التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

الجهل طريق الدمار وهلاك الأمم والشعوب من السنة

بسم الله الرحمن الرحيم

الجهل طريق الدمار وهلاك الأمم والشعوب

إن الأمم لا ترقى وتتقدم إلا إذا كان العلم أساس منطلقها، فما من أمة سادت وعظم شانها إلا بانتهاجها كل سبيل يقوي معارفها ويجعلها من أوائل الأمم في العلم والمعرفة لما للعلم والمعرفة من أثر على العقل والحكمة والفكر السليم، وبخاصة عندما يكون العلم النافع الصحيح وهو ما أراده الله سبحانه وتعالى لبني البشر عندما أرسل رسله إليهم بالعلم الذي ينمي مدارك للوصول إلى معرفة الله سبحانه وتعالى .
فكل علم يعتمد على أساس معرفة الله سبحانه وتعالى والإيمان به فهو العلم النافع الذي فيه خلاص البشرية من شقاوتها وعذابها ورفع الظلم عنها وعندما يغيب هذا العلم عن الواقع ومن نفوس الدعاة والقادة والمصلحين يكون الاستبداد والاستعباد الذي يتنافى وما أتت به الشرائع السماوية للرقي بالإنسان وذم ومحاربة الاستبداد والعبودية بجميع أشكالها.
فعندما نستعرض دعوات الرسل جميعاً نجد أن أساس رسالاتهم الاصلاح والدعوة إلى الإصلاح ونبذ كل ما فيه الظلم والإجحاف في البشر بعضهم لبعض فالشرائع السماوية هي الأساس والمصدر الوحيد للحضارة البشرية فبقدر ما يقترب البشر من تعاليم الشرائع السماوية والتي أجملت في شريعة الإسلام كان ذلك هو الطريق إلى تحقيق معنى الإنسانية الحق.
لذلك عندما يتولى قيادة الأمم قادة جهلاء قد غمروا بالجهل وأحيطوا به كانت الطامة الكبرى وباستعراض بسيط للتاريخ نجد المآسي التي وقعت للبشرية على مر العصور بسبب الجهل وحكم الجهلاء وما أتى على قيادة الأمم العلماء وأهل العلم وعلى رأس هؤلاء جميعاً الرسل والأنبياء إلا كان الصلاح والإصلاح وانقاذ الأمم من شرورها وفسادها وغيها وظلمها.
فلو إستعرضنا التاريخ من قبل الميلاد وضربنا مثلاً بفرعون – نمروذ- نجد أن العلم المادي والتقدم العلمي بكل فنونه لا يكفي في تقدم الأمم وتحقيق إنسانية الإنسان .
فالفراعنة كانوا مثالاً في التقدم العلمي المادي المحض، وهذا لم ينفعهم بل كان أداة في أيدي الحكام لاستعباد العباد وقهر حرياتهم وقتل إنسانيتهم .
وقد يكون زماننا الذي نعيش فيه يشبه الزمن الماضي وما فيه في كثير من جوانبه وواقعه إلى أن أتى رسل الله في كل فترة من فساد الأمم لينقذوهم من سوء ما وصلوا إليه من قهر وظلم واستعباد.
فهذه المقدمة السريعة لنبين فيها أهمية العلم النافع المنطلق من معرفة الله والإيمان به هو سبب كل سعادة وكرامة وتحقيق للانسانية في البشر فالإسلام الذي هو خلاصة الشرائع السماوية الصحيحة والقرآن الذي هو كتاب الله المهيمن على كل الكتب السماوية الصحيحة غير المحرفة التي حرفها أصحاب الأهواء والأغراض الفردية الخاصة وهذا ظاهر باستعراض التاريخ الحق.
فإذا ما أراد أتباع النصرانية (المسيحية) المتمثلة في قادتهم من البابوات والكهان والأحبار، فليكن بيننا نحن المسلمين وبينهم جميعاً حوار على كلمة سواء بيننا وبينهم وقد تهيأت وسائل الإعلام اللازمة والمتقدمة التي تجمع بين المتحاورين شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، فليجمع كل فريق العلماء الربانيين من أنحاء الأمة الاسلامية ومن كل بلادها، والبابوات والرهبان وعلماء اللاهوت من أنحاء المعمورة شرقاً وغرباً، لا حوار ساعات موجه حسب سياسات الدول ورغبات الحكام في العالم ، وإنما حوار يقوم على الحصانة الكاملة لكل العلماء والبابوات دون أي تأثير وليطل هذا الحوار مهما طال أياماً وشهوراً دون أن يعترض أمره معترض أو تتحكم به أي قوى سياسية في العالم، رأي حر، وحوار حر لنري العالم أن الإسلام هو الدين الحق الذي ختم الله به ما سبقه من دين نزل به رسل الله جميعا عليهم السلام.
