أم المنذر بنت قيس رضي الله عنها
سلمى بنت قيس بن عمرو بن عبيد (أم المنذر) إحدى خالات النبي .
وهي أخت سُليط بن قيس ، شهد بدراً والخندق ، والمشاهد كلها مع رسول الله ، وهو أحد أبطال معركة الجسر الشهيرة مع أبي عبيد ن حيث قُتل يوم الجسر سنة أربع عشرة من الهجرة ، ولم يكن له عقب .
وهي من النساء اللائي بايعن رسول الله ، وكان لهذه البيعة قصة ترويها بنفسها فتقول : جئت رسول الله فبايعته في نسوة من الأنصار ، فلما شرط علينا ألاَّ نشرك بالله شيئاً ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف قال :" ولا تغششن أزواجكن " قالت : فبايعناه ثم انصرفنا ، فقلت لامرأة منهن : ارجعي فسلي رسول الله ما غش أزواجنا ؟ قالت : فسألته ، فقال :" تأخذ ماله فتحابي به ".
وهذه الصحابية الجليلة كانت تحظى بنفحات خاصة من النبي فقد كان يخصها بالزيارة ، ويأكل عندها ، ويشير إلى طعامها ذو بركة ، وذو نفع ، وعنها قالت : دخل رسول الله ومعه علي ناقه ، ولنا دوالي معلقة ، فقام رسول الله يأكل منها ، وقام علي ليأكل ، فطفق رسول الله يقول لعلي :" مَهْ إنك ناقه " حتى كفَّ علي . قالت : وصنعت شعيراً وسلقاً ، فجئت به فقال رسول الله :"يا علي أصب من هذا فهو أنفع لك ".
ومن مآثر أم المنذر رضي الله عنها أنها أعلنت بيعتها للمرة الثانية مع الرسول ولذلك سميت مبايعة البيعتين وكانت هذه البيعة تحت الشجرة في بيعة الرضوان في السنة السادسة من الهجرة ، حينما احتجز المشركون بمكة عثمان ، ودعا رسول الله إلى البيعة التي أمر الله تعالى بها وسارعت أم المنذر في ثلة من الصحابيات يبايعن على الموت ، ونالت بذلك بشارة النبي بالجنة عندما قال :" لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة