التصنيفات
رسول الله و أصحابه الكرام

لماذا الرسول قدوتنا ؟ من السنة

[BACKGROUND="90 #333300"]

لماذا الرسول قدوتنا ؟

محمد قدوتنا

نعيش مع الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلي الله عليه وسلم، ذلك الذي أمرنا ربنا تبارك وتعالى أن نقتدي به، فقال جل وعلا:{قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيراً} [الأحزاب:21].

أيها الأحبة…لا يصلح أحد في هذه الحياة أن تكون سيرته هادية للناس جميعا إلا الحبيب صلي الله عليه وسلم، كل من مر على ظهر هذه الأرض من الأنبياء والعظماء والعلماء والحكماء، لا تصلح سيرهم التي نقلت إلينا والتي هي بين أيدينا، أن تكون قدوة هادية لكل الناس، إلا الحبيب صلي الله عليه وسلم.

السيرة الصالحة للتأسي

السيرة التي يصلح أن يتأسى بها البشر جميعا، على اختلاف أجناسهم وأصنافهم وأعمالهم وطوائفهم، وعقولهم وأحوالهم، لابد أن تتوفر فيها أربعة شروط، حتى تصلح لأن يقتدي بها كل الناس:

الشرط الأول:أن تكون سيرة صحيحة وليست قصة مخترعة ولا مؤلفة، إنما تكون حقائق حصلت على الأرض، وحفظها الرواة، ونقلت إلينا ولم يؤلفها أحد.. بحيث إذا أردنا أن نقلدها قلدناها؛ لأنها حصلت، وليست حدثا اخترعه أحد القصاص أو ألفه إنما هو واقع..

الشرط الثاني:أن تكون سيرة ثبت لصاحبها ونُقل عنه الكمالُ في كل شيء؛ لأننا نريد قدوة، فيجب أن يكون القدوة هو أسبقَ الناس في كل مجال يُطلَب أن يكون قدوة فيه. فإذا أردت أن تقتدي به في أخلاقه؛ فلا بد أن يكون أحسن الناس أخلاقا. وإذا أردت أن تقتدي به في السخاء، فلا بد أن يكون أسخاهم يدا. وهكذا، في الشجاعة، وفي كل صالح من الأخلاق والأعمال والأقوال، لابد أن يكون هو الأول دائما في كل هذه الصفات، لا أن يكون هو الأول في جانب والثاني في جانب آخر.. لابد أن يبلغ الكمال في كل شيء؛ حتى يصلح أن ينظر الناس إليه فيتأسوا به..

الشرط الثالث:الشمولية .. أن تكون هذه السيرة صالحة لكل شخص في كل مكان على كل حال، بحيث تصلح للعربي وغير العربي، للكبير والصغير، للآباء والأبناء، للحاكم والمحكوم، للغني والفقير، للمريض والصحيح، للمسرور والمقرور.. لكل الناس، حتى إن الإنسان في كل لحظة يستطيع أن يقول: أنا سأقتدي برسول الله صلي الله عليه وسلم في هذا، في كل لحظة، وفي كل وقت، وعلى كل حال. وبهذا تصلح السيرة أن تكون سيرة هادية، يجد كل الناس فيها كل ما يحتاجون إليه.

الشرط الرابع:الواقعية .. وهو أن تكون المبادئُ التي دعا إليها صاحبها مبادئَ واقعيةً، وليست مثاليةً، طبقها على نفسه، وأوجد جيلاً استطاع أن يطبقها، حتى إذا أردنا أن نقتدي وجدنا أمامنا شيئًا عمليّاً، لا خياليّاً، ولا مثاليّاً فوق الواقع، إنما لابد أن تكون سيرةً واقعيةً؛ بحيث يمكنني ويمكنك، ويمكن كل إنسان أن يطبقها.

والآن، تعالوا لنرى من الذي توفرت في سيرته هذه الشروط، لن نجد على الإطلاق إلا سيرة رسول الله صلي الله عليه وسلم.

أن تكون سيرة صحيحة
فإذا أخذنا الشرط الأول وهو الصحة والثبوت التاريخي، فلا توجد قصةٌ على هذه الأرض لنبيٍّ أو عالمٍ أو حكيمٍ أو ملكٍ ثبتت بشكلٍ صحيحٍ، ولدينا أسانيدُ على صحة كل ما حصل فيها، إلا سيرة النبي صلي الله عليه وسلم، ولو بحثت في سِيَر الأنبياء، فلن تجد سيرةً كاملةً أبداً، ولا شيئاً صحيحاً إلا ما جاء به القرآنُ أو جاءت به السنةُ.