" لانفرق بين أحد منهم " هذا معتقدنا نحن المسلمين، إيمان وتقدير واحترام لكل رسل الله أجمعين فهل العالم المسيحي على جميع مذاهبه يؤمن كإيماننا فهذا الدين الذي ارتضاه الله للبشرية وجعله الدين الخاتم والذي أنزله على الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم لذا نقول لكم …..
اتقوا الله العظيم ، إن كنتم تؤمنون بالله العظيم وبأنه هو رب العالمين ولا رب سواه عبودية خالصة لله خالق السموات والأرض ومنزل الملائكة ومرسل الرسل لإنقاذ البشرية من عبادة العباد إلى عبادة الخالق الحق هو الله رب العالمين ، قال تعالى :" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد مهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين"
إن الله الغني عن العالمين ما أراد للمخلوقات إلا الخير كل الخير لإنقاذهم من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الإسلام والعلم والعقل.
فما حدث من بابا الفاتيكان لمن يكن ذلة لسان ولا خطأ مطبعياً ولا سوء فهم منه للعبارة التي أطلقها يريد بها شتم الإسلام والإساءة وإنما سلسلة من التخطيط لمحاربة الإسلام والعقيدة الصحيحة والدين الحق الذي نزل به الروح الأمين على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليبلغه عن الله رب العالمين فخير مخلوق خلقه الله واجتباه واصطفاه يتعرض له شخص يدعي أنه رأس طائفة من أكبر طوائف المسيحية في العالم يقول فيه قول جهل وجهلاء فما ينبغي لرجل بمثل هذا الموقع ان يقع في هذا الخطأ العظيم الفادح
وإنما ما كان منه إلا كونه حلقة في حلقات في المخطط الكبير في حرب الإسلام والمسلمين منطلقه الحقد والعجز عن بيان الحق لجهله بالإسلام وتعاليم الإسلام وجهله برسول الإسلام عليه الصلاة والسلام ، ولو كان يعرف التاريخ لقرأ وسمع بمقولة قيصر الروم عندما بلغة كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف أثنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمنى لو كان عنده (ليصب الماء على قدميه ) فهذا عظيم الروم في ذلك الوقت والمكان من الرئاسة والمكانة كيف تصرف وكيف عرف قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمنى ما تمنى وهو يمثل الكنيسة الشرقية في ذلك الزمان .
فالسؤال للبابا فهلا كنت منصفاً لتقول كلمة إنصاف تجاه أعظم دين المطلوب منك إتباعه وتجاه أعظم رسول وأعظم البشرية جمعاء وأعظم مخلوق.
أن تقول كلمة عاقل عالم حكيم، لكن الأمر فاتك بكونك لم تكن عاقلاً ولا عالماً ولا حكيماً وإنما الأهواء وإنجرافك وراء مجرمي العالم وأعداء الإنسانية جعلك تحلب في إنائهم وتتبع خطواتهم التي وافقت هوى في نفسك فالنصيحة لك هو الابتعاد والاستقالة من منصبك هذا حتى لا تكون سببا في دمار أتباعك ودمار العالم.
كما ننصحك إن كنت تريد الحق أن تقرأ وتتعلم الكثير عن الإسلام ورسول الإسلام عليه الصلاة والسلام وتسأل أهل الذكر من علماء المسلمين الربانيين عن كل ما تريد فهمه عن الاسلام ورسول الإسلام عليه ا لصلاة والسلام.
ثم أدعوك دعوة خالصة صادقة أن تدخل بالإسلام وتعلن إسلامك فيكون لك الأجر وأجر وثواب كل من يؤمن من أتباعك .
وكل ذلك بعد إشعال سراج عقلك لتدخل الإسلام عن قناعة ويقين وتكون بذلك قد عملت بمبدأ الإسلام وتعاليمه وتوجيهاته (أشعل سراج عقلك واتبعني) الإسلام يريد من معتنقيه أن يكون إيمانهم عن يقين ومعرفة وعلم بتفهم وعقل منير وسليم غير متأثر بالهوى والتبعية إلا للحق الذي يريد إعتناقة قال تعالى:" الا إن الدين عند الله الإسلام).
