنوبهم وطغيانهم،
ولم تعد تنفع فيهم الموعظة ولا النصح.
وفي ذلك الصباح الرهيب نزل بهم العقاب الشديد
(فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ).
فكانت صيحة واحدة مهلكة، صاعقة عذاب أخذتهم
(وَهُمْ يَنظُرُونَ) فكانوا يشاهدونها ويعاينونها لأنها جاءتهم في وضع النهار
(فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ) فلم يقدروا على الهرب والنهوض من شدة الصيحة.
وانشقت من هولها قلوبهم، وزلزلت الأرض تحتهم زلزالاً شديداً،
وصبت عليهم حجارة من السماء فماتوا عن آخرهم وهلكوا كلهم شر هلاك
(فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)،
هامدين موتى لا حراك بهم كالطير
إذا جثمت كأن لم يقيموا في ديارهم ولم يعمروها.
لقد استحقوا كل هذا الهلاك العظيم، لانهم كفروا بآيات ربهم،
فسحقاً لهم وبعداً، وأنجى الله نبيه صالحاً وأصحابه المؤمنين المتقين.
ورأى صالح ما حل بقومه، إذ أصبحت جثثهم هامدة، وقد صاروا هشيماً يابساً مفتتاً:
(فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ).
ورأى ديارهم خاوية خالة فتولى عنهم والأسى يملأ نفسه والحسرة تفجع قلبه:
(وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ).
وكان الذين نجوا مع صالح مائة وعشرين أما الهالكون فكانوا أهل خمسة آلاف بيت.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

مسائل تتعلق بالنبي صالح عليه السلام في الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

هناك مسألتان تتعلقان بصالح عليه السلام ينبغي التنبيه لهمها
أولا : نسمع كثيرا عن مدائن صالح التي في طريق العلا في
السعوديه ويعتقد البعض انها منسوبه للنبي صالح عليه السلام
وقد قال الالباني رحمه الله : مدائن صالح تلك منسوبه الى رجل
من بني العباس والمدائن بقرب حجر ثمود وقد فنيت وزالت اطلالها

فالاسم الصحيح لمكان صالح هو الحجر كما ورد في القران

( ولقد كذب اصحاب الحجر المرسلين )
ثانيا : ماذكره بعض المفسرين ان قوم صالح لماعاقبهم الله لم ينج منهم
الا من امن مع صالح وكان رجل من قوم صالح الكفره قد ذهب

للحرم لمانزلت الصيحه والرجفه بقومه فلما خرج من الحرم جاءه حجر

فقتله في مكانه وقد روي حديث عن ابن عمر رضي الله عنه

قال : كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولما مررنا بالطائف

قال : هذا قبر ابورغال فسألوه من ابورغال قال رجل لاذ بالحرم
من ثمود فلماخرج من الحرم اصابه ما اصاب قومه وهذا قبره ومعه
عرق من ذهب فان شئتم اصبتموه فنبشوا قبره ووجدوا الذهب
وهذا الحديث لايصح وهو ضعيف وقد قال بتضعيفه ابن كثير

لكم جل الاحترام

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

سيرة أم عطية الأنصارية رضي الله عنها اسلاميات

بسم الله الرحمن الرحيم

هي نسيبة بنت الحارث الأنصارية والتي تكنى بـ أم عطية ، وقد قامت بالكثير من الأعمال العظيمة من أجل خدمة الاسلام والمسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم ،
واشتهرت بعلمها وحكمتها ورجاحة عقلها ، وكان لها العديد من المواقف المشهودة في تاريخ الاسلام .. وتعد تلك الصحابية من كبريات نساء الصحابة ..

ويكاد يذكر التاريخ معلومات بسيطة عنها، غير ان تلك المعلومات تظهر الأثر الكبير لها ، والدور الذي كانت تقوم به سواء في مجال الجهاد والمشاركة في المعارك العسكرية أو في مجال العلم كراوية للحديث أو الفقه في شرح العديد من المسائل المتعلقة بالنساء كما سمعتها من الرسول صلى الله عليه وسلم ..
وتروي كتب السيرة أن أم عطية الانصارية او نسيبة بنت الحارث ، أسلمت مع السابقات من نساء الأنصار ، وفي ساحات الوغى وتحت ظلال السيوف ، كانت – رضي الله عنها – تسير في ركب الجيش الغازي ، تروي ظمأ المجاهدين وتأسو جراحهم، وتعد طعامهم ، واشتهرت بتغسيل الموتى في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم .
جهاد مع الرسول :