كيف كتب اليهودُ سيرةَ سيدنا موسى مثلاً؟، وكيف كتب النصارى سيرةَ سيدنا عيسى مثلا؟ هل -وهم يكتبون- كان لديهم قواعدُ؛ بحيث يميزون الأخبارَ الصحيحةَ من غيرها؟، أم كانت تُكتَب بلا قواعدَ واضحةٍ للتميُّز؟!

الحقيقةُ التاريخيةُ تقول:إنه بعد وفاة سيدنا موسى بمدة، وبعد وفاة سيدنا عيسى أيضا بمدة، تم كتابة سِيَرِهم بشكلٍ لا تتوفرُ فيه الصحةُ ولا الثبوتُ التاريخيُّ، ولا يستطيعُ الباحثُ المنصفُ أن يقدّم برهاناً على أن ما كتبه أولئك الكاتبون خضع لقواعدَ سليمةٍ تضمن صحته!! ولك أن تتصوَّر أنَّ النصارى كتبوا أكثرَ من ثلاثمائة إنجيل!!
مع أن الإنجيلَ الذي نزل من عند الله تعالى واحدٌ، وهو كلمة الله عز وجل، وهذا حُرِّف وبُدِّل وضُيِّع، أما الأناجيلُ الثلاثُمائة التي كتبوها فهي عبارةٌ عن (ثلاثمائة) شخص كتبوا قصة سيدنا عيسى!!. كل واحدٍ من هؤلاء كتبها بطريقة تختلف عن الآخر؛ فامتلأت بالأساطير والخرافات والأوهام!!؛ ولذلك تجدها متناقضة، وذلك لأن كل شخص يكتب ما سمع ولم يسأل أحد منهم عمّن يسمع منه إن كان صادقا أو غير صادق؟!! ولذلك نجد في كثير من هذه الكتب وهذه القصص، كلامًا لا نثق بأنه ثبت، وليس عندنا دليل على أنه حصل إلا ما جاء في كتاب الله، وما جاء في سنة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم..
لكن تعال لسيرة الحبيب صلي الله عليه وسلم.. من أول يوم بدأ النبي صلي الله عليه وسلم فيه الرسالة، أدرك المسلمون أنهم يجب أن يحفظوا هذه السيرة، وعلمهم الله عز وجل أن يكونوا صادقين في نقل الأخبار: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات:6].

وأمر النبيُّ صلي الله عليه وسلم كلَّ مَنْ سمع أو رأى منه شيئا أن ينقلَ إلى غيره ما سمع وما رأى، وذلك حين قال صلي الله عليه وسلم: "بَلِّغُوا عَنِّى وَلَوْ آَيَة"[1]، وحين قال: "لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ" [2]، وحين قال: "تَسْمَعُونَ مِنِّى، وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ، وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ" [3]؛ أي من شاهدني وأنا أفعل شيئًا، أو سمعني وأنا أقول شيئا؛ فلا بد أن ينقله، ومن سمع منه فعليه أن ينقل عنه.. وهكذا.

وألهم ربُّ العزة العلماءَ المسلمين من أول يوم ألا ينقلوا كلَّ ما يسمعون بلا ضابط، بل لا بد أن يكون الذي تُنقل روايته راوياً معروفاً بالصدق والأمانة.

وشيء آخر مهم.. هو تمام العقل والحفظ؛ أي لو أن الراوي نسي بعض الشيء؛ فلا تُقبل روايته، وإذا حدثتْ له حالةٌ من الوهم واختلطتْ عليه المسائلُ؛ فلا نقبل روايته..
فقد ألهم الله علماء المسلمين منذ الصدر الأول من الصحابة وضع قواعد محكمةٍ وأصولٍ دقيقةِ لقبول الأخبار وردِّها، تطورت -فيما بعد- إلى علم واضح المعالم راسخ الجذور هو "علم مصطلح الحديث" الذي يبحث في أسانيد الأخبار ومتونها؛ لتمييز المقبول من المردود والصحيح من الضعيف، وتوفَّر على هذا العلم ألوفٌ الحُفَّاظ من العلماء، الذين ميّزوا أحوال مئات الألوف من الرواة الذين نقلوا الأخبار، وحفظوا تراجمهم، ونقدوا مروياتهم، ووضعوا ألقابا مميِّزة لكل فئةٍ على حسب حال كلِّ راوٍ من الثقة أو الضعف، كما وضعوا ألقاباً للمرويات على حسب صحتها وضعفها والأسباب الباعثة على التصحيح أو التضعيف.