وبعد ما تقدم أتوجه إلى الأمة الإسلامية بهذا النداء وذلك بالرجوع إلى الله تعالى وتتوب إليه مما فعلته بنفسها وشعبها عن طريق حكامهما ومسئوليها، ومؤيدي الظلم من الحكام وغلبت عليهم الأهواء في سبيل مصالح فردية قريبة جرتها إلى تأييد الظلم ، أن يعودوا إلى الحق ونصرة الإسلام في العودة بأنفسهم وأهليهم ومن حولهم إلى الالتزام بتعاليم الإسلام والتمسك بعقيدة التوحيد ونبذ الظلم والعدوان والتخطيط إلى مستقبل تعود لهم قوتهم فيه وذلك بالاعتماد على الله تعالى والأخذ بالأسباب الموصلة إلى القوة عملاً بقول الله تعالى :"وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوا الله وعدوكم .."
والقوة هنا نكرة في سياق النفي تفيد العموم والتعميم أي كل وسيلة من وسائل القوة من جميع أنواع السلاح وغير ذلك مما هو من أسباب القوة (وما النصر إلا من عند الله )
فالأخذ بالأسباب مطلوب ، والكفر بالأسباب فسوق، والمطلوب من الأمة الإسلامية الإعتماد على الله تعالى في الأخذ بالأسباب التي توصلها إلى القوة ، وذلك بالاعتماد على قدرات شعوبها وأبنائها وما أظن ذلك غير موجود بل هو متوفر لو صدقت النية ، وتوفرت العزيمة ووجد الإخلاص.
وهناك أمر هام وهو السعي ، الجاد لإخراج الأمة من الوهن وهو حب الدنيا وكراهية الموت وكذلك الخروج بالأمة من حكامها إلى أصغر فرد فيها من هاجس الهوان والضعف والشعور بالانهزام وإبعاد الدعاية والإعلام الأسود الذي يروج إلى أننا لا نستطيع الصمود ودعاية القوى العظمى ولكن الذي أقوله نحن أكبر قوة عظمى إن اتقينا الله تعالى وتسلحنا بقوة الإيمان وحب الموت في سبيل الله فلا يمكن بعد ذلك لأي قوة في الأرض أن تقف أمامنا ، والأمثلة على ذلك كثيرة من واقعنا المعاصر.
وليس من شعارنا الإعتداء على الغير ولا ظلم الناس، ولا التعالي على البشر وإنما شعارنا دفع الظلم عن أنفسنا وعن كل مظلوم، واسترداد حقوقنا وإستخدام ثرواتنا في نهضة أمتنا شعارنا الرحمة والخير للبشرية جمعاء.
كما أنصح بالتخطيط السليم والمتقدم في كل مجالات الحياة ، السياسية، والإدارية ، والصناعية ، والزراعية، وتقوية وتشجيع الطموح العلمي والتفكير دائما بما يعود على الأمة بالنفع المتقدم بصدق وتشجيع المبادرات الفردية والجماعية التي تساهم في نهضة الأمة ، دون عرقلة أي فكرة أو مبادرة وتشجيع ما هو نافع منها،تشجيع الرأي الحر المهذب الناصح الذي فيه النصح النافع الذي يعود على الأمة بكل خير.
ومحاربة الاحتكار بكل معانية إن كان إحتكاراً للراي والكلمة والعلم والفتوى، بشرط أن يكون كل ذلك بضوابط لا تسمح للفوضى أن تعم وتسيطر، الحجة بالحجة، والعلم بالعلم، وتشجيع الحرية الفردية المنضبطة بالأخلاق والقيم والتي لا تسيء للآخرين .
والأخذ بالاعتبار أصحاب الكفاءات لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وإبعاد المحسوبيات والأهواء الفردية والعصبية القبلية والعنصرية.
فأمتنا أمة متكاملة في مواردها وقدراتها العلمية والعملية لو استغلت لاستغنينا عن كثير مما نظنه عند أعدائنا وليس عندنا ولكن قدراتنا وإمكانيتنا معطلة وننظر إلى الآخرين بالتفوق الذي هو منا وفينا ولكنه لبس اثواباً أخرى طمست علينا الرؤيا الصحيحة .
وأكتفي بهذا والله حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, والحمد لله رب العالمين .

الأمانة العامة للجمعية العالمية لعلماء الاسلام ودعاته

الدكتور : عبدالحميد عمر الأمين
مؤسس الجمعية العالمــــيـــة لعلماء الاسلام ودعاته

نرجوا منكم نشر هذا المقال ونتمنى انه ينشر عالمينا
و الشكر سلفاً لكل من نشر هذا المقال
كما نتمنى منكم التعليق و التعليق على المقال

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.