وعن سيرة جهادها مع الرسول صلى الله عليه وسلم تقول الصحابية الجليلة أم عطية الانصارية (نسيبة بنت الحارث) : “غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات فكنت أصنع لهم طعاما ، وأخلفهم في رحالهم ، وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى” .
ونفهم من ذلك أنه كان لهذه الصحابية دور كبير ومؤثر في المعارك العسكرية التي خاضها المسلمون ضد الكفر والمشركين وأهل الضلال ، حيث إن أم عطية كانت تشارك في الجهاد ، وكانت تقوم بأعمال التمريض واعداد الطعام للجنود ، ولم تكتف بذلك بل كانت تقوم بدور الحارس الأمين على امتعة الجيش .
ولم يتوقف دور تلك الصحابية الجليلة عند هذا الحد، بل انها كانت تقوم بتطبيب
الجرحى وأيضا كانت تسهر على المرضى وتقوم بخدمتهم ، ولا شك أن تلك الخدمات مهمة وجليلة في ميدان المعركة ولا يمكن الاستغناء عنها .
وفي غزوة خيبر كانت أم عطية رضي الله عنها ، من بين عشرين امرأة خرجن
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتغين أجر الجهاد .
وكانت أم عطية شجاعة وقوية ومؤمنة ولديها القدرة على الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الاسلام .
وكانت مستعدة للتضحية بنفسها من أجل انتشار الدين الاسلامي في انحاء العالم كافة .

فهذه المرأة عرفت مبكرا حلاوة الاسلام والايمان ، وقيمة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله ورسوله ، وكانت دائما مستعدة لتلبية نداء الحق من أجل الشهادة والفوز بالجنة .
ولقد ضربت بكفاحها وجهادها وعملها وعلمها وفقهها وبلاغتها ابرز الامثال على أن
الاسلام ارتقى بالمرأة وميزها ووضعها في شتى المجالات جنبا الى جنب مع الرجل .
40 حديثاً :
وأم عطية هي التي غسلت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، فعندما ماتت زينب زوجة أبي العاص بن الربيع قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم عطية الانصارية
ومن معها : “غسلنها وترا ثلاثا أو خمسا ، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك واغسلنها بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا – أو شيئا من كافور – وإذا فرغتن فآذنني” .
تقول نسيبة بنت الحارث : فآذناه ، فألقى إلينا حقوه “إزاره” ، وقال عليه الصلاة والسلام : “أشعرنها هذا”، وتقول أم عطية الانصارية : فضفرنا شعرها ثلاثة أثلاث ،
قرنيها وناصيتها ، وألقينا خلفها مقدمتها .
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على عائشة ..
فقال : “هل عندك من شيء ؟”
قالت عائشة رضي الله عنها : لا ، الا شيء بعثت به الينا نسيبة “أم عطية الانصارية”
من الشاة التي بعثت اليها من الصدقة .
قال النبي عليه الصلاة والسلام : “انها قد بلغت محلها” .
وكانت أم عطية تغسل من مات من النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، طلبا للمثوبة والاجر من الله عز وجل .
وقد كانت الصحابية الجليلة رضي الله عنها فقيهة حافظة ، ولها أربعون حديثا ، منها في الصحيحين ستة ، وانفرد البخاري بحديث ومسلم بحديث .
وقد أخرج أحاديثها أصحاب السنن الأربعة وروى عنها أنس بن مالك – رضي الله عنه – من الصحابة وروى عنها من التابعين محمد بن سيرين ، وأخته حفصة بنت سيرين ، وأم شراحبيل وعلي بن الأقمر ، وعبدالملك بن عمير ، وإسماعيل بن عبدالرحمن .

ومن الأحاديث التي روتها ام عطية الأنصارية عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديثها في غسل آنية النبي صلى الله عليه وسلم ، وحديثها : “أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور” .

وحديث “كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الظهر شيئا”.

وحديث “نهينا عن اتباع الجنائز”.
بعض الاحاديث التي روتها :

* عن أم عطية رضى الله عنها قالت : غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم فى رحالهم فأصنع لهم الطعام ، وأداوى الجرحى ، وأقوم على المرضى " (رواه مسلم)

* عن أم عطية رضى الله عنها قالت : نهينا عن اتباع الجنائز ، ولم يعزم علينا (رواه البخارى)
* عن أم عطية رضى الله عنها قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخرج فى العيدين العواتق وذوات الخدور (الصحيحين)

* وحديث “ كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الظهر شيئا”.