وعلى ضوء هذه القواعد المحكمة صُنِّفت كتبُ السيرة والسنة فلم تَدَع شاردةً ولا واردةً تتصل بحياته صلي الله عليه وسلم، ولا شيئاً يتصل بها من قريبٍ أو بعيدٍ إلا تضمنتُه بطونُها، وحفظته أسفارُها مدوَّنا مسنداً، وبلغت تلك المصنفات عدداً يصعب حصره.
وخذ مثالاً بسيطا، يريك كيف كان علماء المسلمين يتحرّوْن قبل أن يكتبوا شيئا عن النبي صلي الله عليه وسلم ويتتبعون الرواة ليكشفوا الصادق من غيره:

موقف شعبة بن الحجاج

أحد الأئمة ويسمى شعبة بن الحجاج وكان يوصف بأنه "أمير المؤمنين في الحديث"، هذا الرجل كان يعيش في الكوفة -حررها الله من أهل الرجس والضلال- وردت عنه قصة عجيبة في التثبت نقلها ابن عساكر في تاريخ دمشق [4] بسنده إلى نصر بن حَمَّاد الورَّاق قال: كنا قعوداً على باب شعبةَ نتذاكر، فقلت: حدثنا إسرائيلُ، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: كُنَّا نَتَنَاوَبُ رِعْيةَ الْإِبِلِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلي الله عليه وسلم، فَجِئْتُ ذَاتَ يَوْمٍ وَالنَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم حَوْلَهُ أَصْحَابُهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَاسْتَغْفَرَ اللهَ إِلَّا غَفَرَ لَهُ" فَقُلْتُ: بَخٍ بَخٍ! فَجَذَبِني رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي فَاْلَتَفَتُّ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ: الَّذِي قَبْلُ أَحْسَنُ. فَقُلْتُ: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: "مَنْ يَشْهَدْ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ قِيلَ لَهُ: ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتَ".

قال: فخرج شعبةُ فلَطَمَنِي ثم رجع فدخل. قال: فتنحَّيْتُ من ناحيةٍ، قال: ثم خرج فقال: ما له يبكي بعدُ؟ فقال له عبد الله بن إدريس: إنك أسأتَ إليه. فقال شعبة: انظر ما يُحَدِّث! إن أبا إسحاق حدثني بهذا الحديث عن عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: فقلت لأبي إسحاق: مَن عبدُ الله بنُ عطاء هذا؟ فغضب ومِسْعَرُ بن كُدَامٍ حاضرٌ، قال: فقلتُ له: لَتُصَحِّحَنَّ لي هذا أو لأحرقن ما كتبتُ عنك!.

فقال لي مِسعر: عبدُ الله بنُ عطاء بمكة. قال شعبة: فرحلت إلى مكة لم أُرِدْ الحجَّ، أردتُ الحديثَ، فلقيتُ عبدَ الله بنَ عطاء فسألتُه، فقال: سعدُ بن إبراهيم حدثني. فقال لي مالك بن أنس: سعدٌ بالمدينة لم يحجَّ العام. قال شعبةُ: فرحلتُ إلى المدينة فلقيتُ سعدَ بنَ إبراهيم فسألتُه فقال: الحديث من عندكم، زيادُ بن مِخْرَاقٍ حدثني. قال شعبة: فلما ذكر زياداً قلت: أيُّ شيءٍ هذا الحديثُ؟ بينما هو كوفيٌّ إذ صار بصْريّاً إذ صار مدنيّاً!.
قال: فرحلت إلى البصرة فلقيتُ زيادَ بن مِخْرَاقٍ فسألتُه فقال: ليس هو من بَابَتِكَ (يعني حاجتك، أي ليس من الأحاديث التي تطلبها) قلت: حدِّثْنِي به. قال: لا تريدُه! قلت: حدِّثْنِي به. قال: حدَّثَنِي شَهْرُ بنُ حَوْشَبٍ عن أبي رَيْحَانَةَ عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم.

قال شعبة: فلما ذكر شهرَ بنَ حَوْشَبٍ قلتُ: دَمِّرْ على هذا الحديث. لو صحَّ لي مثلُ هذا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان أحب إليَّ من أهلي ومالي والناس أجمعين.
فهذا شعبة رحمه الله ظل يبحث حتى وجد علة الحديث، ووصل لمن اخترع هذا الكلام وعرفه، فبهذه الصورة ثبتت السيرة.