وفاتها رضي الله عنها :
عاشت الصحابية الجليلة أم عطية الانصارية (نسيبة بنت الحارث) الى حدود سنة سبعين من الهجرة .
وكما ذكرنا .. عاشت الصحابية الجليلة أم عطية الانصارية (نسيبة بنت الحارث) الى حدود سنة سبعين من الهجرة ، وقد انتقلت رضي الله عنها في آخر عمرها الى البصرة ، واستفاد الناس من علمها وفقهها، فكان جماعة من الصحابة والتابعين يأخذون عنها غسل الميت .

فرضي الله عن الصحابية الجليلة أم عطية الانصارية وعن المسلمين أجمعين.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصة الخصمين مع داود عليه السلام…. اسلاميات

ليعلم أن بعض المفسرين أورد في تفسير هذه الآيات في قصة الخصمين مع نبي الله داود عليه السلام قصصًا إسرائيليات لا تليق بني الله داود عليه السلام الذي خصه الله تعالى بنبوته وأكرمه برسالته، لأن الأنبياء جميعهم تجب لهم العصمة من الكفر والرذائل وكبائر الذنوب وصغائر الخسة، لذلك لا يجوز الاعتماد على مثل هذه القصص المنسوبة كذبا للأنبياء ولا يجوز اعتقادها لأنها تنافي العصمة الواجبة لهم، لذلك ينبغي الأقتصار في فهم قصة الخصمين مع داود عليه السلام على ظاهر ما أوردها الله تعالى في القرءان فقد جاء تفسيرها أن ذنيك الخصمين كانا في الحقيقة من البشر من بني ءادم بلا شك وأنهما كانا مشتركين في نعاج من الغنم على الحقيقة، وأنه بغى أحدهما على الاخر وظلمه على نعاج من الغنم على الحقيقة، وانه بغى أحدهما على الآخر وظلمه على ما نصت الآية، وقد تسور هذان الخصمان محراب داود عليه السلام وهو أئرف مكان في داره، وكان داود عليه السلام مستغرقًا في عبادة ربه في ذلك المحراب فلم يشعر داود عليه الصلاة والسلام بالشخصين إلا وهما أمامه فلما قال لهما: من أدخلكما علي، طمأناه وقالا له: لا تخف، ثم سألاه أن يحكم في شأنهما وقضيتهما إلى ءخر القصة التي نص عليها القرءان.

وقد امتحن الله تعالى نبيه داود عليه السلام في هذه الحادثة التي جرت معه مع هذين الخصمين، وأما استغفار داود عليه الصلاة والسلام فلأجل الذنب الصغير الذي وقع فيه وهو أنه تعجل بالحكم على الخصم الاخر قبل التثبت في الدعوى، وكان يجب عليه لما سمع الدعوى من أحد الخصمين أن يسأل الآخر عما عنده فيه ولا يقضي عليه بالحكم قبل سؤاله، وقد تاب داود عليه السلام من ذلك الذنب الذي ليس فيه خسة ولا دناءة وغفر الله تعالى له هذا الذنب بنص القرءان الكريم قال الله تعالى: .

منقوول…

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

ذكر كيف قتل نبي الله يحيى وماذا حصل بعد قتله – قصص انبياء

ذكر كيف قتل نبي الله يحيى وماذا حصل بعد قتله

قتلت كفار بني إسرائيل عددا كثيرا من الأنبياء ، هذا يحيى ابن خالة عيسى عليهما السلام أوذي أذى شديدا وبلغ به الأذى إلى أن قتل ، ملك ظالم كان تزوج امرأة فهذه المرأة كبرت ، ذهب جمالها الذي كان بها ، وكان لها بنت تكون هي ربيبة هذا الملك ليست بنته قالت له ( تزوج بنتي هذه ) ، حتى لا تكون بعيدة من النعمة التي هي تتقلب فيها بسبب هذا الملك قال ( أستفتي يحيى أيجوز هذا أم لا ) ، فسأل نبي الله يحيى فقال له ( حرام ) ، فقال لها ( قال لي يحيى حرام ) فقالت له ( هذا اقتله كيف يحرم عليك ، كيف يحول بينك وبين ما تريده أنت ) فأخذ بكلامها فقتله فحمل رأس سيدنا يحيى إليه في طست وبعض دمه انكب على الأرض فظل الدم يغلي ، ما كان يهدأ ، والأرض ما كانت تبلعه ، فسلط الله عليهم كافرا ، فجاء هذا الكافر من العراق فقتل منهم سبعين ألفا فهدأ دم يحيى ، ظل يغلي حتى قتل من جماعة الملك الذي فعل هذا الفعل الخبيث سبعون ألف إنسان . هذا يحيى عليه السلام نبي كريم على الله ، لم يكن هينا على الله ، الله تعالى ما سلط عليه هذا الكافر حتى تمكن من قتله فحمل إليه رأسه لهوانه على الله بل ليزيده الله تبارك وتعالى بهذا شرفا عنده ، لذلك الآن يحيى يقال إن جسده بمكان ورأسه بمكان ، في صيداء يقال إن هناك مقاما يقال له مقام نبي الله يحيى ، الناس يزورونه ، ومكان ءاخر أيضا ، وكذلك أبوه سيدنا زكريا نبي الله قتله الكفار هذان عرفا بأسمائهما أما الذين قتلهم الكفار من الأنبياء فكثير لكن لم يعرف أسماؤهم ، الله تبارك وتعالى ما سماهم بأسمائهم ، وإنما قال { وقتلهم الأنبياء بغير حق } سورة ءال عمران /181 أي اليهود قتلوا أنبياء

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

موسوعة قصص الأنبياء الكاملة من آدم عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
السلام عليكم اخواني واخواتي
من هنا سوف يكون لنا لقاء
مع صفحات مضيئة مع قصص الانبياء عليهم السلام


آدم عليه السلام

أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.

خلق آدم عليه السلام:

أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة له في الأرض. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).

ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم – بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق – يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له, ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !

هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب . لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).

وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .

أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.

جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر – ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة – ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟

سجود الملائكة لآدم:

من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ? الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .

أما كيف كان السجود ? وأين ? ومتى ? كل ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً..

فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) . فردّ بمنطق يملأه الحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه (مِنْهَا) فهل هي الجنة ? أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .

قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (ص)

هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد. فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .

وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن – سبحانه – إرادته . وحدد المنهج والطريق: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .

فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . فأرسل إليهم المنذرين .

تعليم آدم الأسماء:

ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها – وهي ألفاظ منطوقة – رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .

أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . . ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء . ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .

أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.

إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.

سكن آدم وحواء في الجنة:

اختلف المفسرون في كيفية خلق حواء. ولا نعلم إن كان الله قد خلق حواء في نفس وقت خلق آدم أم بعده لكننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى أسكنهما معا في الجنة. لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. وقال غيرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدث فيها.

لم يعد يحس آدم الوحدة. كان يتحدث مع حواء كثيرا. وكان الله قد سمح لهما بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه يوما بعد يوم. راح يوسوس إليه يوما بعد يوم: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) .

تسائل أدم بينه وبين نفسه. ماذا يحدث لو أكل من الشجرة ..؟ ربما تكون شجرة الخلد حقا، وكل إنسان يحب الخلود. ومرت الأيام وآدم وحواء مشغولان بالتفكير في هذه الشجرة. ثم قررا يوما أن يأكلا منها. نسيا أن الله حذرهما من الاقتراب منها. نسيا أن إبليس عودهما القديم. ومد آدم يده إلى الشجرة وقطف منها إحدى الثمار وقدمها لحواء. وأكل الاثنان من الثمرة المحرمة.

ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.

لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عار، وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري. وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.

هبوط آدم وحواء إلى الأرض:

وهبط آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها … وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.

يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

التصنيفات
قصص الانبياء و الرسل

قصة حزقيل – قصص انبياء

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة حزقيل

قال الله تعالى: فى سورة البقرة الآية243:
((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ))

القصة:
قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه إن كالب بن يوفنا لما قبضه الله إليه بعد يوشع، خلف في بني إسرائيل حزقيل بن بوذى وهو ابن العجوز وهو الذي دعا للقوم الذين ذكرهم الله في كتابه فيما بلغنا:
(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ))

قال ابن إسحاق فروا من الوباء فنزلوا بصعيد من الأرض، فقال لهم الله: موتوا. فماتوا جميعا فحظروا عليهم حظيرة دون السباع فمضت عليهم دهور طويلة، فمر بهم حزقيل عليه السلام فوقف عليهم متفكرا فقيل له: أتحب أن يبعثهم الله وأنت تنظر؟ فقال: نعم. فأمر أن يدعو تلك العظام أن تكتسي لحما وأن يتصل العصب بعضه ببعض. فناداهم عن أمر الله له بذلك فقام القوم أجمعون وكبروا تكبيرة رجل واحد.