إذن السيرة التي بين أيدينا والتي تخص رسول الله صلي الله عليه وسلم صحيحة، ونستطيع أن نتأكد من صدق وقائعها، فعندما نقول: إن الحبيب المصطفى صلي الله عليه وسلم، خرج إلى غزوة بدر مجاهداً ، ولما رأى كثرة الأعداء اسْتَقْبَلَ صلي الله عليه وسلم الْقِبْلَةَ ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: "اللهمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهمَّ آتِني مَا وَعَدْتَنِي، اللهمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ" فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ مَادًّا يَدَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ.. إلى آخر القصة
عندما نسأل عن صحة هذه القصة، فإننا نجزم بأنها ثبتت بأدق طرق الثبوت، وهي صحيحة في صحيحي البخاري ومسلم[5].

وعندما أقول لك:إن النبي صلي الله عليه وسلم كان يمشي وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حتى أَثَّرَتْ بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ ثُمَّ قَالَ: مُرْ لِي مِنْ مَالِ الله الَّذِي عِنْدَكَ . فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.
حين أطلب منك التأسي به صلي الله عليه وسلم في هذا الموقف، وتسألني عن صحة هذه الرواية، فإنني أقول لك: هي صحيحة بالأسانيد [6].

إذن! عندما نقتدي بهذه السيرة، فإننا نقتدي بسيرة صحيحة ثابتة، ووقائع حصلت، وليست قصة ملفقة، ولا مُؤلفة، ولكنها قصص واقعية حقيقية حصلت في يوم من الأيام لرسول الله صلي الله عليه وسلم؛ ولهذا فهي السيرة الوحيدة الصحيحة التي تصلح لأن تكون قدوة.
لكن.. عندما يقولون: إن سيدنا موسى عليه السلام في موقف من المواقف حدث له كذا وكذا، وأريد أن أتأسى به، فأسأل عن صحة هذه القصة، فلا يمكن أن أتأكد من صحتها، إلا إن كان النبي صلي الله عليه وسلم، أخبر بها أو كان القرآن تحدث عنها.

بينما أهلُ كلِّ دينٍ يفتقدون هذا في قصصهم الكثير، فلا دليلَ لديهم على صحة هذه القصص. فعشر السنين التي قضاها موسى عليه السلام في مدين ليعمل فيها مع الرجل الصالح مهراً لابنته، ماذا حدث فيها؟!! لو أن أي أحد أخبرنا بما حدث في هذه السنين، فلن نستطيع أن نتأكد من صدق هذا، ولا يوجد لدينا دليلٌ على صدق هذا الكلام.

بينما سيرة رسول الله صلي الله عليه وسلم، من أول يوم لآخر يوم، قد ثبتت ثبوتا صحيحا؛ فهل في العالم دين احتاط أهله مثل هذا الاحتياط، واهتموا مثل هذا الاهتمام، بكل ما يتعلق بأمر نبيهم وهدايته؟ وهل أُلِّف في هذا الباب تأليفٌ أكثر صحةً وأعظم ثقةً وتثبتا مما حصل مع سيرة النبي الأكرم صلي الله عليه وسلم؟ وهل حفظ التاريخ من تفاصيل حياة نبيّ من الأنبياء عليهم السلام أو عظيم من العظماء مثل الذي حفظه من سيرة محمد صلي الله عليه وسلم؟ كلا، والله.

إذن هذه السيرة هي السيرة الوحيدة التي تصلح أن تكون قدوة، وهذا الشرط الأول، يؤكد لك أن الرسول صلي الله عليه وسلم هو الوحيد الذي يصلح أن يكون قدوة.

المصدر: موقع البصيرة

[1] الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أخرجه البخاري في كتاب: الأنبياء:باب حدثوا عن بني إسرائيل 6/496(3461).

[2] الحديث عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه، أخرجه البخاري في كتاب: العلم:باب ليبلغ الشاهد منكم الغائب 1 /199(105).

[3] عن ابن عباسرضي الله عنه، أخرجه أبو داود بإسناد صحيح في كتاب: العلم، باب: فضل نشر العلم 3/321 (3659)، وأحمد 1/321(2945)، وصححه ابن حبان 1/263 (62)، والحاكم 1/95، ووافقه الذهبي.

[4]ج19/ص 216 -217 .

[5] انظر: البخاري، في كتاب: المغازي، باب: إذ تستغيثون ربكم، 7/287 (3953)، ومسلم في كتاب: الجهاد والسير، باب: الإمداد بالملائكة في غزوة بدر 3/1383 (1763).

[6] انظر: البخاري، في كتاب: فضل الخُمس، باب: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم يُعْطِي الْمُؤَلَّفَةَ قُلُوبُهُمْ وَغَيْرَهُمْ مِنْ الْخُمُسِ وَنَحْوِهِ 6/251 (3149)، ومواضع أخرى، ومسلم في كتاب: الزكاة، باب: إعطاء من سأل بفحش وغلظة 2/730 (1057).


[/BACKGROUND]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هنا
سبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.