وقال أسباط عن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة في قوله:
(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ))
قالوا: كانت قرية يقال لها: "داوردان"، قبل "واسط" وقع بها الطاعون فهرب عامة أهلها فنزلوا ناحية منها فهلك من بقي في القرية وسلم الآخرون فلم يمت منهم كثير فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين، فقال الذين بقوا: أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم منا لو صنعنا كما صنعوا بقينا ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن معهم.

فوقع في قابل فهربوا وهم بضعة وثلاثون ألفا حتى نزلوا ذلك المكان وهو واد أفيح، فناداهم ملك من أسفل الوادى وآخر من أعلاه: أن موتوا. فماتوا حتى إذا هلكوا وبقيت أجسادهم مر بهم نبى يقال له: حزقيل. فلما رآهم وقف عليهم فجعل يتفكر فيهم ويلوى شدقيه وأصابعه،

فأوحى الله إليه: تريد أن أريك كيف أحييهم؟ قال: نعم. وإنما كان تفكره أنه تعجب من قدرة الله عليهم فقيل له: ناد. فنادى: يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تجتمعي. فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى كانت أجسادا من عظام ثم أوحى الله إليه؛ أن ناد: يا أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسى لحما. فاكتست لحما ودما وثيابها التي ماتت فيها. ثم قيل له: ناد. فنادى: أيتها الأجساد إن الله يأمرك أن تقومى. فقاموا.

قال أسباط: فزعم منصور عن مجاهد أنهم قالوا حين أحيوا: سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت. فرجعوا إلى قومهم أحياء يعرفون أنهم كانوا موتى سحنة الموت على وجوههم لا يلبسون ثوبا إلا عاد كفنا دسما حتى ماتوا لآجالهم التى كتبت لهم.

وعن ابن عباس؛ أنهم كانوا أربعة آلاف. وعنه: ثمانية آلاف. وعن أبي صالح: تسعه آلاف. وعن ابن عباس أيضا: كانوا أربعين ألفا. وعن سعيد بن عبد العزيز: كانوا من أهل "أذرعات". وقال ابن جريج عن عطاء: هذا مثل. يعنى أنه سيق مثلا مبينا أنه لن يغني حذر من قدر. وقول الجمهور أقوى؛ أن هذا وقع.

وقد روى الإمام أحمد وصاحبا "الصحيح" من طريق الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه، فأخبروه أن الوباء وقع بالشام، فذكر الحديث. يعني في مشاورته المهاجرين والأنصار فاختلفوا عليه فجاءه عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا ببعض حاجته، فقال: إن عندي من هذا علما؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه وإذا سمعتم به بأرض؛ فلا تقدموا عليه فحمد الله عمر ثم انصرف.

وقال الإمام أحمد: حدثنا حجاج ويزيد المعني قالا: حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر وهو في الشام عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قال: فرجع عمر من الشام . وأخرجاه من حديث مالك عن الزهري بنحوه.

قال محمد بن إسحاق: ولم يذكر لنا مدة لبث حزقيل في بني إسرائيل، ثم إن الله قبضه إليه، فلما قبض نسي بنو إسرائيل عهد الله إليهم، وعظمت فيهم الأحداث وعبدوا الأوثان، وكان في جملة ما يعبدونه من الأصنام صنم يقال له: بعل. فبعث الله إليهم إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران. قلت: وقد قدمنا قصة إلياس تبعا لقصة الخضر؛ لأنهما يقرنان في الذكر غالبا، ولأجل أنها بعد قصة موسى في سورة "الصافات" فتعجلنا قصته لذلك. والله أعلم. قال محمد بن إسحاق فيما ذكر له عن وهب بن منبه قال: ثم تنبأ فيهم بعد إلياس وصيه اليسع بن أخطوب، عليه السلام.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده